موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 21-07-2010, 06:36 AM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي من الفائز ؟ لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظهما الله

من الفائز ؟ لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظهما الله


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




من الفائز؟




يجري حديثٌ في بعض مجالس النّاس عن الفوز وعن الفائزين وعن أسباب الفوز وعن من فاز ومن هم الفائزون كلمة تتردد في بعض المجالس وينحصر الفهم عن الفوز وعن معانيه لدى بعض الأفهام في مُتَعٍ زائلة وأُمورٍ فانية؛ فهناك حديث عن فوز في مسابقات تجاريّة، وعن فوز في مباريات رياضية، وعن فوز في تعاملات محرّمة كالقمار والميسر وهكذا تتنوّع الأحاديث عن الفوز وعن ماهيته وحقيقته وعن مجالاته وعن أسبابه ويغيب عن أذهان كثير منهم الفوز العظيم عند لقاء رب العالمين, الفوز برضا الله والنجاة من عذابه والفوز بجنته , يغيب هذا المعنى عن كثير من الأذهان في غمرة الانهماك في متع الدنيا وملذاتها وشهواتها , {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ**[العنكبوت: 64].




والواجب على كل مسلم أن يكون دائماً متذكِّراً الفوز الأكبر والفوز العظيم والفوز المبين يوم يلقى الله تبارك وتعالى.



وتأمَّل معي أيُّها المؤمن في هذه الوقفة متذكِّراً ومتفكِّراً في الفوز العظيم وحقيقته يقول الله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ**[آل عمران: 185].






هاهنا مقام الفائزين الرّابحين الذين يمنّ الله عليهم بالفوز الحقيقي العظيم, إنَّ الفوز نجاةٌ من مرهوب وتحصيل لمرغوب, وهذان يجتمعان للمؤمنين أهل الجنة ينجيهم الله تبارك وتعالى من النّار ويمنّ عليهم بدخول الجنة وهذا هو حقيقة الفوز، وأيُّ مرهوب أعظم من النّار؟ وأي مرغوب فيه أعظم من الجنة؟.




ولهذا ينبغي لكل واحد منا أن يتذكَّر هذا الموقف العظيم وكلنا صائر إليه , جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: " ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ " . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ:"دَحْضٌ مَزِلَّةٌ. فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ فِيهَا شُوَيْكَةٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمَكْدُوسٌ فِى نَارِ جَهَنَّم"







تأمَّل هذا الموقف وأنت صائرٌ إليه لا محالة والنّاس على هذا الصراط أقسام ثلاثة حدّدها رسول الله صلى الله عليه وسلم, تأمَّل هذه الأقسام الثلاثة، وتأمَّل مرور النّاس على هذا الصِّراط المنصوب على متن جهنّم، وتوهّم حالك وأنت على هذا الصراط الذي جاء في بعض الأحاديث أنه أدقُّ من الشعر, وقد وضعت قدمك عليه وبين أيديك الناس ومن خلفك ناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم، ومن نجا منهم يتفاوتون في سرعة المرور عليه فمنهم من يمرّ كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل, على قدر تفاوتهم وتباينهم في طاعة الله عز وجل في هذه الحياة، فتفكَّر في حالك وأنت من هؤلاء وأنت صائرٌ إلى هذا المقام {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا **[مريم: 81 – 82]هل أنت من هؤلاء النّاجين الفائزين أو لست منهم ؟.







وإذا قلت أيُّها المؤمن: ما هي صفات هؤلاء الفائزين؟وما هي أعمالهم التي نالوا بها هذا الفوز العظيم؟ تجد الجواب في كتاب الله عزّ وجل بل تجده في آية واحدة في القرآن جمعت لك أسباب الفوز والغنيمة , يقول الله تعالى في سورة النور {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ**[النور: 52] إنَّها صفاتٌ أربعة إذا اجتمعت في العبد كان من الفائزين:


1- طاعة الله.
2- وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
3- وخشية الله والوقوف بين يديه سبحانه وتعالى.
4- وتقوى الله جلّ وعلا بالبعد عن المعاصي والآثام.


فمن كان بهذا الوصف وعلى هذه الحال فإنه يكون من الفائزين, ثم تذكّر حال المؤمنين الفائزين ماذا لهم بعد نجاتهم من النار وفكاكهم من عذابها وسلامتهم من الدّخول فيها؟ وماذا أعدَّ الله لهؤلاء الفائزين؟ يقول الله تعالى: ** إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ، وَكَأْسًا دِهَاقًا ، لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ، جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا **[النبأ: 31 – 36] ما أعظمها من حال وما أطيبه من مآل فكّهم الله عزّ وجل وأجارهم من النار فجازوا الصراط ودخلوا الجنة وحازوا هذا النعيم المقيم فتفكر في هذا المقام وأهل الجنة يدخلون الجنّة من بابها فائزين أعظم فوز نائلين أعظم غنيمة {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ **[الحديد: 12]، ** إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ**[البروج: 11].





فهل فوزٌ يطلب أعظم من هذا ؟!


إذ هو غاية الغايات ونهاية النّهايات؛ حيث فازوا برضوان ربّ الأرض والسماوات، وفرحوا بقربه سبحانه ولذّة المناجاة، وتنعّموا بالنّظر إلى وجهه الكريم وهو أعظم النعيم وأكمل اللّذات.



فتفكّر في حالك ومآلك في هذا المقام العظيم، وتأمّل هذه المعاني ولا تشغلك ـ يا رعاك الله ـ مُتع الدّنيا عن هذا الفوز المبين.




والواجب على المؤمن أن يكون دائماً وأبداً في كلِّ أيامه ولياليه مُتَذَكِّراً لهذا المقام العظيم آخذاً بالأسباب التي يكون بها نجاتُه من سخط الله وعقابِه وفوزُه بجنّته ونعيمه{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ **[الصّافات:60 - 61].



قال الشيخ السّعديّ رحمه الله في تفسير هذه الآية: ((فهو أحقُّ ما أُنفقت فيه نفائسُ الأنفاس، وأولى ما شمَّر إليه العارفون الأكياس، والحسرة كل الحسرة، أن يمضي على الحازم وقتٌ من أوقاته، وهو غير مشتغلٌ بالعمل، الذي يقرِّب لهذه الدّار، فكيف إذا كان يسير بخطاياه إلى دار البوار؟!)).






وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا أجمعين من الفائزين حقّاً النّاجين صدقاً وأن يوفّقنا لطاعته ولنيل رضاه وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيماً إنَّ ربي لسميع الدُّعاء وهو أهلُ الرّجاء وهو حسبنا ونعيم الوكيل .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 29-07-2010, 09:03 AM   #2
معلومات العضو
***
عضو موقوف

افتراضي

جزاك الله عنا خيرا أستاذتنا الفاضلة أم سلمى

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 29-07-2010, 12:55 PM   #3
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكم ...بارك الله فيكم

شكر الله لكم مروركم الكريم وتعليقكم الطيب المبارك

رفع الله قدركم وأعلى نزلكم في جنات النعيم

في رعاية الله وحفظه

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-05-2014, 03:04 PM   #4
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

من الفائز ؟ لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظهما الله


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




من الفائز؟




يجري حديثٌ في بعض مجالس النّاس عن الفوز وعن الفائزين وعن أسباب الفوز وعن من فاز ومن هم الفائزون كلمة تتردد في بعض المجالس وينحصر الفهم عن الفوز وعن معانيه لدى بعض الأفهام في مُتَعٍ زائلة وأُمورٍ فانية؛ فهناك حديث عن فوز في مسابقات تجاريّة، وعن فوز في مباريات رياضية، وعن فوز في تعاملات محرّمة كالقمار والميسر وهكذا تتنوّع الأحاديث عن الفوز وعن ماهيته وحقيقته وعن مجالاته وعن أسبابه ويغيب عن أذهان كثير منهم الفوز العظيم عند لقاء رب العالمين, الفوز برضا الله والنجاة من عذابه والفوز بجنته , يغيب هذا المعنى عن كثير من الأذهان في غمرة الانهماك في متع الدنيا وملذاتها وشهواتها , {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ**[العنكبوت: 64].




والواجب على كل مسلم أن يكون دائماً متذكِّراً الفوز الأكبر والفوز العظيم والفوز المبين يوم يلقى الله تبارك وتعالى.



وتأمَّل معي أيُّها المؤمن في هذه الوقفة متذكِّراً ومتفكِّراً في الفوز العظيم وحقيقته يقول الله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ**[آل عمران: 185].






هاهنا مقام الفائزين الرّابحين الذين يمنّ الله عليهم بالفوز الحقيقي العظيم, إنَّ الفوز نجاةٌ من مرهوب وتحصيل لمرغوب, وهذان يجتمعان للمؤمنين أهل الجنة ينجيهم الله تبارك وتعالى من النّار ويمنّ عليهم بدخول الجنة وهذا هو حقيقة الفوز، وأيُّ مرهوب أعظم من النّار؟ وأي مرغوب فيه أعظم من الجنة؟.




ولهذا ينبغي لكل واحد منا أن يتذكَّر هذا الموقف العظيم وكلنا صائر إليه , جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: " ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ " . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ:"دَحْضٌ مَزِلَّةٌ. فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ فِيهَا شُوَيْكَةٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمَكْدُوسٌ فِى نَارِ جَهَنَّم"







تأمَّل هذا الموقف وأنت صائرٌ إليه لا محالة والنّاس على هذا الصراط أقسام ثلاثة حدّدها رسول الله صلى الله عليه وسلم, تأمَّل هذه الأقسام الثلاثة، وتأمَّل مرور النّاس على هذا الصِّراط المنصوب على متن جهنّم، وتوهّم حالك وأنت على هذا الصراط الذي جاء في بعض الأحاديث أنه أدقُّ من الشعر, وقد وضعت قدمك عليه وبين أيديك الناس ومن خلفك ناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم، ومن نجا منهم يتفاوتون في سرعة المرور عليه فمنهم من يمرّ كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل, على قدر تفاوتهم وتباينهم في طاعة الله عز وجل في هذه الحياة، فتفكَّر في حالك وأنت من هؤلاء وأنت صائرٌ إلى هذا المقام {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا **[مريم: 81 – 82]هل أنت من هؤلاء النّاجين الفائزين أو لست منهم ؟.







وإذا قلت أيُّها المؤمن: ما هي صفات هؤلاء الفائزين؟وما هي أعمالهم التي نالوا بها هذا الفوز العظيم؟ تجد الجواب في كتاب الله عزّ وجل بل تجده في آية واحدة في القرآن جمعت لك أسباب الفوز والغنيمة , يقول الله تعالى في سورة النور {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ**[النور: 52] إنَّها صفاتٌ أربعة إذا اجتمعت في العبد كان من الفائزين:


1- طاعة الله.
2- وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
3- وخشية الله والوقوف بين يديه سبحانه وتعالى.
4- وتقوى الله جلّ وعلا بالبعد عن المعاصي والآثام.


فمن كان بهذا الوصف وعلى هذه الحال فإنه يكون من الفائزين, ثم تذكّر حال المؤمنين الفائزين ماذا لهم بعد نجاتهم من النار وفكاكهم من عذابها وسلامتهم من الدّخول فيها؟ وماذا أعدَّ الله لهؤلاء الفائزين؟ يقول الله تعالى: ** إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ، وَكَأْسًا دِهَاقًا ، لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ، جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا **[النبأ: 31 – 36] ما أعظمها من حال وما أطيبه من مآل فكّهم الله عزّ وجل وأجارهم من النار فجازوا الصراط ودخلوا الجنة وحازوا هذا النعيم المقيم فتفكر في هذا المقام وأهل الجنة يدخلون الجنّة من بابها فائزين أعظم فوز نائلين أعظم غنيمة {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ **[الحديد: 12]، ** إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ**[البروج: 11].





فهل فوزٌ يطلب أعظم من هذا ؟!


إذ هو غاية الغايات ونهاية النّهايات؛ حيث فازوا برضوان ربّ الأرض والسماوات، وفرحوا بقربه سبحانه ولذّة المناجاة، وتنعّموا بالنّظر إلى وجهه الكريم وهو أعظم النعيم وأكمل اللّذات.



فتفكّر في حالك ومآلك في هذا المقام العظيم، وتأمّل هذه المعاني ولا تشغلك ـ يا رعاك الله ـ مُتع الدّنيا عن هذا الفوز المبين.




والواجب على المؤمن أن يكون دائماً وأبداً في كلِّ أيامه ولياليه مُتَذَكِّراً لهذا المقام العظيم آخذاً بالأسباب التي يكون بها نجاتُه من سخط الله وعقابِه وفوزُه بجنّته ونعيمه{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ **[الصّافات:60 - 61].



قال الشيخ السّعديّ رحمه الله في تفسير هذه الآية: ((فهو أحقُّ ما أُنفقت فيه نفائسُ الأنفاس، وأولى ما شمَّر إليه العارفون الأكياس، والحسرة كل الحسرة، أن يمضي على الحازم وقتٌ من أوقاته، وهو غير مشتغلٌ بالعمل، الذي يقرِّب لهذه الدّار، فكيف إذا كان يسير بخطاياه إلى دار البوار؟!)).






وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا أجمعين من الفائزين حقّاً النّاجين صدقاً وأن يوفّقنا لطاعته ولنيل رضاه وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيماً إنَّ ربي لسميع الدُّعاء وهو أهلُ الرّجاء وهو حسبنا ونعيم الوكيل .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-05-2014, 05:43 PM   #5
معلومات العضو
حكيـــمة
مشرفة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

جزاك الله خيرا أختي أم سلمى و نفع بك

و أنا أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا أجمعين من الفائزين حقّاً

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-05-2014, 10:31 PM   #6
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ .. اللهم آمين .. بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة حكيمة

سررت بمروركِ الكريم وحسن قولكِ

حفظكِ المولى

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 02:07 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com