من أوراق امرأة ..
د: عبد المعطى الدالاتى
(طلقها وهو ظالمٌ لها .. فكتبت إليه)
أتَطرَبُ لاهياً لأنيـن بؤسـي ؟! ** وتُشرقُ باسماً لغروبِ شمسي!
وتشربُ سـائغاً من كأسِ حبي ** وتعجَبُ بعدها لفـراغ كأسي !
وتقطِفُ عـابثاً أوراقَ عمري ** وتضحكُ بعدها لجفاف غرسي!
كأنك ما سمعتَ شَكـاة قلبـي ** لربي في الصباح وحين أُمسي
كأنكَ ما قرأتَ أسـىً بعيـني ** وشكوى غربتي ، ودموعَ تَعْسي
غديرَ العُمر:قد أظمأتَ غَرسي ** منيـرَالثغرِ: قد أطفأتَ أمسـي !
ألَمْ يَخفقْ فـؤادُك معْ فؤادي ؟! ** ولم يغلبْ هـواكَ عليَّ حِسـّي !
ألم تنهلْ عروقك مِن دمـائي! ** ولم تسكنْ رؤاكَ ظلالَ أنْسـي؟!
أتذكرُ حين كنتُ أنـا مـلاذاً ** لنفسكَ..حين كنتَ ملاذ نفسي؟!
وكنتَ سحـابة ً بالخير تغـدو ** وكنتُ خميـلةً بالحسن تُمسي
وكنا قصـةً بالحبّ تشـــدو ** وسُـكنى رحمةٍ .. وعبيـرَ قدس ِ
فلم يبقَ الغـداةَ سوى صغـارٍ ** ينـادونـي : أيـا أمّـاهُ ! فانْسـي
أأنسى؟! ليتني أنسى جراحي ** وأهـدمُ صـرح أحزاني بفأسـي
ويأسي ! ليتني أحظى بيأسي ** وأدفنُ في رمالِ الصبر رأسي
فإنْ نفذ القضاءُ وذابَ عمري ** وغابتْ في الثرى أثوابُ عرسي
وصرتُ حكايةً وغدوتُ ذكرى ** ستسألُ يائسـاً أطـلالَ رمسـي
وتسألُ عندها عن دفءِ قلبي ** وتسمعُ بعدها أصــداءَ همسي
وتذكرُ ياصريـعَ الذنبِ عهدي ** وتفهمُ ياجهــولَ القلبِ درسـي
وإنْ ظمئتْ رُؤاكَ إلى سنائـي ** ستذكرُ يا كريمَ الظلمِ كأســي
* * *