مسألة: ما وجه قراءة بعضهم {وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيّ** 4 بكسر الياء، وما توجيه قراءة الجماعة بالفتح؟
الجواب: أما القراءة الأولى لها وجهان:
أحدهما: أن ياء الجمع أدغمت في ياء الإضافة الساكنة، فلما التقى ساكنان كسر الثاني. كما يقال غير.
والثاني: أن قطربا5 حكى أن لغة بني يربوع أنهم يزيدون ياء للمد
على ياء الإضافة فيقولون في نحو مررت بي. مررت بيي بياءين، الأولى مكسورة، والثانية ساكنة كما أن هذه الياء مزيدة بعد هاء الغائب في نحو بهيي.
وكما ردها بعضهم على ياء المؤنث، فقال: رمتيه فاحمين. وما أخطأت الرمية. وأنشد على هذه اللغة:
ماض إذا ما هم بالمضي قال لها: هل لك يا فتى
قالت [له] : ما أنت بالمرضي [الرجز]
وعلى هذا فالأصل بمصرخي ثلاث ياءات. الأولى: ساكنة, وهي ياء للمناسبة وإلا فحكم ياء المتكلم. إما أن تكون ساكنة أو مفتوحة، وهذه الياء هي الياء المدغم فيها.
والثالثة: ياء المد المزيدة على ياء الإضافة، وهي ساكنة كالياء في بهي، ولما اجتمع [11 أ] ثلاث ياءات حذفت الثالثة، لأن الثقل انتهى عندها، وبقيت ال
كسرة قبلها دليلا عليها، وبهذه القراءة قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب1. وحمزة بن حبيب الزيات2 وغيره.
وأما القراءة الثانية وهي قراءة الفتح وبها قرأ جماهير القراء ـ رحمهم الله ـ أجمعين، فتحتمل وجهين1 أيضا:
أحدهما: أن ياء الجمع أدغمت في ياء الإضافة على لغة من فتحها، وهو الأصل في الياء على الأصح كما أن كاف الخطاب وهاء الغيبة وحكمهما الفتح.