بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله القائل ** وإذا مرضت فهو يشفين ** والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. بعد
لقد كانت معاناتي منذ الليلة الأولى لزواجي وذلك منذ تسعة عشرة سنة فما كدت أرى زوجي إلا وأشعر بضيق منه وعدم رغبة فيه وأكرهه كراهية شديدة وكم كانت عيناي تذرفان الدموع فلم أستطع أن أعيش حياتي كأي زوجة ، مشاكل وخلافات دائمة ، نفور وعصبية، أحلام مفزعة، خوف وقلق ، حب عزلة عن الناس، بكاء لأتفه الأسباب، بدأت أكره أهلي وأحبابي ، وتمضي السنوات بمرها وعذابها وبعد 8سنوات يتم تخرجي معلمه ومع دموع العذاب تمتزج دموع السعادة.
ويتم توجيهي إلى تلك المدرسة التي كانت حلما ً فأصبحت حقيقة ولأدري ماذا ترسم لي أقداري هناك وأجد سعادتي في تلك المدرسة ، وتكمل سعادتي بتلك التلميذة ذات الثماني سنوات ،لقد كانت بالصف الثاني الابتدائي لقد كان في وجهها سيماء الصالحات قرأت في عيناها عبارات وعبارات ولكن لم أفهمها شعرت أن بيني وبينا سر لا أعلمه وأجدها في قلبي أحب من أولادي.
ويمر عام كامل مليء بالسعادة، وفي ذلك اليوم أشعر بألم غريب في قلبي وأشعر بضيق وهموم وأحزان ودقات في قلبي لا أعلم لها سبب ، وتمر أيام فإذا بتلك التلميذة تصرع ويتم نقلها إلى الإدارة ويقرأ عليها المعلمات، وأحاول القرب منها لمساعدتها ولكن ما أفتأ أقرب منها حتى أشعر بخوف شديد وضيق وآلام غريبة لا أعلم لها تفسير، وتزداد متاعبها يوما ً فيوم وتزداد متاعبي معها وتمر شهور وإذا بذلك المس الذي فيها يتكلم ويخبرنا أنها مسحورة ، وفي أحد الأيام يخبرني أن لها سحر في طي ماستها وفي رجل الكرسي، ونقوم بالبحث ونجده ونخرجه وعند إخراجه شعرت بتعب وخوف شديد ووخز في جسمي ولكن لم أبالي فلا أدري ما سببه ويقول ذلك العفريت الذي فيها أن ذلك السحر ليس لها وحدها بل لواحدة أخرى غيرها ، وتمر أيام ويخبرني أن غيره في حقيبتها، وتمر الأيام وتسوء حالتها ويزداد تعبي وضيقي من الدنيا ولا أعرف تفسير لحالتي، وكنت الوحيدة في المدرسة أقوم بمتابعتها وكانت لا تستطيع الأكل وترى أشكال مخيفة تطاردها فكنت أحمل فطوري وأفطر معها.
وتمر سنوات الابتدائية وتنتقل للمتوسطة وتزداد حالتها سوء ولم أستطع التخلي عنها، وكنت أشعر برابط قوي يربطني بها ، فكم كانت تلك الليالي التي يتم توقف شق من جسدها كاملا ً وأذهب للقراءة عليها ورغم ألمي وعذابي عند القراءة عليها لم أكن أبالي فكل همي راحتها وخاصةً أن القريب والبعيد تنكر لها إلا أحد أخوتها الذي سخره الله لخدمتها فلم يترك شيخاً يسمع به ولا طبيبا إلا وذهب بها إليه ولم يكن أحد منهم يعرف ماذا بها، فقد كانت حالتها صعبة والى درجه عظيمة من الصعوبة، وفي يوم من الأيام تصاب بالآم شديدة في الأرحام ويتم الكشف عليها ويقرر عليها سرطان في الرحم وتحتاج إلى عملية استئصال للأورام، وأقوم بوضع يدي على تلك الأورام وأقرأ عليها آيات إبطال السحر وتخرج منها مياه مختلطة بدم وصديد ثم يتم الكشف عليها من قبل المستشفى فيخبر الطبيب أن تلك الأورام قد ذهبت ولا أثر لها، وكانت تعيش غيبوبة تامة لا تشعر بنفسها إلا حين تحترق أو ما شابه ذلك وكانت لاستطيع تناول شيء من الطعام سو العصير الذي ترجعه بعد شربه مباشره.
أما أنا فقد ازداد تعبي فأصبت بآلام شديدة في المعدة وأصبحت أتقيأ دمًا أسود، وقطع لحم منتن وأصاب بصداع نصفي شديد لا يهدأ إلا نادراً والتهابات في الرحم مع إفرازات والآم في الأقدام وضعف وزغللة في النظر وكراهية لزوجي وأولادي وأحد أخوتي وأبي ثم يتطور الأمر فأصبحت أتضايق من كل الناس حتى نفسي وأحب العزلة وأكره التجمعات، وأصبحت أكره عملي وزميلاتي خاصة مديرة المدرسة وأصبحت لا أستطيع ختم القرآن إلا في رمضان بعد أن كنت أختمه كل شهر مرتان ولم أعد أستطع قيام الليل وانقطعت عن الدعوة ونسيت ما حفظت من كتاب الله وانقطعت عن الحفظ وأشعر بتثاقل عن الصلاة وصدود عن ذكر الله وأفضل النوم بمفردي، وكنت أشعر بشخص يطاردني ويحاول إيذائي وأصبحت أجد شكوك في عقيدتي وفي صفات الله تعالى، وفي نهاية المطاف شعرت بقرب موتي فلم أعد أحتمل العذاب الذي أشعر به.
وقد راجعت العديد من المستشفيات العام منها والخاص والعسكري وراجعت العديد من الشيوخ في عدد من المناطق ولا تزداد حالتي إلا سوء، حتى أعانني الله وراجعت الشيخ عمر رضا العاطفي الذي تأثرت من قراءته تأثر بليغ أنا وتلميذتي التي قابلتها هناك قدرا، وتمر شهور ومع المتابعة المستمرة من قبل الشيخ واستخدام العلاج وحضور التراويح والقيام معه في رمضان ومتابعته لنا حتى في نهار رمضان نطق الجن الذي فيني وفي تلميذتي أن سحرنا مقترن ، ويخرج منها شعر وخيوط لي ولها معقودة ببعض وتتوالى خروج خبائث الأسحار المقترنة لنا وتتحسن حالتي وحالة تلميذتي تحسن كبير وبالغ فأصبحنا نستطيع تناول ما نرغب فيه بعد أن حرمنا من ذلك ونستطيع النوم ومخالطة الآخرين والاجتماع بمن نحب وتم تزويج ابني من تلميذتي تلك التي كان شفاءها أشبه بالمستحيل ولكن قدرة الله تعالى تجلت، وما وهبه الله تعالى لأخي الشيخ عمر رضا واستطعت العودة إلى ختم كتاب الله تعالى والقيام.
ومن داخل دار الاستشفاء وبتشجيع من الشيخ ومن معه استطعت الانطلاق من جديد في الدعوة التي توقفت عنها عام كامل والآن وبحمد الله تعالى استطعت متابعة حفظ كتاب الله تعالى، وبدأت المس السعادة الزوجية والمودة لزوجي وأجد معه المتعة والراحة ولله الحمد وليس على الله تعالى مستحيل فبيده الضر والنفع سبحانه، والله وحده أسأل أن يرفع أخي عمر الدرجات ويرزقه أعالي الجنات ويجزل له الثواب ويحفظه من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ويزده بالإيمان قوة وبالقرآن قربه، ويجمعنا به على الأسرة تحت شجرة طوبى ولا يحرمه أجر ما يقوم به والله شاهد على ما كتبت... محايل عسير.
***
منقووول