الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على افضل الخلق اجمعين و على آله و صحبه و ما تبعهم باحسنان الى يوم الدين:
اما بعد:
فالرؤيا الصادقة تحمل رسالة شرعية تتضمن واقع الانسان و ما يدور حوله و لذا من الفطنة بمكان ان يدرك المعبّر هذا الواقع و يعتبره اصلا في تفسير رؤيا الاخرين....
و ربما يقع المعبر في مستنقع لا يشتهيه فيُكَذّب و يُشتم على ابداء رأيه في تعبير ما, و يجهل الرائي ان المعبّر مجتهد بنى تعبيره على اجوبة موجّهة لمن رأى و ينقل الرؤيا....
و لنفترض رجلا ما رأى فيما يراه النائم انه يشرب الخمر و مشتقاتها و عندما سألناه عن حاله كانت في طبقة الصالحين المقربين بيد انه كاذب يُدخل الدجل على المعبّر بهدف سُخرية الاخرين بتعبير خادم الدين و معين المساكين!!!
و شُرب هذا يختلف باختلاف الاشخاص و مدّعي ما يتمناه مرتكب كبيرة من الكائبر تلزمه التوبة ليس الاّ.....
فالكذب اصله ذنب و مبدأ كل صغيرة و كبيرة و لذا الكاذب مقرّه نار الجبار ثم هو مباح في مواطن ثلاثة لعلوّ تلك المواطن....
حيث يكون وسيلة الى النصر او الاصلاح و الاول يتعلق بالحرب و الاخر له شقان شق يتعلق بالزوجة و الاخر بين متخاصمين و شرح هذا له مكانه....\
ثم هذا هو الكذب للشخص ليس هو الكذب عليه و بينهما فرق لا يتعدّ مواطنه الثلاثة........
و يتعاظم عندما يكون في مقام التبليغ و الوحي و الرؤيا الصادقة جزء من هذا الوحي كما هو مقرر في الصحيح الثابت...
فقال صلى الله عليه و سلم متوعدا الكاذب في رؤياه كما في البخاري (من تحلم بحلم لم يرد كلف ان يعقد بين شعيرتين ولن يفعل)
و ايضا (من افرى الفرى ان يري عينه ما لم تر) البخاري
ثم الرؤيا يتخللها اشياءً فوق عادة البشر لم تعتاد عليها جارحة العين و يضيق الرائي منها ذرعا
و يتذمر منها المعبر خوفا....
فالاول لن يجد من يفك لغز رؤياه و الاخر لا يحسن تعبير اللغز و فكه...
ضاعت الرؤيا بين متجاهلين اولاهما ركب مركب الجهل فسأل اولو العلم و الاخر مركبه بات خرقه تتسع حيث كان في مقام الامراء و هو دونهم.....
ضاع الاثنان في رؤية تفاحة ذات اللون الاحمر فقال الرائي رأيت انني اكلت تفاحة طيبة و قال المعبر هي ذلة محققة!!!!
و اصحبت الرؤيا منكوسة التعبير بيد انها تحمل البشارة فباتت النذارة!!!!
لا بدّ ان يوصف هذا الشيء المأكول و اظن((( ان هذا لم اسبق اليه و هو من فضل الله عليّ)))
فان كان وصفه ضمن العادة فيعود بتعبيره الى حال الرائي و ان كان فوق العادة فهو من الجنة و معرفة ذلك بثلاثة قيود...
.
القيد الاول: ان يتعدّى رؤيا العين بحيث لم و لن ترى عيناك مثله...
القيد الثاني: ان يتعدى حاسة السمع بحث لم و لن تسمع اذنك بمثله...
القيد الثالث: ان يتعدّى مضغة القلب بحيث لم و لن يخطر على بالك مثله...
و هذه القيود الثلاثة تجتمع في وصف الجنة و ما تحتويه فالذي تتحق به هذا القيود فهو منها و الا فهو من الدنيا و يختلف التعبير بين الاولى و الاخرة بين الدنيا و الجنة....
و لا بدّ ايضا ان تكون اداة الجزم و النصب متلازمان فلم وحدها لا تكفي كما ان (لن) بمفردها لا تكفي...
فربما (لم) عند شخص ما و هي منفية عند شخص آخر بحيث الذي لم ير رآه غيره و هكذا مع اداة (لن).....
و لذا كانت الرؤيا الممتحن بها في الدرس الخامس مما تدل على تعجيل امر من امور الاخرة ليتذوق الرائي حلاوة الجنة و ما فيه و يستشعر بالبشارة....
فصاحب الرؤيا رأى امرأة حسناء تغنّي غناء جميلا و بلحن جميل....
و عندما سألناه لم يحسن وصفها و لن....فقال لم تر عيني مثلها و لم تسمع اذناي بمثل صوتها و لم يخطر على بالي شكلها....و اضف الى هذا بلن....
فعلمنا ان تلك المرأة هي حورية بغض النظر عن حال الرائي فيتفق العاصي و المطيع في وصف الجنة....
بينما يختلف التعبير بينهما بحيث العاصي تحمل اليه النذارة و المطيع البشارة....
و هذا اصل عظيم يتحتّم على المعبّرين اتقانه و اعماله و هو من توفيق الله تعالى عليّ و اختم برؤيا تحتاج الى فك الرموز:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل هل ممكن ان تفسر لي معنى الطاولة في المنام.
فلقد اشترى لي زوجي طاولة كبيرة فأستغربت من هدا ومن كبرها ثم قلت في نفسي .نحن عندناطاولة.
زوجي لا يعمل الأن وهو يبحث عن عمل حلال .فلا تنسانا بصالح الدعاء.
اختك في الله ........