وصل الشعر...أنواعه وأحكامه
الشيخ. محمد بن عبد العزيز بن إبراهيم الفائز
وهو أربعة أقسام:
أولاً/ وصل الشعر بشعر
· حكم الباروكة .
· الصلع وزراعة الشعر
ثانياً / وصل الشعر بغير الشعر .
ثالثاً / حشو الشعر.
رابعاً / الرموش الصناعية.
وهو: ن تضيف أو تربط المرأة بشعرها شعراً خارجياً، مما يوهم طول شعرها أو حسنه ونحوه.
وهذا الفعل من الكبائر المحرمة للعن فاعله ولأنه من فعل اليهود ولما فيه من التدليس والكذب والزور.ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها، أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت فتمعط شعرها، فأرادوا أن يصلوها فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعن الله الواصلة والمستوصلة ) وعندهما من حديث أختها أسماء( فتمزق رأسها).( تمعط، تمزق: تساقط من أصله).
ولهما من حديث سعيد بن المسيب قال: قدم معاوية المدينة آخر قدمة قدمها، فخطبنا، فأخرج كبة من شعر وقال: ما كنت أرى أحداً يفعل هذا غير اليهود، إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه الزور. يعني الواصلة في الشعر )
فيحرم أن تزيد المرأة شعراً إلى شعرها من الأمام أو الخلف أو الجانبين أو الوسط وسواء
كان هذا الشعر المزيد من شعرها هي أو شعر غيرها أو شعراً من حيوان أو شعراً صناعياً.
ما يتخذه بعض نساء الكافرين، وتبعهم في ذلك بعض الفسقة من نساء المسلمين من الممثلات ونحوهن مما يسمى بالباروكة وهي لفظة أجنبية معناها: الشعر المستعار.
فلا شك في حرمتها، لأنها أشد من الوصل، فلئن كانت الزيادة في الشعر زوراً فلبس الباروكة هو الزور والكذب كله.
يحدث للقليل من النساء أن يسقط شعر رأسها كله بدون سبب أوبسبب تعاطيها بعض الأدوية بحيث تظهر فروة رأسها وهو ما يسمى اليوم( الصلع )
أو يسقط الشعر في أعلى رأسها كله، بحيث تظهر فروة الرأس.
فهذا ولا شك من العيوب، والقاعدة أن العيب لابأس بإزالته، خاصة وأن شعر المرأة من المعاني العظيمة لجمالها، واعتدال خلقها.
ولذا يقال... إن من صار معها مثل هذا المرض بحيث تظهر فروة رأسها، فلا بأس إن شاء الله أن تقوم بعملية لزراعة الشعر في هذا الموضع إن أمكن ذلك، كما لا حرج عليها أيضاً من لبس الباروكة في هذه الحالة.
- وننبه إلى أن التساقط العادي للشعر الذي يقع للكثير من النساء، بعد كل تسريح للشعر يخرج في المشط مجموعة من الشعر، فهذا لا يجيز زراعة الشعر ولا لبس الباروكة، وهو كما تقدم في حديث عائشة وأسماء رضي الله عنهما في المرأة التي تمعط شعرها وكان هذا سبباً للعنه صلى الله عليه وسلم الواصلة.
- وأما سقوط شعر الحاجبين كله بحيث يظهر الجلد، فيقال فيه ما يقال في الشعر من جواز زراعة الشعر في هذا الوضع.كما يجوز لها أن ترسم حاجبين بالكحل ونحوه.
إذا أرادت المرأة أن تصل شعرها بخرق، أو حرير، وشرائط.. ونحو ذلك مما هو وصل بغير الشعر. فقد اختلف أهل العلم فيه على قولين:
أولاً / ذهب جمهور أهل العلم إلى عدم جوازه ولوكان بغير الشعر. واستدلوا بالحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال زجر النبي صلى الله عليه وسلم أن تصل المرأة بشعرها شيئاً ) فقوله( شيئاً ) عام في الشعر وغيره.
الثاني / ذهب إلى جوازه سعيد بن جبير ورواية عن أحمد بكراهته واختار ابن قدامة الجواز، فأخرج أبو داود بإسناد صححه الحافظ بن حجر عن سعيد بن جبير قال: لابأس بالقرامل.( القرامل: جمع قرمل، بفتح القاف وسكون الراء، نبات طويل الفروع ليّن). والمراد هنا خيوط من حرير أو صوف يعمل ضفائر تصل به المرأة شعرها.
والصواب والله أعلم التفصيل بين ما إذا كان الموصول به الشعر يوهم أنه من الشعر، أو لا، قال الحافظ ابن حجر: وفصل بعضهم بين ما إذا كان ما وصل به الشعر من غير الشعر مستوراً بعد عقده مع الشعر بحيث يظن أنه من الشعر، وبين ما إذا كان ظاهراً: فمنع الأول قوم فقط لما فيه من التدليس. قال: وهو قوي.
أقول/ ويدل عليه ما جاء في حديث معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم( سماه الزور)
فعليه يجوز للمرأة أن تربط شعر رأسها بما فيه ألوان أو أشكال يتبين لمن رأها أنه من غير الشعر ,أما إن كان الذي ينظر إليها يظنها من الشعر فلا يجوز.ولذا جاز ربط شعر الفتيات بالشرائط البيضاء أو الزرقاء أو الحمراء أو نحوها.
تقوم بعض النساء بحشو شعر رأسها بخرق، أو قطن، أو بمواد أخرى مما يوهم كثرة الشعر، أو ينفشه.
فهذا الفعل لا يجوز، لأنه من الوصل والزور المنهي عنه. ولما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسمنة البخت المائلة، لايدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ).
( أسنمة البخت ) قال النووي: يعني يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها.
(تنبيه ): ذهب بعض أهل العلم أن المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم( مائلات ) اللاتي يمشطن المشطة الميلاء. ونقل النووي عن بعضهم قوله مائلات) يمشطن المشطة المائلة وهي مشطة البغايا، ( مميلات) يمشطن غيرهن تلك المشطة.
وأوله بعضهم بما يسمى( الفرقة المائلة ) وذلك بأن يمشط الشعر كله إلى إحدى الجهتين اليمين أو اليسار
نقول: وهذا غير ظاهر والظاهر أن المقصود( بالمائلات المميلات) كما قال أهل العلم الميل عن طاعة الله، أو اللواتي يمشين المشية المتبخترة المميلات لأكتافهن، أو المميلات للرجال بما يبدينه من زينتهن . أو مميلات لأزواجهن عن طاعة الله تعالى.
أو أن يكون المقصود ما قاله القاضي (مائلات): هي ضفر الغدائر وشدها إلى فوق وجمعها في وسط الرأس فتصير كأسنمة البخت.
وعليه: فلا يجوز للمرأة أن تجعل تسريحة شعرها بهذه الصفة بأن ترفع رأسها وتجمعه إلى أعلى. سواء ربطته أو لا. هذا فيما إذا فعلت ذلك وخرجت للناس، أما لو فعلت ذلك لزوجها، أو ربطته كذلك حتى لا يضايقها في أداء أعمال المنزل من تنظيف ونحوه فلا بأس لأن النهي عن ذلك لأجل التبرج به، والله أعلم.
يعمد بعض النساء إلى وضع رموش صناعية على رموشها، وهذا من الوصل المحرم، لأنه وصل للشعر بالشعر، ولما فيه من التدليس والتزوير بإظهار رموشها طويلة أو كثيرة. والواقع أن رموشها بخلاف ذلك.
أما استخدام الكحل للعين فهذا جائز بإتفاق أهل العلم، ومنهم من استحبه.
أما استخدام ما تسميه النساء اليوم( المسكرة ) وهو سائل أسود( كحل سائل ) له فرشاة حلزونية تفرق بها الرموش، وتكحل بها. حتى تتفرق وتستقيم. فهذا إن شاء الله لا بأس به، لأنه نوع من الكحل، وهو من أنواع الزينة التي الأصل فيها الحل.