السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم
فى البداية كل منا تمر به محن وابتلاءات ويقع عليه ظلم وتضيق عليه الأرض بما رحبت ويضيق صدره ويلجم لسانه ويصير الحليم حيران وتظلم علينا الدنيا ....حيناها ينادى المصاب والمنكوب يـا اللــه يارحمن يا رحيم يا مالك الملك يا حكيم يا كريم ياحليم وتدمع العين وتهدأ النفس ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فالحمد لله رب العالمين يجيب دعاء المضطر اقرأ وتدبر وتذكر...... قال الله تعالى
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
فتعالى معى أخى المسلم نتذكر نعمة من نعم الله علينا ألا وهى.......الدعاء نعم الدعاء ألا تتفق معى انه من نعم الله علينا بلى إنه عباده( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة ثم قرأ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين.(صحيح سنن ابن ماجة 3828 ) وبعد انادى كل مبتلى كل مظلوم كل مهموم كل صاحب حاجهلماذا طرقتم الأبواب كلها ونسيتم الباب الذى لايغلق
بــــــــــاب الله الملـــــــــــــك سبحانه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له
( صحيح أخرجه البخاري ومسلم ).
فأين المرضى ؟!أين المدينون ؟!أين المستضعفون؟!أين أصحاب الحاجات
سبحان الملك الغنى عن خلقه يتودد اليهم سبحانه الودود
الكريم يقول للشئ كن فيكون أين من تأخر سن زواجها أين من يريد الأطفال وأين... وأين.... وأين.....
كيف غفلوا عن هذا الوقت الشريف
ربنا لا نهلك وأنت رجاؤنا ربنا لا نضيع وانت أملنا
ربنا لانذل وأنت ملاذنا يا ذا النعم التى لا تحصى عددا والمعروف الذى لا ينقضى ابدا
قال عز وجل فى الحديث القدسى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .
اعلم حبيبى فى الله أن الله كريم فكن من ذلك على يقين وإن من كرم البارى سبحانه أنه لا يخيب من رجاه ولايضيع من دعاه وبقدر حاجة الإنسان إليه وانطراحه بين يديه ولجوئه إليه بقدر ماتكون الإجابة ويأتى الفرج ويستجاب الدعاء بل إن من كرمه سبحانه انه يجيب دعوات الكفار والمشركين حال اضطرارهم إليه قال تعالى( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)
نأتى إالى أهمية الدعاء وفضله
قال النبى صلى الله عليه وسلم ليس شئ أكرم على الله سبحانه من الدعاء(صحيح الجامع:5392)
قال النبى صلى الله عليه وسلم من لم يسأل الله يغضب عليه (الصحيحة:2654)
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرا أو قال خائبتين .
صحيح أبي داود ( 1337 )
سبحان الله الملك الكريم يستحى أن ترفع إليه يديك وتطلب منه ثم ترجع اليك يداك وليس فيهما خير ! بل يضع فيهماالخير حياء منك !رغم ذنوبك وتفريطك وتقصيرك ومعاصيك ..... ألم تكن أنت أولى بهذا الحياء! ان تستحى من ربك أن يراك على ما يغضبه
وللدعاء فوائد منها
أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها مأثم و لا قطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث : إما أن يستجيب له دعوته أو يصرف عنه من السوء مثلها أو يدخر له من الأجر مثلها قالوا : يا رسول الله إذا نكثر قال : الله أكثر
ومن فقه هذا الحديث لم يمل أبدا من الدعاء بل يكثر ولا يستعجل تحقيق ما طلبفإنه على يقين أن هذا الدعاء سيأتى عليه بالخير وأن الخير ليس بالضرورة فيما دعا به والله أعلم بما يصلح أمور العبد وهو الحكيم العليم
*وعن أنس - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ : (( قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ، إنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي ، غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي ، يا ابْنَ آدَمَ ، إنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ، ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئاً ، لأَتَيْتُكَ بِقُرابِهَا مَغْفِرَةً )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذرعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة رواه مسلم
قال ابن القيم وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب فى دفع المكروه وحصول المطلوب
قال الفضيل الدعاء سلاح الؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض
(الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء .)
( حسن ) انظر حديث رقم : 3409 في صحيح الجامع .
ومن آداب الدعاء
تجنب الحرام مأكلا ومشربا وملبسا&والإخلاص لله تعالى
أيضا تقديم صدقة قبل الدعاء والتوسل إلى الله بعمل صالح والوضوء قبل الدعاء واستقبال القبلة والثناء على الله ابتداء ثم الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم
وهناك أوقات يكون الدعاء فيها مستجاب
جوف الليل الأخر والثلث الأخير من الليل حتى الفجر بين الأذان والإقامة فى السجود عند المطر آخر ساعة يوم الجمعة
وهذه هديه خاصة أرجوا منك أخى أن تجاهد نفسك وتحافظ عليها عند الإستيقاظ من النوم بالليل والدعاء بالمأثور
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال رب أغفر لي غفر له أو قال فدعا أستجيب له فإن هو عزم فقام فتوضأ وصلى قبلت صلاته رواه البخاري
سبحان الملك الكريم!! تنام فتشبع ثم تستيقظ فتذكر ثم تطلب فتعطى هذا والله الفضل من الله وكفى بالله عليما
أيضا قال النبي صلى الله عليه و سلم : دعوة ذي النون التي دعا بها في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها مسلم في كربة إلا استجاب الله له (صحيح)
أيضا الدعاء حين المرض قال النبى صلى الله عليه وسلم
من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه وقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا الله وحده يقول الله لا إله إلا أنا وحدى وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله لا إله إلا أنا وحدى لا شريك لى وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال الله لا إله إلا أنا لى الملك ولى الحمد وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال الله لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بى وكان يقول من قالها فى مرضه ثم مات لم تطعمه النار. أخرجه الترمذى وقال : حسن غريب .
أيضا قال النبى صلى الله عليه وسلم إن لله عتقاء فى كل يوم وليلة عبيد وإماء يعتقهم من النار وإن لكل مسلم دعوة مستجابة يدعو بها فيستجيب له (أبو نعيم فى الحلية عن أبى هريرة)
الله أكبر يعتق ويستجاب دعاؤه هنيئا له !!!! اللهم إجعلنا منهم آمين
ومن أهمها دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب (عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت حدثني سيدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة ولك بمثل) رواه مسلم وأبو داود واللفظ له
فادع لإخوانك تنال دعوة الملائكة لك ولا شك أنها أفضل فحرص على ذلك
وغير ذلك من الأوقات
ولكن انتبه!
أنبأ ثابت البنانى رحمه الله عن رجل من العباد أنه قال يوما لإخوانه :إنى لأعلم متى يذكرنى ربى سبحانه قال ففزعوا من ذلك قال إذا ذكرته ذكرنى قال وإنى لأعلم حين يستجيب لى ربى عز وجل قال فعجبوا قال إذا وجل قلبى واقشعر جلدى وفاضت عينى وفتح لى فى الدعاء فثم أعلم أن قد استجيب لى.
واعلم حبيبى فى الله ان الدعاء المستجاب هو الذى تحركه الأحزان
فإذا ضاقت بك الأرض وأحاطت بك الهموم والغموم والأحزان واشتدت عليك المحن والكربات فناد يا الله
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )
إذا نزلت المصائب وضغطت عليك اليون والحقوق والواجبات فاستعن بالله يقضيها إذا وقعت فى مشكلة ولم تجد من يعاونك أو يقف بجوارك ففر الى الله والجأ اليه واقرأ القرآن وتدبر قصص الأنبياء
وإياك إياك من التسخط والإستعجال إذا لم يحصل لك ما تريد فالله حكيم سبحانه وتعالى وانت لاتعلم ما يصلحك وما يضرك فقد يكون فى المنع الخير وأنت لاتعلم تأمل.... كان بعض السلف يسئل الله الغزو فهتف به هاتف إنك إن غزوت إسرت وإن إسرت تنصرت وتأمل وانتبه وأحضر عقلك وافهم....
أليس قد ثبت أن الله مالك وللمالك أن يتصرف كيف يشاء ؟
أليس قد ثبت أن الله حكيم والحكيم لايعبث؟!
فلا تعترض على الله بعقلك ولا تنكر الحكمة إذذا لم تتوصل إليها بفهمك وهذا ليس بعجيب فإن موسى عليه السلام خفى عليه وجه الحكمة فى نقض السفينة الصحيحة وقتل الغلام الجميل فلما بين له الخضر وجه الحكمه إذعن فلتكن مع الخالق الحكيم على الأقل كموسى مع الخضر.
ولا أريد أن أطيل أكثر من ذلك ولكن نسأل الله أن يمن علينا بالفهم عنه انه ولى ذلك والقادر عليه.
هذا بعض ماجاء فى كتاب أبواب السماء
للشيخ المربى أبو العلاء محمد حسين يعقوب
أنصحكم بهذا الكتاب ففيه نفع كبير بإذن الله .
وأختم ببيتين قرأتهم فى كتب الدكتور عبد الله السدحان
مادعوة أنفع يا صاحبى & من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئا& أن تسأل الغفران للكاتب