أحكي لكم قصتي ولن أوصفها بأنها حزينة حتى لا أعطي لنفسي رسالة سلبية ..ولن أوصفها بأنها مؤلمة،ولن أوصفها بأنها بعيدة عن التصديق ..أنا أحكي لكم وأترككم للوصف..فقلمي لا يستطيع أن يصف فقط يستطيع أن يكتب وأسمح له أن يكتب لأنني أعلم أن هناك الكثير من الناس ممن يعانون وقد تكون كلماتي بريقا لهم ..بريق الأمل ...وبعد الأمل الفرج ..فالفرج يأتي مع الأمل ،ولا يأتي مع اليأس ..والفرج يأتي مع طول الصبر ،ومع الجزع يطول الوقت وإن كان قصيرا ،ومع الصبر يقصر الوقت وإن كان طويلا ، أقص عليكم قصة بدأت قبل ستة عشر سنة والآن دخلت في سنتها السابعة عشر،كان ضحيتها أسرة بكاملها .
فقد تزوجت في عمر الزهور..وكنت إنسانة مؤمنة حق الإيمان ..الإيمان كان يملأ جوانحي وجوارحي ، وكان للإيمان أثر في حياتي،فرغم انني إنسانة بسيطة إلا أنني كنت اقفز بفضل الله ومنه وكرمه قفزات في النجاح والتقدم لا يقفزها أي إنسان إلا بعد أن يبذل جهودا جبارة أو يصرف أموالا طائلة ..
وكنت سعيدة بالله جل جلاله ومع الله ، والسعادة كانت تملأ كياني وكانت تسير في جسمي كما يجري الدم ..
مع زواجي بدأت قصة ابتلائي ..طلقني زوجي بعد سنة ونصف ..تلك السنة والنصف لم تمر بسعادة .فقد حسدني الناس على سعادتي وابتسامتي ..ولذلك قاموا بسلب السعادة و الابتسامة ،بل انتشلوها انتشالا،طلقت وكانت معي ابنتي التي كان عمرها سبعة أشهر ..
وعشت عند أهلي مع ابنتي ،ووضعت ابني بعد عدة أشهر ..وكل يوم قضيته عند أهلي كانت قصة معاناة ..إما حادث إما مرض إما خصام ..إما وإما ..ولم نفهم شيئا مما يحدث حتى مرض الوالد قبل ست سنين مرض ليس له علاج ،وامتلأت بيتنا فئران ونمل وصراصير وتشرد إخواني وتركوا الدراسة وتركوا البيت ثم توفى الوالد إثر المرض قبل ثلاث سنوات،و عندها اكتشفنا إننا مسحورين حيث أن الوالد بعد وفاته أخبرنا في المنام بذلك.وبدأت رحلة العلاج مع أولادي ..حيث أنني اكتشفت أن ابنتي مسحورة من بعد ولادتها ثم لحقها في السحر ابني ،وقد عملوا أهل زوجي لابنتي عدة أنواع من السحر والسبب الحسد ....حسد من أنها ابنة دكتور وقد ولدت في إحدى الدول الغربية .إضافة إلى السحر فمع علاج السحر اكتشفنا أن البيت الذي نسكنه كان مسكونا بالجن بشدة ،وجن السحر وجن المنزل تكاتفوا لأذيتنا.حتى أننا كنا ندور في الشارع من شدة الأذية التي بالبيت ،حتى جاء الوالد بالمنام وطلب منا تغيير المنزل ،فغيرنا . فتغيرت أحوالنا كثيرا ،فإخواني الذين تركوا البيت ،عادوا وتوظفوا ولله الحمد.
طبعا في البداية كان العلاج قراءة سورة البقرة يوميا ونحن الثلاثة كنا نقرأ..ثم ذهبنا إلى الشيوخ للرقية ،والمعاناة مع الشيوخ معاناة غير..ولذلك أنا أنصح الشيوخ الرقاة أن لا يتعاملوا مع المرقيين بسوء وجفوة وصد وإحباط ،طالما وضع الراقي نفسه في مكان المعالج عليه أن يؤدي عمله على أكمل وجه ،وفي أي وقت ،لأنه سيسأل عن ذلك يوم القيامة ..ولما طالت المعاناة مع الرقاة ،ألهمني الله تعالى بالذهاب إلى مكة المكرمة للعلاج فكنت أذهب كل أسبوع فكنا نطوف ونقرأ البقرة أحيانا مرة واحدة وأحيانا ثلاث مرات،ثم نشرب ونغتسل بماء زمزم،وننام ليلة في الحرم ،فعلت ذلك لمدة سنة ونصف،ثم لما تورمت أرجلي ولم أستطع المشي قللت الذهاب ..
السور التي رأيتها في المنامات :
قبل بدأ العلاج قبل سبع أو ثمان سنين عندما كان الشك بدأ يدب إلي بوجود أمر ما غريب في حياتنا ..رأيت رؤيا فيها وصية بقراءة سورة التوبة .هذا قبل وفاة الوالد بمرض السحر .
وأثناء العلاج وقبل سبعة أو ثمانية أشهر رأت ابنتي وصية بقراءة السور التالية:البقرة- آل عمران- هود -يوسف.
ثم رأت ابنتي مرة أخرى وصية بقراءة سورتي :الأعراف والرعد ويس .
الأدعية التي رأيتها في المنامات :
اللهم اغننا من الفقر.
اللهم فأبطله بقدرتك.
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
ثم علمت إحدى أماكن السحر قبل ستة أشهر في الرؤيا..وبوضعه في الماء المقروء انفك السحر الأول لابنتي وخرجت الجنية أميمة من جسدها بعد إسلامها وطبعا ماتت وقد كانت جنية طفلة في عمر ابنتي ودخلت في جسدها وهي أيضا مولودة،وأخبرتنا أنني أرضعتها مع ابنتي ...وأخبرتنا أنها كانت سعيدة في بيتنا لأننا كنا نتلو كتاب الله ولذلك أحبت الإسلام ،وبخروج الجنية ظننت أن المعاناة انتهت ،إلا أنني اكتشفت أن ابنتي مسحورة أكثر من سحر وأيضا محسودة، و كذلك انني مسحورة أكثر من سحر ومحسودة وابني يتبعنا .. وقبل رمضان انفك السحر الثاني لابنتي بحمد الله ومنه ... وما زالت رحلة العلاج مستمرة وأسأل الله تعالى أن يمن علينا بفضله ويفرج همنا ويكشف غمنا ..
ومضات على طريق العلاج:
أن الإيمان هو العلاج الأول والنافع لجميع الأمراض ..الإيمان بقضاء الله وقدره ،والإيمان بأن الله هو وحده القادر على كل شيء.
أن التوكل هو العلاج الثاني لجميع الأمراض التوكل على الله ..لأن البشر يتركوننا في أي وقت ،أقرب قريب ..وأعطف إنسان يتركنا في أي وقت إلا أن الله تعالى لا يتركنا في أي حال ،فكل الناس هربوا مني وتركوني من أهل وأقارب وجيران وأصدقاء ،إذا كان يمر علينا أيام دون أكل وشرب ونوم لم يكن أحد يسألنا ،لكن الله رحم بحالنا وفتح لنا أبواب فضله .
الصبر هو العلاج الثالث لجميع الأمراض فالصبر هو أجمل خصلة يمن الرب على عبده ..والصبر هو امتداد للإيمان بالقضاء والقدر ،فالذي يؤمن بالقضاء يصبر ....
تحديد الهدف ووضعه هو العلاج الرابع لجميع الأمراض ..فلا بد من وضع هدف العلاج نصب العين ،ثم خطوات تحقيق الهدف
العزيمة هو العلاج الخامس لجميع الأمراض ..فلا بد من عزيمة قوية لتحقيق الهدف ،وتحقيق العلاج .
الثبات والاستمرار هو العلاج السادس لجميع الأمراض .
ثم إحاطة كل ذلك بالدعاء والالتجاء إلى الله تعالى .
أذية الجن أثناء العلاج :
أثناء العلاج فإن الجن يؤذون المعالج ..وهذه النقطة لم يسعفني بها أحد من الرقاة ، فكم مرة سألت عن هذه النقطة ليطمئن قلبي وعقلي إلا أنه لم يطمئنني أحد ..ولذلك أنا أكتب لأطمئن المتعالجين بأن الجن يؤذون ،ومن أذيتهم لنا :
- أن الأشياء الكهربائية كانت تخرب بين فترة وأخرى.
- أن الأثاث كان ينكسر.
- أن الملابس كانت تقطع ،وكانت تضيع.
- أننا حرمنا من النوم لمدة سنتين ، فإنهم يوقظونا ،أو يظهروا لنا عند النوم .
- في إحدى المرات طار بي الجن في الغرفة كلها ،ثم أوصلوني إلى النافذة وقالوا ادفعوها من هنا فهي تقرأ كثيرا..ولما بدأت أقرأ آية الكرسي والفلق رجعت إلى مكاني وانخسأ الشيطان وانخنس .
-أننا تفرقنا ،فإن أهلي كرهوني بشدة ،وإخواني لم يعودوا قادرين على تحملي .
إضافة إلى ذلك الأمراض العضوية ،والحساسية ،والحبوب والآلام ،وسواد الجلد ،وتغير ملامح الوجه ،وسقوط الشعر ،والإصابة بالجروح بين حين وآخر .
وأخيرا وليس أخيرا .......فإن النصر آت والفرج قادم ،ولكل مجتهد نصيب ،والله تعالى أرحم بعباده من الأم برضيعها،فلا تدعوا اليأس يدب إلى قلوبكم والإحباط يسير إلى نفوسكم ،عيشوا سعيدين بما قسمه الله لكم .فإننا لو نظرنا إلى نعمائه الجليلة يقل الإحساس بابتلائه لنا
اصبروا وصابروا .........قصةوحلول
