موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2012, 01:46 PM   #1
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي كتاب : التذكرة في الوعظ

كتاب : التذكرة في الوعظ
المؤلف : عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبي ونعم الوكيل سبحان الله ما تعاقبت الليالي والايام والحمد لله عدد الشهور والاعوام ولا اله الا الله الذي لا تتصور عظمته والاوهام والله اكبر ذو الجلال والاكرام والعزة التي لاترام مدهر الدهر مدبر الامر ومقدر اليوم والليلة والسنة والنهار والعالي فوق كل شئ بالسلطان والقهر والجلال كل معبود دون الله باطل وانه وحده دون غيره رب الاواخر والاوائل كيف يكون غير الله معبود سواه وكل من تحت عرشه يرجوه ويخشاه أليست الشمس والقمر والنجوم مسخرات أليست السموات والارض وما فيها بحكمته مدبرات أليست الهلال بتسخيره على اقطارها دائرات اليست العقول في فلوات تيه معرفته حائرات سبحانه سبحانه ما اعظم شانه سبحانه سبحانه ما ادوم سلطانه
عبد تولاه الاه بنفسه وسقاه من كاس المحبة ما فيها ومن صفا مع الله صافاه ومن آوى الى الله اواه ومن فوض امره الى الله كفاه ومن باع نفسه من الله اشتراه وجعل ثمنه جنة ورضاه وعظ صادق وعهد سابق ومن اوفى بعهده من الله لا يزال العبد خائفا على نفسه حتى يدخله الله حماه ومن اراد ان يعلم هل هو من اولياء الله فلينظر كيف ولاه لمن اولاه وعداوة لمن عاداه من سلك سبيل اهل السلامة سلم ومن لم يقبل مناصحة الناصحين ندم لا رزية كرزية من حرم الاقتداء بشرائع المسلمين لا بلية كبلية من مات مصرا على مخالفة رب العالمين الحياة كلها في ادامة الذكر والعافية كلها في موافقة الامر والنجاة من الهلاك في ركوب سفينة الكتاب والسنة والفوز فوز من زحزح عن النار وادخل الجنة ليس الميت من خرجت روحه من جنبيه وانما الميت من لا يفقه ماذا لربه من الحقوق عليه الكرامة كرامة التقوى والعز عز الطاعة والانس انس الاحسان والوحشة وحشة الاساءة وكل مصيبة لا يكون الله عنك فيها معرضا فهي نعمة الغفلة عن الله ما قدحنا شئ غيره ولولا الجهل بعظمة الله ما زغنا عن امره ولولا الاغترار بحكم الله ما اصررنا على معصيته ولولا الإساءة فيما بيننا وبين الله ما استوحشنا من كتابه
كونوا كما امركم الله يكن لكم كما وعدكم اجيبوا الله اذا دعاكم يجبكم اذا دعوتموه اعطوا الله ما طلبه من طاعته يعطكم من رحمته ما طلبتموه مثل العبادة بغير اخلاص مثل الحدقة بلا ناظر تسمية الله في ابتداء كل امر نجاح ذلك الامر استهداء الله في كل مسلك امان للسائر من الضلال ايها الناس من اكرم على الله منكم لو اكرمتم انفسكم بالتقوى من اولى بالله منكم لو احكمتم فيما بينكم وبينه عقد الولاء من اقرب الى الله منكم لو آثرتم القرب على النوى لو عرف الانسان قدر نفسه مادساها بمعصية الله ولا دنس عرضه بسوء ثناء الحفظة عليه في حضرة مولاه ولا يؤنس في وحشة القبر الا العمل الصالح ولا يطفئ لهب النار إلا نور الايمان ولا يثبت القدم على الصراط إلا الاستقامة في السلوك الرب خالق والعبد مخلوق ولا نسبة بين الخالق والمخلوق الا بواسطة الارتباط عليه بالعمل بكتابه الذى انزله عليه فاعملوا بالكتاب وتابعوا السنة تتخلصوا من العذاب وتحصلوا على الجنة ولا حول ولا قوة إلا بالله

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-04-2012, 01:49 PM   #2
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس الأول نعم الله تستوجب شكره

الحمد لله الذي ايسر نعمه ما يستوجب شكر الشاكرين وقطرة من بحار كرمه تعم جميع العالمين تملأ القلوب فرحا بالموهبة اليسيرة من هباته وتحير القلوب دهشا بالآية اللطيفة من بدائع آياته قتل ملك الارض كلها ببعوضة دخلت انفه وأغرق الذي قال انا ربكم الأعلى بقطرة اوردته حتفه وهل اغرق فرعون من تيار ذلك الماء الا قطرة حالت بينه وبين شم الهواء يجوع الملك العظيم من ملوك الارض ساعة ثم يلقى كسرة فتملأ قلبه سرورا ويبتلي الاسد الضاري بذباب يسقط على عينه فيظل في قبضته اسيرا ويسلط الحية الصغيرة على الفيل العظيم فيخر منجدلا عقيرا
وما كان الله ليعجزه من شئ في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا اذا اكتنفتك عظام الأمور ولم تر منها عليها مجيرا وصيرك الهم في قبضة من النايبات اسيرا حسيرا هنالك فارج الكريم الذي يصير كل عسير يسيراعليا كبيرا عليما قديرالطيفا خبيرا سميعا بصيراهو المنشئ الخلق من قبضته فعبدا شكورا وعبدا كفورا وعبدا سعيدا وعبدا غنيا وعبدا شقيا وعبدا فقيرا له الفضل والعدل في حكمه فطورا حبورا وطورا ثبورا لولا الخالق لم يكن المخلوق شيئا مذكورا ولولا الرازق لم يملك المرزوق فتيلا ولا نقيرا كم من نعمة قد انعم الله بها علينا وكم من حسنة قد ساقها الله الينا عافانا في ادياننا من الكفر وفي ابداننا من الضر واخرجنا من اصلاب آبائنا مسلمين وأنشأنا بين اخوان مؤمنين وجعل لساننا الذي نتكلم به من افصح الألسنة لهجة وطريقنا الذي نسلك به اليه من اوضح الطرق محجة
فبأي شكر نقابل نعمة علينا وبأي جزاء نكافيء احسانه الينا سبحانه سبحانه ما قام احد من خلقه بحقيقة شكره ولا اثنى عليه مثن من عباده كما اثنى هو نفسه ولا قدره مخلوق حق قدره لان ذلك كله موقوف على المعرفة به وهي بحر ما بلغ احد الى قعره سبحانه سبحانه ما اسبغ انعمه واعدل احكامه لو اننا شكرنا كما في وسعنا لأوسعنا مزيدا ولو اتخذناه كما ينبغي له ربا لأصطفانا لنفسه عبيدا ولكنا لكشافه الحجاب وقفنا مع الأسباب كم مدع للتوحيد وهو مشرك بربه وكم قائل انا عبد الله وهو عبد بطنه يعصي ربه في اطاعة نفسه ويبيع رضوان الله برضا مخلوق مثله كم بين متبع للهوى هوى نفسه قد اتخذه الهه هواه وبين ممتثل امر ربه يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله اما يستحي المدعي لمحبة الخالق ان يكون محبا لمخلوق احسن منه في معاملة الحبيب ادبا وأصح منه في دعوى المحبة نسبا رؤى مجنون ليلى بعد موته في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال غفر لي وقال لي اذهب فقد جعلتك حجة على كل من ادعى محبتي اهلونا لوصلهم ثم صدوا ليروا صبرنا فما ان صبرنا ثم جاؤوا بالقرب بعد بعاد ليروا شكرنا فما ان شكرنا عذرونا في كل شئ سوى السلو عنهم فاننا ما عذرنا
لو عرفنا حبيبنا ما سلونا ولكن قدره ما قدرنا لو سعدنا بوصله ما شقينا لو غنينا بفضله ما افتقرنا لو روينا من حبه ما ظمئنا لو سلكنا في طريقه ما عثرنا هو نعم الحبيب لكننا بئيس المجبون لم نطع اذا امرنا شعره من حنان ما قربنا ليلة في مرضاته ما سمرنا لو ذكرنا ما كان منه ومنا لخزينا لكننا ما ذكرنا

الزهد في الدنيا وطلب الاخرة

ينبغي للعبد المؤمن بربه اذا نظر الى زهرة الدنيا فدعته الى نفسها برونقها البهيج ان يقول لها بلسان الحال اليك عني يا سريعة الزوال انما تصلحين للتشويق الى دار ليس لساكنها عنها انتقال انت خزف فان وتلك جوهر باق فلتفرق بين الدارين عقول الرجال خل عن منزل الزوال والفناء ويمم نحو الجناب العالي منزل الكرامة والانس والب ر ونيل المنى ونيل النوال تلك والله دار قوم شروها بنفيس النفوس والاموال حين زفت اليهم خطوبها ثم ساقوا لها المهور الغوالي قاتلوا دون خدرها في هواها بصفاح بيض شر غوالي ثم حاموا عنها وحاموا عليها بورود الاوجال والآجال
فامتطوا عزم معشر رغبوا في ان يحلوا ساميات المعالي سادة قادة حماة كماة محب مزل فحول ورجال لبسوا للردى دروع اصطبار ولقوه بعزمه الابطال خشيةأن يفوتهم ما رجوهمن جناب المهيمن المتعال لم يزالوا في السير حتى اناخوا بمحل الاكرام والاجلال مقعد الصدق في جناب مليك ذي اقتدار وعزة وجلال

صفات الفائزين

اين خطاب هذه العرائس اين طلاب هذه النفائس هم الذين مدحهم الله في محكم القرآن في اول سورة المؤمنين وآخر سورة الفرقان تلك واللهصفات الفائزين بالرضوان الخالدين في نعيم الجنان الحائزين زغائب البر ومواهب الإحسان اللهم بما انعمت عليهم فارزقنا ما رزقتهم في الدنيا من طاعتك وذكرك وفي الاخرة من نعيم جنتك ولذة النظر الى وجهك والحقنا بهم وادخلنا فيهم واجعلنا منهم ولا تجعل نصيبنا منك ما عجلته لنا من مواهب الدنيا بل ادخر لنا عندك ما ادخرته لأهل سلامة العقبى واجعل الاخرة خير لنا من الاولى واذا اقررت اهل الدنيا بالدنيا فأقر اعيننا بموجبات المغفرة والرحمة والرضا يا من عاد يمنع ركنه العائدون سبحانك ما اعظم شأنك يا من دعته الملبون سبحانك ما اعظم شأنك يا من مد اليهم اكفهم السائلون سبحانك ما اعظم شأنك يا من تقوم السماء والارض بأمره يا من ينقاد السهم الذلول بحكمه يا من يفرق المحسن والمثنى من عدله يا من
يفتقر الغني والفقير الى رزقك سبحانك ما اعظم شأنك يا من خضعت الاعناق لعزته يا من توجهت الوجوه الى قبلته يا من اعترفت الخليقة بربوبيته سبحانك ما اعظم شأنك يا من له ما في السماوات والارض كل له قانتون يا من دعا الى حج بيته على لسان خليله فلباه في الاصلاب الملبون يا من عكف على باب فضله العاكفون اليه بالدعاء والسؤال يجارون وبرحمته في الدنيا والاخرة يتعرضون ومن مخالفة امره يستغفرون وبأذيال عفوه يتمسكون سبحانك ما اعظم شأنك سبحانك ما اوضح برهانك سبحانك ما اقدم سلطانك سبحانك ما اوسع غفرانك سبحت لك السماوات واملاكها والنجوم وافلاكها والارض وسكانها والبحار وحيتانها والسادات وعبيدهاوالامطار ورعودها والملوك ومماليكها والجيوش ومعاركها والديار واطلالها والاسود واشبالها كل معترف فانك لفطرته خالق ولفاقته رازق وبناصيته آخذ وبعفوك من عقابك عائذ وبرضاك من سخطك لائذ الا الذين حقت عليهم كلمة العذاب فالقضاء فيهم نافذ يا مالكا هو بالنواصي آخذ وقضاؤه في كل شيء نافذ انا عائذ بك يا كريم ولم يخب عبد بعزك مستجير عائذ ارجوك يا سؤلي فتحيا مهجتي والخوف من عملي لكبدي فالذ ان لاذ غيري بالانام وظلمهم فأنا الذي بظليل ظلك لائذ فامنن علي بتوبة يمحا بها ذنب فظهري في القيامة قائذ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:43 AM   #3
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

مجالس الذكر ولحظات القرب وساعات الغفران

في مثل هذه الساعة يرجى الغفران ويتوقع الاحسان ويطلب من صاحب الامر الامان لو كشف عن الابصار حوابك الانتشار لعاينتهم الرحمة تنزل في هذا الوقت كالامطار الغزار كم لله في مجالس الذكر من عين محرمة على النار كم قد وضع فيها عن الظهور من ثقل الاوزار وتنفجر فيها ينابيع الرحمة ويتوفر فيها على الحاضرين من النعمة ويعطى كل سائل ما سأله ومبلغ كل امل ما امله من كرم ذي الجلال والاكرام ومواهب من له الفضل والانعام الذي لا يتعاظم ذنب غفره لجانيه ولا فضل ولا هبة لسائله فاحضروا في هذه الساعة قلوبكم واغسلوا بمياه التوبة ذنوبكم واستغفروا ربكم فانه يغفر ذنوب المستغفرين واعتذروا اليه من تقصيركم فانه يقبل عذر المعتذرين واستنصروه على من بغى عليكم فما اسرع نصرته الى المنتصرين من كان مقيد الجوارح عن محارم الله فهو رأس الخائفين ومن كان لا يسكن بقلبه الى شيء سوى الله فهو سلطان العارفين فارغبوا في القرب من الله لله در اقوام عكفوا بقلوبهم عليه وتقربوا بذبح نفوسهم اليه لا يسعون في محبته عذل العاذلين ولا يعتذرون بالانفاق في سبيله بنحل النحالين ابغضوا كل من سواه ليكون منهم دانيا وخرجوا من كل شيء ليدخلوا اليه وظعنوا عن كل شيء ليقدموا عليه وهجروا كل حبيب في طلب وصاله واعرضوا عن كل قريب طمعا في اقباله
فلو قيل لهم من معبودكم لقالوا الله ولو سئلوا ما مقصودكم لقالوا الله فالله سبحانه هو معبودهم الذي يعبدونه ومقصودهم الذي لا يستقرون دونه لربي عباد وحده يعبدونه يرومونه لا يستقرون دونه هو السند الاقوى استندوا به هو القصد الاقصى الذي يقصدونه اذا اعتمد المضطر في الخطب غيره فليس لهم الا هو يعتمدونه اذا حسد الناس الملوك بملكهم فليس لهم في الناس من يحسدونه لانهم حلوا ضماير مالك فمهما ارادوا عنده يجدونه محبته القوت الذي يقتدونه وتوحيد الورد الذي يردونه متى فاتهم من وصله قدر ذرة فبالروح زال القدر الذي يفتدونه لهذا اصطفاهم للعبادة دون من سواهم فهم طوال المدى يعبدونه تولاهم دون الورى فولاؤه طراز على ثوب التقى يرتدونه

دعاء وثناء وابتهال

هذه ساعة رفيعة القدر منيرة الفجر قد اثنينا فيها على الله بالابد وجلونا فيها محاسن آلائه والرب سبحانه قد اشرقت علينا انوار قربه على القلوب ورجونا من سعة عفوه غفران الذنوب فمدوا ايديكم لنستقى سحب رحمته الممطرة ونستكسي من رضوانه
الحلل الفاخرة ومن كان منكم لبعض اخوانه المؤمنين مصارما فليكن من الان على مواصلته عازما ومن كان مصرا على مكروه فليقلع عنه ومن كان قد اصاب ذنبا فليتب الى الله ومن كان مشاحنا لجاره فليقصد حسن الجوار فلا حق بعد حق القرابة اعظم من حق الجار وقولوا بقلوب حاضرة خاشعة الى كرم الله طامحة في نيل رضاه طامعة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا ارحم الراحمين يا كثير الخير يا دائم المعروف يا ذا المعروف الذي لا ينقطع ابدا ولا يحصيه غيره احدا يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل نسألك مما كتبت على نفسك من الرحمة ومما في خزائن فيضك ومكنون غيبك ان تضاعف صلواتك على سيدنا محمد واله وصحبه وسائر عبادك الصالحين اللهم اعتقنا من رق الذنوب وخلصنا من اشر النفوس واذهب عنا وحشة الاساءة وطهرنا من دنس الذنوب وباعد بيننا وبين الخطايا وأجرنا من الشيطان الرجيم اللهم طيبنا للقائك واهلنا لولائك وادخلنا مع المرحومين والحقنا بالصالحين واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وتلاوة كتابك واجعلنا من حزبك المفلحين وأيدنا بجندك المنصورين وارزقنا مرافقة الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
اللهم اغغفر لنا ما مضى من ذنوبنا واحفظنا فيما بقي من اعمارنا وكلما عدنا بالمعصية فعد علينا بالتوبة منها واذا ثقلت علينا الطاعة فهونها علينا وذكرنا اذا نسينا وبصرنا اذا عمينا واشركنا في صالح دعاء المؤمنين واشركهم في صالح دعائنا برحمتك يا ارحم الراحمين لخالقنا الحمد على ما من به من الفضل وانعم وله الحمد عدد ما اسبغ على خلقه من النعم وله الحمد كما يستوجبه على جميع الامم وله الحمد كما اثنى على نفسه في القدم وله الحمد كما اجراه على السنة حامديه والهمهم حمدا تضيق عنه الافاق ولا تسعه السبع الطباق كما يحب ويرتضي ينقضي الليل والنهار ولا ينقضي لا تحصيه السفرة الكرام ولا تفنيه الليالي والايام وكيف لا نحمد خالقنا الذي لم يشاركه في خلقه احد ورازقنا الذي لو عددنا نعمه لم يحصرها العدد كنا امواتا فاحيانا وفقراء فأغنانا وهو الذي اطعمنا واسقانا وكفانا وآوانا وارسل الينا رسولا وانزل علينا قرآنا واجرى على جوارحنا طاعة وكتب في قلوبنا ايمانا فله الحمد على ما اولانا ان رحمنا او عذبنا وان اسعدنا او اشقانا

المتقون محبوبون في الدنيا فائزون في الاخرة

السلطان العادل وجنده يحاربون الاعداء ويفتحون الامصار ويغنمون الاموال فيكون ذلك لهم لذة في دنياهم ومثوبة في آخرهم والعلماء الذين يعلمون الناس علوم الدين فهم في الدنيا بين الناس مكرمون
وفي الآخرة على هداية الخلق الى الله مأجورون والمؤدبون اولادهم بالاداب الحسنة والعلوم النافعة فالوالد يحس حال ولده فهو ابيض الوجه قرير العين في الدنيا رفيع المنزلة عظيم المثوبة في الاخرة والمعامل للناس بالصحة والسلامة في مجاورتهم ومعاشرتهم فهو في الدنيا ابيض الوجه وفي الاخرة عظيم الاجر والموسع على عياله من صالح كسبه فهو مسرور لحسن حالهم في الدنيا ومأجور على احسانه اليهم في الاخرة والمتقربون الى الله تعالى بقربان الاضاحي وسائر ما فيه النفع المتعدي فهم لا يزالون يسمعون الناس حسن الثناء مع ما ادخر الله لهم من حسن الجزاء والزاهد العابد الذي قد اقبل على ربه واعرض عن شهوات نفسه فهو في الدنيا حبيب القلوب والارواح وفي الاخرة مبعوث في زمرة اهل الفوز والصلاح سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله اكبر طوبى لعبد اذا احسن اليه ربه حمد وشكر واذا اساء الى نفسه تاب واستغفر كلما قضى عليه بمعصية اغتم وحزن وكلما وفق لطاعة فرح واستبشر
يا من بغير رضاه لا استبشر اترى بقربى من جنابك اظفر حزني على ما فات منك ملابسي اغدو بها بين الورى اتبختر واذا اغتذى قلب بطيب مطاعم فغذاء قلبي انه لك يذكر واذا تقرب ناسك بضحية فضحيتي اني لنفسي انحر يا مالك الرق الذي لغيبك حقا على كل الموالي المفخر مالي هجرت ولم ازل بك عائذا اني اذا عن الوصال وأهجر وكسرت بالاعراض منك ولم يزل قلب الكسير بباب جودك يجبر ان كنت تعطي السائلين لفقرهم فأنا الى حذوك منهم افقر او كان بالجرم الكبير جرمتي فأنا الشهيد بأن عفوك اكبر مثلي يسامح بالذنوب لأنني من ان تؤاخذ في اذل وأحقر هبني أتيتك بالجرائم كلها أنت الذي كل الجرائم تغفر

مقارنة بين حال الغافلين والمستيقظين

لك الغافلين من الحمقى والشباب في لبس مبغضات الثياب وتناول الوان الطعام والشراب واللهو بين الرياض والأنهار مع الاخذان والاتراب ولك المستيقظين في انفاق الاعمال الصالحة لاحراز الثواب والاهتمام بأمر العاقبة لكريم المآب وانقاذ نفوسهم من سوء الحساب واليم العذاب والفوز بمفاز ذي حدائق واعناب وكواعب اتراب ولذة العارفين فيما يقربهم من جنات العزيز الوهاب لا تهتمون بما تحت العرش وما فوق التراب لان ذلك كله مخلوق والاهتمام بالخالق اوجب عند اولى الالباب
اذا اعجبتك الدنيا برونق رائقها فاجعلها سببا للشوق الى رياض الجنة وحدائقها واذا بهرتك الجنة بنعوت ذرابيها ونمارقها فاجعلها حاديا تحدوك الى جناب خالقها

رؤيا عن الجنة ونعيمها

رأيت يوم جمعة في المنام ونحن في انتظار الصلاة قائلا يقول انما يصلح العبد لحضرة الله بعد ان يجعله في الجنة بين حورها وولدانها وسائر نعيمها ثم تراه غير ملتفت الى شيء من ذلك فحينئذ يرسل جبريل فيدعوه الى الحضرة لعمري ان جنة عدن عظيمة القدر ولكن حضرة الله اعظم ما فيها وجنة الفردوس لذيذة الوقع ولكن الذ منها النظر الى وجه بانيها كما لا يشبه الله تعالى شيء من خلقه كذلك لا يستغني عنه بشيء من رزقه قدر هذا الكلام فوق همة القائل والسامع وما منا الا من هو نيل هذا الامر طامع فنعوذ بالله ان يكون طمعنا غرورا ونسأله الا تكون حقيقة الزيادة في حقنا زورا لولا رجاء كريم وعدل ما طمعنا ان نزور لكن وعدت وليس وعدك زورا نستغفر الله العظيم طريق الخشية والتعظيم طريق مأمون العثار سليم فعظموا الله العظيم بمبلغ ما تبلغه عقولكم وافهامكم واطيعوه بقدر ما تحتمله قلوبكم واجسامكم
واسألوه ان يجعل نعمه عليكم عونا على طاعته وبلاغا الى جنته وباعثا على محبته وسابقا الى ما اعده لاوليائه في دار كرامته واشركوا الأرامل والايتام في ما تصطفونه لأولادكم من شهي الطعام واحسنوا مجاورة الجيران ومصاحبة الاخوان واملاوا اوقاتكم طاعات وقربا ولا تتخذوا دينكم لهوا ولعبا واعلموا ان سرور المؤمنين يوم يعبرون القناطر ويأمنون المعاثر فذلك يوم عيدهم وطالع شعورهم وما داموا في دار الغرور فلا غبطة ولا سرور واي سرور لمن الموت معقود بناصيته والذنوب راسخة في انيته والنفس تقوده الى هواها والدنيا تتزين في عينه بمشتهاها والشيطان مستبطن فقار ظهره لا يفتر عن الوسوسة في صدره ونفسه وماله بعرضه الحوادث لا يدري في كل نفس ما عليه حادث ومن ورائه المغير ومساءلة منكر ونكير ويوسد التراب الى يوم النشور والقيام في يوم لا يبلغ وصف اهواله ولا شرح احواله ما لا يسع المؤمن به ان يستقر له قرار ولا يخلد الى هذه الدار ولا يكون له هم في الدنيا الا التقرب بأنواع القرب واجتناب الفواحش والريب واقامة الدين الذي في اقامته النجاة وفي تضييعه العطب

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:44 AM   #4
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس الثاني اربع من المهلكات

اخواني سبح المسبحون بحمد الله اللطيف الخبير ما بلغوا من تعظيمه مثقال ذرة واجتهد العارفون في العلم بصفات العلي الكبير ولم يشربوا من بحر معرفته مكيال قطرة وشمر المجتهدون في طلب القرب من جنات العزيز الحكيم ثم ماتوا وفي قلوبهم من القرب حسرة وكيف تدرك عظمة من لا يحاط به علما ام كيف يتناسى القرب من جناب من ليس لارتفاعه منتها ولا وراءه مرمى اله انتظمت الامور بتدبيره وتقدرت الامور بتقديره ومهد بساط المكان لاجسام العالمين وطا ومد رواق الزمان بحركات العالمين وعاء وصرفه فصولا مختلفة الطبائع ربيعا وخريفا وصيفا وشتاء اربعة اعمال قطعت اعناق الرجال اولا الكفر اولها الكفر وهو قسمان كفر الشك كفر فرعون حين قال لعلي اطلع الى اله موسى واني
لاظنه من الكاذبين وكفر السخط كفر ابليس حين قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي وجميع اقسام الكفر مشتقة من هذين القسمين وكفر السخط بليته اعظم البليتين لان الشاك قد يؤمن اذا اتضح اليقين واما الساخط فعلى بصيرة كفر برب العالمين ثانيا البدعة ثانيها البدعة وهي قسمان مكفرة ومضللة فمن سلم منهما فقد سلم له اسلامه وهداه ومن ابتلى بإحداهما فقد حاد عن طريق الاسلام او تاه عن سبيل النجاة ثالثا الغفلة ثالثها الغفلة عن ذكر الله فإن المعصية الى الغافل اسرع من انحدار الصخرة الى المكان السافل رابعا حب الدنيا ورابعها حب الدنيا فان مثل المحب لها ولو كابد العبادة كمثل ناشر الارز يرفع رجلا ويضع اخرى ومن مكانه لا يبرح وكذلك الذي شغل بحب الدنيا قلبه وبالعبادة جوارحه تراه طول عمره يتقرب الى الله بظواهره ويبعد عنه بقلبه
انت الامير على الدنيا بزهدك في حطامها وطريق الحق مسلوك وانت عبد لها ما دمت تعشقها ان المحب لمن يهواه مملوك

زاد المحبين إلى رب العالمين

المحبون لله قوم شغلهم حبه عن حب من سواه فهم في قبضة محبته اسراء وعلى كل من دونه امراء اذا علت اصوات العباد اذ غلت اسعار الاقوات وجدوا من ذكره قوتا غازيا واذا مرضت امزجة ابدانهم صادفوا من كتابه دواء شافيا واذا خافت السبل سلكوا اليه طريقا امينا واذا انقطعت الاسباب امسكوا من يقينهم حبلا متينا واشوقاه اليهم بل والهفاه عليهم لا تحسبوا ان عنكم صبر فالطرف باك وقلبي حشوة جمر وقد بليت بما لا اشتهي العمر بالله ارحموا عبرتي قد مسني الضرر

التضرع بالدعاء عند نزول البلاء

لو ان بنا حياة لأحسسنا بما نحن فيه من جهد البلاء ولو احسسنا ببلائنا لانقطعت اصواتنا من الدعاء وفرجت اجفاؤنا من البكاء ولكنا طردنا فما احد على نفسه حزينا ونمنا ملء عيوننا وضحكنا ملء افواهنا كأن لم يأكل الكلب لنا عجينا
وكأن من الواجب على قوم حرموا لذة منجاة الله وطردوا عن مجالس اولياء الله ان يحثوا على رءوسهم التراب ويخرجوا الى الصعيد يحارون فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فابكوا على انفسهم بكاء طويلا ولا تقيلوا ميلاد العباد فما اتخذها عاقل مقيلا
( تبتلت روحي لكم في الحب تبتيلا ... مرتلا ذكركم بالمدح ترتيلا )
( حتى اصير بعيد الطرد مقبولا ... بالله عليكم اسمعوني نعم لم تسمعوني لا)

الامن والسلام في جناب الله والخوف والذل في البعد عنه

من لم يعتز بطاعة الله لم يزل ذليلا ومن لم يستشف بكتاب الله لم يزل عليلا ومن لم يستغن بالافتقار الى الله فهو الدهر فقيرا ومن لم يتحقق بالعبودية لله فهو لكل شيء عبد وفي قبضة الله كل اسير ومن لم يتترس التوكل على الله اصابه كل رام ومن لم يحتم بحماية الله لم يحمه سواه حام
جفني القريح عليكم واقع دامي والماء من سحب عيني هامع هامي ومذ هجرتم وكنتم عزي السامي غشاني الذل من خلفي وقدامي هذا جزاء من دعي الى العزيز الغفار فما اجاب الداعي وندب الى السعي في فكاك رقبته من اسر النفس والشيطان فقصرت به المساعي

الله يحيي القلوب الميتة بذكره كما يحيي الارض بغيته

سبحان من بهرت عظمته عقول العارفين سبحان من زهرت انواره لبصائر السالكين سبحان من ظهرت بدائعه لنواظر المتأملين انظر الى اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها وملبسها قبل ليل بهجتها بعد سلبها وفوتها كذلك ينظر الى القلوب الميتة فيحييها والى المهج الصادقة فيرويها ينظر الله سبحانه الى الارض كل سنة في اخر فصل الشتاء وقد لقيت من شدة البرد جهد البلاء فعريت اشجارها وخرست اطيارها وهمد حسيسها وأوحشت آنيتها وعبست مباسمها ودرست مراسمها فيتداركها البرالرحيم بالطافه فإذا هي قد اخضر يابستها وافتر عابسها وطفحت انهارها وصدحت اطيارها وهب نسيمها الراكد وحيي رميمها الهامد فاصغ ايها اللبيب تسمع الفهم والفكرة الى ما تقوله الناشئات بلسان العبرة فانها تقول بلسان الحال
سبحوا بحمد الكبير المتعال واستدلوا بقدرته على احياء الارض الموات انه قادر على اخراج الاموات بعد الشتات يا معرضا عن عرضه وحسابه لا يستعد ليوم نشر كتابه متعللا بعياله وبماله متلهيا في اهله وصحابه متناسيا لمماته وضريحه ونشوره ووقوفه ومآبه القول قول مصدق والفعل فعل مكذب بثوابه وعقابه من قال قولا ثم خالف قو له بفعاله ففعاله اولى به

باب برد العزيمة

يؤثر في الاعمال والنيات كما يؤثر برد الشتاء في ناضر النبات يلفح البرد مخضر الشجر فيصير يابسا ويسقع مفتر الزهر فيعود عابسا فكذلك برد العزيمة يجعل العامل عاطلا والنابه خاملا فإن لم يكن بد من الفتور عن طلب الخيرات فاضعف عن السيئات ضعفك عن الحسنات

حفظ رأس المال مقدم على الربح

اذا فاتك الربح الذي كنت ساعيا لاحرازه حتى تثمر مالك
فكن محرزا من رأس مالك اصله لعلك تنجو لا عليك ولا لك

باب لولا التفريط في حفظ الاصول

لكان لكل ساع الى النجاة وصول ولكل واقف على الباب دخول وانما الوصول إحكام العمل بأحكام العلم المنقول مما انزله الله في كتابه وشرعه على لسان الرسول شريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم سفينة مأمونة من اعتصم بركوبها نجا ومحجة من سلك طريقها وصل الى نيل المنى لانه صلى الله عليه و سلم مؤيد بالعصمة فما ينطق عن الهوى شرع الرسول سفينة مأمونة من يعتصم بركوبها يوما نجا ومحجه للسالكيين فمن يسر فيها على نهج الهدى بلغ المنى شمس الظهيرة في نهار صائف من يستضيء بنورها فقد اهتدى هذا والله مقام الفحول الابطال ومنال اصحاب الهمم العوالي قوم سمت بهم العوارف والنهى ان يرغبوا في كل فان قالي قوم ابت بهم المفاخر والعلى ان يشتروا غير النفيس الغالي لما رأوا ان المعجل ههنا كدر المشارب مؤذن بزوالي
ورأوا نعيم الخلد حظ نفوسهم والحظ لا يخلو من الاعلال كنز متى ظفرت به كف امرىء لم يخطر الاملاق منها ببال

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:55 AM   #5
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

سبل الانام الى دار السلام

ابصر القوم قصدهم وبذلوا في الطلب جهدهم وعلموا ان العلائق عوائق وان المخف هو السائق فخففوا انفسهم واظهرهم من اثقال الاشغال لعلمهم بأن الطريق كثير المزالق هذه سنة الكرام في طلب ذي الجلال والاكرام فأين المقتدرون هذه سبيل هداة الامام ودار السلام فأين المهتدون عاقنا والله عن اقتفاء اثارهم والتعلق بأذيال غبارهم فصول الكلام والطعام وشغل القلب والجوارح بكسب الحطام والاثار استفزنا في سبيل الله فثبطنا ودعينا الى الجناب العالي فأبينا ان لهم دنية لا تشتاق الى العالي ولا تنافس في طلب الغالي ولا تأنف من الهواء ولا تبالي
مالي والتفريط مالي قد حال بالتفريط حالي كم ذا اعلل بالمنى كم ذا اسوف بالمحال اين التزود للرحيل فقد دنا وقت ارتحالي يا ليت احبابي الذين هم من الدنيا سوا لي يرثون لي من علة قد صرت بها كالخلال قال الحبيب وقد رأى ما بي من الداء العضال من داؤه الهجران لا يشفيه منه سوى الوصال

الداء والدواء

قد ثبت في الحكمة ان شفاء الامراض قصد اسبابها فمن استشفى لمرضه بغير ذلك فقد اتى البيوت من غير ابوابها فمن كان داؤه المعصية فشفاؤه الطاعة ومن كان داؤه الغفلة فشفاؤه اليقظة ومن كان داؤه كثرة الاشتغال فشفاؤه في تفريغ البال من تفرغ من هموم الدنيا قلبه قل تعبه وتوفر من العبادة نصيبه واتصل الى الله مسيره وارتفع في الجنة مصيره وتمكن من الذكر والفكر والورع والزهد والاحتراس من غوائل النفس ووساوس الشيطان ومن كثر في الدنيا شغله اسود قلبه واظلم طريقه وكثرهمه ونصب بدنه وصار مهون الوقت طائش العقل معقود اللسان عن الذكر مقيد الجوارح عن الطاعة من قلبه في كل واد شعبه ومن عمره لكل شغل حصة فاستعذ بالله من فضول الاعمال والهموم فكل ما شغل العبد عن الرب فهو مشئوم ومن فاته القرب من مولاه فهو لو جازت يداه نعيم الخلد محروم كل العافية في الذكر والطاعة وكل البلاء في الغفلة والمخالفة وكل الشفاء في الانابة والتوبة متى اردت ان تعلم اي الدارين اولى بك فانظر اي
الحالين اغلب عليك فاذا اصحاب الطاعة الجنة اولى بهم واصحاب المعصية النار اولى بهم ولا تخادع نفسك في صحة النظر فجهل الانسان بنفسه اضر الضرر واعظم الخطر وانظر بعين التفكير والاعتبار لو ان طبيبا نصرانيا عفاك عن شرب الماء البارد لاجل مرض من امراض الجسد لاطعته في ترك ما نهاك عنه وانت تعلم ان الطبيب قد يصدق وقد يكذب ويصيب ويخطىء وينصح ويغش فما بالك لا تترك ما نهاك عنه انصح الناصحين واصدق القائلين لاجل مرض القلب الذي اذا لم تشف منه فأنت من اهلك الهالكين لا تقدر على التخلص من بلوى المعصية الا بالتخلص من سجن الغفلة ولا تتخلص من الغفلة الابتضمير البطن وتفريغ القلب ومواصلة الذكر فجوع بطنك وارفض شغلك واذكر ربك يعتزلك شيطانك ان الشيطان حامل على العصيان والعصيان جنون ومن لم يحضره الشيطان فليس بمجنون طوبى لمن كان كلامه مناجاة الله وعمله معاملة مع الله وفكره في تدبر الله والاعتبار بصنع الله ونيته خالصة لوجه الله يزاحم العلماء بركبتيه ويقبض على العلم بكلتى يديه عبادته مؤسسة على القواعد وعلى تصحيح العقائد الا رب من قد انحل الزهد جسمه كثير صلاة دائم الصوم عابد
يروم وصالا وهو بالطرق جاهل اذا جهل المقصود قد خاب قاصد قليل من الاعمال بالعلم نافع كثير من الاعمال بالجهل فاسد

فضل العلم والعلماء

من احب ان يكون للانبياء وارثا وفي مزارعهم حارثا فليتعلم العلم النافع وهو علم الدين ففي الحديث العلماء ورثة الانبياء وليحضر مجالس العلماء فإنها رياض الجنة ومن احب ان يعلم ما نصيبه من عناية الله فلينظر ما نصيبه من الفقه في دين الله ففي الحديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومن سأل عن طريق تبلغه الجنة فليمش الى مجلس العلم ففي الحديث من سلك طريقا يلتمس فيها علما سلك الله به طريقا الى الجنة ومن احب الا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم بالتدوين والتعليم ففي الحديث اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له
وفي الاثر عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه اذا مات العالم انثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها الا خلف مثله وعن ابي الاسود قال الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك وقال فتح الموصلي اليس المريض اذا منع من الطعام والشراب والدواء يموت قيل له بلى قال فكذلك القلب اذا منع عنه العلم والحكمة ثلاثة ايام يموت وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من حدث بحديث فعمل به فله اجر مثل ذلك العمل وقال الحسن لولا العلماء لصار الناس امثلهم امثال البهائم فيا من خلقه الله انسانا لا تجعل نفسك بقلة العلم بهيمة ونافس في اعلاء قيمتك بالعلم من ليس له علم فليس له قيمة اغتنم تعلم العلم واحضر مجالسه فمن ليس بعالم ولا متعلم فهو بمنزله البهيمة وليست فطرته سليمة يا طالب المجد والجلالة والرفعة والمكرمات والشرف تعلم العلم واحتسبه لوجه الله لا للمعاش والحرف وخذه من فوق فالعلوم لنا انفعه ما روى عن السلف
العلم در اذا افادك في الدين وما لم يفيد كالصدف ان جهلنا العلم فما نحن بجهله معذورين وان تعلمنا ولم نعمل به كنا على ذلك مؤاخذين وان عملنا وعملنا واخلصنا لم نكن بالقول واثقين فما لنا عن التنبه لهذا الخطر العظيم غافلين فكأننا بصحائف اعمالنا عند حضور اجالنا وقد طويت ثم كأننا يوم بها يوم القيامة وقد نشرت وكأننا بسوءاتنا يوم القيامة وقد كشفت فيا خجلتنا يوم الوقوف بين يدي الله ويا حسرتنا على ما فرطنا في جنب الله كفى بالمسيء جزاء على اساءته ان يفوته بياض وجوه المحسنين وعلو درجات المقربين فكيف وقد اوجب لنفسه سوء الحساب واليم العذاب والفضيحة على رءوس الخلائق والتوبيخ على التقصير بين يدي الخالق واغوثاه بالله يفوتنا الخير ونحصل على الشر تدركنا العقوبة ولا نحصل الاجر هذا والله هو الخسران المبين اللهم يا من لا يرضى لنا بدون رضاه عنا ولا يحب لنا الا ما يحبه منا انقذنا من ورطات الهالكين واصلحنا بما اصلحت به عبادك الصالحين ونجنا بمفازات المتقين برحمتك يا ارحم الراحمين
المجلس الرابع دعاء

اللهم انك افترضت علينا ما لا تطيق اداءه الا بتوفيقك فوفقنا لاداء ما افترضته وحرمت علينا ما لا نمتنع من مواقعته الا بحفظك فاحفظنا عن مواقعة ما حرمته فلا نعتمد الا عليك اللهم ارحمنا برحمة تغنينا بها عن رحمة الراحمين وارض عنا رضى لا تسخط علينا بعد أبدا الآبدين يا طالب الخيرات اين انت عن باب الغني الحميد يا خائف الشر هلا لجأت الى ركن القوي الشديد يا من قد اعتكرت على قلبه الهموم لم لا تروح بذكر الحميد المجيد

استغاثة

يا من قد اخطأت وتجاوزت الحد استغث بمن هو اقرب اليك من حبل الوريد هو الذي يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد من حكم بشقاوته فذاك الشقي ومن قضى بسعادته فذاك السعيد
رب الاخرة والاولى ليس لاحد سواه مولى اذا حكم فلا معقب لحكمه واذا قطع فلا مسبب لقطعه يقضي فلا يقضى دافع فلا مانع وهو الصانع لكل صنعة وصانع كل الوجوه لعز قهرك خاضع والكل في صدقات جودك طامع يا معشر الفقراء اموا بابه فهناك فضل للبرايا واسع يعطي العطاء فلا يمانع مانع يقضي القضاء فلا يدافع دافع ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا مسعى لديه ضائع يا سائلي عن رتبة الحب الذي من حلمنا فهو الامام البارع الزم طريق الذكر عمرك دائبا فالذكر في القلب المحبة زارع

من شروط الذكر

الذكر لله له شرطان حضور القلب في تحريره وبذل الجسد في تكثيره فان احببت ان تكون في الراسخين الاقدام في هذا المقام فحرر الذكر على الاحسان وكثره بقدر الامكان يا للرجال الاقنى سموا الى نيل العلا لا يزهيه مطامع قدم همام ماجد متقدم بهم جسور فاتك مسارع يغشى بصدره بنحره والوجه منه ابلغ مستنير ساطع سمع العدو بذكره فتزعزعت اركانه وعراه ذل قامع
هذي صفات الذاكرين ونيلها صعب المرارة على النفوس وشامع فتتبلوا للذكر وانتدبوا له فالذكر درع في الكريهة مانع ومتى عقلتم فاعلموا وتحققوا ان العدو على حماكم طالع اللهم نور بصائرنا بنور هدايتك حتى ننظر بعين الاعتبار في عجائب صنعتك فكم قد فطرت من بدائع النسم وابرزت الى الوجود من بحر العدم فنشهد ان لا اله الا انت كما وحدت نفسك في قديم القدم وحدوا لله معشر العارفينا فلتوحيده الشواهد فينا وصفوه بكل ما هو اهل ان تكونوا به واصفينا واذا ما رجوتموه فكونوا منه ايضا مع الرجا خائفينا وبأبواب بره لا تزالوا فوق اقدام شكره واقفينا لتكونوا من بحر معروفه الزاجر مهما اردتم غارقينا

جزاء المنقطعين

الى الله يلزم العبد منابات عبد مثله مترددا بسعيه اليه عاكفا بخدمته عليه فلا يلبث ان يعرف حق ملازمته وبحقه بألطاف كرامته فكيف لمن انقطع الى الله الذي له ما في السموات والارض وما بينهما وما تحت الثرى لقد حاز المنقطع الى الله كنوز الغنى وفاز الطالب من الله بلوغ المنى
يا سائلي عن مطلبها من حازه حاز المنى اسع فديتك ما سأوضحه وضحا بينا وجد ولا تشرك وكن بضمان ربك موقنا وانقد لطاعته تقدك الى المسرة والهنا من ادخل الله على قلبه مسلاة رضاه فقد تمت افراحه ومن ستره الله بستر التوبة النصوح فقد امن افتضاحه يا من له النعم الغزار على الخلائق ليس تحصى هب لي رضاك فيها مدى املي واقصى

معرفة الله بأصول ثلاثة

لا تطلب الحياة الا بالعافية ولا تتم العافية الا بالرضا وانما يرضى الله على من تاب من مخالفته من اهل مرافقته من لم يلزم نفسه بتقوى الله فهو لئيم ومن لم يرض بما قسم الله له فهو عديم الشأن كله في ان تفهم عن الله ثلاثة اصول اولها ان تعرف الله بماتعرف به اليك بما هو اهله وتعرف ما فرض الله عليك معرفته من احكام شرعية ثانيهما ان تطيعه في فعل الواجبات وترك المحرمات ثالثهما ان تشتاق الى ما شوق اليه وتخاف ما خوف منه فاذا أحكمت هذه الاصول لم يتاخر عنك الوصول
لان العالم بصفات الله واحكامه اعلم العالمين والعامل بطاعة الله فيما امره نهاه أعمل العاملين ذهب الزاهدون بالراحة وحصل العابدون على المثوبة ونجا الورعون من المناقشة وتحضر المتقون من العقوبة وفاز المتقربون من القرب والقرب من الله نطام رغائب الطالبين وغاية مطالب الراغبين وليس للقرب من الله نهاية تنتهي اليها المساعي فطالب القرب على قدم الجد في الدنيا ساع لا تستقر به دار ولا يقر له قرار كلما بلغ من القرب غاية علم بأن له وراءها عليه اخرى فهو سائر الى الله ابدا لا يفتر اللهم عطشنا بالشوق الى لقائك واسلكنا في سلك اوليائك واعقبنا جبرا لا يعقبه كسر واغننا غنى ليس معه فقر وخر لنا واختر لنا في كل ما تقضي من امر واحفظنا في انفسنا واهلينا وذرياتنا واهل ملتنا من كل ما يسوءنا واجعلنا في كل انواع الطاعة اليك مقربين وفيما عندك راغبين والى ما اعددت لأوليائك متقبلين وصل على نبيك محمد واله وصحبه اجمعين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:01 AM   #6
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

المجلس الخامس حكمة الله

الحمد لله الذي ما زالت احكامه على نظام الحكمة جارية واقداره في جميع خلقه نافذة وعليهم قاضية مكرم من اتقاه ومهين من عصاه ويعز من انقطع اليه ويذل من تمرد عليه يداوي كل ذي داء بدوائه الذي هو له اوفق ويقيم كل ذي قدر في مقامه الذي هو له اليق فمن كان السقم انفع لقلبه ابتلاه الله بالاسقام ومن كان العدم اصلح لحاله ارتضى له الاعدام يدبر عباده بحكم التدبير في مجارى التقدير ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده خبير بصير فلا تتهموا الله في قضائه فإن قضاءه بزمام الحكمة مزموم وسلموا له بالانقياد لأمره في حلو القضاء ومره فإن المسلم له ليس بمحروم وقابلوا احسانه إليكم بدوام حمده وشكره وانسبوا عدله عليكم الى تقصيركم في القيام بواجب امره فإنه سبحانه على الدوام يعامل عباده بإحسانه
وفضله فإذا استغاثوا بإحسانه على عصيانه ادبهم بسوط عدله حتى لا يزال المخلوق مراقبا لخالقه والمرزوق شاكر لرازقه متأدبا في معاملته مقتديا في السلوك الى ربه بأوليائه واهل طاعته فمن رزق ما يحب فليشكر الرازق ومن اصابه ما يكره فليتهم نفسه في معاملة الخلاق قال الله سبحانه تعالى في كتابه المبين ولقد اخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ابتلاهم الله تعالى بالقحط ليخلعوا اردية كبريائهم ويرجعوا الى طاعة انبيائهم فالواجب على كل قوم انقطعت عنهم متصلات الأرزاق ان يعودوا باللوم على انفسهم ولا يتهموا الرزاق ويستفغروا ربهم من ارتكاب معصيته ويتوبوا اليه من الاصرار على مخالفته ويتحللوا غرماءهم من اهل المظالم ويأخذوا بالانكار على يد السفيه والظالم ويتصدقوا من فاضل ما انعم الله عليهم على من احوجه الله اليهم ويقيموا دين الله كما امر ويحذروا تمام نعمة الله فيهم فهو حق الحذر وينكسروا بين يدي الله عساه يجبر كسرهم ويبتهلوا اليه بالاستعانة والتضرع لعله يكشف ضرهم ويصلح امرهم
يا جابر العظم الكسر ومطلق العاني الاسير يا منشيء الطفل الصغير وراحم الشيخ الكبير وغافر الاوزار يا شافي الدنف السقيم ومحيي العظم الرميم وواضع الاصار يا منقذ الغرقى قد اشرفوا على حد الهلاك بلجة التيار يا من يغيث العبد وهو فريسة في قبضة الاسد الهرير الضاري ارحم بفضلك جهلنا واقبل بعف وك عذرنا يا قابل الاعذار وافتح لنا ابواب رزقك شرعا ابدا وبذل عسرنا بيسرا

جزاء المخالفين لأمر رب العالمين

مخالفة الامر توجب سخط الآمر والاصرار على المخالفة اعظم منها ما اسرع العقوبة الى المسارع الى المعصية ومت ابعد الفلاح عمن لا تؤدبه العقوبة كيف يطمع في الزيادة من هو مضيع للشكر وكيف تدوم التوسعة لقوم كلما اتسعت ارزاقهم ضيقوا على فقرائهم المستعين بالنعم على المعاصي مستوجب السلب ومن لا يتأدب بالرزية في ماله ادبته الرزية في نفسه الا ترون كيف يعاتبنا ربنا تعالى بتضييق مجاري ارزاقنا وتسليط اقويائنا على ضعفائنا فما لنا لا نعتب ربنا اذا عتب علينا ولا نجيب داعية وقد اششار بطاعته الينا فهل ننتظر بعد لطيف العتاب الا عنيف العقاب
فتوبوا الى الله مما انتم عليه من العصيان تبصروا فانكم عما قريب اليه صائرون فهل انتم على عذابه صابرون او على رفع بأسه قادرون فاتقوا الله بفعل ما امركم به وترك ما نهاكم عنه وادامة الذكر له واستشعار الخشية منه ولا تكونوا ممن ينام تحت الضرب ويظهر الجلد فإنه الله اذا عاقب لم يقم لعقابه احد غضب بعض الملوك على بعض من هو تحت يده فلم يحبسه في دار سجنه واجرى عليه رزقا واسعا ثم سأل عنه فقيل انه متجلد غير مكترث فأمر بنقله الى ما هو اضيق منه واشد ثم لم يزل كذلك كلما اخبروه عنه بقلة مبالاته بعقوبة الملك نقله الى ما هو اضيق منه واشد حتى امر بقتله فكذلك العبد اذا عصى ربه وجه اليه اخف عقابه فإن هو استقال واستغاث بربه اقاله وأغاثه وان هو اصر على ذنبه واستهان بعقوبته شدد الله عليه وزاده مما يوجهه اليه من العذاب كذلك ابدا حتى يكون احد امرين إما أن يتوب الى الله من معاصيه واما ان يتمادى في طغيانه ويصر على كفره وعصيانه ففي الأول يعافيه الله ويصطفيه وفي الثاني يخلده الله في دار نقمته ولا يؤنسه في رحمته العذاب مصبوب على اهل سخط الله والسخط حال على اهل معصية الله والمعصية لازمة لمن الشيطان له ملازم وإنما يلازم الشيطان من غشى عن ذكرالله فاحذر الغفلة عن ذكر الله فإنها اصل كل بلية وجالبة كل رزية احبه قلبي لا تخيب الامل وهذا اوان اقتراب الاجل فوا اسفا وواحسرتا لقب ح اقترافي وفرط الذلل
لقد خاب ظني فيما رجوت وسدت علي وجوه الحيل عسى ترقمون على قصتي غفرانا لذا العبد ذاك الذلل وكنت احمل ثقل الغرام ولم يبق في عبدكم محتمل وما كنت أحسب أن البعاديبلغ قتلي فها قد قتل فبالله جودوا ولا تبخلوا وحاشاكموا سادتي من بخل فمعروفكم عم كل الورى الى كل دان وقاص وصل فمالي حرمت وكان الوصا ل علي حرام وللغير حل

دعاء

اللهم بعلمك بحالنا وقدرتك على اصلاحنا ورحمتك التي لم تزل تعاملنا بها منذ خلقنا اتمم علينا نعمتك وأوجب لنا رضاك ورحمتك وأجزل نصيبنا من جزيل لطفك وخفي عنايتك اللهم وفقنا للعمل بموجبات رضاك ولا تحرمنا عطاءك ولا تقطع لنا بنا دونك ولا تخيب رجاءنا فيك ولا تولنا احدا غيرك ولا تحرمنا خيرك يا من خير الدنيا والآخرة في خزائنه واهل السموات والارض مفتقرون لرحمته اللهم اننا ظلمنا انفسنا وأسأنا في معاملتنا وغفلنا عن التيقظ من ذنوبنا حتى غلب على قلوبنا رينها وقد ندمنا على قبح ما فعلنا وارتكبنا وبدا لنا سيئات ما كسبنا اللهم اغفر لنا مغفرة من عندك يحسن لنا بها توفيقك وتكشف بها عنا عذابك وتغشينا بها رحمتك يا من اظهر الجميل ستر القبيح ولم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك السريرة
يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ولا الى احد من خلفك واصلح لنا شبابنا كله برحمتك يا ارحم الراحمين وصل على محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كبيرا الى يوم الدين
المجلس السادس سبحان الله

الحمد لله ما سبحت بحمده ألسنة الذاكرين وسبحان الله ما اشرقت انوار ذكره وجوه العابدين وما امتدت الى عطائه اكف السائلين سبحان الله ما حنت الى لقائه قلوب العارفين سبحان الله إله الأولين والآخرين ورب الخلائق اجمعين يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين انزل الينا كتابا اوضح به منازل السالكين وأيقظ به عقول الغافلين انزل به الروح الامين على قلب محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم صلاة وسلاما دائما باقيا ابد الابدين ودهر الداهرين سبحان من اذن لاوليائه في مناجاته اذا ارخى ستور الليل البهيم سبحان من فتح اقفال القلوب بمفاتيح الذكر الحكيم سبحان من عاد على رحيق فصاله ان نشربها الا كل حد كريم سبحان من اجزل نصيب اوليائه من خالصة الود القديم فلو شهدت ايها
المحروم نفاسة ما وصلوا اليه لزهقت نفسك حسرة عليه لكن جملت فما وصلت وكل من جهل التواصل لا يحن اليه ما بال ركب العارفين سروا الى مولاهم وحظوا الغداة اليه واراك عنهم بالتخلف راضيا يا نقص حظك من نوال يديه سهر العابدون في إحراز رغائب العبادة وانت راقد ونهض العارفون الى تشييد معاقل السعادة وانت قاعد وذاب المشتاقون من توقد حرارة الصبابة وأنت جامد فلا الى ما وصلوا اليه انت واصل ولا على ما وفدوا عليه انت وافد

تأنيب للغافلين

ما الذي فاتك يا محروم من نيل مناك امت قلبا كان حيا احسن الله عزاك فإنك ان ساعدك الدمع والافتباكا انما يحصد الزرع من بذر البذور فما انت حاصد وانما يروج الحور من نقد المهور فما انت ناقد كل امريء على ما قدم فاقدم وفيما شيد خالد فما الذي قدمت لنفسك يا جاهلا في صورة عاقل وغائبا في مظهر شاهد اسفي وما اسفي عليك لانني ضيعت من امري ولا تضييعك وقعدت مثلك عن عبادة خالقي من غفلتي وصنعت مثل صنيعك انا فديتك دما لتفريطي فنح يا صاح وابك دما على تفريطك واعلم بأن بكاك لا يغني اذا لم تمتسك بالطوع امر مليكك
لقد الزمك الله بكتابه المنزل قاطع الحجة وبحجج نبيه واضح المحجة تدعى الى ساحل النجاة وانت من الهلاك في لجة حاسب نفسك هل صليت على شرط القبول صلاة واحدة او حججت الى بيته حجة هيا الى معشر تجافوا عن الدنيا وخلوا حرامها والحلالا كلما اقبل الظلام عليهم قابلوه بأوجه تتلالا اسقموا بالجوع والسهاد أجسا دهم ليصححوا الاعمال هذه حال من يروم المعالي هكذا والا فلالا

مناصحة جليلة

كل شهر في غير خدمة الله باطل وكل بداء على غير عنا الله ليس له حاصل فنافسوا في اقتناء ما يبقى ولا يزول وفرغوا قلوبكم من فضول اشغال الدنيا وكلها فضول كيف يثق بالحياة الدنيا من المنية رائضة الى جنبه كيف يرجو راحة الدنيا من لاراحة له دون لقاء ربه والله لو كانت الدنيا صافية المشارب من كل شائب ميسرة المطالب لكل طالب باقية علينا لا يسلبها منا سالب لكان الزهد فيها هو الفرض الواجب لانها تشغل عن الله والنعم اذا شغلت عن المنعم كانت من المصائب
ايا راضع الدنيا انفطم عن فطامها فقد آن تنهاك عنها الشوائب الا عامل فيها سينفذ زاهد الا مؤمن فيها سيخلد راغب الا آسف ذو لوعة وتحرق الا نائح في مآتم الحزن نادب الا مذنب مستغفر من ذنوبه الا خائف من خشية الله راهب الا خاشع خوفا من الله خاضع الا ناحل شوقا الى الله ذائب ستلقون ما قدمتم اليوم في غد وكل امرىء يجزى بما هو كاسب

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:04 AM   #7
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

متاع الدنيا قليل

الثواب في الدنيا قليل ولنا عليها حساب طويل فتهيأ للنقلة عنها قبل ان يزعجك الرحيل ليس لك في سفر الآخرة زاد الا ما قدمت ليوم المعاد لا تمسك عن النفقة في طاعة الله فما يليق بالمؤمن إمساك لقد شهد القرآن بأن الممسكين عن الإنفاق قد ألقوا بأيديهم إلى الهلاك يا اصحاب الاسماع الواعية والعقول الصاحية الله هو الموجود الذي استغنى عن ايجاد موجد الله هو الواحد الذي لا يفتقر توحيده الى توحيد موحد الله هو الأول الذي ليس لأوليته اول والأخر ليس لآخريته آخر الله الذي كلما ظهر فهو باطن وكلما بطن فهو ظاهر الله الاحد الذي لم يكن له كفوا احد والصمد الذي كل من سواه اليه صمد كل معبود تحت عرشه باطل وكل ظل تحت ظله زائل مستغن عما سواه وكل ما سواه اليه فقير يجير على كل احد وما احد يجير عليه هو القاهر فوق عباده اذا اراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون لا يتأخر عن مراده
لا تدركه الابصار ولا تحويه الاقطار ولا تثمله الافكار كل الخلائق عن ادراكه قاصرون وفي تيه معرفته حائرون له مقاليد السموات والارض وبيده البسط والقبض والرفع والخفض نصب الجبال فأرساها وفجر المياه واجراها وسمك السماء واعلاها ووضع الارض ودحاها وسخر الشمس والقمر دائبين وجعل الليل والنهار متعاقبين الملائكة من خشيته مشفقون والرسل من هيبته مطرقون والجبابرة لعظمته صاغرون وله من في السموات والارض كل له قانتون سبحان الله كما هو اهله تبارك الله وتعالى جده كيف يحيط المخلوق بوصف خالقه متى يقوم المرزوق بشكر رازقه تعالى الله عن قول من يقول في القرآن فلا تحيط به دائرة عقله ستكتب شهادتهم ويسألون يوم لا ينفع الظالمون معذرتهم ولا هم يستعتبون لو اردنا واراد اغزرنا عقلا ان يصف نفسه التي بين جنبيه ببعض ما جبلها الله عليه لخرس لسانه وخر جنانه ولم يهتد في وصفها الى صواب الا ان يتمسك بالسنة والكتاب فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم وليحذر المجادل في ذات الله بغير علم يوما يسأل فيه القائل ويجازى فيه العامل قال الله عز من قائل فوربك لنسألهم أجمعين عما كانوا يعملون يسأل الله تعالى في ذلك اليوم العود لم خدش العود فكيف لا يسأل المخالفين في معتقدات اصول الدين عما خالفوه في اجماع المسلمين والله لو ان مؤمنا عاقلا قرأ سورة الحديد وآخر سورة الحشر وآية
الكرسي وسورة الاخلاص بتفكير وتدبر لتصدع من خشية الله قلبه وتحير في عظمة الله لبه
المجلس السابع في التفسير وفضائل القرآن وحملته

قال الله عز و جل سبح لله ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم لما كان الله عزيزا حكيما عزيزا في ملكه حكيما في امره استوجب على اهل سماواته وارضه ان يقدسوه ويسبحوا بحمده له ملك السموات والارض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ومن قدرته على كل شيء احياء كل ميت واماتة كل حي وهو سبحانه الذي لا يموت المتفرد بالبقاء والدوام والعزة والجبروت هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم اول سبق وجود كل موجود آخر يدوم بقاؤه بعد كل مفقود ظاهر بعلوه وقهره فوق كل شيء باطن بنفوذ علمه فلا يشذ عن احصائه شيء هو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش في خلق السموات والارض ايات اكبر من ان تدركها عقول المتأملين واكثر من ان يحصيها ضبط الحاصرين ولو لم يكن الا اختراعها على غير مثال
سابق وقيامها على الدوام بلا اضطراب ولا اختلال لاحق لكان في ذلك ما يحير ألباب الرجال يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها الولوج الدخول اي يعلم ما يدخل في الارض من مياه امطارها وما يخرج منها من نابتة تنبت فيها من عشبها واشجارها وما نزل من السماء ملك ولا صعد اليها الا بعلم الرب الذي ليس في الوجود ذرة الا وهو رقيب عليها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير اي انه تعالى معنا بعلمه وقدرته مشاهد لأعمالنا واقوالنا واحوالنا فقال تعالى الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين وقال تعالى وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعلمون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه فمن كان موقنا ان الله سبحانه معه ومشاهده أينما كان يصير بعمله كائنا ما كان استحيا من الله ان يخطر على قلبه او يجري على جوارحه ما لا شرعه الرسول ولا نزل به القرآن واستحيا ألا يلبس معصية أينما كان له ملك السموات والارض والى الله ترجع الامور الملك كله لله وهو غني عنه والامر كله خيره وشره يرجع اليه يوم الجزاء ولم يكن شيء غائبا عن علمه ولا خارجا عن محكمه يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل سلط سبحانه الليل على
النهار بإدخاله فيه وانتقاصه منه فسيترد منه ما سلبه ومثله معه بحكمة لا يعلم سرها غيره وهو عليم بذات الصدور ليس في صدر مخلوق خير ولا شر الا والله تعالى عالم ومضطلع عليه وناظر اليه يعلم السر واخفى يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون لا يخفى عن علمه شيء فرحم الله امرىء طهر باطنه مما يكره ان يطلع عليه خالقه وبارئه وبعد فهذا بعض ما اقتضاه الكلام على تفسير اول هذه السورة سورة الحديد من تعظيم الحميد المجيد فالويل ثم الويل لمن هو عن تعظيم الله غافل وبصفاته العلية جاهل وفي اثواب المعصية رافل مصر على الخطايا غير ثابت ولا آفل عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال إن بين الله وبين الخلق سبعين ألف حجاب واقرب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى جبريل وميكائيل واسرافيل وبينهم وبين الله اربعة حجب حجاب من نار وحجاب من ظلمة وحجاب من غمام وحجاب من الماء وعنه وعن عبد الله بن عمر قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دون الله تعالى سبعون الف حجاب من نور ومظلمة
وما تسع من نفس شيئا من حسن تلك الحجب إلا زهقت فإن قيل ما الحكمة في هذه الحجب والله سبحانه وتعالى غني عنها فالجواب ان من بعض فوائدها رأفة الله تعالى بعباده وشفقته على خلقه ولولا احتجاب عن عوامله إلا خرقت سبحات وحهه ما انتهى إليه بصره من خلقه جلت عظمة الله وتعالى جده فهو سلطان الله وغلب جنده توحدت ذات الله وتقدست أسماؤه وسبقت مقادير الله ونفذ قضاؤه عز جناب الله وعز جلاله صدعت حجة الله وصدق مقاله قوله الصدق ووعده الحق ونوره الساطع وحرزه المانع سبحانه أنزل كتابا أحكمت آياته وأرسل رسولا بهرت معجزاته فيا من أحياه الله على الإسلام اسأل أن يتوفاك مسلما ويا من سربله الله قميص الإيمان اجتهد أن يكون بالنقاء معلما ويا من استحفظه الله القرآن كن بمتشابهه مؤمنا وبمحكمه عاملا حامل القرآن حامل راية الإسلام وفي كل خصلة من خصال الخير لأهلها إمام لا يقنع بأداء الفرض وترك الحرام يشبع الناس وبطن حامل القرآن جائع ويضحك الناس وطرفه دامع قد درجت النبوة بين كفيه فهو نبي غير أنه لا يوحى إليه ما بين من يقرأ الكتاب وبين من يوحى إليه سوى النبوة وحدها للأنبياء مراتب خصوا بها والقارئون مراتب من بعدها طوبى لمن يرعى أمانة ربه بالبر والتقوى ويحفظ حدها انفت من الدنيا الدنية نفسه فلم يك قط يوما عبدها
وسما بهمته الى الدار التي رب العباد لمن أطاع أعدها لم يخلق الرحمن أحسن منظرا منها سوى عبد تبوأ كلدها باب القرآن يقدمنا إلى المتاجر الرابحة ونحن عنها متأخرون والقرآن يزهدنا في الدنيا الفانية ونحن فيها راغبون ما راعينا حق نعم الله علينا حق رعايتها ولا تلقيناها بما لزمنا لها من كرامتها هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم تروى أخباره فليتنا أتبعنا وهذا كتاب الله تتلى علينا آياته فبأيها انتفعنا يا نعما طالما كفرناها بها قوينا أن نعصى الله ويا نفوسا لو أنها رحمت لم نك في سهوة أطعناها ويا علوما ما كان أنفعها لو أننا في الهدى اتبعناها قد حفظنا العلوم متقنة لكن بأعمالنا أضعناها طوبى لنفس بعلمها عملت واتخذته دليل مسراها فنادت إلى أن بربها اتصلت ثم أناحت به مطاياها وآثرت قربه فآثرها كذاك لما ارتضته أرضاها باب المسلمون قوم انقادوا لله بالدخول في دينه فلما تمكن التوحيد من قلوبهم التزموا بطاعته وتمكنت من قلوبهم وجوارحهم سلت أرواحهم عن كل حب سوى حبه فلما أحبوه لهجوا بذكره وتنافسوا في قربه فلما قدموا عليه حلوا
عرى الترحال وألقوا عصا السفارة لأنهم لم يكن لهم سواه مطلوب وإنما غاية المحب الوصول إلى المحبوب ما للمحب سوى المحبوب مطلوب إذ قلبه عن سوى ذكراه محجوب فالصبرمنتزح والسر مفتضح والدم منسفح والقلب مسلوب إن روحته أماني الوصل فقد يرتاح شيئا وإلا فهو مكروب باب إن من أصدق الشواهد على محبة العلي الماجد متابعة رسوله ومواظبة تلاوة تنزيله فإن الهادي الرشيد والقرآن المجيد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد قال الحسن البصري رحمه الله التزموا كتاب الله وتتبعوا ما فيه من الأمثال وكونوا فيه من أهل النظر رحم الله عبدا عرض نفسه وعمله على كتاب الله عز و جل فإن وافق ما فيه حمد الله وسأله الزيادة وإن خالفه استعتب ربه ورجع إليه من قريب وقالت أم الدرداء سألت عائشة رضي الله عنها عمن يدخل الجنة من قراء القرآن ما فضله على من لم يقرأه فقالت إن عدد درجة بعدد آي القرآن فمن دخل الجنة من القراء فليس فوقه أحد وإذا لم يكن فوقه في الجنة أحد فينبغي له ان يحسن كلام ربه مع القرآن ويجتهد في العمل بما فيه وإلا كان يوم القبامة من الخاسرين وقد روي عن أبي سليمان الداراني رحمه الله عليه أنه قال الزبانية يوم
القيامة أسرع إلى حملة القرآن يعصون الله بعد قراءته منهم إلى عبدة الأوثان غضبا عليهم حين عصوا الله بعد القرآن وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رب تال للقرآن والقرآن يلعنه وروي في الحديث من كان في قلبه آية من كتاب الله وصب عليها الخمر يحيا كل حرف منها حتى تأخذ بناصيته حتى يوقفه بين يدي الله تعالى يوم القيامة فيخاصمه ومن خاصمه القرآن خصم فالويل كل الويل لمن كان يقرأ القرآن يوم القيامة وهو من المصر على الزنا وشرب الخمر والرياء وظلم العباد أكل الحرام والربا وقال الفضيل بن عياض حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يلغو مع من يلغو ولا يسهو مع من يسهو تعظيما لحق القرآن قال ابن مسعود رضي الله عنه ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون يختالون وبصمته إذ الناس يخوضون أهل القرآن أئمة بهم اهتدى أهل السلوك إلى رضا الجبار لكن عليهم أن يقوموا بالذي فيه من المشروع للأبرار صدق وإخلاص وحسن عبادة وقيام ليل مع صيام نهار وتورع وتزهد وتعفف وتشبه بخلائق الأخيار وديانة وصيانة وأمانة وتجنب لخلائق الأشرار وأداء فرض واجتناب محارم وإدامة الأوراد والأذكار يا حامل القرآن إن تك هكذا فلك الهنا بفوز عقبى الدار
ومتى أضعت حدوده لم تنتفع بحروفه وسكنت دار بوار اللهم كما علمتنا كتابك فوفقنا للعمل به حتى يكون شاهدا لنا عندك وقائدا إلى جنتك ومؤنسا لنا في وحشة الألحاد ومركبا لنا يوم يقوم الأشهاد اللهم اجعلنا بالقرآن عاملين ولأوامره متبعين ولنواهيه مجتنبين واجعلنا لك كما تحب فإنك لنا كما نحب اللهم بدل سيئاتنا حسنات ولا ترنا أعمالنا حسرات وأقبل بقلوبنا إليك ولا تخزنا يوم الوقوف بين يديك برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
المجلس الثامن متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم
الحمد لله كما يليق بحقه والصلاة والسلام على محمد خير خلقه الصلاة والسلام عليك يا سيد الأنام الصلاة عليك يا نبي الإسلام جزاك الله عن أمتك أفضل ما جزي نبيا عن أمته وجعلنا ببركة متابعتك في دار كرامته أيها السيد الذي ليس للخلق على غير جاهه تعويل بك نستشفع الخلق يوم العر ض حتى موسى وحتى الخليل أنت لله مرسل وعلى صد قك عند اللبيب قام الدليل لأي عذر للجاحدين وقد دلت عليك التوراة والإنجيل إن قلبا لم يشفه طبك المنجح من سقمه لقلب عليل ليس للطالب السبيل إلى الله سوى شرعك الحنيف سبيل كل من رام من سواه وصولا ما لديه إلى الوصول وصول أنت باب الخلق الذي من يحد عنه يفته إلى الجناب الدخول كل مدح يقال فيك وإن أطنب فيه لدى علاك قليل ما عسى المادحون أن يبلغوا من وصف معناك ما عسى أن يقولوا جملة القول فيك أنك لله رسول وصفوة وخليل
وعلى نسبة الجلالة والرفعة من مرسل يكون الرسول محمد صفوة الرحمن ما حملت أنثى ولا وضعت شبها لغدته محمد خير كل العالمين وما بدا لنا منه مغن عن أدلته كل الشرائع منسوخ بشرعته وشرعه خالد باق بحدته لو قسيت الأمم الماضون بالفضل لكانوا دون أمته إن كاثروا او فاخروا فخروا يدنون فضلا وهذا من فضليلته يكاد يغضب خزان العذاب لما يقل حظهم من أهل ملته ووارد النار منهم بالذنوب له سيما من الحسن لا يذرى بخلقه بياض وجه وتحجيل من الوضو لألأ نور فوق جبهته ولا يخلد في نار معذبهم ولو أتى بجبال من خطيته الخير كله في متابعة الرسول والبركة في حفظ كلامه المنقول ما وعظ الواعظون بمثل التخويف من الانقطاع عن الوصول ولا أطرب الحادون بمثل التشويق إلى النظر إلى جمال وجه الله ومرافقة رسول الله ولا يسمع السامعون بمثل حسرة المحجوبون يوم القيامة عن الله وعن شفاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن الله هو الذي إليك في كل وقت ناظر وعليك في كل حال قادر أين الفارون من الله والكل في قبضته كيف يشكر الشاكرون من سوى الله والكل على مائدته إلى من يلجأ الخائفون إلى غير الله والكل محفوظ برعايته لو علم الراقدون إذ نعسوا ماذا أضاعوا وعلى خط من يخشون غير خط أنفسهم عن قيام ببابه جلسوا تكلفوا عنه سلوة فسألوا ثم تناسوا عهودهم فنسوا كم قريب أبعده التباعد وكم قائم أقعده التقاعد لا يزال رجال
يتأخرون حتى يؤخرهم الله يوم القيامة ينبغي للحاضر أن يكون سامعا وللسامع أن يكون واعيا وللداعي أن يكون بما دعا عاملا وللعامل في عمله أن يكون مخلصا واعلم يا ابن آدم أنك مريض القلب من جهتين إحداهما مخالفتك أمر الله والأخرى عفتك عن ذكر الله ولن تجد طعم العافية حتى تكون على طاعة الله مقيما ولذكر الله مديما فعالج مرض المخالفة بالتوبة ومرض الغفلة بالإنابة وإلا فاعلم عما قليل أنك هالك ومنتقل من أهلك ومالك إلى قبضة ملك مالك قدم لنفسك فضل مالك وامهد لها قبل انتقالك خذ للتأهب للرحيل فقد دنا وقت إرتحالك واعمل على تخليص نفسك من سبالة سوء حالك سبحان من أنعم على أوليائه بالعافية من أسقامنا سبحانه مكن لهم في مقامهم وزحزهم من مقامنا الإصرار والغفلة مقامنا ومقامهم التوبة والإنابة أصحاب الجنة يومئذ خير مستقر وأحسن مقيلا لو بكينا على نفوسنا حتى تجري السفن في دموعنا ما بلغنا ما يوجبه سوء صنيعنا اخترنا ما يفنا على ما يبقى واختار أولياء الله ما يبقى على ما يفنا يا طول حسرات الغافلين يا فرط ندمات المفرطين
يا طول حزن الغافلينا عن ذكر رب العالمينا يا حسرة يطوون جمر تها حيارى نادمينا

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:06 AM   #8
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

ذم الدنيا

ليس الذاكر من قال سبحان الله والحمد لله وقلبه مصر على الذنوب وإنما الذاكر من إذا هم بمعصية ذكر مقامه بين يدي علام الغيوب كما قال بعض السلف ليس الذاكر من همهم بلسانه وإنما الذاكر من إذا جلس في سوقه وأخذ يزن بميزانه علم ان الله مطلع عليه فلم يأخذ إلا حقا ولم يعط إلا حقا فما ينبغي للعباد أن ينشغلوا عن المنعم بشيء من نعمه ولا يلتهوا عنه بشيء من كرمه الله أحق أن نختاره على ما سواه الله مولانا وما أولى بالخير من كان الله مولاه يا ليتنا عقلنا عن الله ولو حرفا من خطابه يا ليتنا قربنا من الله ولو عرض شعره من عزيز جنابه إنما يفهم ما أقول أرباب الفطن والعقول إنما يشرب من هذا الشمول هو برداء التوفيق مشمول اسمع ما أقول فهو جميل لا يضر عنه ما يقول الجهول كل شيء شغول فهو للنفس عول عن ذكر لمولى ملكه ما يزول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ملعونة هي الدنيا ملعون ما فيها إلا ذكر الله وعالما ومتعلما كيف لا تكون الدنيا ملعونة وهي عن ذكر الله شاغلة ولمن
نظر إليها فاتنة ولمن ركن إليك قاتلة استصحبها غاشة ولمن استنصرها خاذلة الدن حب والمعصية فخ والشيطان صياد والإنسان طائر فمتى أكب الإنسان على التقاط حلالها فيوشك ان يقع في حرامها ومتى وقع في حرامها فقد أستحوذ عليه قناصه وتعذر عليه إلا من جهة التوبة خلاصه فكيف السبيل إلى الخلاص منها ورضيعها لا يمكنه الفطام عنها والجواب عن هذا السؤال أن تستغيث بالكبير المتعال فالراجع إلى الله مستريح بالله مما سواه لأنه يستريح من الدنيا وأشغالها ومن الشياطين ووسواسها ومن الأفكار وغمومها ومن الأشغال وهمومها وغير ذلك مما الناس به في هذه الدنيا مفتونون ومعذبون وعليه في الآخرة محاسبون ومعاقبون فأريدوا وجه الله بكل أعمالكم وجاهدوا في سبيل الله بأنفسكم وأموالكم وأقبلوا عليه يقبل عليكم فإنه لا يعرض إلا عمن أعرض عنه ولا تجعلوا طلب الدنيا أكبر همكم فيطول فيها همكم وفي الآخرة يطول حسابكم على قدر مالكم قال أبو الدرداء رضي الله عنه ذو الدرهمين في الآخرة أشد حسابا من ذي الدرهم وفي الحديث التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غنى ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير إلى الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال يا أخي ما أحسبك بعدي والله لقد احتبست حتى خفت عليك فقال يا أخي والله لقد احتبست بعدك محبسا فظيعا كريها وما وصلت إليك حتى سأل مني العرق ما لو ورد ألف بعير كلها أكلت حمصا لعددت عنه رواء
واعملوا أن لله عبادا شغلهم الاهتمام به عن الاهتمام لهم وتلك مرتبة المقربين الذين يتبتلون إليه تبتيلا ومنهم من لا يرفع قصة الشكوى إلا إليه وذلك مقام أصحاب اليمين الذين لم يتخذوا من دونه وكيلا اجتهد ان تكون عارفا بالله فإن عجزت فاجتهد أن تكون مريدا من الله ولا تكن الثالث تكن من الخائبين اجتهد أن تكون واصلا إلى الله فإن عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث من المنقطعين اجتهد ان تكون واصلا فإن عجزت فكن سالكا إلى الله ولا تكن الثالث تكن من الجاهلين اجتهد أن تكون ممن يحبه الصالحون في الله فإن عجزت فكن ممن يحب الصالحين في الله ولا تكن الثالث تكن من الممقوتين هذه وصية مناصحة من اهتدى بهديها اهتدى هذه سفينة سلامة من اعتصم بركوبها نجا المؤمنون قوم باعوا الله أنفسهم وأموالهم ولم يقدموا عليه بسوى افتقارهم
إليه فعوضوا بما هو أعوض عليهم وأبقى لهم عاملوه رغبة فيه لا في شيء سواه فجازاهم بجنته ورضاه والله لو أن محبا صادقا يسأل بذل روحه وماله حتى ينال نظرة في نومه يسخو بها الحبيب من خياله وجدته لنفسه مهينا لنعم باله والرب تعالى يستقرض منا ربع عشر ما خولنا من مقتنى أمواله فلا نجود ثم نرجو حظوة لديه بالنعيم في وصاله هذا هو المحال والمحال لا مطمع للعاقل في مناله إنما امركم الله سبحانه بإنفاق أموالكم في سبيل مرضاته ليمتحن ماله في قلوبكم من محبته وإجلاله وخشيته ومقامه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم وفقنا الله وإياكم لمرضاته ووهبنا وإياكم من جزيل هباته وجمعنا وإياكم في دار النعيم وجنبنا وإياكم أفعال أهل الجحيم لإنه جواد كريم وصلى الله على سيدنا محمد أفضل الصلاة والتسليم
المجلس التاسع تسبيح وحمد وثناء

الحمد لله الذي خلق الإنسان من نطفة فجعله سميعا بصيرا وألزمه الحجة بإيضاح المحجة إما شاكرا وإما كفورا فمن شكر لأنعمه لقاه من كرمه نضرة وسرورا وسقاه من مدام ديمة شرابا طهورا ومن كفر أعد له سلاسل وأغلالا وسعيرا واستقبل به يوم حشره بعد عذاب قبره يوما عبوسا قمطريرا ذلك أنه اتبع غير سبيل المؤمنين وابتدع من رأيه ما ليس من شرائع الدين وترك الاعتصام بسنن المرسلين فويل له إذا قام يوم حشره من حفرته حاسرا حسيرا ولقى حسابا قد حرره عليه الحاسبان تحريراوكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا سبحان من تسبح بحمده الحركات والسكون وتشهد بحكمته الحياة والمنون ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون يخرجون حفاة وعراة غرلا يرجو محسنهم من ثوابه فضلا ويخاف مسيئهم من عقابه عدلا فيومئذ لا يظلمون نقيرا وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا خضع لهيبته كل صعب ذلول وافتقرإلى
توفيقه كل عليهم وجهول إذا حكم فبالعدل يحكم وإذا قال فبالحق يقول وإذا سامح فالأمر يسهل وإذا ناقش فالحساب يطول فطوبى لمن كان له من سوء الحساب مجيرا لقد سعد سعادة الأبد وفاز فوزا كبيرا أحمده وأشكره ولم يزل بالحمد والشكر جديرا وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أشرب بها من سلسبيل الجنة نميرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله إلى الخلق كلهم بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كبيرا اللهم اهد من صلاتنا وسلامنا إليه وإلى آله وأصحابه الذين جاهدوا بين يديه ما يكون حسن الجزاء عندك خصوصا على الصديق الأفضل والخليفة الأول والإمام المبجل أبي بكر الصديق الذي سبق إلى الإسلام أحرارا وعبيدا وإناثا وذكورا وعلى الفاروق الأكبر الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أصبح به الإسلام ظاهرا وقد كان مستورا وعلى جامع الأمة على القرآن بعد إختلافها والباذل نفسه دون دينه حتى أوردها موارد تلافها أمير المؤمنين عثمان بن عفان الذي ابتلى في كتاب الله وكان البلاء صبورا وعلى أبي السبطين السيدين أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الحائز من آيات الفرقان نصيبا موفورا وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وعلى سائر عباد الله الصالحين صلاة متصلة صباحا ومساء ورواحا وبكورا اللهم ونحن من جملة عبادك الفقراء إلى مزيد فضلك ودوام مدارك فاجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا حتى نجاورك في جنة عرضها السموات
والأرض حشوتها برحمتك وجعلت لباس أهلها حريرا متكئين فيها على الأرائك لا يرون شمسا ولا زمهريرا وأشركنا في صالح دعاء المسلمين وأشرك المسلمين في صالح دعائنا يا من لم يزل بكل شيء خبيرا وعلى كل شيء قديرا تنبيه العقول العاقلة يورث حرث الآخرة على حرث العاجلة وبالاستقامة على السيرة العادلة تظهر جواهر النفوس الفاضلة فطالب الإستقامة محتاج إلى طريق السلامة من سلكها بعدما عرفها وصل إلى دار الكرامة فمن عزم على سلوك طريق الجنة فليجعل دليله علوم الكتاب والسنة وإنما يهتدي بالعلم لمراد قائله خبير فلهذا ألزم أئمة السلوك الاشتغال بعلوم التفسير
تفسير أوائل سورة هود

بسم الله الرحمن الرحيم الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه وتعالى الر قال أنا الله أرى وقال سعيد بن جبير الر حم ن هو اسم الله الرحمن وقيل الألف آلاؤه واللام لطفه والراء ربوبيته وقوله أحكمت آياته أي لم تنسخ بكتاب كما نسخت الكتب التي قبله ثم فصلت أي بينت بالأحكام والحلال والحرام وقوله تعالى من لدن حكيم خبير أي من عند حكيم بتدبير الأشياء وتقديرها خبير بما تؤول إليه عواقبها ألاتعبدوا إلا الله أي لا توحدوا ولا تطيعوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير أي قل يا محمد إنني من عند الله نذير أنذركم عقابه على معصيته وعبادة الأصنام وبشير أبشركم بثواب الله على طاعته وإخلاص عبادته وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه أي اطلبوا من ربكم مغفرة سالف ذنوبكم وتوبوا إليه بالرجوع عن مخالفته في بقية أعماركم يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى أي إذا استغفرتم ربكم وتبتم إليه بسط لكم
من الأرزاق ومد لكم في الأعمار إلى وقت الموت وهو الأجل المسمى وقيل المتاع الحسن هو أن يرضيهم بما أعطاهم وقيل هو استعمالهم بطاعته ومعرفة حقه فإن الله يحب الشاكرين وأهل الشكر في مزيد من الله تعالى وذلك قضاؤه الذي قضى وذلك يعني أنكم أيها المسلمون قد أطعتم ربكم في الاستغفار والتوبة وقد أنجز لكم ما وعد المستغفرين والتائبين من المتاع الحسن فإنه سبحانه قد عفا عنكم في أبدانكم ووسع لكم في أرزاقكم وأمنكم في أوطانكم وأعلاكم على عدوكم وشرفكم على أهل الملل وعصمكم من الردة المحبطة للعمل وستركم وجبركم وآواكم ونصركم فاعرفوا لله حق نعمته عليكم وطالبوا أنفسكم بواجب طاعته ويؤت كل ذي فضل فضله قال الضحاك ويؤت كل ذي فضل فضله من عمل سيئة كتيت عليه سيئة ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات فإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذ من الحسنات العشر واحدة وبقيت له تسع حسنات ثم يقول هلك من غلب آحاده عشرات ثم قال تعالى وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير أي وإن تعرضوا عما دعوتكم إليه من اخلاص العبادة لله والاستغفار والتوبة فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير أي كبير هوله وهو يوم القامة قال مقاتل إن لم يتوبوا في الدنيا فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتى أكلوا العظام والميتة وقيل معنى قوله أخاف بما يعلم وإنما عبر عن العلم بالخوف لأن العلم يوجد الخوف وأشد العصمة
على قدر علم المرء يعظم خوفه فلا عالم إلا من الله خائف فأمن مكر الله بالله جاهل وخائف مكر الله بالله عارف إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير وصف لهم نفسه بالقدرة حتى لا يعتقدوا بجهلهم عجزه فيخالفوا أمره قيستوجبوا عقابه فأعملهم بقدرته قبل حلول نقمته من جملة بره ولطفه وقدرته ورأفته فإذا كان هذا لطفه بأعدائه فكيف يكون عطفه على أوليائه قال الضحاك بن قيس رضي الله عنه قال صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس اخلصوا أعمالكم لله فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما خلص لوجهه ولا تقولوا هذا لله وللرحم فإنه للرحم وليس لله منه شيء ولا تقولوا هذا لله ووجوههم فإنه لوجوههم وليس لله منه شيء وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم القيامة صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله قال للذي كان يستأكل به الناس بعزتي وجلالي ما أردت بعبادي قال بعزتك وجلالك أستأكل بها الناس قال لم ينفعك شيء مما جمعت انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبده رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالتك أردت بها رياء الناس قال لم يصعد إلي منه شيء انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبد خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالتك أنت أعلم بذلك مني أردت بها وجهك وذكرك قال صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة
وفي حديث معاذ رضي الله عنه قال يا رسول الله أوصني قال اخلص دينك يكفيك القليل من العمل وقال يحيى بن معاذ كونوا عباد الله بأفعالكم كما زعمتم أنكم عبيد الله بأقوالكم وقال البناجي ما التنعم إلا في الإخلاص ولا قرة العين إلا في التقوى ولا راحة إلا في التسليم حدث القوم عن حقيقة الأمر فصدقوا ونظروا في علل الأعمال فدققوا ونصحوا لنا في وصاياهم وعلينا أشفقوا وتأدبوا بالعلم والعمل فلم أحكموه فضلوا فإن تقتدوا بهم تهتدوا وأن تسابقوهم تسبقوا أين البطال من الأبطال متى يدرك الأطفال مساعي الرجال بلغ الرجال نهاية الآمال في سيرهم بالشد والترحال نالوا المنى لما سمت لمناله من عزمهم هم هناك عوال لم ينكلوا في قصدهم ومسيرهم حتى أناخوا بالجناب العالي هذا هو الأمر الرشيد ومنتهى المرمى البعيد وغاية الآمال

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:09 AM   #9
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

مدح التواضع وذم الكبر

ألا ذو طبع كريم يسمو إلى هذا الفضل العظيم ألا ذو قلب سليم يراعي حفظ العهد القديم إنما يقدر على الوفاء بعهد يوم الميثاق من كان سليما من النفاق إنما يحن إلى مرافقة الرفيق الأعلى من كان طبعه كريما من نسي عهود ربه فقد استحوذ الشيطان على قلبه من خالف سنة نبيه فقد نظمه الشيطان في حزبه قال الإمام أحمد رحمه الله ما اعلم الناس في زمان أحوج منهم إلى طلب الحديث من هذا الزمان قيل ولم قال ظهرت بدع فمن لم عنده حديث وقع فيها وقال الفضيل بن عياض رحمه الله إن لله تعالى ملائكة يطلبون حلق الذكر فانظر مع من يكون مجلسك فلا يكون مع صاحب بدعة فإن الله لا ينظر إليهم وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة لو أن المبتدع تواضع لكتاب الله وسنة نبيه لا أتبع ما ابتدع ولكنه أعجب برأيه فاقتدى بما اخترع فالتواضع أصل كبير يتفرع منه شيء كبير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر تحل له الجنة أن يريح ريحها ولا يراها وعن فضالة بن عبيد ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا تسأل عنهم رجل ينازع الله رداءه الكبرياء وازاره العزة ورجل في شك من أمر الله ورجل يقنط من رحمة الله وعن سليمان بن عامر رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم أرأيتم سليمان بن داود عليه السلام وما أعطاه الله من الملك فإنه لم يكن يرفع رأسه إلى السماء تخشعا حتى قبضه الله وقال الفتح بن شخوف رحمه الله رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنام فسمعته يقول التواضع يرفع الفقير على الغنى وأحسن من ذلك تواضع الغني الفقير إنما جعل ترفع الفقير على الغني من التواضع لأن الفقراء قوم فرغ الله قلوبهم وجعل رحيق محبته مشروبهم وأطال على باب خدمته وقوفهم وجعل رضاه وقربه مطلوبهم وغضبه وبعده مخوفهم فهم من خشيته مشفقون ومن هيبته مطرقون إن تواضعوا فلرفعته وأن تذللوا فلعزته وإن طمعوا في صدقته وإن خضعوا فلعظمته إلى الله افتقارهم وبالله افتخارهم وإلى الله استنادهم هو كنزهم وعزهم وفخرهم وذخرهم ومعبودهم ومقصودهم ومن كان بهذه الرتبة فمتى تواضع لغير الله أخل بمركز الأدب واستبدل الخزف بالذهب من كان رب العباد مقصوده فهو لكل العباد مقصود قل للعاملين لغير الله يا عظم خسرانكم وقل للواقفين بغير باب الله يا طول هوانكم وقل الآملين لغير فضل الله يا خيبة آمالكم وقل للعاملين لغير وجه الله يا ضيعة أعمالكم
الأسباب كلها منقطعة إلا أسبابه والأبواب كلها مغلقة إلا أبوابه جناب الله أعلى مرتقى تسمو إليه همم المرتقين ليس دونه مقنع للطالبين ولا وراءه مذهب للسالكين سلام الله ورحمته وبركاته على همم لا يرضيها إلا قرب الله ومرضاته ما حلال لها غير ذكره ولا انقادت لسوى أمره فهي الدهر في طاعته وشكره على حلو العيش ومره ويسر الأمر وعسره أولياء الله لا يحبون ولا يبغضون إلا في الله ولا يشتاقون ولا يحبون إلا لله ولا يتوكلون ولا يعتمدون إلا على الله إذا صفا مشرب معاملة الله لم ينالوا كدر المشارب وإذا أينع لهم مذهب السلوك إلى الله لم يهتموا لضيق المذاهب وإذا ظنوا أن الله عنهم راض لم يكترثوا بغضب غاضب وإذا لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم عاتب لم لم يشغل قلوبهم عتب عاتب رضا رسول الله صلى الله عليه و سلم علامة على رضا مرسله والعمل بالقرآن دليل على الإيمان بمنزله فاتلوا كتاب الله وتدبروه وعظموا رسول الله صلى الله عليه و سلم ووقروه اللهم صل على سيدنا محمد وآله الكرام ما نسخ النور والظلام واضرب سرادقات حفظك علينا ولا تقطع عنا مواد إحسانك إلينا واحرسنا من فوقنا ومن تحتنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن خلفنا ومن بين أيدينا إفعل اللهم بنا ذلك وسائر المسلمين ولا تخلنا وإياهم من رحمة تذكرنا بها يا أرحم الراحمين
المجلس العاشر غوائل الشيطان

الله أكبر ما تعاقبت الأيام والليالي الله أكبر في كل مقر وفي كل سافل وعلى كل شرف عال الله أكبر ما أقبل عام وأدبر عام الله أكبر ملء بياض النهار وسواد الظلام الله أكبر في بطن كل واد وعلى ظهر كل شرف الله أكبر تكبيرا يوجب النجاة وينقذ من التلف كل العباد إلى رحمته فقير وفي نعمته مغمور محتاج إلى خفي لطفه وخفي عنايته هل لكم من إله سواه يجبركسركم ويكشف ضركم ويمدكم بأموال وبنين ويحييكم على تعاقب السنين حتى تبلغوا من العمر غاية آجالكم وقد أراكم عجائب الآيات في تصرف أحوالكم فليس منكم من نزل به نازلة مماته إلا وقد عرف ربه في تصرف حالاته فارحموا أنفسكم من متابعة هواها ومساعدتها على نيل مشتهاها بليت بنفس لا يزال هواها يقود إلى نار تدور رحاها ومال النفس للشيطان إلا مساعد على عصمتي حتى تحل عراها
ومن يحلل الشيطان عصمة دينه هوى في سعير لا يطاق لظاها أخي إن أردت النجح والفوز بالمنى فخالف من النفس الكنود هواها ولا تتبعها في السلوك فإنها تضلل عن نهج الهدى بعماها ما احترس الإنسان من غوائل الشيطان بمثل نهي النفس عن الهوى ولا استعان على قمع هوى النفس بمثل الزهد في الدنيا متى أردت أن تعرف أن الدنيا والآخرة ضرتان فاعتبر ذلك بجوارحك لأنهاأبواب دنياك فإن دخلت عليك من لسانك أطلقته في الباطل وفيما ليس له حاصل وشغلتك عن التلاوة والذكر وأوقعتك في لغو الكلام والزور وقول الفجور وإن دخلت عليك من من بصرك أرسلنه في النظر الى المحرمات المردية وشغلتك عن النظر في المصحف وكل ما فيه عبرة للناظر ونور للخاطر وإن دخلت عليك سمعك أمالته إلى سماع كل لهو وباطل وشغلتك عن سماع ما نفعه إلى القلب واصل وإن دخلت عليك من بطنك كسلت عن الطاعات وأبسطت إلى الشهوات وأعمت عن الفكر والذكر بصيرة قلبك وقادتك إلى كل ما فيه سخط ربك وإن دخلت عليك من فرجك فإن كان حلالا أوهن القوة وبلد الفطنة وإن كان حراما ما زاد على ذلك إلا زوال النعمة وحلول النقمة وجملة القول في ذم الدنيا أنها لا تدخل على أحد قط إلا أدخلته بحرامها في عقاب ومنعته بحلالها عن الثواب سبحان الله ما أهون الدنياعليه وما أبغضها إليه أهل الدنيا بحرامها مغرورون وبخدعها مغبونون وبتحصيلها عن الآخرة مغمورون شاغلون
يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون أهل المشاغل بالدنيا وزينتها عن ذكر ربهم ساهون لاهونا لو أنهم قنعوا مما يبلغهم لعجلوا راحة مما يقاسونا تفوت ذي الدار الأخرى وهي فانية يا ويل عشاقها مما يلاقونا لا دارهم في الدهر باقية كلا ولا هم لما في الدهر باقونا

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 09:12 AM   #10
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

اسباب الغفلة

اغتنم مواسم الأرباح فقد فاتت أسواقها وداموا ما دامت أبواب التوبة مفتحة فقد حان إغلاقها وانتهزوا فرصةاليسار في دار القرار ففد آن من أقمار الأعمار محاقها وبادروا هجوم الآجال فشمس المنية قد أزف إشراقها وأعدوا ليوم الحساب صواب الجواب فإنما يحاسب الخليقة خلآقها واغوثاه بالله من ثقل هذا الرماد ما أخوفنا أن تستمر غفلتنا إلى يوم التناد أعظم الأسباب في توليد الغفلة أمران أحدهما امتلاء البطون والآخر معاشرة الباطلين فعليك بالجوع والعزلة إن أردت العتق من رق الغفلة إذا أردت أن يعتزلك الناس فاصمت عن محادثتهم فإن أكثر مواصلات الناس بينهم بالكلام فمن صمت عنهم اعتزلوه لا أضر على العبد أمرين غفلته عن ذكر الله ومخالفة لأمر الله
الغفلة تحرم الربح والمعصية توجب الخسران الغفلة تغلق أبواب الجنة والمعصية تفتح أبواب النار خلق الله سبحانه وتعالىالجنة والنار للأبد وخلق السماء والأرض إلى أمد فمن عوفي من رقاد الغفلة وسقام المعصية خرج من النار وأدخل الجنة ومن بقي برقاد غفلته فليس له في الجنة ولوج ومن بقي بسقام معصيته فليس له من النار خروج فأما السماء والأرض فمحكوم لها بالبوار وليس لأحد في واحد منهما قرار ففروا إلى الله مما يشغل عنه كل الفرار واستجيروا به من الغفلة والمعصية فهما فوات الربح وإلحاق الخسران يا طول حزن الغافلينا عن ذكر رب العالمينا يا هضمهم يوما يرون ثواب ذكر الذاكرينا ستطول حسرتهم لما كانوا به متشاغلينا يتحسرون على فوا ت من فعال الطائعينا هذاك حال الغافلين فكيف حال الخاملينا يا ويلهم يوما يجازي الله فيه العالمينا يا حسرة يصلون جم رتها خزايا نادمينا يتلهفون على فوات دخولهم في الصالحين يا سامعا هذا الكلام اسمع مصاب الهالكين واعمل على تخليص نفسك من شباك القانصين نبهنا الله وإياكم من رقدة الغافلين ورزقنا وإياكم مجاورة الصالحين ونور
بصائرنا وبصائركم بما نور به بصائر الموقنين وزودنا وإياكم التقوى فأن العاقبة للمتقين ونسأله سبحانه أن يضاعف صلواته وسلامه على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين
المجلس الحادي عشر ذكر الموت

اللهم صلى على سيدنا محمد الذي أرسله الله بالدين القيوم الصواب واختصه الله بالكتاب المنير الثاقب وجباه بالفضل المبين الراتب وأحله من منازل الشرف في أعلى المراتب بمحمد تصفو الموارد هماء على الصماء المقارب عبد جباه ربه بنفيس مخزون المواهب أعطاه من إحسانه فأفاق همه كل طالب وحمى أباه وأمه من كل ما للعرض ثالب آباؤه من عهد آدم كلهم في المجد راتب يتنزهون عن الفواحش والمعايب والمثالب حتى أقروه بأشرف منصب من آل غالب قوم لهم شرف يفوق المناسب والمناصب حملت به البكر بطالع في السعد ثاقب حتى إذا ما حان مولده المفرج للكرائب جاءت به بدرا أضاءت له المشارق والمغارب وجلا بطلعته المنيرة دجى الكفر الغياهب وتباشرت بقدومه الأفلاك حافلة الكواكب يا رب بلغنا به ولجميع من في الخير راغب عفوا ومغفرة وفوزا بالمواهب والرغائب حتى نرافق أحمد بالخلد في أعلا المراتب
سبحان من كتب الموت على من تحت عرشه سبحانة من تفرد بالوجود الأزلي والبقاء السرمدي دون خلقه سبحان من ساوى بين البرية في ورود حياض المنية فلا القوي يعتصم منها بقوته ولا العزيز يرتفع عنها بعزته قضاء وفضل سبقت به إلا إلاهيته والأقدار وحكم عدل حكم به من كل شيء عنده بمقدار فمن سخط فله السخط ومن رضي فله الرضا لأن القدير إذا طلب أدرك وإذا حكم أمضى سكرة الموت لا تحيا إلا بالحق والرضا بالحق واجب على جميع الخلق إن لملك الملوك قدرة دائرتها محيطة لا يخرج عنها دودوح من سكان البسيطة فالحمد لله على رحمته فيما من به من الحياة وعلى حكمته فيما حكم به من الممات والحمد لله الذي يحيينا بعد الوفاة ويجمعنا بعد الشتات إن عاملنا بما نحبه فمن خزائن الرحمة والفضل وإن فعل بنا ما نكرهه فمن باب الحكمة والعدل فشكره واجب علينا إذا ذكرنا بفضله والرضا عنه لازم لنا إذا عاملنا بعدله وكل ذلك مما سطرته أقلامه وشرعته أحكامه تقدس الذي صنع فأتقن ولم يكن له في صنعته مشير وخلق فأحسن ولم يكن له على خلقه ظهير تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياةليبلوكم أيكم أحسن عملا وهوالعزيز الغفور أما بلوى الحياة فإن راميها يصلح لكسب الخير والشر فكاسب الخير صابر على مصير أهله وكاسب الشر سيجزى على فعله بمثله
أما بلوى العباد فإذا حضرتهم الوفاة إنقسموا إلى محب وكاره للفناء وراض وساخط للقضاء فمن مات على حال من هذه الأحوال ختم عمله بها وألحق بأهلها فقوله ليبلوكم أيكم أحسن عملا معناه يختبركم فينظر أيكم له أطوع وإلى رضاه أطلب وأسرع وفي الحديث عنه صلى الله عليه و سلم أنه يقول إن الله أذل ابن آدم بالموت وعن قتادة في قوله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم قال أذل الله ابن آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء وجعل الآخرة دار جزاء ودار وبقاء فقد اتضح بهذا الحديث والأثر أن في الموت حكمة لمن أراد التدبر وعبرة لمن اعتبر فمن الحكمة في الموت وضع عماد المتكبرين وتنغيص حياة المترفين وتكذيب ظنون الآملين وتنبيه عقول الغافلين وإزعاج قلوب المطمئنين ورفع أيدي المتسلطين وتخفيف أثقال العبادة عن العاملين وفوز المحبين بلقاء من كانوا إليه مشتاقين ولو لم يكن في الموت إلا أنه قضاء رب العالمين لكان الرضا به فرضا لازما لجميع المؤمنين الموت انقطاع عن دارالفناء واتصال بدار البقاء وخروج من دار العمل ودخول في دار الجزاء الموت راحة المسيء والمحسن أما المسيء فينقطع عنه استمرار طغيانه وأما المحسن فيفضي إلى دار الجزاء على إحسانه الموت فيه لقاء الأحباب وإحراز الثواب فليس يكرهه إلا مريب مرتاب
الموت فيه تواصل الأحباب و به حياة المؤمن الأواب يشتاقه البر المطيع لأنه يفضي إلى زلفى وحسن مآب يحلو الممات لمن رجا بمماته لقيا الكريم الماجد الوهاب ويحيد منه كافر أو فاجر قد يشرده سخطه وعقاب فامهد لنفسك قبل موتك موقنا أن الممات مقطع الأسباب واعلم بأنك عن قريب خالد في دار خلد أو أليم عقاب سيصحو السكران من سكره حين لا يمكنه تلافي أمره سيندم المضيع على تضييعه إذا قابله أمر صنيعه سيقصر الأمل من أمله وقت هجوم أجله ونفاذ أكله وتعذر الزيادة في عمله والخروج من أهله وماله هنالك يستحيل حلو العيش مرا وينقلب عرف الأمر نكرا ويعلم جامع الحطام أن الباقيات الصالحات أنفع ذخرا ليس في ظل الدنيا مقيل ولا على هذه الحياة تعويل كيف يطمع في الإقامة في دار الرحيل كيف يضحك من هو محفوف بموجبات العويل أسمعنا الغير فتصاممنا وأيقظنا الغير فتناومنا ورضينا بالحياة الدنيا من الآخرة واشترينا ما يفنى بما لا يفنى فتلك إذا صفقة خاسرة أين الآذان الواعية أين الأعين الباكية قول بلا فعال وأمر بلا امتثال رسل ملك الموت على أنفسنا في كل نفس واردة وأجساد أحبتنا تحت أطباق الثرى هامدة قد أوحشت منهم ديارهم ودرست رسومهم وآثارهم وحالت في اللحود أحوالهم وتقطعت بالبلاء أوصالهم ومحت أيدي الحوادث والغير والقبور محاسن تلك الصور وأطبقت عليهم ظلمات تلك الحفر فلا شمس فيها ولا قمر ونحن عما قريب إلى ما صاروا إليه صائرون وبالكأس الذي شربوا منه شاربون ثم مع هذا اليقين إلى دار الغرور راكنون فإذا الذنوب قد رانت
على القلوب وقلة حياء من مراقبة علام الغيوب فيا ويح نفس عما يراد بها غافلة لا تستعد لما هي إليه صائرة وعليه حاصلة ولا تزهد فيما هي له مفارقة وعنه زائلة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:25 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com