والروايه تقول : ان مسطح بن اثاثه القرشي المطلبي امه بنت خاله
ابي بكر الصديق , رباه ابو بكر يتيما" واعتبره واحدا" من اولاده ,
وكان يتفق عليه وعلى امه , واستمر على ذلك حتى اسلم مسطح وشهد
بدرا" ,وكان من المهاجرين الاولين : فلما وقع حديث الافك خاض
مسطح فيه مع من خاض . فغضب ابو بكر من مسطح ناكر الجميل ,
فحلف الا ينفق عليه ولا يصله بدرهم ولايعطف عليه ابدا" ثم طرده
واخرجه من منزله ,فأنزل الله قوله تعالى الى نبيه يامر ابا بكر ان
يصل رحمه ,فذهب رسول الله الى ابي بكر وتلا عليه قوله
(ولا يأتل اولوا الفضل منكم والسعه ان يؤتوا اولى القربى
والمسكين والمهجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أ يغفر الله
لكم والله غفور رحيم )
*النور 22* ثم ساله رسول الله اما تحب يا ابابكر ان يغفر
الله لك ؟ فبكى ابو بكر وقال : بلى يارسول الله , قال : اعف عن
مسطح وتجاوز , فقال ابو بكر : نعم لاجرم والله لاامنعه معروفا" كنت
أوليه قبل اليوم , فصار ابو بكر –رضي الله عنه –بعد نزول الآيه
يعطيه قبل ذلك , وقال له : اما اذا نزل القران يامرني فيك الأضعفن
لك 0رواه الطبراني ).
فهل يوجد مسلم على وجه البسيطه بعد هذا كله يتجرا ان يعطي نفسه
الحق في قطع رحمه ؟
ولكن لاخيره لمخلوق فيما امر الله به , وقد امر الله بصله الرحم , بل
اغرى واصل الرحم بالجزاء العظيم في الدنيا قبل الاخره في عدد من
الاحاديث الشريفه , منها قوله صلى الله عليه وسلم ((ان أعجل الطاعه
ثوابا " صله الرحم حتى اهل البيت ليكونون فجره فتنمو اموالهم
ويكثرهم عددهم اذا تواصلوا , وما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون
)) *رواه الخرايطي في مكارم الاخلاق*
فاذا كان هذا وعد الله للفجره الذين يصلون ارحامهم , فكيف تكون
مثوبه الله للتقاه الذين يصلون ارحامهم ؟!
روي عنه قوله ( من سره ان يمد له في عمره ويوسع له في رزقه
وترفع عنه ميته السوء فليتق الله ويصل رحمه ))*رواه الترمذي *
وقد جعل رسول الله صله الرحم مجاوره لتقوى الله ةالايمان به ,
وجعل قطع الرحم مجاورا" للشرك بالله والكفر به , فقد سأل اعرابي
رسول الله اي الأعمال احب الى الله : فقال (( الايمات بالله قال : ثم
مه ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ثم صله الرحم , قال: أي الاعمال
ابغض الى الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : الاشراك بالله , قال : ثم
مه ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ثم قطيعه الرحم ))*رواه ابو يعلى في
مسنده *
فهل بعد هذا من حجه او عذر او استثناء لقاطعين الارحام ؟!