في الحياة نواجه أمورا كثيرة.. أحيانا يصعب علينا مواجهتها..
فنلجأ إلى صومعة من العزلة، منا من يغفو فيها ويصعب عليه الاستيقاظ
ومنا من يسعى ليجدد نفسه لينهض مرة أخرى ويلحق الركب..
لا تستسلم..
إن جاءت رياح عاتيات، سلبتك ما تحب فيها وخطفت منك عزيز..
لأن من جاء بهذه الرياح هو أقرب منك إليك.. ويعلم مصابك أكثر منك..
لا تستسلم..
ليكن الإيمان حليفك.. ولتكون السماء مستظل لك ..
وابتسم عرض السماء وعرض البحر وعرض الامتداد..
لأنك ما إن استظللت بظل من خلقك.. فلا بأس ولا خوف عليك..
لا تستسلم..
استمر.. وليكن استثمارك في الحياة كبير..
ضع بذرة من الإيمان وتأمل بصدق في معطيات الإله إليك..
ولا بد أن تجد بها الأسباب ..كالماء لتسقيها، والشمس لتنمو، فينبت الزرع ويثمر الخير..
لا تستسلم..
اعلم.. انك لم توجد في الحياة عبثا..
بل في ظل نظام كوني دقيق.. أترى النجوم والكواكب التي درست
أترى الخلايا وأنواعها والأعصاب.. أترى السماء العريضة والبحار والأنهار والمحيطات..أترى الرياح والأعاصير تأتي بها..
أترى من خلق هذا كله جاء بك عبثاً..؟
لا والله، لم يخلقنا عبثا.. فلا تستسلم ولا تتوقف هنا.. لا بد من مخرج..
انه أقرب إلينا من حبل الوريد سبحانه..
لا تستسلم..
لأن حجرة تعثرت بها في الطريق.. أوجعت قدمك
فالطفل حتى يتعلم الوقوف والمشي يتعثر عشرات المرات ليتعلم الوقوف والمشي خطوة خطوة.. ومن ثم يمضي يمشي بعدها يعدو..
لا تستسلم..
لأن من أحببت خذلك.. أولم يكن في لحظات الأسى هناك معك..
أو لم يشعر بوجودك حتى.. أو سرح وأدراج الرياح إلى منتهى صعب الوصول
أو مات.. رحل إلى السماء.. لا تتوقف هنا..
إن من أعطاك الحياة لتستمر فيها.. يريد لك البقاء أكثر..
لأنه يعلم أكثر منك بأهمية وجودك وبقاءك منك.. لكي تستمر بالعطاء..
فقد يكون وجودك حافز لوجود آخر ين حولك لم ترهم في حلة المحبة يحيطونك بعد.. وقد يكون لآلاف الأسباب السماوية التي وضعت لك أنت فقط.. فلا تتوقف هنا..
لا تستسلم..
استمر في الحياة وتأمل مآتيها.. فانك لا بد هنا لسبب ما فليكن أجمل الأسباب.. لأنه منحك الاستمرارية والفرصة للعطاء والبناء.. لنفسك ولأهلك ومن تحب ولوطنك.. لأمتك.. لا تقف هنا..
لا تستسلم
اكتب ردك
أرسل حدك
ضع لكلمتك صدى
لا تستسلم لهم
لا تركع لهم
اكتب حتى يعجز قلمك
اكتب حتى ينتهي حبرك
اكتب حتى لو كتبت بدمك
اكتب لكل من احبك
لا تستسلم
لا تتلف أوراقك
لا تغب عن جوك و هوائك
هنا يجب أن تعيش
لن يجبروك على العيش في مكان أخر