س : ذكر المؤلف قوله تعالى ** وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ[1] لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ[2] وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[3] وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ[4] إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ[5] ** فما هي مناسبة الآية هنا ؟
ج : أن فيها إثبات أنه لا يعلم الغيب إلا الله وأن علمه محيط بكل شيء ، وفيها إثبات القدر والكتابة في اللوح المحفوظ .
س : ذكر المؤلف قوله تعالى ** وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ ** ** لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ** بيِّن ما في الآية من التنبيه على سعة علم الله عز وجل ؟
ج : ** وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ ** أي : لا يكون حمل ولا وضع إلا والله عالم به، فلا يخرج شيء عن علمه وتدبيره . فيعلم ـ سبحانه ـ في أي يوم تحمل الأنثى وفي أي يوم تضع ونوع حملها هل هو ذكر أو أنثى .
** لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ** أي : لتعلموا كمال قدرته . ** وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ** أي : ولتعلموا إحاطة علمه بالأشياء فلا يخرج عن علمه شيء منها كائنًا ما كان .
والشاهد من الآيتين : أن فيهما إثبات علم الله المحيط بكل شيء وإثبات قدرته على كل شيء .
[1] قال الشيخ : (( قوله تعالى ** وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ** أي : عند الله وحده خزائن الغيب . أو ما يتوصل به إلى علمه ..، وقد ورد تفسير مفاتح الغيب في الحديث الذي رواه ابن عمر كما في الصحيحين عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ) ثم قرأ الآية : ** إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ** )) .
[2] قال الشيخ : (( ** لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ** فمن ادعى عمل شيء منها فقد كفر )) .
[3]قال الشيخ : (( ** وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ ** أي : اليابس المعمور والقفار من السكان والنبات والدواب وغير ذلك . ** والبحر ** أي : يعلم ما فيه من الحيوانات والجواهر ونحو ذلك )) .
[4]قال الشيخ : (( ** وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ ** أي : أشجار البر والبحر وغير ذلك . ** إِلاَّ يَعْلَمُهَا ** أي : يعلمها ويعلم زمان سقوطها ومكانه . ** وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ** أي : ولا تكون حبة في الأمكنة المظلمة أو في بطن الأرض . ** وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ ** من جميع الموجودات عموم بعد خصوص )) .
[5]قال الشيخ : (( ** إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ** أي : لا يحصل شيء من ذلك إلا وهو مكتوب في اللوح المحفوظ ))