موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:17 AM   #11
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

نور العارفين

إلى من أشكو ألوم نفس شحيحة على الخيرقد أضنى فؤادي علاجها إذا سألتني شهوة منعتها أدامت سؤالي واستمرت لجاجها وإن سمتها خيرا تفوز بنفعه غدا نفرت منه ودام أمر انزعاجها فقد ضقت يا مولاي ذرعا وأظلمت على الأرض الفضاء فجاجها فهب لي يا نور السموات فطرة يضيء لعيني في السلوك شراحها الله نور السموات والأرض فمن لم يستر قلبه بالله فهو في ظلمات بعضها فوق بعض من كثرت رؤيته الآنوار في منامه فالغالب عليه الذكر ومن كثرت رؤيته المصابيح النارية فالغالب عليه الفكر أهل الذكر يستمدون من العقل والإيمان أشرف من العقل فمزيته عليه كمزية ضوء النور على ضوء النار في الفضل قال بعض العارفين نمت ليلة وعندي قنديل مسرج فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم وقد جاء في صورة المنكر علي وهو يقول أما علمت أن النور للمحمدي والنار للموسوي ثم أشار إلى القنديل بيده فأطفأه فانتبهت والقنديل قد أطفيء فاشكروا الله يا أتباع محمد المصطفى فنوركم بمتابعة نور لا يطفأ
جعل الله دينكم أسهل الأديان وأسمحها وكتابكم أوضح الكتب وأحكمها ونبيكم أرحم الأنبياء بأمته وأنصحها جعلنا الله من أتباعه المفلحين باتباعه وجعلنا من العاملين بكتابه وحشرنا في جملة أحبابه فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا به
المجلس الثاني عشر الميثاق

في قوله تعالى وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين قال ابن عباس رضي الله عنهما الميثاق العهد وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه العهد بأنه بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه قال ابن عباس رضي الله عنهما أخذ الميثاق على النبيين وأممهم فاكتفى ربكم بالنبيين وأما الإصر فهو العهد وقوله فاشهدوا أي فاشهدوا على أنفسكم وعلى أممكم بذلك فالمستشهدون هم الأنبياء وقيل الملائكة فصلوات الله على صاحب المقام المحمود المأخوذ على الأنبياء بنصرته العهود والله وملائكته على ذلك لشهود وهذا من أقوى البراهين على تفضيل محمد صلى الله عليه و سلم على سائر الأنبياء
والمرسلين ومن كان أفضلهم فهو أفضل الخلق أجمعين زار في جنح الدجى طيف الخيال من بديع الحسن فتان الجمال زورة أحيت كئيبا شفه مضض العذل وتبريح المطال عاش بالوصل وقد كان قضى وقتيل الهجر يحي الوصال يا له من زائر حل الدجا منه إشراق جبين كالهلال مثل ما حل بأنوار الهدى مولد الهادي دياجير الضلال أحمد المختار ذو المجد الذي ساد بالعز منيفات المعال شرع الشرع لنا من بعد ما لم نك ندري حراما من حلال نسخت ملته ما قبلها وأحا لت حال أصحاب المحال بكتاب حيرت آياته بالكلا م الفضل ألباب الرجال كان أهل الأرض في سجن العمى من ظلام الكفر والداء العضال فتبدت لهم أنواره كما البدر بدا عند الكمال فلهذا قلت في مدحي له عز لا يشبه منظوم الهلال زار في جنح الدجا طيف الخيال من بديع الحسن فتان الجمال
المجلس الثالث عشر يوم الوعيد

الحمد لله ما انتظمت بتدبيره الأمور واعتقبت بتصريفه الدهور ووسع المقترفين عفوه وغفرانه وعم المفترقين بفضله وإحسانه خرت لعظمته جباه العابدين فطوبى لمن عبد واعترفت بوحدانيته قلوب العارفين فويل لمن جحد لا رائق لما فتق ولا فاتق لما رتق ولا رازق لمن حرم ولا حارم لمن رزق فإذا افتقرت إلى الرزق فقل يا مغني المفتقرين وإذا ضللت فقل يا دليل المتحيرين وإذا تعاظمت عليك أهوال القيامة فقل حسبي أرحم الراحمين الإيمان بيوم القيامة يخف به النطق على اللسان ويثقل العمل به على الجوارح ويسهل الإقرار به على من يدعي الإيمان ويعسر استقراره بين الجوانح كم من مقر بالعرض على الديان وهو مرتكب للقبائح يزحف إلى الطاعة زحفا بطيئا ويجري إلى المعصية جريا حثيثا الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا
لو كنت من المصدقين بيوم القيامة لكنت من أهواله خائفا ولو سلكت سبيل طلاب السلامة لم تكن للأمر مخالفا ولو رغبت فيما أعد الله لأوليائه من الكرامة لم تزل في الخدمة واقفا ترجو رجاء طيبا وتعمل عملا خبيثا الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا المصدقون بيوم القيامة أكياس دانوا أنفسهم وعملوا لما بعد الموت ثبتت عقائدهم في قلوبهم بالنص والقياس فشمورا خشية الموت أيقظوا عقوهم عقولهم من رقدة النعاس حين أسمعهم الصوت علموا أن ما بأيديهم من الدنيا سيصبح تراثا موروثا وهباء مبثوثا الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا خليلي أما مطايا الرحيل وسيروا إلى الله سيرا حثيثا وإياكم أن تكونا كمن يبدل بالطيبات الخبيثا ولا تخدعا بأماني النفوس فقد صدق الناصحون الحديثا من لم يكن شغله بأمر آخرته ولا مصلحة دنياه فشغله فضول فإياك والتفرغ لثلب أعراض الناس فالعاقل عن ذكر الخاطئين مشغول العاقل عن ذكر الورى مشغول قد أيقن أنه غدا مسؤول من أيقن ان ربه سائله فالصارم فوق رأسه مسلول إذا أحببت أن تعلم العبد لا تسمعه التفرغ لغير ذكر ربه ونفسه فتأمل أحوال العباد يوم القيامة الكل في ذلك مهتمون بنفوسهم ومحمد صلى الله عليه و سلم مشغول بربه يسجد السجدة بعد السجدة بين يديه يمكث في كل سجدة ما شاء الله
يحمده ويثني عليه وسادات المرسلين ينادون نفسي نفسي ومن سواهم مشغول بكربه لا يعيد ولا يبدي كم في القرآن من ذكر يوم الوعيد ولو لم يكن إلا سورة التكوير والإنفطار لكان كافيا لذوي الأسماع والأبصار فليت شعري هل أنتم بالقيامة مصدقون أم الموعود بها قوم آخرون وأن عليها صدأ الذنوب ومن ران الذنب على قلبه فهو من الآخرة محجوب عين جودي بدمعك المسكوب قد أمات القلوب كسب الذنوب كيف ترجو الحياة للقلب والعب د مصر على ارتكاب الحوب أدعى باللسان أني لآمنت وحالي تومي إلى تكذيب أي عذر عددت يا نفس للموقف يوم الفقر والتكريب يوم يجثو موسى وعيسى وابرا هيم من هول تلك الخطوب يظهر الحق ذلك اليوم للخلق خفايا مستودعات القلوب يومهم بارزون لا شيء يخفى من بعيد منهم ولا من قريب كيف يخفى شيء على الله منا ومنهم علام خافيات الغيوب يتولى الحساب رب البرايا غير مستور ولا مستنيب يا حياء المقصرين المسيئين يوم فضح الغيوب حسبنا ربنا وليس سوى يرجى لفاقة المرنوب إن كنت أيها العاصي ساقطا عن غير الله فيكفيك سقوطك من عين ربك وإن كنت من أهل الكرامة على الله فبقدر كرامتك عليه يمقتك على دينك وإن كنت من أهل القربى إشتد عتبه عليك من أجل قربك وإن كنت من أهل البعد
اشتد هوانك عليه من أجل بعدك ما اشتد عليكم في جفاكم عتبي إلا لعلو قدركم في قلبي الحب حرام عند أهل الحب ما أوجع سوط البعد بعد القربى

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:17 AM   #12
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

من خصائص الذكر

بذكر الله تستنير القلوب وتحيا فكل غافل عن ذكر الله فهو في ظلام الليل أغشى ولو أشرقت لعينه شموس الضحى الله نور السموات والأرض فلهذا لا تستنير إلا القلوب التي هي بذكره ملأى صب تقلبه على فرش الضنا مذ غبتم عدم المسرة والهنا ما اشتد عنكم بعد بعد مزاركم إلا الصبابة والكآبة والعنا لكن أماني الوصل تنعش قلبه فيعيش أحيانا بترويح المنى وتهب من ذكراكم لفؤاده نسمات ألطاف تفرج ما عنا فالذكر أغنى ما لفاقة قلبه ما لليتيم من تذكركم عنا كيف يستغي المحب عن ذكر الحبيب زمان البعد والحجاب والذكر هو العوض لفقد الأحباب عما فقده من نعيم الرؤية ولذيذ العتاب المحب الصادق إما أن يكون إلى المحبوب ناظرا ما دام له عن وجهه
سافرا وإما أن يكون له ذاكرا إذا لم يكن له في حضرته حاضرا كنت من قرب دارهم في نعيم وأنا اليوم في العذاب الأليم أنا أشكو إليكم حرقة الذكرى فأنا من وقودها في جحيم أجمع لكم من طبيب خبير ولبيب وناصح وحكيم إن هجر الأحباب سوط عذاب ووصل الأحباب رأس النعيم عباد الله اذكروا الله من هو إلى وجهه الكريم ناظر جنابه العزيز حاضر فخير الذكر ما كنت فيه غائبا كحاضر ومحبوبا كناظر لو تحقق الذاكر بما هو له من الأدب لازم عليه واجب لنظر إلى شيطانه ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب ذاكر الله لا يستطيع الشيطان في ذكره مقيلا ذاكر الله لا يجد الشيطان إلى إغوائه سبيلا ذاكر الله لا يزال شيطانه مدحورا ذليلا ذاكر الله قد تكفل الله بحفظه وكيف يضيع من كان الله يحفظه كفيلا اذكروا الله بكرة وأصيلا وتبتل لذكره تبتيلا اذكروا الله ذكر صب مشوق واجعل الذكر للوصال سبيلا ارض بالله مؤنسا وجليسا واتخذه دون العباد وكيلا فر مما سواه والجأ إليه واسمحه تجده برا وصولا الزم الذكر واتخذه تجد الذكر بالوصال كفيلا
فضل الإستغفار

المعاصي سلسلة في عنق العاصي لا يفكه منها إلا الاستغفار والتوبة والصراط كثير الاضطراب تحت أقدام السالكين لا يسكنه إلا قول رب سلم سلم والنار مسعرة الضرام لا يطفئ لهيبها إلا نور الإيمان والموقف شديد الحر لا يكن منه إلا ظل العرش والقبر مطبق الظلمة لا ينوره إلا مصباح اليقين والجنة مغلقة الأبواب في وجوه طلابها لايفتحها إلا كلمة الإخلاص وشفاعة الرسولبغية كل مريد لا تنال إلا بالتوحيدوالشيطان جاثم على قلب الإنسان لا يمشي عنه إلا بالذكر اذكر البر الرحيم كما يذكر الأحباب العشاق مسه الشيطان ليس لها غير ذكر الله ترياق يا فرسان ميدان ذكر الله أطلقوا الأعنة يا فرسان ميدان ذكر الله أشرعوا الأسنة وأسقطوا الأجنة لا تطعموا في وجدان حلاوة الذكر وقلوبكم مشغولة بوسواس الفكر كيف يكون حبيب الرحمن من هو للشيطان سمير كيف يطمع في الوصول من لا يجد في المسير لا ينال العلى رخي البال إنما تلك رتبة الأبطال خاطروا بالنفوس والأموال هكذا هكذا تنال المعال واعلموا أن في حدود جنان ال خلد حورا لها مهور غوال
ووراء السور سجف ستور مسبلات على قصور عوالي فوق تلك القصور وادي التجلي والكراسي منصوبة للرجالي هم رجال لم يلههم عن مجالس الذكر شيء من هذه الأشغال فانفضوا عن قلوبكم كل هم من هموم الأولاد والأموال واحملوا حملة الهزبر إذا حامى حذار الردى عن الأشبال

من لوازم الذكر

أول ما يحتاج إليه العازم على ذكر الله التفرغ من الشواغل الظاهرة ثم تسكين جوارح البدن عن الحركات الشاغلة ثم قطع الفكر عن قلبه ثم إشعار نفسه عظمة ما قد عزم عليه من ذكر ربه ثم استفراغ الوسع في تجويد الذكر ثم إطالة المجلس ما أمكنه إطالته ثم التحفظ بالحالة التي استفادها قلبه من الرقة باجتناب الملهيات من حين يقوم عن الذكر إلى أن يعود إليه فهذه الشرائط السبع من راعاها حق الرعاية بلغ من مراد الذاكرين أقصى الغاية من أحب شيئا أكثر ذكره ومن أجل أمرا أعظم قدره ولا حبيب أحب من الله إلى أهل ولايته ولا جليل أجل عند الله من أهل معرفته فاذكروا الله ذكر المحبين وأجلوه إجلال العارفين لتشربوا كؤوسا من رحيق شرابه رحيقا مختوما ثم تلحقوا بمن رفعهم عن الرحيق حتى صار كل شرابهم تسنيما لعلك تشتهي صرفا حلالا لا صداع ولا خمارا شراب المسلمين فلا يهود حوتها في الدنان ولا نصارى
عليك بقرب مجالس أهل ذكر تجد قوما من الذكر سكارى تدور عليهم كاسات خمر من التوحيد قدس من أوزارا فزرهم لا تخف فليس يشقى طوال الدهر من للقوم زارا عساك تصيب بينهم نصيبا من الحس إذا ما الكأس دارا أهل ذكر الله وقت صفاء الأوقات يشربون من شراب المصافاة كؤوسا مترعات ويجنون من غروس الذكر ثمارا يانعات ويخلع عليهم من ملابس القرب حلل فاخرات يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون كل هذا يناله أهل مجالس الذكر والناس ينظرون إليهم وهم لا يبصرون أهل ذكر الله قد يتحفونا بنوالات بها يكرمونا فتراهم منعمين وهم فيما اشتهت أنفسهم راتعينا تعرج الأرواح منهم إلى العرش وهم بين الورى قاعدونا وحسان الحور تجلا على أبصا رهم والناس لا يبصرونا وكؤوس دائرات بها الولدان يسقون فلا ينزفونا وثمار يانعات بأطباق لجين هم بها يطوفونا والرياحين تميد اهتزازا برياض هم بها يمرحونا وبحار الخمر والماء والشهد وما يفنى لواجدونا
وثياب السندس الخضر عاليهم فهم في حسنها يرفلونا كل هذا وهم بعد في دنياهم بين الورى يرزقونا كيف لو فارقوا هذه الد ار إلى دار لها يعملونا قوم جدوا في اللحاق بهم كيف تحوزوا ما هم حائزونا واذكروا الله على كل حال وانظروا كيف تذكرونا لا يتم الذكر حتى تكونوا كلما في وسعكم تبذلونا فأذيبوا الأنفس في طلب العيش بدار لا ترون فيها المنون والزموا ذكر الجليل فبا لذكر إليه وصل الواصلونا اللهم إنا نسألك يا من جاد على عباده الصالحين بالقوة والمعونة حتى قاموا لك بحق القيام بالطاعة ان تمن علينا بما مننت عليهم ونسألك أن تعيننا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأن تجمع بيننا وبينهم في دارك دار النعيم إنك جواد كريم وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كبيرا

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:18 AM   #13
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس الرابع عشر التقوى

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه يجب على العبد في عبوديته وكما يحبه الرب ويرتضيه أنعم بما لا يحصره الحساب ولا يحصيه ولا يسعه الكتاب ولا يحويه كم ذنب قد غفره ولولا الغفران لحاق العذاب بجانبه أحمده على اللاحق والسابق من أياديه حمدا يوجب المزيد من كرم الحق لحامديه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أزاحم بها على باب الجنة داخليه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اصطفاه الله من خلقه فسبحان مصطفيه وارتضاه لتبليغ رسالته فتعالى جد مرتضيه فشمر عن ساق الجد في مجاهدة أعداء الله ومعانديه حتى اتسق قمر الإيمان في فلك الإسلام ووضح الحق لناظريه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وحزبه ومحبيه خصوصا على الإمام أبي بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم على أمته وصديقه ومواليه وعلى الإمام أمير المؤ منين عمر بن الخطاب ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم ومصافيه
وعلى الإمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان صهر رسول الله ومواسيه وعلى الإمام علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ومواخيه وعلى سائر الصحابة وتابعيه قال الله تعالى في كتابه أمرا لعباده المؤمنين بالتقوى بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون جاء في التفسير معناه أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وقال عمر رضي الله عنه لكعب الأحبار يا كعب حدثني عن التقوى فقال يا أمير المؤمنين هل أخذت طريقا ذا شوك قال نعم قال فما صنعت قال حذرت وشمرت قال فكذلك التقوى وقال النبي صلى الله عليه و سلم لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع مالا بأس به حذر إلى ما به بأس ليس التقوى أحصن جنة يحصن بها الخائفون وخشية الله أوثق عروة يمسك بها المتمسكون وأداء فريضة الله واجتناب محارم الله أنجح وسيلة توسل بها إلى الله المتوسلون طوبى لمن كانت الجنة مثابه وهي مثاب المتقين وشراب الرحيق والتنسيم والكافور والزنجبيل شرابه وهو شراب الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهم رفقاؤه وأصحابه
إنما يجازي بمثل هذا الجزاء من هو من المتقين الذين أقاموا الدين بشرائطه المشروعة واقتدوا في الملة الإسلامية بآياتها المتبوعة فإذا صلى أحضر قلبه مع بدنه في تذكر وتدبر أذكاره وأحسن أدبه بين يدي عالم أسراره وإذا تصدق أخرج الطيب من كسبه لا يريد عليه جزاء إلا ابتغاء وجه ربه وإذا حج أخلص النية لله في قصده قبل الخروج من أهله وأنفق إلى مرجعه من طيب المال وحله واجتنب الحرام لما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من حج بمال حرام فقال لبيك قال الله له لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك حتى ترد ما في يديك وإذا صام صان نظره عما لا يحل له عليه النظر وصان لسانه عن الكلام الزور والهذر وصان سمعه عن يحرم الاستماع إليه وصان لسانه عن تمزيق أعراض المسلمين فكم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين وكم أحبطت من أجور العاملين وكم جلبت من سخط رب العالمين فالغيبة فاكهة الأرزلين وسلاح العاجزين مضغة طالما لفظها المتقين نغمة طالما مجها أسماع الأكرمين فرحم الله إمرءا لم يفسد عبادة يهديها إلى حضرة العزيز الرحيم بلقمة حرام تعقب طعام الزقوم وشراب الحميم فهي كلمة ما استحلاها إلا طبع لئيم وفي البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله في أن يدع طعامه وشرابه في
هذا الحديث دليل على أن العامل يكون بصلاح ظاهره معمورا وقد سقط عن عين الله حتى ما يزن عنده نقيرا فإذا كان يوم القيامة ظهر للخلائق من أمره ما كان مستورا وظهرت مخبآت الصدور على صفحات الوجوه رقما مسطورا وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ليت شعري ماذا أقول إذا ما وقفت في القامة مكبلا مأسورا ثم قدمت للحساب ذليلا وأتيت كتابا مسطرا منشورا وأتي بالأعمال توزن بالذر فما غادروا هناك فقيرا وبدا لي من فوق وجهي سوء فعلي محررا مسطورا ثم نودي علي هذا فلان كان لله عاصيا مستورا فضحته اليوم الذنوب وحساب محرر تحريرا وأتى بالسعير أسمع منها تغيظا وزفيرا ما احتيالي في ذلك الموقف المهول ومن ذا يذود عني السعيرا ليس لي غير حسن ظني بربي خائفا من عذابه مستجيرا وتعطف بجبر كسري فقد أصبح قلبي مما جنا مسكورا

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:19 AM   #14
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

صفة جهنم

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤتى بحهنم يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام
سبعون ألف ملك يجرونها وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال يؤتى بجهنم يوم القيامة وهي تمايل على الخزنة حتى توقف عن يمين العرش ويلقى عليها الذل فيوحي الله إليها ما هذا الذل فتقول يا رب إني أخاف أن يكون لك في نقمة فيوحي الله إليها إنما خلقتك نقما وليس لي فيك نقمة فتزفر زفرة لا تبقى دمعة في عين إلا جرت ثم تزفر أخرى فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق إلا نبيكم نبي الرحمة يقول يا رب أمتي أمتي عباد الله فاستجيروا بالله من شر هذه النار التي لا يرحم ولا يغاث باكيها واسألوه الإقالة من ذنوبكم قبل ان لا يقال غيره وتوبوا إلى الله من قريب واستحيوا ممن هو عليكم رقيب واحذروا أن يأتيكم الموت وأنتم على المعصية مصرون ولا تخلدوا إلى الدنيا فإنكم عنها منقلبون وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون وأكثروا من ذكر الله تعالى واستغفاره واسألوه أن يرزقكم الفوز بالجنة والنجاة من ناره واغتنموا العمل الصالح في نهار العمر وليله وتمسكوا بما في أيديكم من حواشي ذيله وتزودوا ما أطقتم من البر فستجدونه يوم توفيه الأجر واستحيوا من الله حق الحياء فهو رقيب عليكم في كل ما أنتم له عاملون فإنكم على بساط كرمه قاعدون وفي بحار نعمه عائمون وإلى دار جزائه صائرون ولكريم عفوه وجميل صفحه آملون فاذكروه يذكركم واشكروه يزدكم واتقوا الله لعلكم تفلحون اتقوه حق
تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون اللهم يا من ليس في الوجود سواه يا من عليه يعتمد ومن فضله يسأل وإليه يستند يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يا كثير الخير يا دائم المعروف يا من الملائكة في خدمته صفوف وعلى طاعته عكوف يا جار المستجير ومن هو على كل شيء قدير يا غياث الملهوف يا من بيده القبض والبسط وبيده تقوم السموات والأرض يا من امتدت لمسألته أكف السائلين وخرت لعبادته وجوه الساجدين وعجت بتلبيته أصوات الملبين وطمحت إلى معروفه أبصار الآملين يا عالم السر والنجوى يا من إليه المشتكى يا من عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات يا من إذا انتهت الشكوى إليه فقد بلغت المنتهى يا فالق الحب والنوى اللهم نشكو إليك ما نحن فيه من طاعتك مقصرون وعلى معصيتك مصرون وبعظمتك جاهلون وبحكمك مغترون وعن القيام بما يلزمنا في حقك عاجزون اللهم اجعلنا من الذين يعاملونك بما تحب وتعاملهم بما يحبون وينصرفون عما تكره وتصرف عما يكرهون وألحقنا بالذين وجهوا إليك وجوههم وأخلصوا لك أعمالهم ولم يعتمدوا على أحد إلا عليك ولم يستندوا إلا إليك ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
واختم لنا بخير ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصل على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين تسليما كثيرا إلى يوم الدين
المجلس الخامس عشر جزاء التائبون

الحمد لله بجميع ما حمد به الحامدون على كل نعمة وصل إليها من كرامته الواصلون لدى خلقه كلهم من نحن به عارفون أو جاهلون ومن أولى بالحمد من منعم من بحر أنعمه أنعم المنعمون فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من لم يزل عبده ولا رأى إلا رفده ولا خاف إلا وعيده ولا رجا إلا وعده عسى بكلمة الإخلاص أن نحصل على الإخلاص ولات حين مناص إلا للموحدين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي عبده حتى أتاه اليقين ورسوله الذي جاء بالحق وصدق المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين خصوصا على الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الأئمة الهداة المهتدين وعلى التابعين لهم بإحسان الى يوم الدين
اللهم ونحن من جملة عبادك المفتقرين إلى نوالك الباسطين أكفهم لسؤالك منتظرين ما تذكرنا به من إحسانك وتغمرنا به من أفضالك الهم فأجرنا بما تجير به المنكسرين واغننا بما تغني به المفتقرين وأشركنا في دعاء الداعين وأشرك في صالح دعائنا إخواننا فيك من المسلمين معاشر الإخوان الحاضرين بظواهر الأبدان احضروا ببواطن القلوب عسى تمطر سحائب الرضوان بتفسير شيء من القرآن نستدعي به كرم الكريم ورحمة الرحمن الرحيم يقول الله عز و جل في كتابه المبين التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين سبب نزول هذه الآية أنه لما نزل قبلها إن الله إشترى من المسلمين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة قال رجل يا رسول الله وإن زنا وإن شرب الخمر وإن سرق ونزل بعدها التائبون فكأنه تعالى يقول الجنة حاصلة للمؤمن ولو أتى الكبائر وغشى الفواحش ولكن إذا تاب لأن المؤمن إذا عمل الذنوب فلا بد له ولو عند موته أن يتوب وهذا من كرم الله تعالى بعبده المؤمن أنه إذا تاب إليه قبل موته قبل الله توبته كما في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر
كريم إذا يممت بالصدق بابه فإنك لا تلقى على الباب حاجبا وإن كنت ذا ذنب فتب منه واعتذر كأنك لم تذنب إذا جئت تائبا

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:21 AM   #15
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

مصير من مات على غير توبة

فأما من مات على غير توبة من أهل الكبائر فقل أن يسلم من العقوبة لكنه لا يخلد مع الكافرين وفي الجملة من دخل النار ولو ساعة من نهار فقد ذاق العذاب الأليم وليجرب العاصي بنار الدنيا فهي جزء من سبعين جزءا من نار جهنم هل له طاقة أن يضع فيها أصبعه أو شيئا من لحظة واحدة فالواجب على العبد العاصي أن يبادر الى التوبة قبل هجوم أجله وانقطاع أمله إذا كنت يا عاصي على النار لا تقوى فبادر إلى التوبة واستعمل القوى ونح أسفا من أجل ذنبك دائما فما في غدي يغني نواح ولا شكوى وقد روي في أثر أن أكثر استغاثة أهل النار من سوف كانوا يقدمون على المعصية ويؤخرون التوبة ويقولون سوف نتوب فاحتفظهم الموت على شر حالة
فألقوا في نار الجحيم ونعوذ بالله منها

تفسير آية من سورة التوبة

قال ابن جرير في قوله تعالى التائبون أي الراجعون عما يكرهه الله ويسخطه إلى ما يحبه ويرضاه وعن الحسن في قوله تعالى التائبون قال تابوا إلى الله من الذنوب كلها وقيل تابوا من الشرك وبرئوا من النفاق والتائبون على ثلاث طبقات فأدناهم التائبون من الكفر وأوسطهم التائبون من المعصية وأعلاهم التائبون من الغفلة وأما العابدون فقال ابن جرير الذين ذلوا لله خشية وتواضعا له وجدوا في خدمته وقال قتادة العابدون قوم أخذوا من أبدانهم في ليلهم وعدادهم وعن ابن عباس إنهم المقيمون الصلاة وقال الحسن هم الذين عبدوا الله باتباع أمره والعابدون أيضا على ثلاث طبقات أدناهم الموحدون وأوسطهم المطيعون وأعلاهم المتبتلون وأما الحامدون فعن ابن عباس إنهم الذين يحمدون الله على كل حال
وقال الحسن الحامدون على الإسلام والحامدون أيضا على ثلاث طبقات أدناهم القائم بالحمد الواجب كقراءة سورة الحمد في المكتوبة وأوسطهم الحامد في كل موضع يشرع فيه الحمد كالفراغ من الآكل والشرب والعطاس وأعلاهم الحامدون على كل حال مثلما كان نوح عليه السلام فسماه الله عبدا شكورا وأما السائحونففيهم أربعة أقوال قيل هم الغزاة وقيل المهاجرون وقيل طلاب العلم وقال الأكثرون هم الصائمون وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السائحون هم الصائمون وقال ابن عباس رضي الله عنهما كلما ذكر في القرآن من السياحة فهو الصيام وقال الحسن الصائمون شهر رمضان وقالت عائشة رضي الله عنها سياحة هذه الأمة الصيام وهو مروي عنه صلى الله عليه و سلم قال سياحة أمتي الصيام
وأما الراكعون الساجدون فقال الحسن هم المصلون الصلوات المكتوبات وأما الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فقال ابن جرير الذين يأمرون الناس بالحق ونهوهم عن كل قول او فعل نهى الله عنه والناهون عن المنكر عن الشرك وعنه الآمرون بالمعروف قال إما انهم لم يأمروا الناس بحسنة حتى كانوا من أهلها والناهون عن المنكر قال إما انهم لم ينهوا عن المنكر حتى انتهوا عنه وقال أبو العلية كل ما في القرآن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي من عبادة الأوثان والشياطين وقال عطاء الأمرون بالمعروف بفرائض الله وحده وتوحيده والناهون عن المنكر ترك فرائض الله وحدوده وعن الشرك به وأما الحافظون لحدود الله فقال إبن عباس يعني القائمين على طاعة الله وهو شرط شرطه الله على أهل الجهاد إذ وفوا له بشرطه وفى لهم بشرطهم أي أن بعض المجاهدين يرتكبون المحرمات من زنا وشرب خمر وغير ذلك فإذا أنكر عليهم قالوا نحن مجاهدون والجهاد يطهرنا فردت الآية عليهم أي كونوا مع الجهاد في سبيل الله حافظين لحدود الله ثم قال تعالى وبشر المؤمنين أي المصدقين بوعد الله لهم وقيل معناه وبشر من فعل التوبة وسائر هذه الأفعال وإن لم يكن من المجاهدين عباد الله فصححوا الأعمال تلحقوا بالرجال واحذروا الرجاء الكاذب فإنه محال أترجو أن تكون من الرجال بقول او بفعل أو بحال
وأنت من المفاسد في جميع الأوامر والنواهي غير خال ومن طلب الوصول بغير سير على نهج فذاك من المحال اللهم يا ذا الجلال والإكرام والعزة التي لاترام يا بديع السموات والأرض ويا من بيده القبض والبسط نسألك أن تتوب علينا وعلى العاصين وان تجعلنا من عبادك المتقين وان تجنبنا أفعال الفاسقين وأن تختم لنا بخير ولجميع المسلمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
المجلس السادس عشر صلاة القاعد

هذا تفسير حديث متفق على صحته من الأحكام اتفق على صحته علماء الإسلام وهو ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال صلاة أحدكم وهو قاعد مثل نصف صلاته وهو قائم القائم في الصلاة له مزية على القاعد فيها من سبعة أوجه الأول المشقة لأن القائم يلحقه من التعب ما لا يلحق القاعد الثاني الأدب لأن القائم في الخدمة أحسن أدبا من القاعد الثالث النشاط لأن القائم أنشط في الخدمة وأبعد من الكسل والنعاس الرابع التمكن لأن القائم أقدر على فصاحة الكلام في المناجاة وتحسين
هيئات العبادة الخامس كثرة التنوع في فنون الخدمة لأنه إذا صلى قائما فقد عبد ربه بالقيام والركوع والسجود والقعود وإذا صلى قاعدا فات نوع من الأربعة السادس أن من صلى قائما أخذ نصيبا من ترويح القلب بسبب تنقله من حال إلى حال أكثر نصيبا من القاعد وترويح القلب يعين على جودة الذكر السابع أن من صلى قائما فقد أطاع الله تعالى بقوله وقوموا لله قانتين وطاعة الأمر موجبة الأجر ولو لم تكن حكمته مفهومه فكيف وقد ظهرت الحكمة في القيام في الصلاة من وجوه كثيرة واعلم أن ورود هذا في صلاة النافلة وأما الفريضة فلا تصح صلاتها قاعدا مع القدرة على القيام ومن صلى قاعدا في الفريضة مع قدرته على القيام فهو عاص واختلف العلماء في كفره وأما النافلة فجائز فيها الجلوس مع القدرة على القيام لكن القيام أفضل لما تقدم من الوجوه وأجره نصف أجر القائم وإن كان عاجزا عن القيام لم ينقص أجره لأنه عاجز عن القيام وأنشد بعضهم في الحض على عبادة الله تعالى تطوعا اعبدوا الله ركعا وسجودا وقياما طورا وطورا قعودا واذكروه في كل حال فزاد من ذكر إسمه يلقي السعودا إن في اسم الحبيب في القلب طمعا من يذقه يود منه المزيدا لا يزال الحبيب غيبا فإن أنت ذكرته اسمه يرى مشهودا فترنم باسم الحبيب لأسما ع محبيه واتخذهم عبيدا

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:21 AM   #16
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

الذكر المقبول

لو جرى ذكر العزيز الحكيم كما ينبغي له الإجلال والتعظيم لسعى بذكره كل سقيم ولكن عز على اكثر الخلائق توفيه الإجلال عند ذكر اسم الخالق فلذلك ترى أكثر المتعبدين لذكر الله مديمين ولا تراهم إلى المذكور واصلين ولا على وصاله بحاصلين لأنهم يذكرون بألسنتهم من ليس بقلوبهم عارفين نديم الذكر والذكر عظيم الشأن والقدر وما بنصر للذكر على الذاكر من أثر وما الآفة إلا جهل من يذكر بالأمر إذا لم يعرف المذكور ما يصنع بالذكر كل مطلوب لا يعظمه الطالب لا يبلغ منه شرف المراتب عبادة الله حرفة لا يحدق فيها إلا المتبتلون إليها ومعرفة الله غاية لا يبلغها إلا المقبلون بكل وجوههم عليها وكيف لاتكون سلعة غالية وجنة الله عالية وإليه في كل شرف المنتهى الذي ليس وراءه مرمى ابذل الروح إن أردت الوصال فوصال الحبيب أغلى وأغلى ليس من يلتقى إذا زار بالطرد كمن يلتقي إذا زار بأهلا وسهلا من شفيعي إلى الحبيب كلما رمت وصله قال كلا لو رآني أهلا لجاد ولكن ما رآني لما رمت أهلا إذا نفع الوعظ وأسفاه كلام من لا إله سواه قل لمن ما في السموات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا
ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون إذا أعضلتكم الحاجة ولم تجدوا مطيعا بهبة ولا قرض فاسألوا من له ما في السموات والأرض الذي كتب على نفسه الرحمة فهي لعباده على نفسه فرضوله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم كان رسول الله صلى الله غليه وسلم من الحطام الفاني فارغ اليد ومن كنوز المعرفة مملوء القلب فلما نظر الجاهلون بالله إلى تجرد ظاهره ظنوا أنه بحاجة دنياهم فقال لهم كفار ملة قد علمنا إنما يحملك على ما تدعونا إليه الحاجة فنحن نجعل لك نصيبا في أموالنا حتى تكون من أغنانا رجلا وترجع عما انت عليه فنزلت هذه الآية وله ما سكن في الليل والنهار أي إذا كان الذي له ما يحتوي عليه الزمان فكيف تكون محتاجا إلى عطية إنسان علمك يا سيدي بحالي أغنى لساني عن المقال جبرت كسرى كشفت ضري أغنيت فقري سترت حالي لا تجعلني عبدا لمولا سواك يا سيد الموالي
من كلام المصطفى صلى الله عليه و سلم في فضل الدعاء وبعض الأدعية
قد استنزلنا الرحمة بتلاوة شيء من محكم التنزيل فلنستدع البركة بذكر أحاديث من كلام الرسول قال صلى الله عليه و سلم أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن مخرج في الصحيح وقال صلى الله عليه و سلم من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء
وقال لمعاذ بن جبل يا معاذ لا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وقال من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرت ذنوبه وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا وقال ما من دعوة أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب
وقال اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب وقال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعوة قلب غافل لاه
وقال ما من عبد يرفع يديه حتى يبدو بياض إبطيه يسأل الله مسألة إلاأتاه إياها ما لم يعجل قيل يا رسول الله كيف تكون عجلته قال يقول قد سألت ربي وسألت فلم أعط شيئا وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لم يسأل الله غضب الله عليه وقال ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله الملح لأهله وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع وقال الدعاء مخ العبادة أو قال هو العبادة ثم قرأ قوله تعالى
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين الدعاء باب من الأبواب المدخلة على العزيز الوهاب وطريق من الطرق الموصلة إلى ذلك الجناب ووسيلة من أنجح الوسائل ورسالة من العبد إلى حضرة الرب من أبلغ الرسائل فإن كان مدادها الدمع السائل فهو الدعاء الواصل لا أسمع الدهر عذل عازل في حب من ماله مماثل يشهد لي أنني محب دمع على الوجنتين سائل والوجد بين الضلوع نازك والنوم عن مقلتي راحل راسلهم بالدموع دهرا فما أرى أغنت الرسائل وكنت أعتاض بالطيف في منامي إذكان ذالك غير باخل قد حنا النوم جفن عيني صار لي الطيف غير واصل عساكم ترحمون صبا ما فاز من قربكم بطائل ليس له حاصل سوى أن عمر ولي بغير حاصل
حكم ومأثورات

حسرة الفوات أشد من سكرة الموت أوجع الألم حرقة الندم أشد العذاب فرقة الأحباب ما طرق أسماع السامعين أقطع من اخسئوا فيها ولا تكلمون لا أستر للعورات من لباس التقوى ولا أغنى للفاقات من القناعة والرضا مجالسة العقلاء تزيد في العقل ومجالسة الجاهلين تزيد في الجهل ومخالطة المساكين تذهب الكبر الترياق المجرب لزوم الاستغفار ووصل الحبيب اسم الترياق وقربه الأسير البعيدإطلاق فدين لا أدين به وكيف يسلوا عن الأحباب عشاق وكيف يحمد بي سلو جمالكم وبيننا في الهوى عهد وميثاق قلبي القريح عليكم حشوه حرق ولوعة وصبابة وأسواق لا غرو أن كان في قلبي شيقا قلقا قلب المحب إلى الأحباب تواق إن أبعدوني فأهل للعباد أنا وإن هموا أقربوني فإن القلب مشتاق الواجب على كل عبد أبعده المولى عن جنابه أن يعترف بذنبه لربه ويعتقد أن البعد أولى به
من كان مؤمنا بأن الله هو العلي الحكيم علم أنما أخره الله فحقه التأخير وما قدمه فحقه التقديم فالحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من سوء المآل ونسأله الإستقامة في جميع الأحوال وأن يبلغنا بفضله أشرف المنازل إنه جواد مفضال

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:22 AM   #17
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس السابع عشر كلام السلف

في ذكر نبذة من كلام السلف الأعلام ففي كلامهم جلاء الهموم وشفاء الأسقام من أراد أن يسلم له دينه ويستريح قلبه وبدنه فليعتزل الناس ومن لم يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم ومن عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز من قلة الصدق كثرة الخطأ ومن علامة الإستدراج الحمى عن عيوب النفس ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله قلوب المغترين معلقة بالسوابق وقلوب الأبرار معلقة بالخواتيم من النذالة أن يأكل الإنسان بدينه من حاسب نفسه استحيا الله من حسابه ثلاث من كن فيه استكمل الايمان من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق وإذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل وإذا قدر لم يتناول ما ليس له وكان بعضهم يقول اللهم ما عذبتني به من شيء فلا تعذبني بذل الحجاب
احذر أن تكون ثناء منشورا وعيبا مستورا أمس أجل واليوم عمل وغدا أمل حرام على قلب محب الدنيا ان يسكنه الورع وحرام على عالم لم يعمل بعلمه أن يتخذوه المتقون إماما إليك أشكو بدنا غذي بنعمك ثم توثب على معاصيك المؤمن إذا زاد سخاؤه وإذا زاد عمره زاد اجتهاده اجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يهنأ بعيشه معاشر الفقراء إنما عرفتم بالله وإنما مكرمون لله فإذا خلوتم به فانظروا كيف تكونون معه علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله بما لا يعنيه الطريق إلى الله مسدود على الخلق إلا على المتقين أول وصال العبد للحق هجرانه لنفسه وأول هجران العبد للحق مواصلته لنفسه إذا نزل بك أمر من الله فاستعمل الرضا فإن لم تجد إلى الرضا سبيل فاستعمل الصبر فإن لم تجد فعليك بالتحمل من علم أن الله هو الضار النافع أسقط مخاوف المخلوقين اتقوا الناجد من العلماء والجاهل من العباد فإنهما فتنة لكل مفتون يا عجبا لمن لم ير محسنا غير الله كيف لا يميل بكليتيه إليه إذا بكت عين الخائفين فقد بايعوا الله بدموعهم إنما حملا كلام السلف في مذاق الأسماع وعظمت فيه البركة وحسن به
الانتفاع لأنهم كانوا به عاملين وفي نشره مخلصين اللهم فعمنا ببركة أعمالهم الصالحة وانفعنا بمقاصدهم الصادقة فهم القوم لا يضل من اهتدى ببهداهم ولا يضيع من تمسك بعراهم كيف ضلالي عن سواء السبيل وأنت لي في طريق سلاى دليل يا فرحة القلب ويا منية الصب ويا برد غليل الغليل وصفك لا تبلغه مدحتي ففهمي بليد ولساني كليل كيف لي بصبر جميل وقد حجبت عن مرآى المحيا الجميل مالي إذا غيبت عن ناظري غير مخيبي والبكاء والعويل جدلي ولو بالطيف إن كان لي إلى غموض الجفن يوما سبيل وابذل ولو وعدا ولو نظرة فما قليل منك لي بالقليل رب العزة اعظم في صدور العارفين من أن يناجوه في مخاطبتهم بأشعار المتغزلين ولكن ما خلا قلب من حرقة ولا سلم مواصل من فرقة وكل مسلم له نصيب من محبة مولاه على قدر معرفته بما اولاه فإذا ترنم المنشد بما يناسب أغراض المحبين تحركت القلوب على قدر ما فيها من الشوق إلى لقاء حبيب العارفين وتحرقت النفوس حزنا على التخلف عن مرافقة الصالحين إلى متى أنت في تواني تجري إلى اللهو في عنان الموت حق لا ريب فيه مالك في رفعة يدان والبعث من بعده تراه في غاية البعد وهو داني
يوم يقوم العباد كل عليه في الحشر شاهدان إلى حساب قد سطر ته الأقلام يمليه جافظان ثم يضم العباد بعد الحسد اب في الحشر منزلان منزل خوف لا امن فيه ومنزل الأمن والأمان الإيمان بيوم القيامة لصدقه على أهله علامة التسارع إلى اكتساب الحسنات والتورع عن ارتكاب السيئات وانسكاب العبرات ندما على ما فات أيها المدعي المحبة مهلا أين آثار صدق ما تدعيه أين سفح الدموع فوق خدود حذرا ان يفوت ما ترتجيه أين وقد الأحشاء شوقا إلى ما كنت من لذة التواصل فيه أين بذل المجهود في طاعة المجبو ب من كل فعل كلما يرتضيه تدعي حبه ومالك من دعو اك غير المحال والتمويه تدعي الحب عاريا عن شهود حظه منه ما يقول بغيه طالبوا أنفسكم بالصدق في دعواها محبة الله واصمدوا بكل وجوهكم فيما يوجهكم إلى الله كل النعيم في التلذذ بمناجاة الله كل الراحة في التعب بخدمة الله كل الغنى في تصحيح الإفتقار إلى الله
كل مطالب الدنيا والآخرة في خزائن غيب الله ومفاتيحها بأيدي رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وحق هواه ليس لي عنه مذهب ولا لي فيما دون لقياه مطلب يقول اجتنب بابي ولا تعش مرتعي وهل حشد عن روحه يتجنب إذا لم تكن لي عند غيرك حاجة فكيف إلى أبواب غيرك أذهب وإذا لم أجد معط سواك بمطلبي فكيف سوى معروف جودك أطلب عذولي فيه ما ارى ما رأيته فيكثر من لومي عليه ويطنب سلكت سبيلا ما أهتدي لسلوكه فأعجب منه وهو مني يعجب وكيف سلوى عن جمال محجب أياديه عن كل الورى ليس يحجب إذا دارت الكاسات من خمر حبه على كل اهل العقل فالكل شربوا وإن زمزم الحادون للركب باسمه فكلهم حتى الركائب تطرب يطيب ويحلو للمحبين ذكره فلا طيب إلا وذكره أطيب فإن قلت شهدا فهو أحلا مذاقه وان قلت ماء فهو أصفى وأعذب سألتك يا حادي الركائب حاجة إذا ما بدت يوما لعينك يثرب فبلغ سلامي من حوته قبابها وشرعته في الكون تملى وتكتب نبي الهدى شمس الضحى قمر الهدى لمنصبه فوق السماكين منصب محمد المختار والماجد الذى إلى فخره كل المناسب تنسب بنهجه كل الأئمة تهتدي بمورده كل الموارد تعذب هو الصادق الداعي إلى الله وحده فمن لم يجبه فهو في الحشر يندب فصلوا عليه دائما فصلاتكم جزاؤكمفيها على الله واجب وأكثكم يا أهل ملة أحمد عليه صلاة منه في الحشر أقرب
اللهم صلي على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وصلى عليه كلما تعاقبت الليالي والأيام وصلي عليه ما دامت الشهور والأعوام وعلى صحبه السادة الكرام وسلم تسليما كثيرا لا انقضاء له ولا انفصام

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:23 AM   #18
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

موعظة في تعليم القرآن

الحمد لله الذي جعل القرآن لقلوب أهل الإيمان ربيعا فكل من لا يغذي القرآن في الدنيا كان غذاؤه في الآخرة ضريعا لا يزال الإنسان صريعا تحت الشيطان حتى يذكر الله ويتلو القرآن فحينئذ يستوي الإنسان قائما ويخر الشيطان صريعا فمن شاء ان يكون العدو عن لحاقه بطيئا فليكن إلى الذكر والتلاوة سريعا استظهر بشرب ترياق القرآن على سم أفعى الشيطان قبل أن تموت لسقياه ما زال أبو البشر آدم صلى الله عليه و سلم من سكنى الجنات قي حصن حصين حتى دخلت عليه الجنة وقد اختبأ في فمها الشيطان اللعين فخرج على آدم من شدقها ذلك الكمين فضربه ضربة بقي من حرها ألف سنة في البكاء والأنين ثم لم يكن خلاصه وخلاص عشر العشر من ذريته إلا بكتاب الله الذي جاءت به المرسلونوقلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى ممن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون متابعة الكتاب منقذة من العذاب وتعظيم الحرمات مخرج من الظلمات ورعاية الأدب رفعة في الرتب
لولا العلم لكان الإنسان بهيمة ولولا اللطف لكانت البلية عظيمة فاسألوا الله لطفة في جميع الأحوال وليكن تعظيم القرآن منكم على بال فبوجود اللطف وعدمه سعد من سعد وشقي من شقي وبالتقصير لقي المقصر ما لقي لا تسألوا عبدكم ماذا لقى من البكاء والأساءة والحرق ليس عجيبا ما لقى بعد النؤى من الأنين والبكاء والأرق بل العجيب ان من فارقكم كيف حيى من بعدكم كيف بقي إذا توجهت إلى غيرك تعثرت بي قدمي في طرقي إن السعيد من رجا فضلكم ومن رجا غيركم فهو الشقي قد كان شملي كله مجتمعا فد بعدتم آه وغرقي يا ليتني مت ولم أبق إلى ان ذقت طعم الهجر والتفرق يا لائمي لو ذقت ما ذقت من الحنين والأنين والتشوق ولو رأت عيناك ما رأيته من الجلال والجمال المونق عذرتني في قلقي ولمتني على بقايا ما بقي من رمقي العجب ممن يسمح بصفة الجنة وهومخلد إلى الدنيا وأعجب فيه من صدق نعيم الحضرة ثم يعمل لجنة المأوى والعجب ممن يسمع نوازل البلوى وهو مخدر في دنياه منها واعجب فيه من خوفه الله بغضبه عليه واحتجابه عنه ثم هو يخاف الجحيم واللظى كل عزيز وإن عز و جل فالله أعز منه وأجل وكل فائت وإن عظم وكثر فهو بالنسبة إلى ما يفوت من الله أصغر وأقل
حتى متى ذا القلب ساهي عن كل ما مغنيه لاهي والنفس معرضة عن القر آن سامعة الملاهي إن الملاهي سوف تر مي سامعها بالدواهي كم ذا تنافس في الحط ام وجمعه كم ذا ساهي ما عذر من شاب العذار منه وقبح سيرته كما هي إن قيل دع عنك التكبر قال أخني هدم جاهي قد خالف القرآن في كل الأوامر والنواهي من كان لا ينهاه عن فعل القبائح ذجرناهي العمر منه قد وهي والدين أيضا منه واهي فاصبر له فالأم هاوية وما أدراك ما هي يا من سلب الملك الكبير ولم تشعر بسلبه يا من أمره ربه بالتوبة وهو مصر على ذنبه قد خلت صحيفته من الحسنات لما خلا صدره من تعظيم ربه وتخلت الملائكة عن نصرته فقد استحوذ الشيطان على قلبه يا غافلا عن ذكر ربه يا مغفلا لصلاح قلبه يا من سباه عدوه يوما ولم يسعد بسلبه هذا جزاء مقصر جهله في حق ربه من رام خصالا لا تحل فجائع الأعداء بجنبه فليعتصم بالله وليعمل على السكن بقربه العارف بركن الله في حصن حصين واللائذ بجناب الله في حرم أمين والعامل بكتاب الله متمسك بالعروة الوثقى والحبل المتين والمقاتل تحت لواء رسول الله مؤيدا بالنصر العزيز مضمون له الفتح المبين حصن بحصن التقوى نفسك من أسباب الردى حصن التقوى غير
حصين وامتسك بحبل القرآن في الشدائد كلها فكل حبل سوى هذا الحبل فهو غير متين لله أهلون وهم جملة أهله وكل من لا يكرم أهل القرآن فهو مهين احذر تهين فقيرا لأجل رثه هيئة أكثر ملوك الجنة في هيئة المسكين متى أردت أن يعلو قدرك وتعلو في الرتب في حضر الله معظم أهل التقا والدين ولا يغرك ذل الفقير في دار الفناء دار البقى هي داره في العز والتمكين ترى الفقير في الدنيا كأنه طير حذر وفي القيامة وافي قرير عين أمين خذ لك أيادي معهم غدا ترى الدولة لهم مقبل أحدهم وجاهه عند الملك متين لا فخر كالفقر هذا الرسول بالفقراء مفخر وهو الذي دفين في الطين ومع جلالة قدره دعا بأن يحيا هنا مسكين ويقبر ويحشر مع المسكين اللهم ارزقنا ما رزقت أولياءك وفقراءك ومساكنك من الاستغناء بك والافتقار إليك وأكرمنا بما تكرمنا به من كرامة أوليائك يوم القدوم عليك يا كريم

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:24 AM   #19
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس الثامن عشر تفسير آية

الحمد لله وأنجح ما توسل به إليه المتوسلون إدامة حمده وأقرب ما تقرب به إليه المتقربون أداء فرضه من ادى فرائض الله فهو عبد الله حق عبده ولا يزال عبده يتقرب إليه بالنوافل حتى يحبه فإذا احبه أدخله في حزبه وأيده بجنده فسبحان من كل الخير في يده وذا الفضل من عنده إذا رفد فلا تسأل عن حسن حال عمره من رفده وإذا طرد فيا كسرة القلوب من ذل طرده وإذا حد حدا لم يسع أهل سمائه وأرضه تجاوز حده أترى أفوز نبيل رفده أترى أحوز كريم وعده أترى بمن بقربه من بعد بلواه يبعده يا بهجتي بوصاله يا ودعتا من ذكر صده أنا عبده ومحبه ما شاء فليصنع بعبده قد دلت الأدلة القاطعة على ان صرخة البين لأكباد المحبين قاطعة وإنما
يحس بوجعة فراق المحبون أولوا الألباب وأرباب القلوب فأما من نور الهدى عن بصيرته محجوب فكيف يعرف إعراض الرب عن المربوب فسبحان من كل أحد من خلقه إلى عطفه فقير وشكره واجب على القليل والكثير والجليل والحقير كل جليل وحقير في قبضته أسير له ملك السموات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير يا واحدا ما له نظير يا قاضيا ما له مشير بذكره تشرح الصدور بأمره تصلح الأمور أحاط علما فلا صغير يعزب عن علمه ولا كبير ما أحد دونه غني فكل من دونه فقير ما أحد دونه كبير فكل من دونه صغير إن نحن نلنا رضاه يوما فكل ما فاتنا حقير أحمده وأشكره وأحق عباده بمزيد فضله الحامد الشكور أرضى بقضائه وأصبر على بلائه وما ذاق طعم العيش إلا الراضي الصبور وأشهد أن لا إله إلا الله العلي الكبير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى اهل السهول والوعور والشفيع المشفع يوم يتأخر عن الشفاعة كل مقدام جسور صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وكل من حضرته حضور خصوصا على
الشيخين الإمامين المفضلين والصهرين المخصصين والعمين المبجلين والسبطين الريحانين الحسن والحسين صلاة يتصل تكرارها بالرواح والبكور اللهم إذا قسمت في عبادك الصالحين ما تقسمه من خير الدنيا والآخرة فاجعل لنا منه الحظ الأكبر والنصيب الموفور وبارك لنا فيما تحيينا له مدى الليالي والأيام والشهور والأعوام إنما فائدة أقطرت البركات لمدركيها ان تغتنموا بركتها بطاعة الله فيها وكل من لا يعظم حرماتنا ولا يراعها فقد حرم بركة مساعيه يوم تعود على الفرقة الناجية بركات مساعيها نستفتح بركة هذا المجلس الكريم بتفسير آية من الذكر الحكيم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قال الله عز و جل في كتاب المبين هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ما من مجعول إلا والله له جاعل لأنه هو الخالق لكل صنعة وصانع وعمل وعامل فلهذا قال هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازلأي هو الذي أضاء الشمس فجعلها ضياء بالنهار وهو الذي انار القمر فجعله نورا بالليل فسواه ذا منازل لا تجاوزها ولا يقصر عنها والمنازلهي الثمانية والعشرون منزلا المنقسمة عن اثني عشر برجا قدر الله سبحانه مسير الشمس والقمر في تلك البروج والمنازل لينتظم بمسير الشمس فيها امر الفصول اربعة ولولا تنقل الشمس فيها لم يكن للأرض صيف ولا شتاء ولا ربيع ولا خريف ولولا اختلف الهواء بتعاقب هذه الفصول لفسد نظام الحيوان
والنبات والمعادن ولولا تنقل القمر فيها لفسد نظام الشهور القمرية ومطالع الأهلة والبذور والأقمار المسخرة في الليالي الطوال الشتوية القصار الصيفية وكم في خلال تدابير ذي الجلال من حكم جلية وألطاف خفية الرب أسراره خفية تعجز عن فهمها البرية في كل شيء مما تراه من صنعه من حكمه جلية ودون ما قد بدا أمور تخفى عن الفطنة الذكية إذا عجزنا عن فهم أدنى حكمه أجسادنا الدنية فكيف نرجو عرفان شيء من أمر أوصافه العلية قوله تعالى لتعلموا عدد السنين والحسابقال ابن عباس رضي الله عنهما يقول الله تعالى لو جعلت شمسين شمسا بالنهار وشمسا بالليل ليس فيها ظلمة ولا ليل لم تعلموا عدد السنين والحساب قال الكلبي يعني حساب السنين والشهور والأيام والساعات ثم قال تعالى ما خلق الله ذلك إلا بالحقأي لم يخلق الشمس والقمر ومنازلهما إلا بالعدل لأنه سبحانه هو الحق وكل ما جاء من عنده فهو الحق وكلما صنعه وخلقه ودبره فهو حق وقيل معناه ما خلق الله ذلك إلا للحق أي لإظهار قدرته الخافية عليكم بإظهار صنعته البادية لكم وإقامة الدلائل على وحدانيته عندكم ليقطع في إشراككم به عذركم كلما قد بدا وما هو خافي في ثبوت التوحيد شاف وكافي
أي عذر لشرك وجميع الكون للشرك بالدليل نافي ثم قال تعالى كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمونأي نبين الأدلة للمستدلين على الصانع بصنعته فإن قيل ما الحكمة في تخصيص القمر بالذكر دون الشمس في قوله تعالى قدره منازل فالجواب أن القمر يقطع المنازل في كل شهر والشمس لاتقطعها إلا في كل سنة فلما كان القمر أسرع منها في طي المراحل كان أولى منها بتخصيص الذكر في تقدير المنازل تبتغي الوصول بسير فبه تقصير لا شك أنك فيما رمت مغرور قد سار قبلك أبطال فما بلغوا هذا وفي سيرهم جد وتشمير يا مدعي الحب في شراع الغرام وقد أقام بينه لكنها زور أفنيت عمرك في لهو وفي لعب هذا وأنت بعيد الدار مهجور لو كان قلبك حيا ذبت من كمد ما للجراح بجسم الميت تأثير يا من قد شغلت عن ذكر ربه الشواغل يا من كلما أيقظته العبر فهو غافل يا من هو في رتبة الطاعة ناقص وفي مرتبة المعصية كامل أما تستحي ممن سرك إليه صاعد وخبره إليك نازلالذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل أيامك تمر مر السحاب وأنت إلى البطالة جائع لا تضيف إلى الموعظة من واعظ ولا تقبل النصيحة من ناصح وأنت عما قليل من سكان الضرائح فما أنت قائل لمن هو لحقوقه منك مطالب وعن حقوق عباده
سائل الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراوقدره منازل لو عبرت قنطرة التبصرة والاعتبارلقطعت ثلث الطريق ولو اقتحمت عقبة الخشية والفرار لخلصت من حلق المضيق ولو سلكت سبيل أهل اللجوء إلى العزيز الغفار لوصلت مع أكرم رفيق إلى بلاد حسن التوفيق حتى تنظر إلى وجه من لا يشاكله مشاكل ولا يماثله مماثل الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل هذه مزارع المؤثرين حرث الآخرة على حرث الدنيا فأين الزارعون إنا لله وإنا إليه راجعونيا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي والله لو أن العباد سمعوا هذه الآية كما ينبغي لهم ان يسمعوها لو كان بينهم وبين الله بحار النار لخاضوها شوقا إلى ما شوقهم مولاهم إليه من لذة بهجة القدوم عليه كم قد أهللنا من شهر شريف الميقات ثم ينسلخ عنا ونحن من قشرنا ما انسلخنا كم قدم علينا من موسم تغسل فيه أوساخ القلوب بمياه العبرات ثم يرحل عنا وما تطهرنا بل اتسخنا في مثل هذه الأوقات المباركة يتوب العاصي ويلين القلب القاسي وينشط العامل وينتبه الغافل الحسنات فيها مضاعفة لعامليها وأبواب الرحمة مفتحة لوالجيها وابواب الخيرات ميسرة لطالبيها من قرع فيها أبواب العطايا بأنامل الدعاء توشك أن تفتح في وجهه ومن استمطر سحائب النوال بأكف الإبتهال فجدير ان تسح على أرضه ومن
رفع قصة السلوى إلى عالم النجوى فما أولى منح قصده مثل الأزمنة الكريمة المحترمة عند الله مثل السنين المخصصة للزارعين والليالي المقمرة للمسافرين تخسف عنادها وتقل حركتها وتكثر بركتها فكذلك العامل لله في الأوقات والأماكن الشريفة تزكو أعماله فيها أضعاف ما تزكو فيما سواها لأن الله سبحانه وتعالى اصطفاها لعباده على سائر ما عداها يعطي ويمنع ما يشاء كما يشاء باب إن أبلغ ما بلغه واعظ إلى موعوظ وأنفع ما هو بالألسنة ملفوظ وفي الصدور محفوظ كلام من كل شي تحت قدرته مقهور وبرعايته ملحوظ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيمالر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السموات وما الأرض وويل للذين كفروا من عذاب شديد الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد أما كتاب الله فبين ليس فيه غموض وأما دين الله فهو متين لا ينهض به مخلوق حق النهوض فلم يبق لنا عذر في حق الجهل بمراض رب العالمين ولا قوة لنا على إقامة هذا الدين المتين فالواجب علينا ان نستغيث بمراحم العزيز الرحيم ونستشفع إليه بجاه نبيه الكريم الذي أذن له في إخراج الناس من الظلمات إلى النور فمن أجاب دعوته فله النظرة والسرور ومن تخلف عن إجابته دعا بالويل والثبور
قيل الظلمات والنور هما الكفر والإيمان وقيل الضلال والهدى وقيل الشك واليقين وقيل بإذن ربهمأي بأمره وقيل بتوفيقه وقوله الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرةيعني الذين يؤثرون الفاني على الباقي لا يبالون ما نقص من دينهم إذ زادت دنياهم ولا ما فاتهم من رضى مولاهم إذا أدركوامن شهوتهم أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون تطالبني النفس بالمشتهى وتنسى القيامة والمنتهى وتسعى إحكام عهد الهوى وعقد دياناتها قد هوى وتترك صحبة أهل النهى وتصحب من قدسها أولها فإن دام هذا التنادي بها فويل لها ثم ويل لها
ذكر نبذة من كلامه صلى الله عليه و سلم في الاذكار والدعوات
إن أشفى الكلام لصدور السامعين بعد كلام رب العالمين كلام من كان نبيا وآدم بين الماء والطين قال صلى الله عليه و سلم أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم او ترى له وقالإذا ركع أحدكم فليقل في ركعته سبحان ربي العظيم ثلاث مرات وذلك أدناه وإذا سجد فليقل سبحان ربي الاعلى ثلاثا وذلك أدناه
وقال إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال وقال من سبح في دبر كل صلاة الغداة مائة تسبيحة وهلل مائة تهليلة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وقال لرجل إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل اللهم أجرني من النار سبع مرات قبل ان تكلم احدا فإنك إذا قلت ذلك قمت من ليلتك كتب لك جوار منها وقال وإذا صليت الصبح فقل ذلك فإنك إن مت من يومك كتب لك جوار منها
وقال من قال حين يصبح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليمثلاث مراتلم يصبه في نومه فجأة بلاء ومن قالها حين يمسي لم يصبه فجأة بلاء في ليلته وقال من قال إذا أصبح وإذا أمسى رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ونبيا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة وقال من قال في دبر كل صلاة الصبح وهو ثان رجليه قبل ان يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع عشر درجات وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان الرجيم ولم ينبغ لذنب ان يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله عز و جل
وقال من قال حين يصبح فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون إلى قوله تعالىوكذلك تخرجون أدرك ما فاته في ليلته أيها الناس احرصوا على درك ما فات وهيهات أن يدرك الفائت هيهات كل وقت له وظيفة فمن فاتته وظائف الأوقات فعمره كله فوات ونعم الله عليه معرضة للآفات ياخارجا عن حمانا بمن تعوضت عنا جمع ما شط عنا قد حف بالآفات لو كنت عاقلا ما اعتضت البعد عنا بقربنا عزى فؤادك فماذا يلقى من الحسرات ارجع إلى ما كنا عليه أوقات الصفا من قبل أن تتمنى يقل لك هيهات لا في شهور التصافي تصفو ولا في غيرها في أي وقت تصافى قد مرت الأوقات القلب ربع التواصل إذا خلا من غيرنا قد انقضى العمر والربع موحش العرضا ما دام سؤلك يبذل من التواصل فاغتنم يا رب يوم تسأل يقول سؤلك فات من أقوال السلف العمر ثلج والأجل شمس ولا يزال حرها يشتد كلما دنت فهي تلتمس الثلج فلا عين ولا أثر
العمر يذوب فافطني يا نفسي ما أشبه بثلجه في شمسي يومي يمضي كما يقضي أمسي يا رب مصبح وقد لا أمسي العجب ممن يدعي العقل والتمييز وهو جاهل بنفاسة الوقت الغزيز يفرح بربح الفانيات وهو مغبون ويعد في عرف أهل الدنيا عاقلا وهو عند أهل الآخرة مجنون كم ورع للعقل منا وهو مجنون يعتقد الربح وهو مغبون يعد بين الحذاق منتقدا وكل ما في متاعه دون متبع للهوى وكل هوى قد ألحقت في هجاءه نون ترى في جمعنا هذا من فطرته ذكية ترى بيننا من يفهم الإشارات الخفية ترى حفرنا شهم له همة علية تحمله الأنفة من الرضا بالرتب الدنية لله ذوو نفوس تسمو إلى الرتب العلية قوم أبت لهم الدناة أنفس لهم أبية لم يصمهم ما راق غيرهم من الدنيا الدنية رمقوا بأبصار القلوب معارج الرتب السنية فتعاهدوا عهدا تؤكده المواثق القوية لا ينكلون عن الفرات بمرهفات مشرفية حتى تخلى عنهم العمى وأوجههم مضية قد شرحنا بعض شيء من أحوالهم فلنذكر شيئا من سديد أقوالهم قالوا رحمهم الله الفقر له حرمة وحرمته ستره والغيرة عليه فمن أظهره وبذله فليس هو من أهله الصبر ترك الشكوى والرضا استلذاذ البلوى من علت همته على الأكوان وصل إلى مكونها ومن وقف مع شيء سوى الحق فإنه الحق لأنه أعز من ان يرضى معه بشريك من ألزم نفسه بآداب السنة عمرالله قلبه بنور المعرفة أقرب شيء إلى مقت الله رؤية النفس أحوالها علامات الولي أربع صيانة شره فيما بينه وبين الناس وحفظ جوارحه فيما بينه وبين أمر الله
واحتمال الأذى فيما بينه وبين خلق الله ومداراته للخلق على قدر عقولهم من استولت عليه النفس صار أسيرا في سجن الشهوات محصورا في حكم الهوى فحرم الله على قلبه الفوائد الحر عبد ما طمع والعبد حر ما قنع البريء جريء والخائن خائف من كان يسره ما يضره متى يفلح إن الله نظر إلى عبيد من عبيده فلم يرهم أهلا لمعرفته فشغلهم بخدمته إلا شارب بكأس العارفين إلا مستيقظ من رقدة الغافلين ستقدم فتعلم ويكشف الغطاء فتندم مكر بك في إحسانه فتناسيت وأمهلك في غيك فتماديت وأسقطك من عينه فما دريت ولا بليت يا ليت شعري ما اسمي عندك يا علام الغيوب وما انت صانع في ذنوبي يا غفار الذنوب وبم يختم عملي يا مقلب القلوب من عرف الله لا يكون له غم إن أردت أن تنظر إلى الدنيا بحذافيرها فانظر إلى مزبلة فهي الدنيا وإن أردت أن تنظر إلى نفسك فخذ كفا من تراب فإنك منه خلقت وفيه تعود ومنه تخرج وإن أردت أن ننظر ما فيك فانظر إلى ما يخرج منك في دخولك الخلاء فمن كان حاله كذلك فلا يجوز له أن يتطاول ولا ان يتكبر ليس للأعمى من رؤية الجوهر إلا مسها وليس للجاهل من معرفة الله إلا ذكره باللسان من نقر على الناس قل أصدقاؤه ومن نقر على ذنوبه طال بكاؤه ومن نقر
مطعمه طال جوعه احذر أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها معناه لا تعادي أولياء الله فإنك تنام وهم مستيقظون فربما دعوا عليك فاستجيب فيك وأنت لا تشعر إحذر سهام الله حين تنام والمظلوم ساهر يدعو عليك وأنت في غمض ورب العرش ناظر لو بت في حضن سما في الجو لا يعلوه طائر من حوله الأبطال في أيديهم البيض البواتر وعليك أدرعة الحديد وحولك الأسد الكواسر ودعا عليك مظلوم لم يلق غير الله ناصر لأصاب سهم دعائه منك الفؤاد وأنت صاغر

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:25 AM   #20
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

دعوة المظلوم

كثيرا ما يستهين الناس بالظالم وينسون يوما يأخذ فيه الله من المظلوم للظالم لاسيما الغيبة فإنها من الربا وأغث المطاعم هل فينا من تحلل خصماه هل فينا من أرض غرماءه ما قدرنا الله حق قدره ولا فرقنا بين حلو العيش ومره كأنك بالزارع وقد حصد زرعه فطوبى لأهل العبادة والتقى والورع لم يزل للزارع مزدرع إلا التقى والزهد والورع
وعبادة في سنة خلصت لله ليس يشوبها طمع هي أربع إن أنت قمت بها خلعت عليك من الرضا خلع

من مهمات المطالب

أربع من مهمات المطالب لا ينبغي أن يهتم بغيرها الطالب حتى يحوزها قبل كل مستحب وواجب المطلب الأول التقوى وهي أداء الفرائض واجتناب المحارم الثاني الورع وهو تحرير مقام التقى بترك المحرمات والمشتبهات التي تدق وتخفى الثالث الزهد وهو ترك ما ليس إليه ضرورة ولا فيه عند أهل الله مصلحة الرابع العبادة وهي استعمال القلب والجوارح في الخدمة فكل طالب طلب أن يعد من الرجال بدون إحكام هذه الخصال فهو طامع في نيل ما لا ينال من رجا أن ينال ما لا ينال فحال رجاؤه وضلال لا ينال العلى بغير عناء من رجا نيلها براحة محال سرت زحفا إلى المعالي وقد أرخت إليها الأعنة الأبطال منهم الحائز المرام ومنهم من أتت دون قصده الآجال كنت أرجو بهم لحاقا فخانتني المعاصي وخانت الآمال رب فاجبر كسري بما لم تزل أهلا له يا جواد يا مفضال
حسرات المحرومين

ثلاثة من المحرومين حسرتهم أوجع حسرات المتحسرين عبد كان يرجو الوفاة على الإسلام فأدركه عند الموت سوء الخاتمة وعبد كان يرجو التوبة وهومصر على الخطيئة وعبد يرجو اللحاق بأولياء الله فحرمته المقادير بلوغ ما رجا حرمت مقلتي طيب الرقادي وحلتم بين خدي والوسادي أريد القرب منكم تبعدوني وأنتم قادرون على مرادي وحقكم لقد أسلفتموني بطردى عنكم شر البلادي فيا حسرات ما يلقاه قلبي ويا حرقات ما يغشى فؤادي قلاكم قد شف بالإسلام حمى وخالف بين جفني والسهادي وشردني عن الأوطان حتى بقيت مهيما في كل وادي وكيف يقر مهجور قضيتم عليه بالصدود وبالعبادي محب لم يطع فيكم عذولا ولم يسمع وشايات الأعادي ويطوى سركم عن كل حي وينشر ذكركم في كل نادي فلو حدثتموه ما سلا عن محبتكم إلى يوم التنادي فدتكموا اجبروا كسري وفقري ولو ان تمنوا باليسير من الرقادي عسى طيف يلم فإن طرفي إلى رؤياكم في النوم صادي
المجلس التاسع عشر تفسير آية من سورة التوبة

الحمد لله الذي ما علت أقداره عباده إلا بتعظيم حرماته وشعائره ولا حظي بولاية أهل العرفات إلا بالتوبة إليه من ركوب العصيان وكبائره وصغائره فذلك العبد هو الذي دلت استقامة ظواهره على استنارة بواطنه وأشرقت بواطنه على صفحات ظواهره لكل ذي نسب حسيب من شرف نسبه نصيب ولا كشرف أنساب المتقين ولكل ذي تقي على تقواه ثواب ولا كثواب المعظمين لحرمات الدين يعظمون حرمة الزمان والمكان وكلما ينسب إلى الملك العظيم الشان أحمده على ما أرانا من واضحات قرب المناسك وانقذنا من غامضات حفر المهالك حمد معترف بأنه لمقاليد السموات والأرض مالك ليس له في مثقال ذرة من جميع الممالك قسيم ينازعه ولا مشارك وأشهد أن لا إله إلا الله أغلى علم يقينها عن علم القياس وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى الجنة والناس صلى الله عليه وعلى آله صلاة تكثر عدد الأنفاس وعلى سائر عباد الله الفطن الأكياس المطهرين بمياه التقى من جميع الادناس خصوصا على الخلفاء الأربعة الذين شيدوا أساس الدين على أقوى أساس
كم لله من عتقاء كانوا في رق الذنوب والإسراف فأصبحوا بعد ذل المعصية بعز الطاعة من الملوك والأشراف أكرموا مولاهم أن يراهم حيث أراهم فأفادهم ذلك التعظيم والاحترام جلالة وكرامة عند ذي الجلال سلام على اهل دار السلام سلام مشوق براه السقام يبيت يراعي نجوم الدجا كأن الرقاد عليه حرام وكيف يلذ الكرى مغرم يذوب احتراقا بنار الغرام يظل من الدمع في لجة ومن وقد نار الأمس في ضرام فات عنه دار أحبابه شموس الضحى وبدور التمام وقد كان من حزبهم في حمى وأصبح من ناصر في حمام

تفسير آية من القرآن المجيد

نستكمل بها بركة الوقت السعيد قوله تعالى إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين كان الكفار بجهلهم عن أحكام الدين وتكبرهم عن متابعة المرسلين يتصرفون في شهور السنة بتقليب أحكامها وتحويلها عن مكانها بتحريم حلالها وتحليل حرامها فأعلمنا سبحانه أن تصرفهم مسوق بما سطرت في الألواح والأقلام قبل
خلق الليالي والأيام وهوالمراد بقوله تعالى في كتاب اللهأي في اللوح المحفوظ قال ابن عباس رضي الله عنهما في الإمام الذي عند الله كتبه يوم خلق السموات والأرض وأماالأربعة الحرم فهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب فيجب على العبد المسلم ان يكون بفضلها عارفا وعلىتعظيمها عاكفا ولمضاعفة ثواب الله فيها راجيا ومن مضاعفة عقاب المعاصي منها خائفا شمروا للحرب عن ساق ما لما قد حم من واقي إن كأس الموت دائرة ليس تبقى منكم باقي والمنايا للفتى رصد كل حي حتفه لاقي فابذلوا لله أنفسكم واكشفوا للحرب عن ساقي إنما هذا العدو لكم كجروح فوق أماقي لسعة الشيطان ليس لها غير ذكر الله ترياقي ثم قال تعالى واعلموا ان الله مع المتقين قال ابن عباس رضي الله عنهما يريد أنه تعالى مع أوليائه الذين يخافونه فيما كلفهم من أمره ونهيه وقال الزجاج إنه تعالى يريد أنه ضامن لهم النصر والتأييد وهم قوم لم يزالوا معه بالعبادة والتوحيد وكيف لا يرفع الله أقدارهم وهم الذين لم تزل كلمة التوحيد بجهادهم مرتفعة كيف لا يقيم الله الوجود في خدمتهم وهم الذين لم
يزالوا قائمين في خدمته إن وجههم في أمر توجهوا إليه وإلا لم يزالوا في حضرته يحنون إلى لقائه كما يحن المشتاق إلى قرب الديار وينيبون إلى ذكره كما تنيب النسور إلى الأوكار وإذا ترنم لهم إلحادي باسمه هتك عن قلوبهم الأستار وإي محب يسمع باسم حبيبه ثم يقر له قرار مشوق لا يقر له قرار وكيف يقر وقد يأت عنه الديار إذا ذكر اسم من يهواه يوما يكاد القلب منه يستطار وما في موت صب مستهام إذا ذكر اسم من يهواه عار ترنم باسم من أهوى لسمعي جهارا فأعذب الذكر الجهار وبرد باسمه حرقي فإن اسمه برد وحر الشوق نار

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 04:23 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com