الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد
اشكر الله اولا ثم اشكر شيخنا
أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني
فقد اسفدنا منة الكثير من العلم
فهذا بحث متوسط البسط في مسألة الإستعانة بالجن المسلم في الرقية , وعمدة القائلين به , والناسبين لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله القول بذلك والرد عليه من عدة أوجه.
اسأل الله السداد والتوفيق في القول والعمل وحسن القصد .
وحاصل المسألة هو / هل تصح الاستعانة بالجن المسلم من قِبَل الرقاة ؟
يجب أن يكون مدار التحكيم لكل قول ورأي , كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , فما كان موافقا لهما قبلناه وعملنا به , وما كان مخالفا رددناه على قائله كائنا من كان ولم نعمل به , لأن الله تعالى لم يتعبدنا إلا بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ,
قال تعالى لرسوله :
وَأَنِ احْكُمْبَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْوَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَفَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْبِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِحُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" .
معنى الاستعانة يقول الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله هو :
طلب المعونة فإن مصادر التلقي من الجآن هي في الحقيقة استعانة بالجانواستعمال لهم في أمور العلاج حيث أن المستعين بهم في بعض المغيبات مما يكونفي عالمهم ولا يعلمها الناس هو مستخدم للجان شاء أم أبى ، والجان فيهمالمسلمين وفيهم الكافرين وفيهم الفاسقين ، وإن الله سبحانه وتعالى جعل لناناموساً في هذا الكون حيث أخفى علينا أشكالهم وعالمهم لحكمة هو يعلمها جلّفي عُلاه ، وحيث إن الله سبحانه وتعالى أخفى علينا أمورهم فلا يمكن للبشرمعرفة صدق ما يدعيه الجآن ، إلا ما كان له من أدلة وبراهين ،
فإن الراقي الذي يدعي الاستعانة بالجن يزعم أنه لا يستعين إلا بالمسلم فقط, والجواب عن هذه الشبهة :
§ أن الجن عالم غيبي مجهول لنا فكيف يقال بأن فلانا الجني مسلم !
§ وإن سُلّم أنه مسلم مع كثرة كذبهم وادعائهم الإسلام , فمن أين يُعرف أنه ثقة يوثق به في أمور الناس وأعراضهم الصحية .
§ وإن سُلّم تنزلا أنه مسلم ثقة , فمن أين يُعرف أن عمله هذا لله , وأنه غير مُجبر من قبل الشياطين على استدراج هذا الراقي إلى المعاصي , ثم البدع ثم الشرك , وقد وقع هذا مع بعض الرقاة .
قال الألباني رحمه الله: وادعاء بعض المبتلين بالاستعانة بهم ( أي الجن ) أنهم إنما يستعينون بالصالحين منهم , دعوى كاذبة لأنهم مما لا يمكن عادة مخالطتهم و معاشرتهم , التي تكشف عن صلاحهم أو طلاحهم , ونحن نعلم بالتجربة أن كثيرا ممن تصاحبهم أشد المصاحبة من الإنس , يتبين لك أنهم لا يصلحون , قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) , هذا في الإنس الظاهر , فما بالك بالجن الذين قال الله تعالى فيهم : ( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم
الاستعانة بالغائب لا تجوز شرعا
قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في كتابه " السحر والشعوذة " : ( لا يستعان بالجان ، لا المسلم منهم ولا الذي يقول أنه مسلم ، لأنه قد يقول مسلم وهو كذاب من أجل أن يتدخل مع الإنس فيسد هذا الباب من أصله ، ولا يجوز الاستعانة بالجن ولو قالوا أنهم مسلمون ، لأن هذا يفتح الباب والاستعانة بالغائب لا تجوز سواء كان جنيا أو غير جني وسواء كان مسلما أو غير مسلم، إنما يستعان بالحاضر الذي يقدر على الإعانة كما قال تعالى عن موسى : ( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِى مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) هذا حاضر ويقدر على الإغاثة فلا مانع من هذا في الأمور العادية ) ( السحر والشعوذة ء ص 86 ، 87
خبر الجن عند أهل العلم ضعيف لا يجوز الاحتجاج به..
قال الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله
في جواب على أحد الأسئلة:
"فإن خبر الجن عند أهل العلم ضعيف لا يجوز الاحتجاج به عند أهل الحديث، وذكر ذلك أيضا الفقهاء،
وهذا صحيح لأنّ البناء على الخبر وتصديق الخبر هو فرع عن تعديل المخبِر،
والجني غائب وعدالته غير معروفة وغير معلومة عند السامع
، فإذا بنى الخبر عن من جاء به له من الجن وهو لم يرهم ولم
يتحقق عدالتهم إلا بما سمع وهي لا تكفي، فإنه قد يكون قد قبل خبر الفاسق، ولهذا قال جل وعلا?
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ?
?
[الحجرات:6]، والذين يقبلون إخبار الجن وإعلام الجن ببعض الحوادث حصل منهم مفاسد متنوعة
كثيرة، حيث إنهم جزموا بصحة ما أخبرتهم به الجن، فربما حصل منهم قيل وقال -يعني من الناس في
ذلك الذين أُخبروا بذلك- ويحصل بعد ذلك من جرائها مفاسد، وقد تفرقت بعض البيوت من جرّاء خبر
قارئ جاهل بأنَّ هذا الذي فعل كذا هو فلان باعتبار الخبر الذي جاءه، ويكون الخبر الذي جاءه من
الجني خبر كذِب، ويكون هو اعتمد على نبأ هذا الذي لا يعلم عدالته وبنى عليه وأخبر عليه وصار من
جرائه فرقة واختلاف وتفرق وشتات في البيوت، ونعلم أنه قد تثبت في الحديث الصحيح الذي رواه
مسلم رحمه الله: أن إبليس ينصب عرشه على الماء ويبعث سراياه فيكون أحب جنوده إليه من يقول له
فرقت بين المرأة وزوجها. وهذا في جملة التفريق بين المرأة وزوجها؛ لأنه هو الغالب وأحب ما يكون
لعدو الله أن يفرق بين المؤمنين، ولهذا جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أيضا مسلم وغيره أن النبي
( قال «إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم
فهذه المسألة يجب عليكم كطلبة علم أن تسعوا في إنكارها، وأن تبذلوا الجهد فإقامة الحجة على من
يستخدم الجن ويتذرّع أن بعض العلماء أباح ذلك، وهذا وسيلة من وسائل الشرك لله جل وعلا.
أقوال أهل العلم وبعض الكتاب في الاستعانة
أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية :
قال
أ - فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله بهورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ، ويأمر الإنس بذلك ، فهذا من أفضلأولياء الله تعالى ، وهو في ذلك من خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه .
ب- ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له ، فهوكمن استعمل الإنس في أمور مباحة له ، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهموينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له ، فيكون بمنزلة الملوك الذينيفعلون مثل ذلك ، وهذا إذا قدر أنه من أولياء الله ، فغايته أن يكون فيعموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد الرسول : كسليمان ويوسف معإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 0
ج - ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنهورسوله إما في الشرك ، وإما في قتل معصوم الدم أو في العدوان عليهم بغيرالقتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم ، وإما في فاحشة كجلب منيطلب الفاحشة ، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ، ثم إن استعان بهمعلى الكفر فهو كافر ، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص : إما فاسق وإمامذنب غير فاسق 0
د - وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهمفيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا بهعند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذيأمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذامغرور قد مكروا به .
) مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0
قال : الشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل حسن
إن قول بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ( ابن تيمية ) بجواز الاستعانة ضمنكلام موزون يوجب وقفة وتذكرا بالعصر الذي عاشوا فيه حيث كان الإسلام قويا ،ويحكم فيه بشرع الله ومنهجه ، وكان الوعي والإدراك الديني آنذاك - عندالعلماء والعامة - أعظم بكثير مما نعيشه اليوم ، والاعتقاد الجازم أنالاستعانة لا يمكن أن تفهم بمفهومها الدقيق في هذا العصر كما فهمت أيام شيخالإسلام ابن تيمية ، ولا بد من وقفة تأمل مع كلامه - رحمه الله - فأقول :
أ)- إن الكلام في المسألة عام :
ولم يتطرق - رحمه الله - إلى قضايا الاستعانة في التطبب والرقية والعلاج 0
ب)- ذكر في النقطة الرابعة كلاما يقول فيه :
( وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثلأن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أنيحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأنيحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به ) ( مجموعالفتاوى – 11 / 307 ) 0
والمتأمل في كلام شيخ الإسلام يلاحظ :أنتوفر العلم الشرعي شرط أساسيللاستعانة ، فالعالم وطالب العلم أكثر حرصاودقة من غيرهما في المسائلوالأحكام الشرعية ، فكل منهما يقارن بينالمصالح والمفاسد ، ويفرق بينالحلال والحرام ، وله اطلاع بأمور كثيرةتخفى على كثير من الناس ، وبإلقاءنظرة سريعة في يومنا هذا ، يلاحظ أنمعظم من طرقوا هذا الباب واستعانوابالجن جهلة بالعلم الشرعي لا يفقهونهولا يدركون أصوله ، ولا يفرقون بينالركن والواجب ، ونجزم أن شيخ الإسلامابن تيمية - رحمه الله - لو عاش بينأظهرنا لما أجاز الاستعانة بمضمونهاالحالي ، لما يترتب عليها من مفاسدعظيمة قد تؤدي إلى خلل في العقيدة ،بلقد تدمرها من أساسها ، ومن ذلك مانراه ونسمعه اليوم ، من بيع القلائدوالخواتم للناس بأموال طائلة ، وادعاءأن معها جنا صالحا يعين ويحفظ ،أوطلب الأثر ونحوه ، وقس على ذلك الكثيرمما يندى له الجبين وتقشعر لهالأبدان 00 ومن التجربة والخبرة تبين كذبهموزيف ادعائهم 0
ج)- موقف طالب العلم :
إن العالم أو طالب العلم ، إذا كان ملما بالعلم الشرعي ومتفقها فيه ، عالمابأحكامه ، مدركا لأحواله ، سواء كان من الإنس أو الجن ، لا يمكن أنيزعزعويدمر عقائد الناس ، أو أن يتصرف وفق أهوائه وشهواته – فيدور فيرحىالكتابوالسنة ، ولن ترى مثل ما يحصل اليوم من تجاوزات وانحرافات عندالذينيزعمون أنهم يستعينون بجن صالح فيخربون عقائد الناس ، ويحيدون بهمعنالفطرة السوية 0
وأنقل كلاما لشيخ الإسلام – رحمه الله –
يؤكدالمفهوم الدقيق الذي عناه منسياق كلامه حيث نقل الشيخ محمد بن مفلح - رحمه الله – كلاما له ، يقول فيه : ( قال شيخ الإسلام تقي الدين ابنتيمية : رسول الله صلى الله عليه وسلم لميكن مستخدما الجن ، لكن دعاهمإلىالإيمان بالله ، وقرأ عليهم القرآن ،وبلغهم الرسالة ، وبايعهم كمافعلبالإنس ، والذي أوتيه النبي صلى اللهعليه وسلم أعظم مما أوتيهسليمان ،فإنه استعمل الجن والإنس في عبادة اللهوحده وسعادتهم في الدنياوالآخرة ،لا لغرض يرجع إليه إلا ابتغاء وجه اللهوطلب رضاه ) ( مصائبالإنسان – ص 156 ) 0
يقول الشيخ محمد بن محمد عبد الهادي في رده علىهذه الشبهة: (( ذكر ابن تيمية في كتابه الفتاوى : فمن كان من الإنس يأمر الجن بماأمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه 00 إلى أن يقول : فيكون بمنزلةالملوك 00 اهـ 0
فقد حمل البعض كلام ابن تيمية على تجويز وإباحة استعمال الجنفي العلاجات وفي طلب الإخبار عن أمور مباحة كنوع المرض وعلاجه وكشفمفقود 00 وغيرذلك,والحق أن هذا فهم غير صحيح فالإمام ابن تيمية ما ذكرهذه العبارات إلا للمقارنة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان الذين يتحدث عنهم فيكتابه 0
والمتأمل لعباراته يجد أنه وضح وقيد هذا الاستعمـال بقوله : كأن يأمرهمبما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات لهم 00 اهـ 0
وشبه – رحمه الله – أولياء الرحمن الصالحين الذين يأتمر الجن بأمرهم بمنزلة الملوك ومثلهمبالنبي الملك مع العبد الرسول اهـ 0
فالملوك الصالحون يأمرون بطاعة الله وينهونعن معصية الله وحيث إن ابن تيمية مثل لذلك فبماذا كان يأمر هؤلاء الأنبياء عليهمالصلاة والسلام الناس ؟ لا شك بأنهم كانوا يأمرون بعبادة الله وحده وينهون عن كلعمل يـؤدي إلى الشرك وصرف القلب عن الله وعدم التوكل عليه 0
والمتأمل إلى نهجوعقيدة ابن تيمية يجد أنه أحرص الناس على تثبيت العقيدة في قلوب المسلمين وأشدهمتحذيراً من كل عمل يتنافى مع جانب التوحيد أو فيه شبهة شرك 0
فالإمام ابن تيمية – رحمه الله – لم يتطرق إلى إباحة استخدام الجن في العلاجات ولو جاز استخدامهمواستعمالهم في ذلك لاستشارهم النبي محمدصلى الله عليه وسلم عندما سحر كما ذكر قصةسحره عليه الصلاة والسلام الإمام البخاري في صحيحه 00 ولم يستخدم الأوائل منالمسلمين الجن في قضاياهم كالحروب التي دارت بينهم وبين المشركين ولااستعملوهم فيعلاج مرضاهم 00أم أننا أقوى عقيدة من أولئك الأولين فلا نقع في الشرك ؟
فابن تيمية - رحمه الله - عندما أشار إلى استخدام الجن حسب زعم الزاعمين لم يقليجوز أن تصاحب جنياً بإشارة معينة مثل رمزاً أو قراءة أو نحو ذلك فإذا حضر الجنيطلبت منه ما تحتاج إليه من تشخيص داء أو معرفة دواء أو الاستدلال على مخفى 0
ولكنه قصد والله أعلم أنك إذا قرأت على مصروع فحضر الجني الصارع وتكلم علىلسانه هنا عليك أن تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ولو سألته عن مباحات جاز لك ذلكوإن كان خلاف الأولى مع العلم بأن فيهم كذباً كثيراً فلا يصدقوا في كل ما يخبرونبه ،
ولو صح أنه كان يقصد جواز اتخاذ جني بطريقة ما كقراءة سورة معينه أو تسبيحاتمعينة 0
فإن ذلك لا يجوز لمخالفـة ذلك لأفعال السلف الصالح 0 وأن ابن تيمية - رحمه الله - ليس بحجة على الشرع بل الشرع حجة على الجميع والله أعلم 0( كتاب عالج نفسك بنفسك – ص 35 – 36 ) 0
-يقول د. فهد اليحيى في مقدمةبحثه لهذه المسألة ولقد تأملت هذه المسألة فظهر ليعدة أوجه لمنعالاستعانة بالجنالمسلم وهى كما يلي : - إن الاستعانة بالجنالمسلمين نوع منالاستمتاع المذكور في قوله تعالى: ** وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَالْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِرَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَلَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّرَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ ** (128) سورة الأنعام ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى13-80 : ( قال غير واحد من السلف : أي كثير ممن أغويتم من الإنس وأضللتموهم ، قالالبغوي : قال بعضهم : استمتاع الإنس بالجنما كانوا يلقون لهم : من الأراجيف والسحر والكهانة وتزيينهم لهم الأمور التي يهيئونها ويسهل سبيلها عليهم، واستمتاع الجن بالإنس طاعة الإنس لهم فيما يزينون لهم من الضلالة والمعاصي ، قالمحمد بن كعب : هو طاعة بعضهم لبعض وموافقة بعضهم بعضا ، وذكرابنأبي حاتم عن الحسن البصري، قال : ما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإنس ، وقال ابن السائب : استمتاع الإنس بالجناستعاذتهم بهم ،واستمتاع الجن بالإنس أن ما قالوا : قد أسرنا الإنس مع الجن حتى عاذوا بنا فيزدادونشرفا في أنفسهم وعظما في نفوسهم ، وهذا كقوله :** وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَالْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ** (6) سورةالجن.
وقالابن تيمية الاستمتاع بالشيء) هو أن يتمتع به فينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجالبالنساء بعضهم ببعض كما قال :** فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّأُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ** (24) سورة النساء ، ومن ذلك الفواحش كاستمتاع الذكوربالذكور والإناث بالإناث ، ويدخل في ذلك الاستمتاع بالأموال كاللباس ومنه قوله :** وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ ** (236سورة البقرة ) .
وفي (الجملة) استمتاع الإنس بالجنوالجن بالإنس يشبهاستمتاع الإنس بالإنس قال تعالى : {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍعَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ** (67) سورة الزخرف ، وقال تعالى :** وَتَقَطَّعَتْبِهِمُ الأَسْبَابُ ** (166) سورة البقرة ، قال مجاهد : هي المودات التي كانت لغيرالله وقال الخليل : ** وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًامَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِيَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُوَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ** (25) سورة العنكبوت.
وتارة يخدم هؤلاء لهؤلاءفي أغراضهم ، وهؤلاء لهؤلاء في أغراضهم ، فالجن تأتيه بما يريد من صورة أو مال أوقتل عدوه ، والإنس تطيع الجن فتارة تسجد له وتارة تسجد لما يأمره بالسجود له ،وتارة تمكنه من نفسه فيفعل به الفاحشة ،وكذلك الجنَّيات منهن من يريد من الإنسالذي يخدمه ما يريد نساء الإنس من الرجال ، وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم .
يقول: ابن تيمية ومن استمتاع الإنس بالجناستخدامهم في الإخباربالأمور الغائبة كما يخبر الكهان ، فإن في الإنس من له غرض في هذا ، لما يحصل به منالرياسة والمال وغير ذلك ، فإن كان القوم كفاراً كما كانت العرب لم تبال بأن يقال : إنه كاهن كما كان بعض العرب كهانا ، وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةوفيها كهان ، وكان المنافقون يطلبون التحاكم إلى الكهان وكان أبو أبرق الأسلمي أحدالكهان قبل أن يسلم ، وإن كان القوم مسلمين لم يظهر أنه كاهن ، بل يجعل ذلك من بابالكرامات وهو من جنس الكهان ، فإنه لا يخدم الإنسي بهذه الأخبار إلا لما يستمتع بهمن الإنسي بأن يطيعه الإنسي في بعض ما يريده ، إما في شرك وإما في فاحشة وإما فيأكل حرام وإما في قتل نفس بغير حق.
فالشياطين لهم غرض فيما نهى الله عنه منالكفر والفسوق والعصيان ، ولهم لذة في الشر والفتن يحبون ذلك وإن لم يكن فيه منفعةلهم ، وهم يأمرون السارق أنيسرق ويذهبون إلى أهل المال فيقولون : فلان سرق متاعكما.هـ.
قال الله تعالى : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُواخُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُبِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ** (21) سورة النور ، فأخبر الله تعالى أن الشياطينيتدرجون بالعبد شيئاً فشيئاً إلى أن يقع بالمعصية ، فلا يزالون به حتى يقع فيالشرك.
ولا أظن - والله - هذا المسمى استعانةبالجن المسلمين إلا ضرباً منضروب الاستدراج، فهم أنواع من الشياطين يستدرجون أولئك بزعمهم أنهم مسلمون، وأنهملا يريدون سوى إعانة هذا (الذي نذر نفسه لعلاج الناس!!)، فيطلعونه على ما يعلمونويخفى على صاحبهم، حتى إذا استحلى هذا النوع من المعرفة، وذاق هذا الطعم منالخصوصية، وعسر عليه أن ينفك مما عرف به بين الناس، حين ذلك تستولي عليه الشياطينحقاً، لتملي عليه ما تقصده في الأصل من الاستمتاع الذي هو من صور الشرك كالسجود أوالذبح أو غيرذلك.
إن الله عز وجل قال : ** وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّااسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ** (60) سورة الأنفال ، فهذا أمر بالإعداد للجهاد ، فكلما يمكن الإعداد به فهو مما تشمله الآية بالأمر ، ومعلوم أن الاستعانة بالجن في مثل معارك المسلمينمن أعظم الإعداد ، فلو لم يكن منهم إلا نقل المعلومات عن العدو لكان ذلك من أعظمأسباب القوة, ومع هذا كله فلم يُنقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة واحدة، ولا في بعثٍ أو سرية أنه استعانبالجن المسلمين. بل إنهفي غزوة الخندق في ليلة باردة رغب عليه الصلاة والسلام في التعرف على أحوال الكفار، فلم يجد إلا أن ينتدب من أصحابه من يأتيه بخبرهم ، وقد كرر عليهم الطلب فلم يقمأحد ، حتى أمر حذيفة - رضي الله عنه - بأن يأتيه بالخبر ، قال حذيفة : فلم أجد بداإذ دعاني باسمي أن أقوم ، وذلك لشدة الأمر في تلك الليلة بين الخوف والبرد.
فلوكانت الاستعانة بالجن المسلمين جائزة لكانتتلك الليلة من أعظم أوقات الحاجة ، إن لم تكن ضرورة ، فما كان على النبي - صلى اللهعليه وسلم - إلا أن يدعو جنياً ممن أسلم على يديه ليأتيه بالخبر في لحظة ، دون أنيشق على أصحابه ، فدل على أنالاستعانة بهم أصلاً غيرواردة بل هي ممنوعة.
ان قرين النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أسلم كما ثبت فيصحيح مسلم ، ومع ذلك لم يُنقل عنه أبدا أنه استعان في شيء.
إن النبي - صلى اللهعليه وسلم - قد سُحر كما ثبت في الصحيحين ، ولم يستعنبالجن المسلمين في معرفةالسحر ، بل إنه لم يعرف أنه في بئر ذي أروان حتى أخبره جبريل وميكائيل عليهماالسلام.
ولا يقال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك الاستعانة بالجن المسلمين مع جواز ذلك ،لكونه منافياً ، لكمال التوكل كما في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغيرحساب ، لأن الاستعانةبهملو كانت جائزة لكانت من قبيل أمره عليه
الصلاة والسلام لبعض أصحابه لقضاء بعض حاجته، أو كأمره حذيفة - صلى الله عليه وسلم - بأن يأتيه بخبر المشركين كما تقدم فيالحديث السابق ، مما لا يعتبر منافياً لكمال التوكل ، فلما لم يحدث ذلك دل على أن الاستعانةبهم هي من قبيلالممنوع ، وليست من قبيل المأذون فيه.
والنبي - صلىالله عليه وسلم - لم يشأ أن يتعدى إلى ما كان من خصوصيات نبي الله سليمان - عليهالسلام - فكيف يستجيز المسلم لنفسه أن يقتحم ما وقف عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -!!
إن الأخبار بالمغيبات - ولو كان غيباً نسبياً وهو ما يخفى على أحد دون أحد - هو مجال للافتتان من قبل المتحدث بذلك ومن قبل المستمع ، وتهمة لمن تحدث بذلك أنيكون تلقاه بالسحر ، والمسلم مأمور بتجنب مواطن الفتن والشبه.
إن منجوز الاستعانة بالجن المسلمين قد يلزمهتجويز الاستعانة بالجن غير المسلمين ، فإذاكانت الاستعانة بالجن كالاستعانة بالإنس فلافرق بين الكافر والمسلم ما دام أن الحاجة المقصودة مباحة ، كما يستعين المسلمبالكافر في المباحات ، وإذا جوز الأمران فعلى العقيدة السلام.
قلت وليد الماحى الدمياطى
ان الإمام ابن تيمية – رحمه الله – لم يتطرق إلى إباحة استخدام الجن في العلاجات
يقول - تعالى -: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْاسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِرَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيأَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَاشَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) .(سورة الأنعام - الآية 128) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الإخبار بالأمور الغائبة كما يخبر الكهان ، فإن في الإنس من له غرض في هذا ، لما يحصل به من الرياسة والمال وغيره ، فإن كان القوم كفاراً كما كانت العرب لم تبال بأن يقال : إنه كاهن ، كما كان بعض العرب كهاناً ، وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفيها كهان ، وكان المنافقون يطلبون التحاكم إلى الكهان
قلت وليد الماحى الدمياطى
لوكانت الاستعانه بالاجن فى العلاجات مباحه لما قا ل هذا الكلام
أقوال وفتاوىجماهيرأهل العلمالمعاصرين:
1- سؤال طرح على اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم الإستعانة بالجن فكان الجواب
لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها لأن الإستعانة بالجن شرك . قال الله تعالى (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) ، وقال تعالى (( ويوم يحشرهم جميعاً يمعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم )) ومعنى الإستمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظموا الجن وخضعوا لهم واستعانوا بهم والجن خدموهم بما يريدون أحضروا لهم ما يطلبون ، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس وقد يكذبون فإنهم لا يؤمنون ولا يجوز تصديقهم .
التوقيع: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
- سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله:هل يجوز لمسلم أن يكتب الأسماء ال******ة " الجن أو الملائكة " أو أسماء الله الحسنى أو غير ذلك من الحرز والعزيمة المشهورة عند العلماء ال******ين بإرادة حفظ البدن من شر الجن والشيطان والسحر؟
الـجـواب :الاستعانة بالجن أو الملائكة والاستغاثة بهم لدفع ضر أو جلب نفع أو للتحصن من شر الجن شرك أكبر يخرج عن ملة الإسلام والعياذ بالله سواء كان ذلك بطريق ندائهم أو كتابة أسمائهم وتعليقها تميمة أو غسلها وشرب الغسول أو نحو ذلك إذا كان يعتقد أن التميمة أو الغسل تجلب له النفع أو تدفع عنه الضر دون الله .
وأما كتابة أسماء الله تعالى وتعليقها تميمة فقد أجازه بعض السلف وكرهه بعضهم لعموم النهي عن التمائم واعتبار تعليقها ذريعة الى تعليق غيرها من التمائم الشركية . ولأن تعليقها يعرضها للأوساخ والأقذار ، وفي ذلك امتهان لها . وهذا هو الصواب . ** فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 321**
2- سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز عن حكم استخدام الجن من المسلمين فيالعلاج إذا لزم الأمر ؟
فأجاب – رحمه الله – : ( لا ينبغي للمريض استخدامالجن في العلاج ولا يسألهم ، بل يسأل الأطباء المعروفين ، وأما اللجوء إلى الجن فلايجوزلأنه وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم ، لأن في الجن من هو كافر ومن هو مسلم ومن هومبتدع ، ولا تعرف أحوالهم فلا ينبغي الاعتماد عليهم ولا يسألون ، ولو تمثلوا لك ،بل عليك أن تسأل أهل العلم والطب من الإنس وقد ذم الله المشركين بقوله تعالى : (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّفَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) ( سورة الجن – الآية 6 ) ، ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهموالشرك ، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم ، وذلك كله من الشرك ) ( مجلةالدعوة – العدد 1602 ربيع الأول 1418 هـ - ص 34 ) 0
3- سئل الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله –: عن الاستعانةبالجن وقولهم : خذوه، انفروا به الخ، فقال في مجموع فتاويه : وهذه كلمات لا تجوز من ثلاثة أوجه مأخوذة من ظاهر هذه الألفاظ :-
(إحداها) محبة ضرر هذا المسلم المطلوب أخذه وشرب دمه 0
(الثاني) إنه طلب من الجن فيدخل في سؤال الغائبين الذي يشبه سؤال الأموات، وفيه رائحة من روائح الشرك 0
(الثالث) تخويف الحاضر المقول في حقه ذلك، ولولا تغلب جانب التخويف مضافا إلى أنه قد لا يحب إصابة هذا الحاضر معه لألحق بالشركيات الحقيقية )0( فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم-1/114،115-(51،52) 0
4- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالي في مجموع الفتاوى( 2/239-240 ، 318 ) .
وقد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ الإسلام رحمه الله متكئاً على مشروعية الإستعانة بالجن المسلم في العلاج بأنه من الأمور المباحة ولا أرى في كلام شيخ الإسلام ما يسوغ لهم هذا فإذا كان من البدهيات المسلّم بها أن الجن من عالم الغيب يرانا ولا نراه الغالب عليه الكذب معتد ظلوم غشوم مجهولة عدالته لذا روايته للحديث ضعيفة فما هو المقياس الذي نحكم به على أن هذا الجني مسلم وهذا منافق وهذا صالح وذاك طالح ؟
لذا الاستعانة بالجن المسلم ( كما يدعي البعض ) في العلاج لا تجوز للأسباب التالية :
أولاً :قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورُقي وأمر أصحابه بالرقية فاجتمع بذلك فعله وأمره وإقراره صلى الله عليه وسلم فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض فضيلة ما ادخرها الله عن رسوله صلى الله عليه وسلم يوم سحرته يهود ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه وفيهم من أصابه الصرع وفيهم من أصابته العين وفيهم من تناوشته الأمراض من كل جانب فما نقلت لنا كتب السنة عن راق فيهم استعان بالجن .
ثانياً :الاستعانة بالجني المسلم _ كما يدعي البعض _ تعلق قلب الراقي بهذا الجني وهذا ذريعة لتفشي استخدام الجن مسلمهم وكافرهم ومن ثم يصبح وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا وخرق ثوب التوحيد ومن فهم مقاصد الشريعة تبين له خطورة هذا الأمر فما قاعدة ( سد الذرائع ) إلا من هذا القبيل .
ثالثاً :يجب المفاصلة بين الراقي بالقرآن والساحر وهذا الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له بعض حوائجه لذا قد يختلط الأمر على من قلّ حظه من العلم فيساوي بين الراقي بالقرآن والساحر فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد العظيمة على العقيدة .
رابعاً :من المعلوم أن الجن أصل خلقته من النار والنار خاصيتها الإحراق فيغلب على طبعه الظلم والاعتداء وسرعة التقلب والتحول من حال إلى حال فقد ينقلب من صديق إلى ألد الأعداء ويذيق صاحبه سوء العذاب لأنه أصبح خبيراً بنقاط ضعفه .وكما قيل احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مره فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة فمن أراد التخلص من هذا الأمر فليستشعر أن الحق في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين والتابعين من أئمة الهدى والتقى والدين وليترك التعرج على كل ما خالف طريقتهم كائناً ما كان فهل بعد سبيل الله ورسوله إلا سبيل الشيطان ؟ والله أعلم .
هذا النقل من فتاوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - لأبي المنذر خليل بن إبراهيم في رسالته " الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع " وهي من تقديم فضيلة الشيح / صالح الفوزان - حفظه الله - وبتأييد من سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في وقتهونقله أيضا حسن سلمان فى هامش كتابه "فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلا م ابن تيمية عن الجان .
5- وقد سئل العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - هاتفيا ماهو حكم الاستعانة بالجن؟
- فأجاب بكلاممطول ولكني أختصره بالآتي :-يرى - حفظه الله- عدم جواز ذلك ، وقد بين أن هذا منالأمور المغيبة عن الإنسان ولا نستطيع أن نحكم على هؤلاء بالإسلام أو الكفر ، فإنكانوا مسلمين لا نستطيع أن نحكم عليهم بالصلاح أو النفاق ، وقد استشهد - حفظه الله - بالآية الكريمة من سورة الجن : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِيَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) ، وتم تأكيد ذلكبالاتصال بسماحته وأخذ رأيه والاستئذان في نشر ذلك فأقر- حفظه الله – بذلك 0
6- سئل فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن ناصر البراك: ترك جدنا تركة مخفية في بيت لنا قديم بحثنا عنها ولم نجدها، وتعرفت على شخص أكد وجودها وأنه يستطيع إخراجها، علماً أنه يستخدم الجن، لكنه أقسم بالله أنه لا يشرك بالله عندما يستخدمهم وأنه لم يشرك بالله، هل يجوز لي أن أستخدمه في إخراجها؟ علماً أنه قال لي: أنا وأنت نذهب لأحد المشايخ ونسأله عن جواز ذلك من عدمه، ولكنني لم أفعل، علماً أنني سمعت أنه يجوز ذلك إذا لم يكن فيه إضرار بالآخرين، وهو كذلك إذ التركة خاصة بنا وهي كبيرة جداً، آمل الرد علي بسرعة مع خالص دعواتي بالتوفيق والسداد.
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، فقد ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في أحاديث عدة أن من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد –صلى الله عليه وسلم-، والمعروف أن الكهان إنما يتلقون ما يخبرون به عن الشيطان مما يسترقه الشيطان من السماء ومما يطلعون عليه من أحوال الناس، وعلى ذلك فهذا الذي يدعي أنه يعرف مكان ذلك المال، وأنه يستعين بالجن في معرفة مكان هذا المال أو غيره من الأمور المخفية الظاهر من حاله أنه كاهن بل هو كاهن ولو زعم أنه لا يشرك ولو أقسم على ذلك، فلا يجوز إذاً الاستعانة به على معرفة مكان هذا المال، ولكن ابحثوا عن أسباب أخرى وتحروا لعلكم تعثرون على هذه التركة دون أن تتوسلوا بما حرم الله، ولهذا نص بعض أهل العلم في تعريف الكاهن أنه الذي يخبر بالمغيبات في المستقبل ويدل على مكان المسروق وعلى الضالة، فهذا مما يحترفه الكهان ويسألهم الناس فيه، فالواجب على المسلم أن يحرص على سلامة دينه ولو فاته ما فاته من أمر الدنيا، والله أعلم .
7- يقول الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه اللهـ: إذا كان الاستخدام بطلب الخدمة من الجني المسلم فهذا وسيلة إلى الشرك، ولا يجوز أن يعالج عند أحد يعرف منه أنه يستخدم الجن المسلمين. وإذا كانت الخدمة بغير طلب منه فينبغي له أن يستعيذ بالله من الشياطين ويستعيذ بالله منشر مردة الجن،لأنه قد يؤدي قبول خبرهم واعتماده إلى حصول الأنس بهم وقد يقوده ذلك الاستخدام إلى التوسل بهم، والتوجه إليهم ـ والعياذ بالله ـ) التمهيد لشرح كتاب التوحيد ـ باختصار ـ ص616.
8- سئل الشيخ : خالد بن عبدالله المصلح:يوجد أناس يدعونأنهم يعالجون الناس من الأمراض الروحية والكشف عليها من سحر ومس وعين ويستعينون فيذلك على زعمهم بجن مسلمين وهم يدعون أنهم لايفعلون شركيات في تحضيرهم بل تعاون علىالخيرويحتجون بكلام شيخ الإسلامابن تيمية ويقولون: هذه مسألةخلافية بين علماء المسلمين ولكل رأيه وحرية اختياره بين الفتاوي. فماهو حكم هذا الاستخدام للجن وهل تعتبر مسألة خلافية كما يزعمون .
الجواب: بسمالله الرحمن الرحيم
أولاً:أما طلب المعونة منالجن ففيه خلاف بين أهل العلم والأحوط للعبد أن يتجنب ذلك، لأن هذا الفعل محدث، فإنالسلف رحمهم الله من الصحابة ومن بعدهم لم ينقل عنهم أنهم استخدموا هذا الطريق ولايصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فهذا النبي صلى الله عليه وسلم تمر عليهأحلك الظروف وأصعب المواقف في أحد والأحزاب وغيرها ومع ذلك لم يعلق قلبه إلا باللهولم يستعمل من الأسباب إلا ما كان في مقدور البشر. وقد استدل بعض أهل العلم على منعالتعامل معهم بقوله تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ(221)تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) 222) الشعراء. وبقوله تعإلى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِاسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَااسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ): 128) الأنعام "128" وبقوله: (وَأَنَّهُ كَانَرِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً) (الجن: 6). ثم إن الغالب في الجن أنهم لا يخدمون الإنس إلا إذا تقربوا إليهم بأنواعمن القربات المحرمة: كأن يذبح لهم، أو يكتب كلام الله تعالى بالنجاسات وغير ذلك.
ثانياً: لا أعلم طريقة بها يمكن تمييزصالح الجن من غيرهم لكن من المعلوم أن الحكم في هذه الدنيا على الجن والإنس إنما هوعلى الظاهر وأما البواطن فعلمها إلى الله إلا أنه يعكر على إعمال هذا الأصل في الجنكثرة الكذب والفساد فيهم والله أعلم.
9- مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه:"فتوى رقم 7369": ماحكم من يتعامل مع شخص يتعامل مع الجن في الخير فقط في علاج بعض الأمراض وفك السحر. ولايستخدم الجنإلا في عمل الخير وعرف عن هذا الشخص التقوى والورع . وهل هناك أشخاص يتمتعونبكرامات من الله عز وجل. وهل يكون تسخير الجن للشخص في عمل الخير كرامة له من عند الله سبحانه؟أفيدونا جزاكم الله خيرا بأسرع وقت ممكن .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإنه لا يجوزالاستعانة بالجن ولوكان في أمور يظهر أنها من أعمال الخير، لأن الاستعانة بهم تؤديإلى مفاسد كثيرة، ولأنهم من الأمور الغيبية التي يصعب على الإنسان فيها الحكمعليهم بالإسلام، أو الكفر، أو الصلاح، أو النفاق، لأن الحكم بذلك يكون بناء علىمعرفة تامة بخلقهم ودينهم والتزامهم وتقواهم، وهذا لا يمكن الاستيثاق منه لانعداممقاييس تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة إلينا.
ولم يثبت عن النبي صلىالله عليه وسلم، ولا خلفائه الراشدين، ولا الصحابة ولا التابعين، أنهم فعلوا ذلك،أو استعانوا بهم، أو لجؤوا إليهم في حاجاتهم.
ومع انتشار الجهل في عصرنا وقلةالعلم قد يقع الإنسان في الشعوذة والسحر، بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير،وقد يقع في مكرهم وخداعهم وهو لا يشعر، إلى ما في ذلك من فتنة لعامة الناس، مما قديجعلهم ينحرفون وراء السحرة والمشعوذين بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير.
وماذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه من أن استخدامهم في المباح والخير جائزكاستخدام الإنس في ذلك، فإنه في آخر كلامه ذكر أن من لم يكن لديه علم تام بالشريعةقد يغتر بهم ويمكرون به.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:" قال أحمد في روايةالبرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنهيخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه. قال: ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إلي"والكرامات جمع كرامة وهي الأمر الخارق للعادة، يظهره الله على يد عبد صالح،ومتبع للسنة.
والتصديق بكرامات أولياء الله الصالحين، وما يجريه الله تعالىعلى أيديهم من خوارق العادات، من أصول أهل السنة والجماعة.
وقد حصل من ذلكالشيء الكثير، فقد أثبت القرآن الكريم والسنة النبوية وقوع جملة منها، ووردتالأخبار المأثورة عن كرامات الصحابة والتابعين، ثم من بعدهم.
ومما ينبغي التنبه له: أن المسلم الحق لا يحرص على الكرامة، وإنما يحرص علىالاستقامة. وأيضاً فإن صلاح الإنسان ليس مقروناً بظهور الخوارق له، لأنه قد تظهرالخوارق لأهل الكفر والفجور من باب الاستدراج، مثل ما يحدث للدجال من خوارقعظام.
فالكرامة ليست بذاتها دليلاً مستقلاً على الاستقامة، وإنما التزام الشخصبكتاب الله وسنة رسوله هو الدليل على استقامته. وأما من يدعي أن تسخير الجن له من باب الكرامة فدعواه ليست صحيحة، لأن الكرامة لا تأتي لإنسان يريدها، وإنما هيتفضل من الله على أوليائه، قد يطلبونها فتحصل، وقد يطلبونها فتتخلف، وعلينا أنننظر إلى حال الشخص للحكم عليه لا إلى كراماته.
10- قول عبد الرحمن الفقيه في إستعمال الجن: الذي ندين الله سبحانه وتعالى به أنه لايجوز استعمال الجن في شيء من هذه الأمور التي ذكرها الشيخ رحمه الله ، وقد سمعت الشيخ ابن باز رحمه الله ينكر جواز ذلك وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في أمس الحاجة الى من يعينه في أمور القتال وكشف اسرار الأعداء ولم يستخدم أحدا من مسلمي الجن في ذلك وتذكرون ارساله لحذيفة رضي الله عنه في تلك الليلة الباردة فأين الجن من ذلك ، فإذا كان الداعي الى استعمال الجن والحاجة قائمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مع الإمكانية ولم يستعملهم فدل على أن استعمالهم بعده غير مشروع ، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( لولا دعوة أخي سليمان لربطته في السارية) يعنى الشيطان ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخالف دعوة سليمان عليه السلام {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ** (35) سورة ص
فمن استعل الجن حتى في الأمور المباحة فقد اعتدى على دعوة سليمان عليه السلام .
11- سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي الإستعانة بالجن في الكشف عن الجرائم: (لا شك أن في الجن مسلمون وصالحون، ولا شك أنهم جميعا يروننا ونحن لا نراهم، وأنهم يتكلمون وقد نسمع كلامهم وقد لا نسمعه، فعلى هذا لا ينكر أنهم يخبرون بعض البشر بأشياء لا يعلمها الإنس؛ لأنهم لخفتهم يقطعون المسافات الطويلة في زمن قصير، وقد حكى الله عنهم قولهم : ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ 000 ) ففي الإمكان أن يعلموا عن السارق ومكان الضالة ومجتمع أهل الإجرام ومكائد الأعداء وموضع ذخائرهم ونوعها، ولكنهم لا يعلمون الغيب ( 000 وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا 000 ) ، فأما الاستعانة بهم فأرى أنه لا يجوز؛ لأن في ذلك استخدام لهم وقد لا يخدمون إلا بتقرب إليهم واستضعاف لهم والله أعلم ) 0 ( فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ ) 0وقال أيضا : ( لا أرى ذلك فإن المعتاد أن الجن إنما تخدم الإنس إذا أطاعوها ولا بد أن تكون الطاعة مشتملة على فعل محرم أو اقتراف ذنب فإن الجن غالبا لا يتعرضون للإنس إلا إذا تعرضوا لهم أو كانوا من الشياطين)0( الفتاوى الذهبية - جزء من فتوى – ص 198 )
12- يقول الشيخ سلمان العودة : وأما الاستعانة بالجن فهذا باب لا أرىالتعامل به؛ لأنه يوقع في تلاعب كثير، أما ما قد يعرض منه مرة فهذه حال تأخذ حكمهاالعارض، لكن وضع علاقة وبناء أحكام عليها، فهذا في الغالب أنه فيه مفاسد وفتناً،والجن وإن كان فيهم مسلمون مؤمنون، لكنا لا نعلم أعيانهم، وحسن القول الذي قد نسمعقد يكون نفاقاً.
وسأل الشيخ صالح الفوزان:
س:هناك رجل يعالج الناس من المس والسحر بواسطة الجن الذي تحت يده ، ويدعيأنهم جن مسلمون وصالحون ، وهو به جني صالح متلبس به ويعالج بواسطته ، فهلهذا من الاستعانة بغير الله ؟
فأجاب حفظه الله:
ج:نعم هذا من الاستعانة بالجن، والاستعانة بغير الله، ولا يجوز هذا، لأنه لوفتحنا هذا الباب وقلنا أنه يجوز الاستعانة بالجن في العلاج لانفتح البابلكل شي، هذا لا يجوز، العلاج له طرقه المشروعة ولله الحمد: الرقية.. الأدوية المباحة..الدعوات..التعوذات الشرعية، لم يرشدنا الله لاستعمال الجنفي العلاج، وكونه يقول إنه يستعين بمسلمين فمن يدريك أنهم مسلمين، هذاالكلام لا يصلح، ولا يفتح هذا الباب أبداً)) [فتوى في موقعه]
وسأل حفظه الله أيضاً:
س:احتج من يقول : إن دعاء الجن ليس بشرك بحجتين ، الحجة الأولى : أن الجنيليس بغائب ، والحجة الثانية : أنه قد يكون قادرا على فعل ما طلب منه ، فماتوجيه ذلك ؟
فأجاب حفظه الله:
ج:نقول هو غائب، هل تراه ؟! الغائب معناه الذي لا تراه، فهو غائب عنك، ** إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَوَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ** فهو غائب، هذه ناحية، الناحيةالثانية : لو كان حاضراً فالحاضر لا يطلب منه ما لا يقدر عليه، ما لا يقدرعليه إلا الله لا يُطلب لا من الحاضر ولا من الغائب: شفاء المريض.. إنزالالمطر..جلب البركة..دفع الضرر..هذا كله لا يطلب إلا من الله، لا يطلب منغيره..لا من حاضر ولا غائب، نعم. [فتوى في موقعه]
وسأل حفظه الله أيضاً:
س:هل تجوز الاستعانة بالجن في الطب وتعبير الرؤى؟
فأجاب حفظه الله:
ج:لا تجوز لأنهم عالم من عالم الغيب ولا يجوز الاستعانة بالغائب الذي لانراه لا في تعبير الرؤى ولا في غيرها، لا يجوز الاستعانة بالجن لأنهم منعالم الغيب الذي لا نراهم، إنما نستعين بمن كان حاضراً ونراه يقدر علىإعانتنا فنستعين به **وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى **، نعم. [فتوى في موقعه]
وسأل حفظه الله أيضاً:
س:هل يجوز استخدام الجن في غير السحر كإرسالهم إلى بعض الأشخاص من غير عبادة لهم، وهل يجوز أن نستخدمهم في أعمال الخير ؟
فأجاب حفظه الله:
ج:لا يجوز استخدام الغائبين أبداً، إنما تستخدم إنساناً حاضراً قادراً تطلبمنه شيئاً أن يخبره أو أن يعينك، أما الغائب لا يجوز هذا لأنه وسيلة للشرك،وهذا يدخل في قوله تعالى: {ويوم يحشرهم جميعاً يمعشر الجن قد استكثرتم منالإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض**، هذا استمتاع،الاستعانة استمتاع، {بلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدينفيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم** وفي قوله تعالى: ** وَأَنَّهُ كَانَرِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْرَهَقًا ** فلا يجوز الاستعانة بالجن، والذي يقول أنه يستعين بالمؤمنين ،نقول من يدريك أنهم مؤمنين، قد يدعي أنه مؤمن وهو مشرك كافر، الحاصل أنه لايجوز الاستعانة بالجن أبداً بأي وجه من الجوه لأنه هذا يفتح باب الشر علىالمسلمين ويفتح باب الإخلال بالعقيدة ووسيلة للشرك بالله عز وجلن نعم. [فتوى في موقعه]
وسأل حفظه الله أيضاً:
س:يستدل من قال بالاستعانة بالجن في القراءة بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل " والمسلمون من الجن إخوان لناوبإمكانهم مساعدتنا في شيء يقدرون عليه ، فماذا نقول لهم ؟ وبماذا نجيب علىدليلهم هذا ؟
فأجاب :
ج:ماهو بصحيح، من استطاع أن ينفع أخاه يعني من الحاضرين الأحياء، أماالغائبين فلا يستعان به، ومن يدريك لعله شيطان كافر قد يكون يريد إضلالكوإغوائك واستدراجك بهذه الأمور، فيجب الحذر من هذه الأمور، وأما الحديثفهذا خاص بالحي الحاضر الذي عندك الذي يستطيع أنه يساعدك، من استطاع منالأحياء الحاضرين، وأما الجني والغائب فلا يجوز الاستعانة به، وليس هو أخوكيعني هل الجني أخوك.. أو الشيطان أخوك؟! الحديث يدل على هذا ؟! ((من استطاع منكم)) أي أخاه يعني من المؤمنينن يعني تعرف أن هذا الشخص أنه مسلم وأنه يصلي مع المسلمين وصاحب عقيدة، نعم. [فتوى في موقعه]
وسأل الشيخ عبد العزيز الراجحي:
س:ما حكم الاستعانة بالجن الصالحين في فك السحر؟
فأجاب حفظه الله:
ج:لا ينبغي الاستعانة بالجن مطلقاً؛ لأننا لا نعرف أحوالهم، فقد يجرونالمستعين بهم إلى ما لا تحمد عقباه، فلا يستعان بهم، وما يفعله بعض القراءمن قوله: إنه يستعين بالجن، أو: إنه يجلس يكلم الجني ساعتين أو أكثر فكلهذا لا ينبغي، وهو ليس عليه دليل، وقد يجرونه إلى ما لا تحمد عقباه، وقديكون الجني الذي يكلمه ليس بمسلم، فقد يكون منافقاً، وقد يكون مبتدعاً أورافضياً؛ لأن الجن فيهم المبتدع والرافضي والكافر والمؤمن، كما أخبر اللهعن الجن وقال: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَكُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا** [الجن:11].
فهم مثل الإنس فيهمالمؤمن والكافر والمبتدع والرافضي والأشعري والمعتزلي، كالإنس سواء بسواء،ونحن لا نراهم ولا نعلم أحوالهم، وقد يتكلمون ويقولون: إنهم مسلمون، أوإنهم مؤمنون وهم منافقون، فلا ينبغي التمادي في هذا. [فتوى في موقعه]
هذا ما تيسر جمعه وتفريغه من فتوى الشيخ الفوزان والله الموفق.
هل يجوز الاستعانة بمن يستعين بالجن في استرجاع المفقود
قال الشيخ السعدي رحمه الله :
أكثر أهل العلم على أنه لا يجوز الاستعانة بالجن في الوصول إلى المفقود ،
أو غير ذلك من المباحات ؛ لأنهم غالبا لا يعينون شخصا إلا إذا وصلوا لمأربهم منه ، من الخضوع لهم ،
والوقوع في أنواع من الشرك والضلالات . نسأل الله العافية
وقال عبد الرحمن حسن حبنكه الميداني : ( وليس ببعيد أن يوجد في الجن كذابون، وقد أثبت الله أن منهم العصاة والكافرين ، ومن جهة ثانية فإنه لا يصح الثقة بشيء من أخبارهم، لانعدام مقاييس تحديد الصادقين والكاذبين فيهم بالنسبة الينا ، ومن زعم أنه يستخدم الجن بالقرآن فقط - دون سواه - فهو كاذب مدلس مخادع ) [ العقيدة الإسلامية وأسسها – 290 ]
ومع انتشار الجهل في عصرنا وقلةالعلم قد يقع الإنسان في الشعوذة والسحر
ولهذ اقول لكل راقى يستعين بالجان
1)- لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين وأصحابه والتابعين وسلف الأمة - رضوان الله عليهم أجمعين - فعلهم ذلك ، أو استعانتهم بالجن ، واللجوء إليهم ، والتعلق بهم
2)- السمة العامة لأقوال الجن والشياطين الكذب والافتراء ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، والشاهد من الحديث ( 000 صدقك وهو كذوب 000 ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – برقم 2311 ) 0
"3)- جهل عامة الناس في العصر الحاضر ، والبعد عن منهج الكتاب والسنة ، وقلة طلب العلم الشرعي ، كل ذلك جعل الكثيرين منهم لا يفرقون بين السحرة وغيرهم ممن يدعون الاستعانة بالجن الصالح - بزعمهم - وبذلك تختلط الأمور وتختل العقائد التي تعتبر أغلى ما يملكه المسلم ، ولأن في صحة العقيدة وسلامتها ضمان للفوز والنجاة في الدارين
"
4)- يترتب على الاستعانة فتنة للعامة ، نتيجة التعلق والارتباط الوثيق بالأشخاص من الإنس والجن ، دون الارتباط والاعتماد والتوكل على الخالق سبحانه وتعالى 0"
"5)- الجن مكلفون وغير معصومين من الأهواء والزلل ، وقد يخطئون ، وينقاد المستعين بهم وراء ذلك الخطأ ، وقد يقع في الكفر أو الشرك أو محظور شرعي بحسب حال مخالفته الشرعية 0"
6إن اللجوء إلى الجن والاستعانة بهم تجعل المستعين ضعيفا في نظرهم وفي نظر غيرهم من الجن والإنس ، وأما الاستعانة بالله سبحانه وتعالى فتجعل الإنسان قويا واثقا لاستعانته بخالق الكون ، المتصرف الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير 0"
7)- الاستعانة غالبا ما تكون نتيجة تلبس الجني لبدن المعالج أو أحد أفراد أسرته ، وهـذا مشاهد محسوس ملموس ، تقره الخبرة والتجربة العملية ، وفي ذلك مخالفة شرعية صريحة لنص الآية الكريمة : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَالا يَقُومُونَ إلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ 000 ) ( البقرة – 275 ) ، ووجود الجني داخل جسد الإنسان بهذه الكيفية وعلى هذا النحو غير جائز وغير مسوغ من الناحية الشرعية ، وليس من عقيدة المسلم أن الغاية تبرر الوسيلة ، إنما الوسيلة كما بينها الشرع الحنيف هي اتخاذ الأسباب الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر ، وكذلك الأسباب الحسية المباحة لعلاج تلك الأمراض الروحية 0:
"8)- تؤدي الاستعانة إلى حصول خلل في العقيدة ، فترى المستعين يلجأ إليهم ويتعلق بهم تعلقا يبعده عن الخالق سبحانه وتعالى 0"
9)- تكون الاستعانة حجة لكثير من السحرة على ادعاء معالجتهم بالرقية الشرعية وقراءة القرآن ، لعلمهم أن الناس أدركت خطورتهم وكفرهم ، فيدعون الرقية والاستعانة بالصالحين من الجن ، فيطرق الناس أبوابهم ، ويطلبون العلاج على أيديهم ، وكثير من أولئك ينساقون وراءهم إما لضعف اعتقادهم ، أو خوفا منهم ومن إيذائهم وبطشهم ، والقصص والشواهد على ذلك كثيرة جدا ، والواقع الذي يعيشه الناس يؤكد ذلك أيضا 0"
"10)- ابتعد كثير من الناس اليوم عن منهج الكتاب والسنة ، ولجوا في الفسق والمعصية والفجور ، وأصبح جل همهم الدنيا وزينتها ، فقل طلب العلم الشرعي ، وأصبح كثير منهم لا يفرق بين الحلال والحرام ، وجمعوا المال بحله وحرامه ، دون خوف أو وجل من الله تعالى ، وكذلك الحال بالنسبة للجن ، وكل ذلك يجعلهم يخطئون ولا يتوانون عن فعل أمور كثيرة مخالفة للكتاب والسنة ، إما لجهلهم بالأحكام الشرعية ، أو لعدم اكتراثهم لما يقومون به ويفعلونه ، وينقلب الأمر وتصبح الاستعانة وسيلة إلى الضلال أو الشرك أو الكفر بحسب حالها 00 والعياذ بالله 0"
"11)- ابتعد كثير من الناس اليوم عن منهج الكتاب والسنة ، ولجوا في الفسق والمعصية والفجور ، وأصبح جل همهم الدنيا وزينتها ، فقل طلب العلم الشرعي ، وأصبح كثير منهم لا يفرق بين الحلال والحرام ، وجمعوا المال بحله وحرامه ، دون خوف أو وجل من الله تعالى ، وكذلك الحال بالنسبة للجن ، وكل ذلك يجعلهم يخطئون ولا يتوانون عن فعل أمور كثيرة مخالفة للكتاب والسنة ، إما لجهلهم بالأحكام الشرعية ، أو لعدم اكتراثهم لما يقومون به ويفعلونه ، وينقلب الأمر وتصبح الاستعانة وسيلة إلى الضلال أو الشرك أو الكفر بحسب حالها 00 والعياذ بالله 0"
12)- ولو لم يذكر أي من النقاط السابقة ، فالقاعدة الفقهية ( باب سد الذرائع ) تغنينا عن ذلك كله ، والذرائع التي ذكرت سابقا هي التي تسدها الشريعة ، ( ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) والناس اليوم يدركون ويعلمون كم من المفاسد العظيمة ترتبت على هذا الأمر ! وبنحو أصبح الولوج فيه أقرب الى طرق السحر والشعوذة والكهانة والعرافة فنسأل الله العفو والعافية 0"
والذي يُخلص إليه في هذه المسألة أن الاستعانة بالجن محرم شرعا .
جمع وترتيب وليد الماحى الدمياطى.