موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام الرقية الشرعية والتعريف بالموسوعة الشرعية في علم الرقى ( متاحة للمشاركة ) > فتاوى ودراسات وأبحاث العلماء وطلبة العلم والدعاة في الرقية والاستشفاء والأمراض الروحية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 20-07-2008, 08:54 PM   #1
معلومات العضو
منذر ادريس
اشراقة ادارة متجددة

Arrow ( && خطبة " الحسد " - [ يحيى بن موسى الزهراني ] && ) !!!

الحسد
يحيى بن موسى الزهراني

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونثني عليه الخير كله ، خلقنا من العدم ، وأسبغ علينا النعم ، وعلمنا بالقلم ، علمنا ما لم نكن نعلم ، أحمده سبحانه وقد تفضل وتكرم ، وأشكره وقد أجزل وأنعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الخلق ورب الأمم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم ، صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وأصحابه خير القرون والأمم ، وعلى التابعين أهل المكارم والقيم ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ، " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " . . . أما بعد : فاتقوا الله أيها الناس حق التقوى ، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى ، فأجسادكم على النار لا تقوى ، وأعلموا أنكم بين يدي ربكم موقوفون ، وعن أعمالكم محاسبون ، وعلى تفريطكم نادمون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

أمة الإسلام : لقد دعا الإسلام أهله إلى المحبة والألفة الدائمة ، والتعاون البناء ، والتكافل الاجتماعي ، قال تعالى : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " ، وقال تعالى : " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " ، وعلى النقيض من ذلك فقد حذر الشرع القويم من الفرقة والاختلاف ، ونهى عن الكراهية بين المسلمين وكل ما من شأنه أن يكون سبباً لوغر الصدور ، وضيق الأخلاق ، وتأزم الأمور ، وحرم الغل والضغينة على المؤمنين ، قال تعالى : " ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " ، من هذا المنطلق القرآني العظيم ، كانت الأمة المحمدية ، أمة شامخة أبية ، تخشاها الأمم ، وترهبها الشعوب ، فلما دب إليها داء الأمم ، ضعفت شوكتها ، وتصدع بنيانها ، وتهتك ستارها ، فأصبحت ضعيفة ، يدك حصونها التناحر والبغضاء ، نخرها سوس الحاسدين والحاقدين ، فتحتاج الأمة اليوم لرأب الصدع ، وترميم القلوب ، وتطهيرها من رجز الوثنية ، ودرن اليهودية ، إن موضوع الحسد لهو موضوع غاية في الأهمية ، جدير بالطرح والتحري ، والشفافية والتأني ، لمعرفة النتائج والأسباب ، ليتذكر أولوا الألباب ، ومن ثم وصف العلاج الناجح ، ليستبين الأمر الواضح ، أخرج الترمذي وأحمد ، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ : الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ ، هِيَ الْحَالِقَةُ ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " ، ألا فاعلموا أيها الناس أن من أسوأ نتائج الحسد أنه وقوع في الغيبة ، وتربص بالنميمة ، قال تعالى : " ولا يغتب بعضكم بعضاً " ، وقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ " [ أخرجه مسلم ] ، ألا ما أقبح الحسد ، وما أسوأ نتائجه ، وما أفظع الحاسدين ، وما أشنع المغرضين ، نفوس تتحطم ، بيوت تتهدم ، أسر تتشرد ، صلات تتقطع ، أعراض تتهم ، صور مضيئة تتشوه ، مجتمعات تتردى ، جماعة تتفرق ، والسبب الحسد ، إنه بلاء لا يكاد الناس يسلمون منه .

أيها المسلمون : هناك نفوس لا تزال تتطلع إلى أكثر من حقها ، بل وتنظر إلى حق غيرها ، ولا شك أن ذلك هو الطمع والجشع ، وهما صفتان مذمومتان في بني الإنسان ، عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ " [ متفق عليه ] ، هكذا هو ابن آدم يعيش في كمد وكبد ، من أجل الحياة الدنيا ، فيكون نتيجة الطمع والجشع ، حسد للغير ، وإساءة للمسلمين ، ثم يموت ولم يحصل من الدنيا إلا ما كتب الله له ، أخرج ابن ماجة عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ " ، فيالها من أموال أكلت بالباطل ، كم من مظلوم ذهب ماله ، وكم من امرأة هضم ميراثها ، فالحسد يوغر الصدور ، ويُذهب الأجور ، يقطع الأواصر ، ويغير النفوس ، الحسد آفة الحساد ، ينغص حياتهم ، ويقض مضاجعهم ، لما رأوا نعم الله تترى ، يتفضل بها على من يشاء من عباده ، قال تعالى : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيراً " .

أيها الناس : ألم تقرءوا قول الله تعالى : " أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات " ، فإذا عرف الحاسد هذه الحقيقة ، فعلام الحسد ، ولماذا يتحمل الأوزار ؟ ويتجشم الأخطار ؟ ولماذا يعيش مهموماً مغموماً لكل نعمة يتفضل الله بها على المحسود ، فليرفق الحاسد بنفسه ، فحتماً سيكون الثمن صحته وعقله وتفكيره ، ألم تتأملوا أيها الحساد قول النبي صلى الله عليه وسلم : " واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيك ، لم يقدروا عليه ، ولو اجتمعوا أن يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبك به ، لم يقدروا على ذلك " [ أخرجه أبو داود وابن ماجة والحاكم واللفظ له ] ، فعلام الحسد ، وعلام يكيد المسلم أخاه ، وليت شعري لو أن الحاسد طلب ما عند الله بدلاً من كيد عباد الله ، قال تعالى : " وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمَّا ٱكْتَسَبْنَ وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلّ شَىْء عَلِيماً " ، وقال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " [ متفق عليه ] ، الْحَاسِدُ لَا يَنَالُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إلَّا لَعْنَةً وَبُغْضًا ، وَلَا يَنَالُ مِنْ الْخَلْقِ إلَّا جَزَعًا وَغَمًّا ، وَلَا يَنَالُ عِنْدَ الموت إلَّا شِدَّةً وَهَوْلًا ، وَلَا يَنَالُ عِنْدَ الْمَوْقِفِ إلَّا فَضِيحَةً وَهَوَانًا ، الحسود يرى النعمة عليك ، نقمة عليه ، فاحذروا الحساد ، وأهل الأحقاد ، ومن يدعون إلى الشقاق ، ويريدون الافتراق .

أمة الإسلام : اعلموا أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، الحسد كبيرة من كبائر الذنوب ، حسد إبليس آدم عليه السلام فطرده من جنته ، وحسد ابن آدم أخاه فقتله ، فالحسد دليل على تفسخ الأخلاق ، وانسلاخ الإنسانية ، وانحطاط للهاوية ، الحسد ربيب الكبرياء ، ووالد الكراهية والبغضاء ، ومثير الفتن والشحناء ، وربما كان الحسد سبباً لإزهاق الأنفس البريئة ، قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ . . " [ أخرجه ابن ماجة وأحمد ومالك ] ، فهلا أدركتم ذلك أيها الحساد ، وتجنبتم طريق الفساد ، وإهلاك العباد ، ثم اعلموا أنكم مسيئون ، وفي الأرض مفسدون ، والله تعالى يقول : " ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين " ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا " [ متفق عليه ] ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم محذِّرًا ومتوعِّدًا : " يا معشرَ مَن آمن بلسانِه ، ولم يدخلِ الإيمان قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتّبعوا عَوراتِهم ، فإنّه من تتبّع عوراتِهم تتبّع الله عورتَه ، ومن تتبّع الله عورتَه ، يفضحه ولَو في جوفِ بيتِه " [ أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي ] ، فما بال أقوامٍ هداهم الله ، من تكون غايةُ دنياه ، وأكبرُ همِّه ومُناه ، تتبّعَ العثراتِ ، وتصيُّدَ الزّلاّت ، والنّفخَ في الهِنَاتِ الهَيِّنات ، والتشهيرَ بها عبرَ المجالس والاجتماعات ، لا يفتؤون هَمزًا ، ولا ينفَكّون لمزًا ، ولا يبرَحونَ غمزًا ، حسداً ومقتاً ، ديدنُهم التشويش ، ومطيّتُهم التحريش ، وسجيّتُهم الإثارةُ والتهويش ، ناموا على سُوءُ الظنّ ، وقاموا على الأذَى والمنّ ، يكثِرون الوقيعةَ والعِتاب ، ولا يتورّعون عن الشّتائم والسّباب ، إذا رَأَوك في نعمةٍ حسَدوك ، وإن توارَيتَ عنهم اغتابوك ، يتحرّكون في الظلام كالخفافيشِ ، ويعمَلون خلفَ الكواليس ، يبثّون الشائِعات ، ويختلقون الوِشايات ، فسبحانَ ربّيَ العظيم ، ألا يخافون الله ربَّ العالمين ؟! إلى الله المشتَكى ، ولا حولَ ولا قوّةَ إلاّ بالله العليِّ العظيم ، بارك الله لي ولكم في القرآنِ والسنّة ، ونفعَني وإياكم بما فيهما من الآياتِ والحِكمة ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ، ولوالديَّ ووالدِيكم ، ولجميعِ المسلمين والمسلمات ، من جميع الذنوب والخطيئات ، فاستغفروه وتوبوا إليه ، إنّه هو التوّاب الرحيم .

------------

الحمدُ لله الواحدِ الخلاّق ، أمرَنا بالتّآلفِ والوِفاق ، ونَهَانا عن سُبُل التفرّق والشّقاق ، وحذرنا من الحسد والنفاق ، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تَملأ النفوسَ مِن الخشيةِ والإشفاق ، وأصلّي وأسلّم على نبيّنا محمّد بن عبد الله صلاةً وسلامًا تامّين كاملين ما تعاقب أُفول وإشراق ، وعلى آله وصحبِه أئمّة الهدَى باتّفاق ، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يومِ التّلاق . . . أمّا بعد : فاتّقوا اللهَ عبادَ الله ، وراقبوه في سركم ونجواكم .

أيها المسلمون : ليس كل الحسد مذموماً ، فالحسد نوعان ، حسد محرم ، وحسد جائز ، أما الحسد المحرم ، فهو تمني زوال النعمة عن المحسود ، وإلحاق الضرر به ، وأما الحسد الجائز ، فهو الغبطة ، وتمني مثل ما عند الغير من غير رغبةٍ في زوالها ، قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ ، فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ : " لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ ، فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلَانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ " [ أخرجه البخاري ] ، فاحذروا الحسد المذموم ، وسابقوا إلى الخيرات ، وسارعوا إلى مغفرة رب البريات .

أمة الإسلام : إن من أعظم أنواع الحسد خطورة ، وأشده نكاية ، أن يحسد الإنسان جاره أو قريبه ، أو رحمه أو صديقه ، فلربما منعه أو حرمه من طريق يعبر خلاله ويصل به إلى غايته ، والله تعالى يقول : " إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " ، ومن الناس من يمنع عباد الله من وضع مسمار في جداره ، أو طرح خشبة في حرثه ، أو التبرع له من ماء بئره ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الناس شركاء في ثلاث : النار ، والماء ، والكلأ وثمنه حرام " [ أخرجه ابن ماجة وغيره ] ، قال تعالى : " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " ما نقصت صدقة من مال ، بل تزده ، بل تزده " ، فتاجروا مع الله تعالى ، وطيبوا بها نفساً ، ألا وإن من أعظم أنواع الحسد من منع الناس من بناء مسجد لله تعالى في ملكه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة " ، فكل ذلك من الحسد المذموم ، والفكر المسموم ، الذي نهى عنه الشارع الحكيم ، عباد الله ، لقد دخل رجل الجنة في غصن شجرة أزالها من طريق الناس ، ودخلت زانية الجنة عندما سقت كلباً يلهث من العطش ، فكيف بمن يسقي مسلماً من مائه ، ويهب للناس طريقاً في أرض الله التي وهبها إياه ، لهو أعظم أجراً ، وأكثر فضلاً ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، ولن يبقى للإنسان إلا عمله الصالح ، وسيرته الحسنة ، فأين أنتم عن هذه الأحاديث الصحاح ، أم أنكم ضمنتم الجنة ، وأمنتم من النار ، سبحان الله ! أما تخافون الله ، وتخشون عذابه ، وتحذرون عقابه ، أما تذكرتم القبر وظلمته ، والصراط وزلته ، ويوم القيامة وكربته ، فاجعلوا لكم نوراً تستضيئون به في القبور ، ويوم البعث والنشور ، ووالله لن يكون لكم ذلك ، حتى تطهروا قلوبكم من رجزها ، وأفئدتكم من أمراضها ، فتبرعوا بتراب الأرض لشق الطرق ، تصدقوا بأموالكم للفقراء والأيتام ، تفقدوا الأرامل والمساكين ، اطلبوا ما عند الله فهو باق ، واتركوا الدنيا فهي زائلة ، وسعوا على إخوانكم وجيرانكم ، يسروا ولا تعسروا ، بشروا ولا تنفروا ، طهروا قلوبكم من الغل والحقد ، وكونوا عباد الله إخواناً ، كفانا والله فرقة وحسداً ، وكفانا حقداً وغيظاً ، وأوصابًا وتَفريقًا ، وجروحًا وتمزيقًا ، كفانا عصبية وشتاتاً ، فهلا من رجل رشيد ، وليس ذلك على الله ببعيد ، رجل يجمع الشتات ، ويلم الشعث ، ويسعى للصلاح والإصلاح ، سبحان الله ! تأملوا يا رحمكم الله كيف قبض الله رحمته ، فأمسكت السماء الغيث والأمطار ، ومنعت الأرض الإنبات في الفيافي والقفار ، لقد تطاير الشرر ، وزاد الخطر ، ضاقت القلوب من حسادها ، وتمزقت النفوس من أحقادها ، ولفحت الشمس بحرارتها ، وتغيرت الأرض بطقوسها ، فمتى نعود إلى الله ؟ ومتى نحكم شرع الله ؟ لماذا لا تصقل النفوس ، وتبيض القلوب ؟ لماذا لا ننزع البغضاء ، ونزيل العداء ، ونرضى بالمحبة والإخاء ، فعليكم بالتّسامُح والتّراحُم ، والتّناصُر والتّلاحُم ، فاحذروا الحسد فإنه مطية إلى نار جهنم والعياذ بالله ، فكن أيها المسلم سمحاً متنازلاً ، رحيماً متعاوناً ، رفيقاً متآلفاً ، فتلكم صفات المؤمن الصادق ، الموقن بلقاء ربه تبارك وتعالى ، ثم اعلموا أن سلامة الصدر ، وتطهيره من الحسد والكبر ، من أسباب دخول الجنة ، نسأل الله الجنة ونعيمها ، ونعوذ به من النار وجحيمها ، أيها الأخوة الفضلاء ، أيها الأحبة العقلاء ، أرجو أن لا تحار العقول فيما قلت ، وألا يفسر القول بغير ما قصدت ، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت ، هذا وصلوا وسلموا على المصطفى الحبيب ، فقد أمركم بذلك الحسيب الرقيب ، فقال في محكم التنزيل ، ومعجزة التأويل : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد ، النذير البشير ، والسراج المنير ، وعلى آله وأزواجه ، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر الصحابة أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، اللهم كن لهم مؤيداً ونصيراً ، وعوناً ومعيناً ، اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين ، اللهم مزقهم كل ممزق ، اللهم أدر الدائرة عليهم ، واجعلهم غنيمة للمسلمين يا قوي يا عزيز ، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، اللهم ادفع عنا البلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر ، اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء ، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
على هذا الرابط :

http://saaid.net/Doat/yahia/27.htm
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-07-2008, 11:22 PM   #2
معلومات العضو
أبومعاذ
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

أخي الفاضل المشفق

بارك الله فيك

أسال الله سبحانه وتعالى لك التوفق في الدنيا والأخر

واسال الله سبحانه وتعالى أن يحفظك من كل سوء

آمين

أنه سميع مجيب الدعاء

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-07-2008, 05:10 AM   #3
معلومات العضو
منذر ادريس
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

وفيكم بارك الله أخي الحبيب شاكر ولكم بمثل ما دعوتم ونسأله سبحانه الإخلاص في القول والعمل والقبول

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 22-07-2008, 04:16 AM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( المشفق ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 07:35 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com