موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:26 AM   #21
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

اهل المحبة

لا يزال بين جوانح المحب لواعج الاشتياق فإذا ذكر اسم الحبيب برد بعض ذلك الإحتراق والهجر سم قاتل والوصل ترياق ما يسم الهجران من ترياق غير وصل يروى صدى المشتاق لو وجدنا إلى الوصال سبيلا لسقينا إليه بالأحداق اقتلوا عبدكم ففي قتله راحة من لوائح الأشواق أي عيس لمن يفارق إلفا ألف موت ولا قليل فراق
السالكون على قدم أهل المحبة يختارون الموت على الهجران والعاملون على طريق أهل الخشية يؤثرون عذاب النار على ركوب العصيان وأهل المعرفة بالله بما هو أهله مشغولون به عن نصيبهم منه لا يرون الاشتغال بشيء سواه وهم في ذلك يعظمون الحرمات والشعائر ويتقون كبائر الذنوب والصغائر ويوفون الأدب في سياسة الظواهر وحراسة السرائر وقلوبهم معلقة بمن لا تدركه الأبصار ولا تكفيه البصائر لو رق لي سكان حاجر لم تقرح الدمع المحاجر لا غرو أن هجر الكرى صبا له المحبوب يفاخر مالي كسرت وأنت يا مولاي للمكسور جابر هب ان عبدك قد أتى كل الكبائر والصغائر أنت الذي سميت نفسك في صريح الذكر غافر يا مصرا على الذنوب أما آن لك أن تتوب يا غافلا عن ذكر مولاه إلى متى أنت محجوب كم قد أهللت من شهر حرام وهمله إلى الحرام منصوب ليس في صدرك من خشية ربك ما ينبغي أن يكون للرب في صدر المربوب روح القلب بذكر الحبيب والسقمى فيه من طبيب هو انسى هو راحة قلبي هو روحي هو مفرج الكروب هبت الريح جنوبا فأهدت لي من ذكركم روح القلوب لذتني
منه فلا أزال الدهر أرتاح لريح الجنوب كلما نسب إلى الجنون فهو جنون وكلما إدى إلى المطلوب مطلوب جميع الذي يعزى إليكم وينسب على كريم وهو عندي مجيب جنوني غرقته بانسفاح مدامعي وقلبي على جمر الخصا يتقلب إذا كان هجري مدنيا من رضاكم فهجركم عندي من الوصل أطيب الرضا عن الله لازم لكل مخلوق ولو حمله الله ما لا يطيق لأنه سبحانه لا يقضي إلا بالحق ومن لا يرضيه الحق فهو بالغصب والعقوبة محقوق سخط المقدور يزيد في المحذور ومنازعة القضاء تزيد في الشقاء والتواضع رفعة واليأس راحة والإساءةوحشة إذا استحوذت الغفلة فقد استحكمت الشقوة كراهية العبد لقاء الرب دليل على ألا خبية بينه وبينه أفضل العباد صحة الإرادة أعرف الخلق بالله أقربهم منه وأطوعهم له أعرفهم به العبادة بغير المعرفة كسر على غير جادة لو انتبهت من رقادك لوصلت إلى مرادك ولو أيقنت بمعادك لاستكثرت من زادك أين ما أعددت من زاد قد حدا بالأنيق الحادي ما بقي إلا القليل وقد جد سير الرائد الغادي
فتأهب للمسير إلى دار قوم سكن الوادي وارتقب من بعدها سفرا ثالث يجدونهم حادي لا يزال السير يزعجهم بين إصدار وإيرادي فإذا تم السرى نزلوا في خلود خلدا وأيادي هذه مواسم الأرباح قائمة فهل من رابح فيها رضا مولاه هذه نعم الله سابغة فهل شاكر لله على ما أولاه كم من مؤمل بلوغ ما بلغتموه من الصحة والفراغ والمهل قبل أن يبلغ عرى العافية الانفصام ومجنح شمس الحياة إلى الطفل ويقول القائل مالي لا أرى فلانا فيقال انتقل سروري سرى واصطباري رحل وقد رغبتم نجم سعدي أفل وضاقت بي الأرض من بعدكم تنكر لي سهلها والجبل وما كنت أحسب أن البعاد سلع قلبي فها قد قتل وكنت أؤمل لقياكم فعز علي بلوغ الأمل فلا تسمعوا قول من قد وشاكم لم أطع فيكم من عذل ورقوا لمن قد براه السقام فلا يبق في عدكم محتمل وإن كان في الحب لي من ذلك فما زلتموا تغفرون الزلل تعالى الله وما أجل ذكره في أسماع المحبين من علو شأنه في قلوبهم يزجرون نفوسهم عن دعوى حبه وهم يعلمون أن حبه وهم يعلمون أن حبه أقرب الوسائل المدنية من قربه ولكن لمعرفتهم به علموا أن مهور محبته غالية على قدرهم فأمسكوا عن
تعاطى المحبة وهم يعلمون أن رتبة المحب فوق كل رتبة حالتي تقتضي اعترافي لربي بذنوبي لربي وافتقاري سوء حالي اقتضى رضاي بإذني ما عسى أن يجبر الكساري أرتجي العفو والوفاة على الإسلام والعتق من عذاب النار آيستي الذنوب من كل مجد وسناء ورفعة وفخار ما لمثلي ان يدعي حب ربي إنما الحب رتبة الأطهار كان ابن الجلا رحمه الله عليه إذا سئل عن المحبةقال مالي وللمحبة أنا أريد أن أتعلم التوبة اذا ادعت نفسك محبة الله فطالبها بصفات محبته لتعلم أصادقة هي ام كاذبة فيما تدعيه أن أيسر ما يكرم الله أهل محبته أن يظهر محبته أن يظهر عليهم خوارق العوائد ويطلعهم على أسرار الخلائق حتى تكون عليها كشاهد كان جماعة عند الجريري فقال هل فيكم من إذا أراد الله أن يحدث في المملكة حدثا أبدى علمه إلى وليه قبل إبدائه في كونه قالوا لا فقال مروا وابكوا على قلوب لم تجد من الله شيئا من هذا لما أكرموا مولاهم أن يراهم حيث نهاهم صافاهم ووالاهم ولموالاته ارتضاهم وكيف لا يرتضيهم وقد أطاعوه وكيف لا يطيعونه وقد عرفوه سئل الشلبي عن أي شيء أعجب فال قلب عرف ربه ثم عصاه إنما كانت معصية العارف من أعجب العجب العجيب لأنه من الجناب العزيز قريب وعليه من الله في كل حال رقيب فهو لقربه من الله كأنه يراه أما العين محجوبة ولكن القلب يتملاه دخل على الشلبي جماعة في داره وهو بهيج ويقول على بعدكم لا
يصبر من عادته القرب ولا يقوى على حجبكم من قيمة الحب فإن لم ترك العين فقد يبصرك القلب لما أخلوا له القلوب مما سواه أضاءت قلوبهم وإن كانت لا تراه كأنها تراه ولأجل ما هم فيه من مقام القرب واقفون ومن عظمة ربهم خائفون طالبوا بها الناس به مسامحون عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول اله صلى الله عليه و سلم يا بلال إلق الله فقيرا ولا تلقه غنيا قال يا رسول الله كيف لي بذلك قال هو ذاك وإلا فالنار أصحاب العناية مطالبون بما لا يطالب به المهملون والمقربون يناقشون على ما تسامح به المتعبدون لأنه سبحانه اصطنعهم لنفسه وجعلهم جلساءه في حضرة قدسه فكيف يسامحون في الإخلاء بحسن الآداب وبحسن الأدب استحقوا ساميات الرب لما استشفعت الخليفة بسادات المرسلين يوم القيامة تأخر آدم بسبب الشجرة التي نهى عنها وهي خطيئة قد غفرت له وقد تاب مهنا وتأخر نوح بالدعوة على قومه وما أراد بها إلا هلاك أعداء الله وتطهير الأرض والبلاد وأراحة العباد وتأخر الخليل بالديات الثلاث وكلها كانت في ذات الله وطلب مرضاته وتأخر الكليم بالنفس التي قتلها وإنما كان المقتول كافرا باغيا أراد كليم الله كفه ولم يعتمد قتله وكان في ذلك الوقت من اهل النبوة والرسالة وتأخر المسيح خجلا مما فقلت النصارى فيه وذلك ذنب ما جناه ولا إرتضاه علموا ان مقام الشفاعة مقام لا يسامح تقدموا إليه فناقش كل منهم نفسه بأدق ما يلزم ويجب عليه كلما بلغوا من القرب والأنس مقاما ازدادوا لله إجلالا وإعظاما
كلما زادني اقترابا وودا زاد قلبي له احتراما مجدا وإذا زاد بالتواصل يوما خفت أن يعقب التواصل ضدا كم قريب قد أهمل الخوف فاعتاض بإهماله من القرب بعدا ومدل على الأحبة جازوه بإدلاله إنتهارا وطردا ويخافوه بعد أنس ولطف ثم قدوا له من الهجر مدا أطول الناس حسرة وأوجعهم كسرة عبد قربه مولاه ولاطفه وصافاه فعزه ذلك الأنس والإقتراب فأحل بما يلزمه من محاسن الآداب فنفضته يد الإنكار نفضة أبعاد فأصبح مطرودا إلى يوم التناد يا لها حسرة ليوم البعاد كم ترى فتتت من الأكبادي يا لها صيحة أطارت فؤادي كم ترى أشمتت من الحسادي بدل الوصل بالصدود وقرب الديار بالبعد والكرى والسهادي ما لقلبي مواليا لهمومي ما لجنسي معاديا امهادي ليتني مت قبل ما ذقت من الهجر والقلى والبعادي لا تلمني على افتضاحي فقد باحت دموعي بما أسر فؤادي

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:27 AM   #22
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

صحبة المعلمين

أحوج الناس إلى صحبة المعلمين ثلاث رجال رجل يطلب ان يكون من وزراء السلاطين ورجل يطلب العلم ليصير به من أئمة الدين ورجل يطلب العبادة ليتوصل بها إلى مقامات المقربين لآن من صحب السلطان بغير تأدب بأهل ذلك الشأن لم يأمن ان يكون حتفه في سقطه من سقطات اللسان ومن لم يتأدب بعلمه بآداب العلماء لم يأمن ان يكون حتفه في بعض أودية ضلال الآراء ومن تعبد من غير مداخلة لأولياء الله لم يأمن أن يتبع السبل فتفرق بكم عن سبيل الله من يكن شيخ نفسه في الطريق لم ينل رتبة من التحقيق لا يتم السلوك في الطرق إلا بخفير ومرشد ورفيق قطاع الطريق على أرباب السلوك أربعة كافر مطاع يشكك في الله ومبتدع يزيغك عن سنة رسول الله وفاسق يجزيك على معاصي الله وغافل ينسيك صحبة ذكر الله
إذا ما عزمت السير في نيل متجر يكون له من صفقة الربح حاصل فأربعة لا تسلك سبيلهم كفور وبدعي وعاص وغافل هذه نصيحة أهديها إليك فأمكسها بكلتي يديك وعض عليها بناجزيك تتم بها نعمة الله عليك اللهم وفقنا لمحابك منا وارزقنا عملا صالحا زاكيا ترضى به عنا حتى نلقاك وأنت راض عنا في لطف منك وعافية ياأرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
المجلس العشرون الإسراء معناه وأسراره

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير مثير السحاب بالرياح من مثارها ومدير الأفلاك على الأقطاب في مدارها فلا تأثير إلا وهو مثير ولا دائر إلا وهو له مدير دبر فأحكم التدبير وقدر فأبرم التقدير من استرحمه فهو له راحم ومن استنصره فهو له نصير ومن استغاثه فهو له مغيث ومن استجاره فهو له مجير تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ويكلأعباده باليل والنهار ولا يأخذه نوم ولا سنة ويدبر الأمر من السماء إلى الأرض بتدبير ما أتقنه وأحسنه فله الحمد على حسن التدبير في مجاري القدير في بابه يجبر الكسر ويطعم البائس الفقير ليس عليه مجبر خلق وهو على قلبه جبير
علم محيط فلا صغير يغرب عنه ولا كبير لكل أقوالنا سميع لكل أعمالنا بصير إذا ابتلينا فهو المعافي أو نحن خفنا فهو المجير وإن مرضنا فهو المداوي وان أسأنا فهو الغفور إحساننا عائد علينا وهو لنا مادح شكور سبحان من يشكر المحسنين على إحسانهم وإنما إحسانهم من إحسانه سبحان من تعامله العباد بعصيانه ويعاملهم بغفرانه سبحان من لولا حلمه لعاجل العاصي بالعقوبة قبل توبته من عصيانه ولكنه يمهلهه ما دامت الروح في جثمانه فإن تاب قبل موته تلقاه بمغفرته ورحمته ورضوانه وإن مات مؤمنا بربه تلقاه بمغفرته وإن مات مؤمنا بربه مصرا على ذنبه أنقذه من النار ولو بمثقال ذرة من إيمانه ولا يهلك على الله إلا طاغ مستمر على طغيانه لأنه تعالى أرحم بعبده من الوالد بولده في عطفه ولطفه وعنايته بصلاح شأنه أحن إلى رفك العقيق وبانه فهل عائد لي ما مضى من زمانه ليالي أرعى روض وهل سخت به يد الدهر من إحسانه وحسانه يمكنني مما أحب فأجتني ثمار مني إمكانه ومكانه وأمنتني إذ ذاك من روعة الورى فعشت زمانا واثقا بأمانه إلى ان قضى ربي بذلي وشقوتي وكل قضاء مصير لأوانه فجرعت مر العيش من بعد حلوه وعوضت من إكرامه بهوانه
وها أنا لا أرجو سوى ان سيدي يعود على فقري بفضل امتنانه ويجبر مني كل كسر بنظرة أعيش بها طول المدى في حنانه تبارك الله ما أروم نسمات الإرتياح إليه وما أشجى حنين المتلهفين عليه وما أبرد مصافحة استشعار الرضا عنه وما ألذ العيش في بلاد الدنو منه وكيف لا وهو المنتهى في نعوت الجلال والجمال وليس وراءه مرمى في شيء من صفات الكمال أحمده على كل حال إن قبض وإن بسط وإن منع وإن أنال وأشهد أن لا إله إلا الله الكبير المتعال شهادة معتقد ان كل معبود دونه محال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اختصه للنبوة وأكرمه بالإرسال فشفى من السقم هدى من الضلال صلى الله عليه و سلم وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم المآل خصوصا على العشرة ومن جملتهم الأئمة الأربعة أصحاب الهمم العوال اللهم افتح منا أسماعا وأبصارا وبارك لنا في حضور هذا المجلس حتى لا نقوم إلا وقد غفرت لنا إنك كنت غفارا واجعل لإخواننا نصيبا في صالح دعائنا يا من لم تزل نعمة غزارا ودائمة مدرارا
وهي قوله تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير أكثر الناس يقولون سبحان اللهوما يعرفون معناها وهي في لغة العرب تعني التنزيه والتعجب فقولنا سبحان الله أي تنزيه الله من كل سوء وتبريئه من كل نقص وتعجب من وصفه بما لا يليق به من الولد والصاحبة والشريك وغير ذلك مما برئ منه وتعالى عنه فقوله أسرى بعبده أي سيره بالليل والسرى لا يكون إلا بالليل خاصة والعبدهو محمد صلى الله عليه و سلم والمسجد الحرامفهو مسجد مكة المحتوي على الكعبة وأما المسجد الأقصىفهو مسجد المقدس الذي باركنا حوله أي جعلنا ما حف به مباركا وذلك جميع بلاد الشام رأى لها مزية على غيرها في البركات من الدنيا والآخرة لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير الآيات هي العجائب وكم أطلع الله نبيه ليلة المعراج على بناء عظيم وأمر عجيب إنه هو السميع البصيرهو الله سبحانه وتعالى أي أن الذي أسرى بعبده هو السميع البصير وقيل هو النبي صلى الله عليه و سلم أي ان العبد الذي أسرينا به هو سميع لما أوحي إليه بصير بما حكى عليه أيها الزائر الذي رام وصلا قد رأيناك للذي رمت أهلا إليه سمعا لما يقال فهدى كلمات الرضا على السمع تتلى وإذا ما أميطت فاحفظ حسن آداب ما على العين تجلا
أيها الصب المشتاق ها قد بذلنا لك ما كنت تشتهي فتملا قد تجلى لك الحبيب وأوصى ضيه العاشقين أن تتجلا كم محب أراد وصلنا لم يصادف منا سوى كن وكلا ما لكل الرواد يفتح الباب لا ولن يلتقى بأهلا وسهلا سؤال ما الحكمة في افتتاح آية الإسراء بلفظ سبحانه الجواب إن لفظة سبحانه تقولها العرب عند الأمر العجيب فافتتحت بها آية الإسراء لما كان فيه من الأعاجيب سؤال ما الحكمة في قوله أسرى بعبدهولم يقل برسوله ولا بنبيه الجواب إن عيسى عليه السلام قيل فيه إنه الله وابن الله للكرامة التي أكرمه الله بها وهي دون كرامة المعراج وكذلك قالت اليهود في العزيز أنه ابن الله لأيسر كرامة فلما أكرم الله نبيه صلى الله عليه و سلم وهوكرامة بالغة حصل له فيها الدنو من ربه والقرب والرؤية التي لم يبلغها غيره فوصفه بالعبودية في هذا القام حتى لا تغلو فيه أمته غلو النصرانية واليهودية وأحوج ما يكون العبد الى التواضع لعظمة ربه أقرب ما يكون من معارج قربه فاخوف ما يكون العبد يوما من الإبعاد أقرب ما يكون
سؤال ما الحكمة في جعل المعراج بالليل دون النهار الجواب إن الليل أفرغ للقلب وأجمع للهمم وأهيأ للوصل وأنظم للشمل ظلمة الليل للتواصل أهنى من ضياء النهار عند المحب وصلهم سرهم وما احوج السر إلى ستره بسخف الحجب سؤال ما الحكمة في أنه قال لنريه من آياتناولم يقل لنسمعه الجواب له وجهين الوجه الاول أن الآيات هي الأعاجيب وأكثر اعاجيب المعراج كانت من المرئيات لا المسموعات كسدرة المنتهى وفراش الذهب والنهرين البطنين والظاهرين وغير ذلك من عوالم الملكوت الوجه الثاني أن المعراج كان فيه رؤية وجه الله تعالى وهي أخص فوائده
قال لنريه ولم يقللنسمعه إشارة إلى أخص فوائد ليلة الإسراء لأنه أرى فيها وأسمع لكن كان النظر إلى الله سبحانه أخص من قسم المرئيات دون المسموعات فرجح جانب المنظور بذلك فخصص بالذكر لذلك سؤال لماذا أضرب عن ذكر نظر الرسول صلى الله عليه و سلم إلى وجه ربه في هذه الآية الجواب كلما عظم الأمر استحق الستر كما قال بعضهم أغار عليه إن صرح باسمه فكيف إذا ما لاح يوما جماله ويطويه قلبي عن لساني صيانة وكل نفيس لا يليق ابتذاله سؤال ما وجه ذكر السمع والبصر دون غيرهما من الأوصاف في آخر هذه الآية الجواب إن كان السميع البصير رسول الله صلى الله عليه و سلم فلولا صحة سمعه ونفوذ بصره لم يكن أهلا أن يتلى على سمعه ما يتلى ويجلى على بصره ما يجلى وان كان السميع البصير هو الله تعالى فلولا أنه سميع لأقوال عباده بصير بأعمال خلقه لما اختص بالاسراء إلى كريم حضرته رجلا واحدا من جميع بريته الله أعلم حيث يجعل رسالاته
الله أعلم حيث يجعل خلقه من أرضه وسمائه فإذا رأيت الله خصص واحدا منهم فلا تسلك سبيل عناده أفيضوا بنا في ذكر المنعم فما مزيد الخير إلا في شكره وأعيدوا علينا ذكر اسمه فما لذة العيش إلا في ذكره من تهجروه فما له في هجره من راحة إلا إدامة ذكره هب انه بالعين ليس يراكم الذكر يجلو حسنكم في سره تروى له أخباركم فيراكم منها فيهدأ من لواعج صدره وإذا ترنم باسمك داعي النوى لمحبكم أطفى تلهب حره إذا هتف باسم الحبيب لأسماع المحبين رأيت منهم المكروبين ومنهم المرتاحين أماالمرتاحين فتلوح لهم من الذكر لوائح التلاق وأما المكروبين فتهيج منهم لواعج الأشواق وكل منهم في شرع الغرام مغدور وربما اجتمع الأمران في وقت واحد للصف المهجور حبكم جنتي وناري قد عيل من ثقله اصطبارى ذكركم تحدث ارتياحا طورا وطورا لهيب ناري والصبا ما بين ذا وهذا مقلقل عادم القراري عليكم مني بكاي إليكم مني فراري وحقكم لا سلوت عنكم ما جرت الفلك في البحاري
ما لي شفيع إلى علاكم أنجح من ادمعي الغزاري فإن وصلتم فوا انجباري وإن هجرتم فوا انسكاري صدق لسان المحب في طلب وصال محبوبه هو الذي أوصله إلى مطلوبه وكل محب طرد إلى الباب فإنما أبعده المحب عن الجناب لأنه في دعوى المحبة كذاب المحبة لازمة لأهل المعرفة والشوق لازم لأهل المحبة والانزعاج لازم لأهل الشوق فلما تكامل لرسول الله صلى الله عليه و سلم الشوق تكامل له الانزعاج فقد أدركته رأفة الحبيب بليلة المعراج فما زال جبريل يسلك به السبل ويقطع به الفجاج حتى سقى من عذاب فرات الوصل ما لا يشوبه أجاج كل سكر يذهب العقل على الناس حرام غير أهل الحب فالسكر لا يرام يا نديمي قم فقد درات على الشراب المدام دارت الكاسات أقداحا وأقوام نيام لو دروا ما فاتهم ما راق للعين المنام بابي شهم جسور ما حد قوم همام يؤثر النار على النار إذا ما يستضام لم يزل في السير حتى نال أمرا لا يرام جد حتى أبعد الله والسلام

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:29 AM   #23
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس الحادي والعشرون في الجهاد وأهميته

الحمد لله الذي جعل جهاد النفس والعدو فرضا واجبا ودينا واصبا فما من مسلم عاقل إلا وهو يعلم ان مجاهدة نفسه وعدوه حق واجب عليه فهو يرجو رحمة ربه ببذل نفسه ويرغب فيما لديه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن جاهد بين يديه تبارك الذي أحكم مباني دينه لعباده المؤمنين وجعل الإسلام رأسه والصلاة عموده والجهاد ذروة سنامه فانتظمت بذلك أحكام شرائع الدين فمن أسلم لربه فقد استمسك بالعروة الوثقى والحبل المتين ومن اقام الصلاة لذكره فقد أخذ مركزه من صفوف العارفين ومن جاهد في سبيله فليتبوأ مقعده من مائة درجة أعدت للمتقين المجاهدين كانت الجنة للإنسان وقت عافيته كالبستان يسرح فيها حيث يشاء وجعلت الأرض له وقت مرضه كالمارستان يلتمس فيه الشفاء ولا شفاء إلا بدواء وكل دواء إلى المريض بغيض فعالجوا أنفسكم من معضلات أدوائها بدوام جهاد أعداء الله وأعدائها لقد تخصص الجهاد على سائر القرب ببذل النفس للعطب في موطن يتميز فيه
الخوف من الجوهر والنحاس من الذهب حتى متى أنت في لهو وفي لعب تمسي وتصبح في عزف وفي طرب انهد بجيش من الأعداء منتصف وانهض بعزم إلى العلياء منتدب واظعن عن الوطن المألوف مغتربا لا يبلغ المجد إلا كل مغترب جزائر الهند فيها العود كالحطب وحين غربته يبتاع بالذهب كم ذا الرقاد على ظهر المهاد وقد مد الحمام إليكم كف مستلب يحكموا فيكم وفي بلادكم فالنسل للبنين والأموال للسلب يا لهف نفسي على قوم لهم همم تعلو على قمم الأفلاك والشهب يستنفذون الأسارى من عدوهم لضعف أم لهم محزون وأب والله لو ان سلطان يفرجها كنا نسميه الفراج للسرب أين أصحاب النفوس الأبية أين أصحاب الأنفة الحمية أوفوا بالعهد القديم وارغبوا في الأجر العظيم وقاتلوا في سبيل الله واعلوموا أن الله هو السميع العليم قولوا لأهل الهمم العلية كيف يرضون بالحطة الدنية تنبهوا من رقدة الغافلين وتأهبوا لمرافقة الصالحين وإذا عزمتم فتوكلوا على الله إن الله يحب المتوكلين المجتهدون لله بالليل هم حماة الإسلام وثناؤهم على الله مفاتيح دار السلام يبيتون يراوحون بين الحياة والأقدام والناس على فرشهم نيام فأهل
العباد بيننا كالمقاتلين عن المنهزمين بهم يدفع الله العذاب عن العاصين ويحرس العباد والبلاد من جيوش الكافرينولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ينبغي على العازم على الدخول في أولياء الله أن يكون شحيحا ضعيفا قويا مطيعا عصيا يطيع داعي الله في العبادة والتقى ويعصي داعي النفس إلى اتباع الهوى ويقوى على مجاهدة النفس والشيطان ويضعف عن متابعة هواه في ركوب المعاصي ويشح بدينه وعرضه وحسناته ويسخو بترك الدنيا الشاغلة عن طاعة الله وطلب مرضاته فإن الحسنة إذا طلب بها وجه الله تصير التمرة كالجبل العظيممثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ألا منفق لله من فضل يوفى عظيم الأجر من فضل ماله ألا موقن مرضاة مولاه مخلص عبادته في قصده وفعاله يعامل مولاه بإخلاص فيه ويرغب في معروفه ونواله من بخل عن الإنفاق في سبيل الله فإنما يبخل عن نفسه ومن لم يقدس روحه بالأعمال المرضية لله لم يدخل في أهل قدسه ومن لم يستوحش من كل ما يشغله عن الله لم يصر من أهل أنسه ومن قصر في خدمة الله جنى ثمر
تقصيره وقت حلول رمسه حين لا يحصد حاصد إلا ما زرعه ولا يجني جان إلا من غرسه كيف تقبل من المقصرين الأعذار وقد بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار فإياكم أن تفروا من العدو فكم قد كسا الفرار أهله من لباس العار أما سمعتم كلام من اختص بكلامه صفية المختاريا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار لو صرت مجاهدا وقت مطالبة النفس ومحاربة الشيطان لرأيت من نصر الله العجب ولكنك انقلبت يوم الفرارإلى حياة الخزي والعار فبئست الحياة وبئس المنقلب ربحت الخزف والحجر وخسرت الجوهر والذهب أما سمعت كلام العزيز الغفاريا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار رضيت بالحياة الدنيا من الآخرة وخسرت الصفقة الرابحة وربحت الصفقة الخاسرة كيف طابت نفسك أن تكون ظهيرا لفئة النفس على فئة القلب وفئة القلب مؤمنة وفئة النفس كافرة كيف اخترت لنفسك ان يقال جبان فرار اما سمعت كلام من له العزة والاقتداريا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار العين منها الدموع تنهمر والحزن باد والقلب منكسر والدين والملك قد يضيع من ركبهما ما يعمى به البصر ليس العجيب يعمى العيون وقد نظرت أمرا يعمى به البصر الملك تدعمه الحراب فلا يبقى عليه التحدي ولا يذر في كل قطر زاحفة نار فلا سدوا لها شرر أين توجهت قد رأيت من البلاء مالا يطيقه البشر ما لجنود الإسلام قد زحفوا هل يدفع الموت منهم الحذر ما لجميع الإسلام ما خرجوا إلى الجهاد الذي أمروا
مالي أرى المذنبين ما فرغوا مالي أرى الراقدين ما سهروا مالي أرى الجاهلين ما عرفوا مالي أرى العارفين ما اعتبروا كيف يلذ الكرى وقد طرقت بلادنا النائبات والعبر والرب غضبان والعصاة ما كانوا فلا استغيثوا ولا هم اعتذروا فاستغفروا الله من صغائركم وعن ركوب الكبائر اذدجروا وانتظروا الغوث من مراحمه ما خاب قوم لغوثه انتظروا إن مما قضى الله علينا في محكم كتابه من أنباء أنبيائه ونصره أوليائه على أعدائه ما يثبت الفؤاد وينبه من الرقاد قوله تعالى وإذا قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين لما حرص الكليم على تحريض قومه على جهاد الأعداء ذكرهم بما لله عليهم من النعماء حيث يأنفون على أنفسهم من الهوان بعد الإكرام ومن ظهور عبدة الأصنام على ملة الإسلام فقال يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم فكأنه يقول أما يأنف من أكرمه الله بالشريعة النبوية أن يجبن من جهاد أعدائه وقد استولوا على دياره وأبنائه وهل يرضى بهذا لنفسه من له أنف كلا والله ما رضي بالهوان كريم ولا استسلم للأعداء لئيم ألا شهم فتى كريم له رأي سديد مستقيم له في كل ناحية رقيب على أعدائه وهم هجوم متى سمع العدو له بذكر عراه الذل والخزي المقيم
ومن يكل هذا فعليه طير بنصر رجاله أبدا يحوم وإلا فلينم حتى يوافي عدو وصيده الكسل النؤوم قوله وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمينيعني من عالمي ذلك الزمان يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكمقال ابن عباس هي الطور وما حوله وقال قتادة الشام وقيل أريحاء وقيل دمشق وفلسطين وبعض الأردن والمقدسة أي المطهرة المباركة وقوله كتب الله لكمأي أوجب لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرينأي لا ترجعوا مدبرين إلى ورائكم فتنصرفوا خائبين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارينكل من لا تكون خشية الله أغلب عليه من خشية الخلق ملأ الله قلبه مما سواه رعبا وجعل كل شيء يخافه ربا وإنا لن يدخلها حتى خرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلونلما جنبوا عن القتال أحالوا على المحال وهو طريق من طرق الضلال لا بارك الله في رجال قد سلكوا سبل الضلال لا أهل كنا في يوم حرب ولا فحول يوم القتال قد قنعوا من حطام دنيا بطيب عين وجمع مال فلا بد يدنون من حريم ولا يحامون من عيال لكن قومي إذا دعاهم داع إلى الحرب والنزال طاروا إليه على متون الجياد بالذيل العوال
فتاهم عاشق المعالي وكلهم للحياة سالي جزاهم الله كل خير في كل وقت وكل حالي قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ما بين العبد وبين النصر إلا أن يوطن نفسه على الصبر أمروا بالدخول من الباب على عدوهم وضمن لهم النصر عقيب دخولهم فلو تلقوا أمر ربهم بالسمع والإطاعة لم يحولهم إلى الصبر إلا ساعة فلا قرت عيون الجبناء ماذا فاتهم من النصر والعلاء لو وطنوا أنفسهم على صبر ساعة يوم اللقاء من غديري من معشر جبناء ما وفوا بالعهود يوم اللقاء إنما الملك والغنيمة والأجر وقهر العداء وحسن الثناء لفتى صابر العدو فوافى حين وخز الرماح في الأحشاء إن أردت الثواب والملك فاصبر ساعة الموت تحت خفق اللواء وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنينفي هذه الآية دليل على ان من ولى وقت الزحف فليس له نصيب في التوكل وفيها دليل على أن من لا يتوكل له
فلا إيمان له لأن المعنى إن كنتم مؤمنين فتوكلوا وإن كنتم متوكلين فاثبتوا فمفهومها إن لم تثبتوا فما أنتم متوكلين وإن لم تتوكلوا فما أنتم مؤمنين أي لا يتم إيمانك إلا بالتوكل ولا يصدق توكلكم إلا بالثبات قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها جرى فألهم على ألسنتهم حين قالوا إنا لن ندخلها أبدافلم يدخلوها لأن الله حرمها عليهم وهذا جزاء كل من لا يتقبل النعم بالشكر أي يحال بينه وبينها بلون سواد به آخر العهد منها الذنب لي فيما ابتليت به من راحة نقلت إلى تعب ورقاد عين عاد لي سهرا ومواهب حالت إلى سلب وفراق أحباب نعمت بهم وبقربهم في سالف الحقب ما كنت أعرف قدر ما بذلوا حتى ابتليت بكف مستلب هذا جزاء مقابل نعما بدلت له إساءة الأدب ما زال في لهو وفي لعب حتى دعا بالويل والحرب فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون هذا كلام قوم جاهلين بالحكمة في سنة الجهاد لأن الجهاد شرع للمؤمنين تمحيصا للسيئات ورفعة في الدرجات فإذا كان المقاتل غيرك فكيف تحصل لك هذه الفوائد في قوله تعالى ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم لكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهمفمن كان في إحراز هذه الخيرات طامعا فليكن إلى الجهاد نفسه
وعدوه مسارعا إن كنت في نيل السعادة طامعا فانهض إلى حمل السلاح مسارعا واركب جواد العزم واحمد حمله البطل الحلاحل حاسرا أو داعيا واصبر على مضض الجلاد مراميا ومطاعنا ومسائفا ومقارعا واصدق عدوك في لقائك ساعة لم تلق مثل الصدق شيئا قاطعا واغش السيوف في نحر وجهك وقت ما يحمي الوغى والق الرمام شوارعا لا تجزعن ولو قتلت فإنه لم يبلغ العليا من يك جازع وترج إحدى الحسنين شهادة تحصنك أو نصرا لمجدك رافعا قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقينتبرأموسى عليه السلام إلى ربه من عصيان قومه فعذره الله تعالى وأخبره بما هو معجل لهم العقاب مع حرمان الثواب قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقينفصرفوا عنها أذلة صاغرين ودخلوا في التيه فلم يخرج منهم أحد حتى أتى الموت عليهم أجمعين حتى إن موسى وهارون كانا في التيه من جملة المتيهين ولم يدخل الأرض المقدسة من ذلك الحين أحد منهم وهم ستمائة ألف فيهم الأنبياء والمرسلين والأولياء والنساء والأطفال عمهم جميعا شوم العاصين رضوا بالحياة الدنيا من الآخرة فانقلبوا بالصفقة الخاسرة فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين
لا تبيعوا الدر بالخزف ليس هذا فعل معترف واركبوا الأخطار في طلب المجد والعياء والشرف فاطلبوا الثأر الذي لكم عند أهل الجور والخيف أو فكوا حرمة قنعت بلزوم البيت والعلف من كان مع الله كان الله معه ومن تكبر على الله وضعه ومن تواضع لله رفعه ومن استودع الله دينه ونفسه حفظه عليه حتى يؤدي إلى الله ما استودعه فكونوا بالله في ضمانه واثقين وإلى الله فيما عنده راغبينوقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين قل للذين آمنوا بزلهم كونوا مع الإيمان عاملينا إذا أتاكم مناد من ربكم فلا تكونوا عنه معرضينا قولوا سمعنا وأطعنا واحذروا أن تصبحوا لله مسخطينا من خالف الله فقد أسخطه فلا تكونن مسخطينا وجاهدوا أعداءكم فإنهم قد أصبحوا لكم معاندينا إياكم والظلم فيما بينكم فقل ما ينصر ظالمونا واخلصوا نياتكم فالإخلاص أقوى ما به في الحرب تنصرونا ووطنوا النفس على الصبر ولو قتلتم بالصبر أجمعونا فموتنا ولا نرى عدونا يستأثر البنات والبنينا كم استباحوا حرما ممتنعا كم هتكوا محجبا مصونا
كم غربوا مستوطنا عن داره وكم أخافوا بلدا أمينا كم أفقروا ذا ثروة من ماله حتى غدا مستعطيا مسكينا نستغفر الله ذنوبا سلطت أعداءنا وطمعتهم فينا عسى الذي أعلى العدو فوقنا عليهم من بعدها يعلينا اللهم يا خير الغافرين اغفر لنا ذنوبنا اللهم يا خير الراحمين ارحمنا في كل شيء من نعمك علينا اللهم يا خير الرازقين ارزقنا رضاك عنا ولطفك بنا اللهم يا خير الفاتحين افتح بيننا وبين القوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين اللهم يا خير الناصرين انصرنا على من عادانا واردد لنا الكرة عليهم وكن لنا عليهم ظهيرا وامدد لنا بأموال وبنين واجعلنا أكثر نفيرا من كان مع الله بالإخلاص والصدق كان الله معه بالتأييد والنصر ومن اعتقد أن لا حول ولا قوة إلا بالله أنزل الله عليه السكينة والصبر ومن علم ان لا ناصر إلا الله لم يكله إلى احد في شيء من الأمر وطنوا أنفسكم على الصبر والثبات فضل ساعة وابذلوا في مصابرة العدو ما في وسعكم من الاستطاعة واحذروا ان تقدموا على ربكم وأنتم لفرائضه مضيعون وفي أداء أمانته عندكم مفرطونيا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وأنتم تعلمون نقض العهود على الكرام حرام قوم عليهم للوفاء ذمام فإذا لقوا صدقوا العدو وكيف لهم أصول في اللقاء كرام
ولهم عيون لا تنام عن العدى من يطلب الأعداء كيف ينام أصلوا نفسهم نفيرا لملتقى وعلى حياض منه حاموا شهروا الصوارم في الوغى من غمدها وبغيرها فات العدى ساموا شربوا وأسقوا كأس حتف جردت لهم العدو فلاح منه عظام حام العدو وحاد يوم لقائهم وهم غداةالملتقى ما حاموا ما زال إلا أن دين عدوهم كفر ودينهم هو الإسلام قد أيقنوا ان الفناء مصير دنيا هم ولو دامت لهم ما داموا من كل شهم ماجد صلى الوغى والوجه أبيض ما علاه قتام ركبوا رضى المولى وجنات العلى فأنالهم من فضله ما راموا ما زال يبذل نفسه في الذب عن دين النبي كأنه الضرغام حتى سقى الأقوام كأس حمامهم وسقاه كأس حمامه الأقرام لقى الحمام ويا سعادة مسلم يلقاه في ذات الإله حمام نال الشهادة والسعادة وانثنى والعرض أبيض ما عليه ملام ما كل من رام السعادة نالها إن السعادة والشقاء أقسام سبق القضاء بما هو كائن طوى الكتاب وجفت الأقلام اللهم بدوام غناك عن كل شيء سواك ارحم دوام افتقارنا إليك ولا تجعل استغاثتنا بشيء دونك وكما خلقتنا لعبادتك وفقنا لما خلقتنا وكما ضمنت لنا أرزاقنا فاجعلنا بضمانك واثقين وكما أنزلت علينا كتابك وبعثت إلينا رسولك فاجعلنا بكتابك عاملين ولرسولك متابعين ترى حضرنا مع من يحسن السماع قلينتقل عما هو مستمر عليه من زمان الرضاع من سوء العادة
وفساد الطباع وأداء من أهدى إليه النصح قبله وانفتح به حق الانتفاع هل من أخ وجد أطارحه ما لم أزل لغفيه من بعدي ما زلت اكتم ما بليت به حتى عجزت فقلت ما عندي أنا من ملوك كان ملكهم يعلو ملوك الصين والهند كان العدو يخاف غائلتي ويفر من ظلي على بعد فقلت عن تحصين مملكتي تباعد الأمراء والجند فغزاني الأعداء فانتزعوا مني البلاد وأخربوا مجدي أمرني ربي بما فيه إصلاح شأني ونهاني عما فيه هواني وخسراني فعصيت ربي وأطعت شيطاني فاحذروا ان يصيبكم ما أصابني ويدهاكم ما دهاني كنت في قربهم بكل نعيم لا أبالي طوارق الحدثان فسقاني العدو كأس اغترار ليتني مت من قبل ان سقاني غرني باستمالة النفس للشهوة حتى بحبها أغراني شد وسطي منه بحبل غرور ثم في حفرة الردى دلاني والحسيب الرقيب ينظر ما أصنع حيث لا أراه ولا يراني حين مددت يدي إلى شهوة النفس التي قبل ذاك عنها نهاني طار تاج الملك الذي كنت توجت وأخرجت من قصور الجنان فاندبوا مصرعي ونوحوا عليه واحذروا بأن يدهاكم ما دهاني
ألا رجل كريم الطباع يعزم عزمة البطل الشجاع يوطن نفسه على صبر شناعة ويبذل في غسل عاره بأخذ ثأر حميد الاستطاعة ويكف ألسنة الشامتين به عن هذه الشناعة فلقد سمع بمصيبتنا مع عدونا سامع الإنس والجن إلى قيام الساعة وهذا جزاء من سلك طريق المعصية وتنكب طريق الطاعة يا ويح من نزل العدو به فلم يملك نزاعه فأزاحه عن ارضه حتى لقد اخلى رباعه وسبى الحريم بعد ان بلغ الفضيحة منه باعه من كل وجه مصونة كالبدر قد هتكوا أقناعه أين الحمية والأبية والشهامة والشجاعة كل قربة تتقرب بها إلى ربك هي قلعة من قلاع دينك والعدو مجتهد في كل وقت وعلى كل حال في حصار قلاعك بالرجال والحبال فكل طاعة يفسدها عليك فهي حصن من حصون دينك انتزعه من بدنك وأنت من استيلائه على حصونك تقول لا بأس علي ما دمت آكل وأشرب وأجيء وأذهب وهل البأس ألا تكون هاربا من عدوك من كل مهرب قد ضيق عليك كل مذهب وكدر كل مشرب كلما ضربت معه رأسا كان عليك اظهر ولك أغلب شرقوا وغربوا ما من الموت مهرب كيف ينجو المطلوب بالسير والله يطلب ويموت تحت السيوف كراما أو تغلبوا مالرأي بقاء غير أن تستعدوا وتغضبوا إن هذا الفرار عار وله الرب يغضب
فاثبتوا في صفوفكم فقبيح ان تهربوا كم جديد قد أخلقوا كم مشيد قد أخربوا والعدو المخذول يد نو إلينا ويقرب والسبابا غدت ينا ح عليها ويندب كم أسير لديهم وعلى الوجه يضرب كان بالأمس سالبا فهو اليوم يسلب لهف نفس على حرا ئر تسبى وتنهب يا أسود الورى اغضبوا يا جنود الوغى اركبوا واغسلوا العار واطلبوا الثأر تعلوا وتغلبوا وأملوا الله إن آمله لا يخيب اللهم آونا إليك ودلنا عليك واجعل راحتنا عند لقائك ورغبتنا فيما لديك وضاعف صلواتك على عبدك ورسولك محمد وآله وسائر عبادك الصالحين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:31 AM   #24
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس الثاني والعشرون أهل الإيمان واليقين والتقى

عباد الله تأهبوا للعرض على الملك الديان واستبغضبوا من هذه السنة فما أدرك النار وسنان أيها العبد العاجز الفقير أطلب من باب الغني القدير تبتل لسؤاله وتعرض لنواله فلو انالك قطرة من بحار أفضاله لأصبحت مما لا يخطر خوف الفقر على باله ألا ناهض في خيله ورجاله بعزمه ليث الغاب يوم نزاله لحرب عدو قد تملك أرض بإذلاله وزاه بعد دلاله ألم تعلموا ان العدو سباكم وأوثقكم في قده وحباله وقد كنتموا في العز والمجد لنا جوار كريم غافر بنواله فأخرجكم منها العدو بكيده وصرتم إلى انكاله ونكاله فضجوا إلى البر الرحيم يمدكم بنصر على المخذول يوم قتاله وعوذوا من الشيطان بالله إنه سميع عليم فارغبوا في سؤاله
باب أيها العبد المقهورالمضيم استعذ بالله السميع العليم ولا تنس في ابتداء كل امر بسم الله الرحمن الرحيم فإن أنت لم تجد لبركة اسم الله أثرا ظاهرا في جميع الأمور فاعلم أنك مقصر عند التسمية في الإخلاص والحضور ذكر اسم الله في ابتداء الأقوال والأفعال أنسه من الوحشة وهدايةمن الضلال وحمده تعالى فرض لازم لكل أحد على كل حال لأنه اهل أن يحمد إن ابتلى وإن عافى وإن منع وإن نال عم بفضله النساء والرجال والكهول والأطفال ولطف في قدره وقضائه بأهل أرضه وسمائه فلم يخل من لطفه سافل ولا عال يا من لا تمتد الأيدي بالرغبة والمسألة إلا إليه يا من لا يعول في كشف شدائد الدنيا والآخرة إلا عليه يا من كل الرغائب لديه والمواهب لديه ليس لضرنا سواك كاشف ولا على ضعفنا سواك عاطف المعافى من عافيته فعافنا من موجبات سخطك وعقابك والمهدي من هديته فاهدنا سبيل الواصلين إلى جنابك بروح الإيمان بالله تحيا القلوب من موت غفلاتها وينور مصباح اليقين مستضيء الأرواح في ظلماتها وبالتداوي يداوي بدواء التقوى فتخلص النفوس من آفاتها فمتى أردت أن تعرف عناية الله بعباده المؤمنين بماذا انعم الله على أهل التقوى واليقين فاتل أربع آيات من سورة البقرة لتعلم أن خيرة خلق الله من جميع العالمين أهل الإيمان واليقين والتقى الذين ارتقوا من معارج النور كل مرتقى وحصلوا على النعيم وتخلصوا من طول البقاء في دار الشقاء
من خرج من دار الكفر إلى دار حظيرة الإيمان فقد أخرج من الظلمات إلى النور لأن الكافر جاحد كاند والمؤمن معترف شكور والشاكر بالمزيد موعور والكاند على الباب مطرود فطوبى للمؤمن وويل للكفور وماذا عليه لو آمن بربه فكيف وقد ختم على سمعه وقلبه من قوم لهم من قلوب بها لا يفقهون ولهم آذان بها لا يسمعون إن وعظوا بما فيه نفعهم لا ينتفعون وإن تركوا بسوء حالهم فهم عن غيهم لا يرجعونإن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون حال بينهم وبين الإيمان سر القدر ولله الحجة البالغة فلو شاء لهداهم أجمعين فكيف يعذر من ما عذر بالعدل عذب ربنا من عذب وبالفضل غفر لمن غفر تفضل على قوم فوجههم إلى الجنة وعدل على قوم فعدل بهم إلى سقر فلو اجتهد اهل السماء والأرض لم يقدروا نفعهم وكيف يعطيهم الخلق وقد حكم الخالق بمنعهم ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم إياك والنفاق فالمنافق لربه مخادع ولا تطمع في الخلاص بغير إخلاص فالطمع سراب خادع ربما نفع الرياء في الدنيا ولكنه في الآخرة ضار لا نافع أهل الإخلاص على طريق من سلكها فقد اهتدى وأهل الضلال قوم لا يرجعون عن الضلال إلى الهدى لا يحذرون مصارع السوء ولا يخافون عواقب الردى لقد ضرب الله للفريقين في كتابه الأمثال ولم يتركهم سدى فأما اهل الحق فصبروا عليه وأما اهل الباطل فطال عليهم المدى لأولي الأبصار تضرب الأمثال وسماع من لا روح فيه محال
أين ركب المخاطر في السرى لم تثنه عن عزمه الأهوال الله مولانا ومالك رزقنا ما بالنا لرضاه لا نحتال في حبه يحلو العذاب وتركب الأخطار والدمع المصون يزال وعليه يسخى في النفوس وتنفق الأعمار والأرواح والأموال يا سائلي عن نبل عالي وصله أصدق وكيف علمت كيف تنال وأعطى العواذل في هواه فليس في شرع الغرام مطاوع العذال لما خلق الله الخلق ادعوا محبته كلهم فأذاقهم من رحمته شيئا من حظوظ النفوس فلم يثبت معه منهم شيء إلا قليل واشتغل الأكثرون بالنعمة عن المنعم ثم صب على الباقين البلاء والمحنة فاشتغل الأكثرون بالبلاء عن المبلي ثم امتحن البقية الباقية بالعبادة الموصلة إلى الواصل فأقلهم من يمضي بذلك الحمد ليس بد للمخلوق من ان يكون خالق لأن العبودية لكل سوى الله وصف لازم لا يجد فيه بدا فمن كان على عبادة الله عاكفا لم يجعله الله لغيره عبدا ولا بغير بابه واقفا ومن تكبر عن عبادة مولاه ابتلاه بعبادة سواه حتى فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى كان بعبادة غير الله مبتلا ولهذا قال الملأمن قوم فرعون أنذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك لما تكبر عن عبادة الحق وادعى أنه إله لجميع الخلق ابتلاه الله بعبادة الأصنام على وجه الإهانة والإرغام
فاعبدوا الخالق معتقكم عن عبادة المخلوق وابتغوا عند الله الرزق فكل من سواه من فضله مرزوق أيها العبد إن كنت بربك مؤمنا فتحقق بالإيمان بالله وكن في عبادته وإلى عبادته محسنا وتدبر أمثال القرآن فقد ضرب الله للناس فيه من كل مثل إنما فائدة ضرب المثل ظهور ما خفي من حسن أو قبيح في وصف أو عمل ضرب الله سبحانه في كتابه المثل بالحمار لعالم أقبل بلسانه على دراسة العلوم ثم أعرض بقلبه عنها وبالكلبلعالم أتاه آياته فانسلخ منها وبالحجارة لقساة القلوب وبالأنعام لمن همه في المأكول والمشروب وبالعنكبوت في ضعف من اشتد في عبادة المخلوق مثله وبالذباب في عجز الأوثان عن استنفاذ ما سلبه بغيه أو علق برجله لو علم المخلوق قدر نعمة الخالق عليه لو علم المرزوق بعض إحسان الرازق إليه ولو لم يكن إلا نطق لسانه وشفتيه وسمع أذنيه ونظر عينيه وبطش يديه وسعي رجليه إذا يسجد لله سجدة شكر لم يرفع رأسه منها إلى يوم الوقوف بين يديه فكيف وانتم عن ذكره وشكره غافلون بل أكثركم لأمره مخالفون يدعوكم إليه وأنتم فارون ويأمركم أن تؤمنوا به وأنتم فريق منكم بربهم كافرون كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون غذاكم في ظلمات الأحشاء كما يغذي الثمر في الأغصان ثم أخرجكم من الظلمات إلى ضوء الفضاء وسعة الأوطان ثم وعدكم أن ينقلكم من عتمة شقوة الدنيا إلى روح نعيم الجنان كم أنتم بلقائه لا توقنون ولنعمته لا تشكرون كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه
ترجعون كنتم أمواتا في أصلاب الآباء في بطون الأمهات ثم يميتكم بعد هذا الممات لجزاء يوم الميقات وهو للمتقين يوم العيد الأعظم ولكنه على عصاة حسرات ثم يرجعكم إليه ويبيحكم النظر إلى وجه الكريم ويذيقكم من رحمته لعلكم تشكرون ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون نعم ترادف إثرها نعم هذا هو الإفصال والإكرام غمرت أياديه بريقه فأنار منها العرب والعجم أترى سلكنا برحمته دارا يدوم لأهلها النعم اللهم بلغنا برحمتك دار كرامتك برحمتك يا أرحم الراحمين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:32 AM   #25
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس الثالث والعشرون تفسير سورة القدر

الحمد لله الذي له مقاليد السموات والأرض وبيده النفع والضر وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر إن أسررنا فهويعلم السر وإن جهرنا فهو يعلم الجهر وإن استرزقنا فهو يبسط الرزق وإن استنصرنا فهو ينزل النصر أرسل إلينا رسولا جبر منا كل كسر وأغنى منا كل فقر وأنزل علينا كتابا شرح منا به كل صدر ورفع به منا كل قدر شرع لنا فيه حج البيت الحرام وصيام شهر الصبر فسبحان من خص من شاء من خلقه بما شاء من فضله لا يعارض معارض في حكمه ولا يسأله سائل عن فعله جميع العالمين بتسخيره مذللون ولتقديره مسخرون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون كيف السبيل إلى سعادة من حكم القضاء بأنه يشقى من كانت الأقدار تهبطه هيهات يطمع أنه يرقى كيف البقاء وقد جرى قلم في اللوح أن الخلق لا يبقى
كل الذي سبق القضاء به حتم الوقوع وكائن حقا فاصبر لحكم الله وارض به ما قد قضى لا بد أن يلقى باب تبارك الذي جرت بالسوابق أقلامه ومضت في الخلائق أحكامه وأوضح طريق الخير والشر أمره ونهيه وحلاله وحرامه أحمده حمدا يتصل به أحنانه ويتم به إنعامه وأشكره شكرا يفوق دوام السموات والأرض روامه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لو باشرت القلب انجلى واستنار ظلامه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أكمل الله ببعثه دين الإسلام وأتم بشرعه معالم الحلال والحرام فاستمر للدين كماله واستقر من الشرع تمامه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة باقية ببقاء الدهر وبعدما تفنى لياليه وأيامه خصوصا على خليفته الإمام أبي بكر الصديق الذي رجح موازين الأمة ميزانه وسبق إسلامهم إسلامه وعلى فاروقه الإمام عمر بن الخطاب الذي ما زالت أيام الإسلام به زاهرة وشرائع الدين ظاهرة إلى أن فجعنا به حمامه وعلى ذي النورين عثمان بن عفان الذي كتب القرآن وأرسله إلى أمصار الإسلام فلا تصح الصلاة إلا بما احتوى عليه إمامه وعلى أبي السبطين الإمام علي بن ابي طالب الذي افحم القائلين كلامه وهزم الضالين إقدامه وعلى سائر الآل والأصحاب ومن اتبعهم بإحسان على منهاج السنة والكتاب حتى لا يبقى احدمن حزب الله إلى يوم المآب إلا تغمده من العزيز الوهاب صلاته وتشريفه وإكرامه
اللهم واهد الثواب ما نتلوه من كتابك العزيز إلى أمواتنا وأموات المسلمين اللهم نور بالقرآن ظلماتهم وضاعف بثواب القرآن حسناتهم وارحمنا فيما بقي من اعمارنا وإذا صرنا إلى ما صاروا إليه أكرم لنا نزلنا يوم القدوم عليك يا اكرم من تقدم الوفود عليه افعل اللهم ما سألناك من الخير بنا وبسائر المسلمين واحشرنا وإياهم في زمرة الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا برحمتك يا أرحم الراحمين هذا مجلس عقدته قدرة العزيز الرحيم لله علينا باجتماعنا فيه خيرا كثيرا وفضل عظيم لأنه مجلس عقد لذكر الله وذكر الآية لم يحضره إن شاء الله إلا من هو ولي الله أو محب لأوليائه فاجعلوا شكر نعمة الله عليكم فما يهديه من الهدى في هذا المجلس إليكم أن تحضروا بالقلوب كما انتم بالأبدان حاضرون وتكونوا عاملين بما أنتم له سامعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون تفسير سورة القدر نستنزل رحمة الجليل بتفسير شيء من التنزيل أعوذ بالله من الشيطان الرجيمبسم الله الرحمن الرحيمإنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ثم كان الله ينزله على رسوله نجوما بعضه في إثر بعض
فذلك قوله فلا أقسم بمواقع النجوم وقيل بل كان في كل سنة يستنسخ من اللوح المحفوظ في ليلة القدر ما تحتاج إليه الأمة في تلك السنة فيكتبه السفرة في هذه الليلة كما قال تعالى فيها يفرق كل امر حكيم وإنما سميت هذه الليلة ليلة القدر لأن الله تعالى يقدر فيها امر السنة إلى السنة الأخرى أحكام بلاده وعباده وكذلك عظم الله اجرها بقوله وما أدراك ما ليلة القدر تعجيبا لنبيه صلى الله عليه و سلم من جلال قدرها ثم نبه على شرفها وفضلها فقال ليلة القدر خير من ألف شهر قال مجاهد قيامها والعمل فيها خير من قيام ألف شهر ثم قال تعالى تنزل الملائكة والروح فيهاالروح هو جبريل عليه السلام يهبط جبريل والملائكة إلى أرض القدر بإذن ربهم أي بأمره ينزلون كما قال تعالى عن الملائكة وما نتنزل إلا بأمر ربك قوله من كل أمر أي ينزلون بكل أمر من الخير والبركة لصوم شهر رمضان وفي قوله سلام هيأمران أحدهما انها ليلة سليمة من كل آفة وعاهة وبلاء وفتنة حتى مطلع الفجر أي إلى مطلع فجرها الثاني ان الملائكة إذا مروا بمؤمن أو مؤمنة في الصلاة سلموا عليه من ربه يقولون سلام عليك يا مؤمن تصيب كذا وكذا من الخير يخبرونه بما سيلقى في سنته حتى يقولواله وأنت متزوج فلانة ولا يسلمون على مدمن خمر ولا ساحر ولا كاهن ولا مصر على الزنا
فطوبى لعبد وفق لموجبات الرحمة ورزق عزائم الغفران واستمرعلى فعل الخير إلى حين الخاتمة ومفارقة الشيطان اليوم سوق الآخرة كاسر وسوق الاخرة كاسد وسوق الدنيا في نفاق فلهذا عمل الدنيا علينا سهل وعمل الآخر شاق فإذا تجلى من امر الآخرة ما هو اليوم مستور عن الخلائق تمنيا أن أيام الحياة كانت كلها صياما وقياما وودنا لم يعط من الدنيا إلا ما كان لا بد أن يكون قواما فاستهينوا اليوم بركوب الأهوال في الحصول على الوصول إلى إحراز الوصال قبل أن يفرط الأمر ويزجر البحر ويخرب القصر ويعمر القبر ويكاد المقام أن يكون على جمرة وحسرة أحر من الجمرة ويسكر سكر ندامة لا سكر خمرة لهف عمري على انقضاء العمر في ذنوب أنقض الوزر ظهري استهل الشهر الشريف فيمضي من حياتي وما انتفعت بشهري أيها الحائز الوصال هنيا أنا ما ذقت غير طعم الهجر ما مرادي إلا وصال حبيبي ليلة الوصل منه ليلة قدر من سفيري إليه في كشف ضري من شفيعي إليه في جبر كسري لذذ السمع يا سميري بذكر اسم حبيبي فذكره روح سري قل وخذ مهجتي جزاك مني بسم الله يجلو هموم قلبي قاسمه راحتي وروحي وأنسي في حياتي وفي مماتي ونشري اسم الحبيب الأول اسم من ليس غيره يعول كل ما نحن فيه من بعض ما خول ما سلا عن حبه إلا حبه إلا من قد استحوذ الشيطان على قلبه
يا من عليه في الخطوب معول وبه إليه تشفعي وتوسلي عذلوا عليك وفي الفؤاد صبار يلهى المسامع عن كلام العذل قالوا هواة قاتل فأجبتهم لا رأي لي في الحب إن لم أقتل يا من يحب سوى الجواد لمحسن البر الرحيم المنعم المتفضل فقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول أما القلوب فموقوفة عليه وأما الأرواح فمرتاحة إليه وأوصلوا الصوم عما سواه لتحرزوا منه الوصال ولا ترى ليلة ألا ليلة الإنتقال لا يزال ولي الله من صومه عما ألهى عن الله موثقا في القيود فإذا مات استهل هلال العيد واستطلع طالع السعود ما العبد عندي سوى وصال لوفيتي روعة الصدود إن نلت ممن أحب وصلا فذلك اليوم يوم عيدي الصائمون ثلاثة والمعيدون ثلاثة صائم عن المفطرات المتناولة للبطون والفروج ومعيد إذا أذن شهر صيامه بالخروج وصائم عن المحرمات المحظورة في الكتاب والسنة ومعيد إن زحزح عن النار وأدخل الجنة وصائم عن كل ما ألهاه عن مولاه ومعيد إذا قدم عليه تلقاه برضاه وتجلا له حتى يراه
فصم هذا اليوم بهذه النية فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نواه صمت دهري عن كل شيء سواكم وجعلت التعييد يوم أراكم ليس سؤلي سوى رضاكم فمنوا يا احبتي برضاكم لا نعيم إلا نعيم هواكم كما لا عذاب إلا عذاب قلاكم أنا مستشفع إليكم بذلي وخضوعي لعزكم وغلاكم بكم وقد حلفت لا زلت في السير مجدا حتى أحل حماكم ولو أني أطعت أغمضت عيني عن جميع الوجود حتى تراكم إن أنل وصلكم بالفضل منكم أو أمت في هواكم فداكم من كان في الله مماته كان بالله حياته ومن كان في الله هلاكه كان الله نجاته فوجهوا الوجوه إليه واذبحوا النفوس عليه ولا تؤملوا راحة دون لقائه ولا تمدوا أيديكم إلى غير عطائه فكل من لا يجبره الله فهو كسير وكل من لا يغنيه الله فهو فقير لا تنال الفضل إلا من جود من كل الورى من فضل جوده سائل إلى نداه فقير كم له من عتقاء صاروامن ملوك الآخرة بعدما كان في قبضة السعير السيد أسير يا فقر من لم يحصل على الغنى فضله ذاك الذي مات عطشان وهو وسط غدير اطلبوا حياة القلوب من موت الذنوب واحيوا ما بقي من لياليكم في خدمة علام الغيوب واغتنموا عمرا باقيه لا يبقى وماضيه لا يؤوب يا من قد شاب
وهو بالذنوب مشوب يا غيبة احتوت على كل غيوب بادر فالشمس قد تدلت للغروب والعمر كالثلج كلما جاءت يذوب غرس الله كرامة أوليائه ثم ختم عليها فلا أذن سمعت بها ولا عين نظرت إليها فإذا كان يوم الجزاء فضت تلك الختوم وظهر السر المكتوم فندم أهل التقصير حين لا ينفع الندم ونادى منادي الكرم سيعلم اهل الجمع اليوم من أولى بالكرم إنهم المتقون وما أدراك ما هم هم الذين تركوا في مرضاة الله مشتهاهم وخالفوافي موافقة الحق هواهم فلو قيل لهم تمنوا لكان القرب مناهم ولو قيل لهم ترقوا لكان إلى الحضرة مرتقاهم أولئك الذين أنعم الله عليهم وأرضاهم لأنه لم يفقدهم حيث أمرهم ولم يرهم حيث نهاهم جعلنا الله منهم وحشرنا في زمرتهم وبلغنا مناهم

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:33 AM   #26
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس الرابع والعشرون طلب الوصال

الحمد لله المستمر الدوام والبقاء وهو اهل الحمد والشكر والمدح والثناء هو الرب الواحد وكل من سواه مربوب ليس لعاقل من دونه معبود ولا لعارف غيره محبوب خلق الخلق ليربحوا عليه ثم شرع لهم ما يقربهم به إليه ويحظيهم به لديه فالصلاة نورهم والصوم طهورهم فمن أقام الصلاة وادام الصيام فقد حصل له بربه الاتصال وتم عليه منه الإنعام ومن لا صلاة له صلاة له ولا صيام فهو أضل سبيلا من بهيمة الأنعام نصبت له موائد الكرم فلم يجلس مع الكرام الذين أخمصوا بطونهم من فضول الطعام وأصمتوا ألسنتهم عن لاغيات الكلام وفرغوا قلوبهم للمناجاةفي جنح الظلام فارتقوا إلى ذروة الرزق وسقط غيرهم في مهول الحرام مسني الضر من ركوب ذنو ب أثقلتني بالوزر والآثام كم زمان معظم فيه ترجى توبة من ركوب ذنب حرام ثم يمضي يومي وشهري وعامي وسقامي كما عهدت سقامي خادم الله لا يمل من الخدمة حتى يسقى بكأس الحمامي
يا من افرح لهم الهجر قلبه قم إلى طلب الوصال ويا من قد أثقل الأوزار طهره اطرح عنك هذه الأثقال راجع المعهود وراع العهود واغسل بحلاوة الوصل مرارة الصدود أقبل الوصل حين ولى الصدود فربيع الفراح غض جديد ورواق الإقبال والعز والبهجة والأنس فوقتنا ممدود وقميص الهجران والصد ةالإعراض والبين والقلى مقدود قم فقد أنجز لك يا مسكين من تحت تلك الوعود كاد عود الوصال ينسى فعاد ألما فيه وأخضر ذاك العود وانقضت دولة الشقاء والحزن واوفى سرورنا السعود إن توفي الأيادي وتوفي بوعود البشرى وترعى العهود إحذر الطرد بعد ذا الصلح ما في كل وقت يصالح المطرود تب إلى الله من ذنوبك في وقتك هذا فالوقت وقت سعيد لا تعد الذنوب فالنكس في الإسقام بعد الإبراء منها شديد هذا وقت توبة المصرين وتشمير المعصرين وإقبال المعرضين وانتباه الغافلين فأذيبوا شحوم الشبع بنار الجوع واتشحوا بمشقة السهر راحة الهجوع وقللوا حضور الأشواق اللعينة واعتزلوا الشواغل الملهية وأشركوا صلحاء الفقراء في طعامكم وضموا الأرامل والأياتم إلى عيالكم وأطيبوا المطاعم
وصونوا الجوارح ونزهوا النفوس وطهروا القلوب والزموا الطاعة وعانقوا القناعة وأديموا العبادة وأكثروا الذكر وأقلوا اللغو وأنزلوا أنفسكم بقية العمر بمنزلة مريض بحمى أياما قليلة رجا عافية الدهر أو بمنزلة كسير يحتمل مشقة الرباط ليحصل له الجبر قد اطلتم صدي وطردي وهجري فمتى تجبرون بالوصل كسري مسني الضر مذ هجرتم ومالي غيركم من أرجوه يكشف ضري كم بعاد وجفوة وصدود قد فنى في البعاد والهجر بعدي طال عنكم بالبعد صومي فمتى تغرب شمس النؤى ويحضر قطري يوم عيدي إذا انقضى الهجر عني أماليلة الوصل فهي ليلة قدري آه واقبح تفريطي في سا عتي ويومي وعامي وشهري من مجيري من الذنوب فقد ألبس وجهي شيئا وانقض ظهري كلما تبت قد نقضت فما أخوفني أن ازور قبري بوزري عند رب الخير الكثير ولكني حرمت الخير لشري رب جد لي برحمة تغسل العار وتمحو وزري وتصلح امري من عرف الله بالرحمة رجاه ومن عرفه بالانتقام فحق له أن يخشاه ومن عرفه بما هو اهله من كمال الجمال انشرح برحيق هواه عن رجائه وخوفه حتى يلقاه أصوم لوجهه عما سواه فلا إفطار لي حتى أراه وأحمي منية الدارين قلبي فمالي فيه إلا رضاه
وكل هوى يميل إليه صب علي محرم إلا هواه أوالي من يواليه بجهدي ولست بخاضع لسوى علاه ولست بطالب لسوى يديه ولست بخاضع لسوى علاه أرجى القرب منه وهو معط يبلغ كل ذي امل مناه الأوقات الشراف مواسم الأشراف يعرفون لها جلال قدرها ويرغبون إلى الله في عظيم تزيد العامل نشاطا في العمل وتطلق العاطل من عقال الكسل فأقيموا في هذه الأوقات المباركة دين الله حق الإقامة ولا تهتموا بتحصيل الغنيمة إلا بعد إحراز السلامة فإن فاعل الخير غانم وتارك الشر سالم والعاقل هو الذي تهمه سلامته من المعاطب قبل أن يهمه تحصيل المكاسب فردوا المظالم إلى المظلومين قبل أن تتصدقوا على الفقراء والمساكين واجعلوا عنايتكم بأوامر المفروضات والواجبات مقدمة على التطوع بالنوافل والمستحبات وصونوا بطونكم عن المكوس والغضوب قبل ان تصونوها عن المأكول والمشروب وامسكوا ألسنتكم عن الكلام القبيح وأطلقوا بالتهليل والتسبيح فإنما ينتفع المريض بشرب الدواء بعد حمية من أسباب الداء فأما أهل التخليط على نفوسهم في أمر أبدانهم وأديانهم فهيهات أن يقوم ربحهم بخسرانهم أسس الدين بالتقا يرتقي كل مرتقى إنما ينفع الدواء إذا صادف التقا كلما قلت قد مضى زمن الصبر والشقا عدت في سجل سوء حالي باليد موثقا مذ غلبت عن مقلتي دمعها قطرة ارقا ارحموا مدنفا يذوب عليكم تشوقا
صومه مده الفاق اتى ساعة اللقاء عيده يوم يصبح العود بالوصل مورقا العاصي لا يزداد بطول الحياة إلا مقتا وطردا وكل صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر لا تزيد العبد من الله إلا بعدا ما عدل من خلقه الله ورزقه ثم صار لغير خالقه ورازقه عبدا يوجب بمخالفته مقتا ويطمع أن ينال ودا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا أكذب الرجاء رجاء أهل الإساءة وأسوأ الجزاء جزاء اهل المعصية وامقت الخلق إلى الله عبد مسيء في عمله معجب بنفسه من صام وأفطر على الحرام فلا صام ولا افطر ومن حج بنفقة من حرام لم ينظر الله إليه ولا إلى حجه اجتهد أن تتوب قبل ان تموت فما أعسر خلاص من لقي الله مصرا على ذنبه إذا لم يتيسر لك ترك جميع الذنوب فاترك الكبائر والمظالم فإن الصلاة والصيام والإستغفار تكفر ما سوى ذلك من المأثم إذا عاملت ربك بأمرين كفاك ما سواهما الاسلام والتوبة فإن أضفت إليهما التمسك بالسنة فأنت من ملوك الجنة فإن رزقت مع ذلك الذكر الكثير الخالص فأنت من ملوك أهل الحضرة نافسوا في اقتناء النفائس فإنما يجني أحدكم ما هو اليوم غارس كم من فارس اليوم وهو غدا راحل وكم من راحل اليوم وهو غدا فارس
لا إله إلا الله شارع الشرع بحكمته لا إله إلا الله مجازي العاملين بجنته لا إله إلا الله مخصص العارفين بحضرته لا إله إلا الله غامر الخلق برحمته الذين أسهروا له العيون واخمصوا له البطون فهم طول دهرهم عما سواه صائمون وفي مسجد الخلوة عليه عاكفون جعلوا مدة الحياة صومهم ليكون الموت عيدهم وقنعوا أيام العاجلة بالخلق ليلبسوا في الآخرة جديدهم فلما أنجزوا لله من أنفسهم وعوده أنجز لهم من نفسه وعوده فآوى طريدهم وأدنى بعيدهم وعوضهم من شقائهم سعوده أنهم قد جعلوا أنفسهم عبيده فجعل الولدان المخلدون عبيدهم من كان لله عبدا فداك مولاه الموالي ومن تولاه أضحى على الخليقة والي ولي عن الكون لما والى الجناب العالي يا فوز عبد له الرب مكرم وموالي قد حل من قرب مولاه بساميات المعالي ونال من طيب وصل الحبيب كل منالي مسربلا بسرابيل العز والإقبال لا يخطر الخوف من غير الله منه ببالي يا حسرتا ضاع عمري فحال بالعبد حالي كم ذا تشوف نفسي بصالح الأعمال وإلى متى ارتجي بلوغ أمر محالي لا يبلغ المجد إلا بالشد والترحال والزهد في دار دنيا قد آذنت بزوالي والصوم حتى يكون التعييد يوم وصالي جميع الطاعات والعبادات التي يتقرب بها إلى الله المتقربون لها شريعة يرويها الناقلون وحقيقة يفقهها العارفون ولا شريعة ولا حقيقة إلا وهي فيما
جاءنا به عن الله المرسلون فمن عمل بالظاهر المعتاد واهمل الباطن المراد فليس هو من أولياء الألباب لأنه اشتغل بالقشر عن اللباب رب قائم ليس من قيامه إلا السهر والتعب ورب صائم ليس له من صيامه إلا الظمأوالتعب فأمنوا إلى ظاهر الشريعة باطن الحقيقة واسلكوا مع السالكين إلى الله أحمد الطريقة وافطموا هذه النفوس عن سوء الرضاع فإنما شرعت لكم الطاعات انقلكم عن ردي الطباع إلى متى أكلا وشربا ونوما فقد آن ان تذيبوا شحوم الراحة والشبع صلاة وصوما فكل ما انتم فيه عما قليل زائل ولو كان دائما لا يزول فهو بطائل ولا له حاصل أين أنتم عن مخاوف البر الرحيم في جنات النعيم أين أنتم من لذة المناجاة إذا أرخى سدوله الليل البهيم يا لها لذة ما ذاقها إلا ذو فطن هضيم وقلب سليموما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم عبادتان مؤكدتان في عبادة الإسلام إحداهما الصلاة والأخرى الصيام ومن أدمن فعلهما غفرت له الإساءة وضمن له الإحسان وسلك في محجة الإيمان إلى دار الإيمان إنما كان الصوم والصلاة موجبين لغفران الذنوب لما فيهما من تطهير النفوس وإصلاح القلوب فالصوم يجلو عن مرآة الباطن والصلاة يجلى فيها ما هو من الشر كامن فيا خيبة المحجوبين ماذا فاتهم من المشاهدة لأنهم رضوا أن يبيتوا وبطونهم وملأى وعيونهم راقدة ليلهم أضغاث أحلام ونهارهم لغو الكلام وكسب الحطام فهيهات أن يذوقوا من حلاوة مناجاة الله ما ذاق أهل الصلاة
والصيام لو ادمتم عما سواه الصياما وأطلتم جنح الظلام القياما واقمتم في الصلاة له فطورا ركعا سجدا وطورا قياما لوجدتم لذاذة لم يذقها مستلذا إلا الملوك الكراما حم على ما حاموا عليه عسى تكتب ممن على المكارم حاما دم على السير مدنفا وصحيحا لم يصل غير من على السير داما قم على الباب خاضعا وذليلا لم يلج غير من على الباب راما أم ذاك الحمى المنيع تصير في خير للمتقين إماما صم عن الغبائر إنما ذاق طعم العيد من غير الأحبة صاما حام عن ذلك المجد الأثيل فلا ماجد إلا الذي عن المجد حاما لائمي كف كيف أصفى وفي القلب من الوجد ما يذود الملاما أنا إن هممت في هواه فكم من ذي حجي في هواه هاما لو درى المطرود ما فاته ومن أين للمطرود أن يدري لذرف دموع الأسف حتى تظل على الخدود تجري سرت الركاب إلى وصال الأحباب وركابه لا تسري ما شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ومن الناس من يشرى عيل في حبك صبري وتحيرت بأمري أطلب الوصل فلا أعطى سوى صد وهجري مسني الضر وفي قدره حتى كشف ضري ليلة أنظر فيها وجهه ليلة قدري جبروني بوصال طال بالهجران كسرى اللهم اجبر كسرنا واكشف ضرنا يا كريم يا رحيم

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:22 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com