استغرب منا ، ومن الكثيرين والكثيرات اننا قد اعتمدنا بشكل قاطع لا يقبل الشك ان ما يصيبنا فجأة هو بتأثير الحسد والعين
حتى بات الناس يشككون في نوايا بعضهم البعض ويفترضون احكاما ويتهمون اتهامات لغيرهم قد لا تكون صحيحة
ففلان حسدني وفلانة سحرتني وفلان اصابني بالعين وفلانة حسودة حقودة
ناهيك عما يدخل ذلك ضمن الافتراءات ، شئنا ام أبينا ، و نكون أيضا قد ظلمنا عدد من الخلق
ثم نعود في النهاية لنقول ، مجاملة ( على الأغلب ) ...... هذا قدر ونصيب
واشك ان بعضنا يفهم حقا معنى القدر والنصيب ، وأشك أيضا أن بعضنا صادق في تعليق ما يحدث له الى القدر والنصيب وارادة الله
حتى اصبح افتراض الاسباب الكونية ، او الاسباب المتعددة من اجتماعية ونفسية التي تودي الى الاصابات
ضرب من انكار الحقائق المتعلقة بالعالم الآخر
رغم ان الأولى هو ان نفترض أسبابا من محيطنا وعالمنا ، قبل ان نلجأ الى ايجاد اسباب من العالم الآخر وعالم الجان
هذا التفكير السليم أصبح ضربا من ضروب الانكار في مسائل شرعية ، وكم هذا عجيب
لربما الاسلم والاسهل للبعض ان ينكروا انهم يحتوون على اخطاء او نقائص أدت الى فشلهم
وقد تكون هذه النقائص من عمل ايديهم وقد لا تكون .
الرقية الشرعية نوع من انواع الدعاء الذي نتوجه به الى خالقنا ليرفع عنا الضرر اي كان
ليحفظنا ويحمينا ويخفف عنا ، كان ما كان مصابنا
وقد يكون مصابنا لأسباب واضحة مباشرة وقد لا يكون
كما هو الموت قد يكون لأسباب معروفة ، وقد يحدث فجأة ، وقد يحدث بلا أسباب نعلمها
وهكذا هي الحياة ، أقدار وابتلاءات ، مفاجآت ، قمم ومنحدرات
وكل ما نفعله ان نحاول دفع الضرر بوسائل الحماية المختلفة ، وان ندعو الله ليخفف عنا ويسهل دربنا
لنوقف التفكير في امور توقفنا عن السعي والعمل وتجلب الينا مختلف انواع الوسواس والقلق
جزء كبير منا ، كان ناجحا ، وفشل في بعض محطات حياته
جزء آخر كان جميلا ، وتغيرت ملامحه في فترات اخرى لسبب او لآخر
البعض خلقوا وماتوا وهم من ابتلاء الى ابتلاء
البعض ابتلاهم الله في بدايات حياتهم
الآخرين في نهايات حياتهم
لو نظرنا بشكل عام الى ما حولنا لوجدنا ان ما يحدث لنا يحدث لعناصر الكون والحياة كلها
فلا غرابة في ان تحدث اشياء معنا ، عرفنا سببها او لم نعرف
فلنبحث عن العلاج حتى وان لم نفهم السبب
وليكون العلاج يشتمل كافة نواحي الانسان العضوية والنفسية والروحية
فالعلوم على انواعها ليست هباءا ولا كلاما فارغا
وأعجب ممن ينكرون الاسباب العضوية والنفسية في اصابات الانسان رغم ان الجسد والنفس من مكونات الانسان
ويبحثون عن الحلول الخارقة لمشكلات يعتقدون انها خارقة
الأسلم لنا هو عدم التركيز على الباب الغيبي في اصاباتنا حتى لا يصيبنا الوسواس والمس الحقيقي
تحياتي