الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
بخصوص سؤالك أختي المكرمة ( فوزية قرشي ) حول ( التجانية ) فيسرني أن أرفق لك بعض المعلومات عن هذه الفئة الضالة على النحو التالي :
* التعريف :
التجانية : فرقة صوفية يؤمن أصحابها بجملة الأفكار والمعتقدات الصوفية ويزيدون عليها شيئاً خاصاً بهم كالإعتقاد بامكانية مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم مقابلة مادية واللقاء به لقاء حسياً في هذه الدنيا وأن النبي عليه الصلاة والسلام قد خصهم بصلاة ( الفاتح لما أغلق ) التي تحتل لديهم مكانة عظيمة .
* التأسيس وأبرز الشخصيات :
المؤسس هو : أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد سالم التجاني ، وقد عاش ما بين ( 1150_1230هـ ) ( 1737 _ 1815م ) وكان مولده في قرية (عين ماضي) من قرى الصحراء بالجزائر حاليا .
_ درس العلوم الشرعية ، وارتحل منتقلا بين فاس وتلمسان وتونس والقاهرة ومكة والمدينة ووهران .
_ أنشا طريقته عام ( 1196هـ ) في قرية أبي سمغون ، وصارت ( فاس ) المركز الأول لهذه الطريقة ، ومنها تخرج الدعوة لتنتشر في أفريقيا بعامة .
_ أبرز آثاره التي خلفها لمن بعده زاويتها التجانية في فاس ، وكتابه (جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني ) الذي قام بجمعه تلميذه علي حرازم .
_ من مشاهيرهم بعد المؤسس :
_ علي حرازم أبو الحسن بن العربي برادة المغرب الفاسي وقد توفي في المدينة المنورة .
_ محمد بن المشرى الحسني السباحي السباعي (ت 1224هـ ) صاحب كتاب ( الجامع لم افترق من العلوم ) وكتاب ( نصرة الشرفاء في الرد على أهل الجفاء ) .
_ أحمد سكيرج العياشي ( 1295_1363هـ ) ولد بفاس ، ودرس في مسجد القرويين ، وعين مدرسا فيه ، تولى القضاء ، وزار عددا من مدن المغرب ، وله كتاب ( الكوكب الوهاج سنة 1318هـ ) وكتاب ( كشف الحجاب عمن تلاقى مع سيدي أحمد التجاني من الأصحاب ) .
_ عمر بن سعيد بن عثمان الفوتي السنغالي : ولد سنة 1797م في قرية ( الفار ) من بلاد
( ديمار ) بالسنغال حاليا ، تلقى علومه في الأزهر ، ولما رجع الى بلاده أخذ ينشر علومه بين الوثنيين ، وكانت له جهود طيبة في مقاومة الفرنسيين ، وقد كانت وفاته سنة (1283ه)وخلفه من بعده اثنان من أتباعه ، وأهم مؤلفاته ( رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم ) الذي كتبه سنة ( 1261ه /1845م ) .
_ محمد الحافظ بنعبد اللطيف بن سالم الشريف الحسني التجاني المصري (1315_1398ه) وهو رائد التجانية في مصر ، وقد خلف مكتبة موجودة الآن في الزاوية التجانية بالقاهرة وله كتاب ( الحق في الحق والخلق ) وله ( الحد الأوسط بين من أفرط ومن فرط) و (شروط الطريقة التجانية (كما أسس مجلة ( طريق الحق ) سنة 1370هـ /1950م .
* الأفكار والمعتقدات :
_ من حيث الأصل هم مؤمنون بالله سبحانه وتعالى .
_ ينطبق عليهم ما ينطبق على الطرق الصوفية بعامة من حيث التمسك بمعتقدات المتصوفة وفكرهم وفلسفتهم ومن ذلك ايمانهم بوحدة الوجود ( أنظر جواهر المعاني1/ 259 ) وايمانهم بالفناء الذي يطلقون عليه اسم ( وحدة الشهود ) ( انظر كذلك جواهر المعاني 1 /191 ) .
_ يقسمون الغيب الى قسمين : غيب مطلق استأثر الله بعلمه ، وغيب مقيد وهو ما غاب عن بعض المخلوقين دون بعض .
_ يزعمون بأن مشائخهم يعلمون الغيب فضلا عن الأنبياء ، فهم يقولون عن شيخهم أحمد التجاني ( .. ومن كماله _ رضي الله عنه _ ونفوذ بصيرته الربانية وفراسته النورانية التي ظهر بمقتضاها في معرفة أحوال الأصحاب ، وفي غيرها من اظهار المضرات واخبار بمغيبات وعلم بعواقب الحاجات وما يترتب عليها من المصالح والآفات وغير ذلك من الأمور الواقعات (أنظر الجواهر 1 / 63 .
_ يدعي زعيمهم أحمد التجاني بأنه قد التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم لقاء حسيا ماديا وأنه قد كلمه مشافه ، وأنه قد تعلم من النبي عليه الصلاة والسلام صلاة ( الفاتح لما أغلق ) .
_ صيغة هذه الصلاة : ( اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق , والخاتم لما سبق , ناصر الحق بالحق , الهادي إلى صراط مستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم ) ولهم في هذه الصلاة اعتقادات نسوق منها :
- إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبره بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات .
- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبره مرة ثانية بأن المرة الواحدة منها تعدل من كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير , ومن القرآن ستة آلاف مرة لأنه كان من الأذكار ( الجواهر 1/136 ) .
- إن الفضل لايحصل بها إلا بشرط أن يكون صاحبها مأذونا بتلاوتها , وهذا يعني تسلسل نسب الإذن حتى يصل إلى أحمد التجاني الذي تلقاه عن رسول الله – كما يزعم - .
- إن هذه الصلاة هي من كلام الله تعالى بمنزلة الأحاديث القدسية ( الدرة الفريدة 4 /128 ) .
- إن من تلا صلاة الفاتح عشر مرات , لو عاش العارف بالله ألف ألف سنة ولم يذكرها , كان أكثر ثوابا منه .
- من قرأها مرة كفرت بها ذنوبه , ووزنت له ستة آلاف من كل تسبيح ودعاء وذكر وقع في الكون ... إلخ ( انظر كتاب مشتهى الخارف الجاني 299-300 ) .
- يلاحظ عليهم شدة تهويلهم للأمور الصغيرة , وتصغيرهم للأمور العظيمة , على حسب هواهم , مما أدى إلى أن يفشوا التكاسل بينهم والتقاعس عن أداء العبادات والتهاون فيها وذلك لما يشاع بينهم من الأجر والثواب العظيمين على أقل عمل يقوم به الواحد منهم .
- يقولون بأن لهم خصوصيات ترفعهم عن مقام الناس الآخرين يوم القيامة ومن ذلك :
· أن تخفف عنهم سكرات الموت .
· أن يظلهم الله في ظل عرشه .
· أن لهم برزخا يستظلون به وحدهم .
· أنهم يكونون مع الآمنين عند باب الجنة حتى يدخلوها في الزمرة الأولى مع المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه المقربين .
- يقولون بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى أحمد التجاني عن التوجه بالأسماء الحسنى , وأمره بالتوجه بصلاة الفاتح لما أغلق ( وهذا مخالف لصريح الآية الكريمة ** ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ** ) .
- يفترون زاعمين بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كتم علن الأمة المسلمة شيئا مما أوحى إليه به من ربه , وقد ادخره حتى حان وقت إظهاره حيث باح به لشيخهم أحمد التجاني , ومن ذلك صلاة الفاتح لما أغلق آنفه الذكر وهذا مخالف لقوله تعالى : ** اليوم أكملت لكم دينكم ** .
- هم كباقي الطرق الصوفية يجيزون التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وعباده الصالحون ويستمدون منه ومنهم ومن الشيخ عبد القادر الجيلاني ومن أحمد التجاني ذاته , وهذا مما نهى عنه شرع الله الحكيم .
- تتردد في كتبهم كثير من ألقاب الصوفية كالنجباء والنقباء والأبدال والأوتاد , وتترادف لديهم كلمتا الغوث والقطب ( الذي يقوقون عنه بأنه ذلك الإنسان الكامل الذي يحفظ الله به نظام الوجود !! ) .
- يقولن بأن أحمد التجاني هو خاتم الأولياء مثلما أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء .
- يقول أحمد التجاني ( من رآني دخل الجنة ) ويزعم بأن من حصل له النظر إليه في يومي الجمعة والاثنين دخل الجنة , ويأكد على أتباعه بأن النبي صلى الله عليه وسلم ذاته قد ضمن له ولهم الجنة يدخلونها بغير حساب ولا عقاب .
- ينقلون عن أحمد التجاني قوله : ( إن كل نا أعطيه كل عارف بالله أعطي لي ) .
- وكذلك قوله : ( إن طائفة من أصحابه لو وزنت أقطاب أمة محمد ما وزنوا شعرة فرد من أفرادهم , فكيف به هو !! ) .
- وقوله : إن قدمي هاتين على رقبة كل ولي من لدن خلق الله آدم إلى النفخ في الصور .
- لهم ورد يقرأونه صباحا ومساء , ووظيفة تقرأفي اليوم مرة صباحا أو مساء , وذكر ينعقد بعد العصر من يوم الجمعة على أن يكون متصلا بالغروب , والأخيران الوظيفة والذكر يحتاجان إلى طهارة مائية , وهناك العديد من الأوراد الأخرى لمناسبات مختلفة .
- من أخذ وردا فقد ألزم نفسه به ولا جوز له أن يتخلى عنه وإلا هلك وحلت به عقوبة عظمى !! .
- نصب أحمد التجاني نفسه في مقام النبوة يوم القيامة إذ قال : ( يوضع لي منبر من نور يوم القيامة , وينادي مناد حتى يسمعه كل من في الموقف : يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كنتم به تستمدون منه من غير شعوركم ) أنظر الإفادة الأحمدية ص 74 .
* الجذور الفكرية والعقائدية :
- مما لاشك فيه بأنه قد استمد معظم آرائه من الفكر الصوفي وزاد عليها شيئا من أفكاره .
- نهل من كتب عبد القادر الجيلاني وابن عربي والحلاج وغيرهم من أعلام المتصوفة .
- خلال فترة تشكله قبل تأسيس الطريقة قابل عددا من مشايخ الصوفية وأخذ اذنا وأورادا عنهم وأبرز تلك الطرق القادرية والخلوتية .
- استفاد من كتاب ( المقصد الأحمد في التعريف بسيدنا أبي عبد الله أحمد ) تأليف أبي محمد عبد السلام بن الطيب القادري الحسيني والمطبوع بفاس سنة 1351هـ .
- كان لانتشار الجهل أثر كبير في ذيوع طريقته بين الناس .
* الإنتشار ومواقع النفوذ :
- بدأت هذه الحركة من فاس ومازالت تنتشر حتى صلر لها أتباع كثيرون في بلاد المغرب واللسودان الغربي , ( السنغال ) ونيجيريا وشمالي أفريقيا ومصر والسودان وغيرها من أفريقيا .
- صاحب كتاب ( التجانية ) علي بن محمد الدخيل الله يقدر في عام 1401هـ / 1981م عدد التجانيين في نيجيريا وحدها بما يزيد على عشرة ملايين نسمة . ( المرجع : الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة ) 0
ومن هنا يتضح أختي المكرمة فساد عقيدة هذه الطائفة ، بل وقوعهم في الشرك الصريح والعياذ بالله ، إضافة إلى البدع الشركية التي ما أنزل الله بها من سلطان 0
وتقبلي تحيات :
أخوكم / أبو الابراء أسامة بن ياسين المعاني 0