الطب البديل ... غاية ام وسيلة
مقدمة عن الطب البديل :
الاهتمام بالطب البديل في تزايد مستمر في البلاد الغربية. أما في البلاد العربية فنحن ما زلنا في أول الطريق. وهناك نقص كبير في المعلومات والمؤلفات باللغة العربية عن الطب البديل رغم أن عدد من يحاول الاستفادة من مزاياه في تزايد، كما أن الحاجة إليه ماسة في عالمنا العربي.
وهذا ما جعل بعض الناس للأسف يستغلون تلك الحاجة وعرض أساليب علاج من الطب الشعبي على أنها من الطب البديل دون أسس صحيحية. كما أن العديد من غير الأطباء ينتحلون لأنفسهم تعبير الطب البديل رغم أنهم بعيدون عن الطب وعن التشخيص وتركيب جسم الإنسان وغيره.
ما هو الطب البديل اوالتكميلي ؟
لقد انتشر الطب الغربي في القرون الثلاثة الأخيرة في مختلف أنحاء العالم انتشارا واسعا، وانتزع لنفسه وحده المكانة الطبية المعترف بها على أساس أنه علمي تجريبي. وقد تقدمت الأبحاث والاكتشافات في هذا الطب الذي أصبح يسمى الطب التقليدي تقدما باهرا، ولا سيما في مجال التشخيص والجراحة. كما أن التفكير بالأسلوب التجاري الذي تتزعمه شركات صناعة الدواء والمعدات الطبية قد طغى على كل شيء آخر وغطى على الوسائل الأخرى الممكنة لعلاج الأمراض، وأعمى أعين الكثير من الأطباء والمرضى عن أنواع أخرى من العلاج الفعال.
إلا أن هناك أساليب وطرق في التفكير أخرى قديمة وحديثة تساعد المرضى وتعالجهم تختلف عن ذلك الطب التقليدي . هذه الطرق وجدت وما زالت تجد مقاومة من كثير من رجال الطب الحديث، لأنها تختلف في طريقة تفكيرها أو وسائل علاجها عما تعودوا عليه، وأنهم عجزوا عن تفسير أسباب فعاليتها بأساليبهم العلمية التقليدية ولم يتنازلوا عن التفكير بأسلوب آخر جديد.
وإذا نظرنا إلى مختلف الأمراض نجدها تنقسم إلى قسمين رئيسيين :
1- الأمراض العضوية : فهي تلك التي تحدث بسبب تغير واضح في عضو من أعضاء الجسم ككسور العظام أو الأورام أو الجروح أو تمزق العضلات أو الفتق أو انسداد أحد عروق الدم أو انقطاع عصب من الأعصاب. هذه الأمراض ولا شك تحتاج إلى علاج بوسائل الطب التقليدي الذي أثبت نجاحاً في هذا المضمار ولا حاجة لنا إلى التخلي عنه. كما أن من المهم أن نعرف أن مثل هذه الأمراض يصعب على الجسم نفسه التغلب عليها تماماً دون تدخل جراحي أو طبي. ولا حاجة لنا في مثل هذه الحالات إلى البحث عن بدائل طبية لعلاجها.
2- الأمراض والوظيفية : والتي تحتل حيزاً كبيراً من معاناة المرضى في مختلف أنحاء العالم، فمعظمها عجز الطب حتى اليوم عن إيجاد تفسير واضح لها ( بل ان التطور العلمي الطبي والغذائي يعتبر المتهم الاول بظهورها وانتشارها ) ، وإنما هي افتراضات ونظريات تظهر وتختفي يتم العلاج على أساسها، من أبرز هذه الأمراض الوظيفية أمراض الروماتزم بكل أنواعه كأوجاع المفاصل والعضلات، وأمراض الحساسية كما يسمونها في الصدر أو الأنف أو الجلد أو غيره، وأنواع الصداع المختلفة كالشقيقة وغيرها وأمراض الجهاز الهضمي من اضطرابات وغازات وإمساك وغيره. كل هذه وغيرها كثير يعاني منها الناس ولا يكاد يوجد إنسان إلا واشتكى في يوم ما من أحد هذه الأمراض على الأقل لفترة ما في حياته.
ظهرت في الفترة الأخيرة من جديد دعوة منظمة لاستخدام وسائل أخرى لمعالجة هذه الأمراض الوظيفية التي ما زال عدد المعانين منها في ازدياد في كل البلاد وكل عيادات الأطباء. فبدلا من غمر المريض بأكياس من الكيماويات والعقاقير والسموم من مضادات حيوية وهرمونات إلى الأدوية المسكنة للآلام والتي إن ساعدت على تخفيف الآلام، إلا أنها لا تقضي على المرض، بل وفي كثير من الأحيان تؤدي إلى مشاكل ومعاناة أخرى وأمراض جديدة
لماذا الطب البديل ؟؟
1- لانها تساعد المريض في التخلص من الكثير من معاناته بصرف النظر عن الجانب الاقتصادي
2- لانها توفر على المريض الكثير من الأموال
3- كما ان الطب البديل يؤكد أنه لا يضر إن لم ينفع. بينما العقاقير الكيماوية تعتمد على مبدأ أن ما لا يضر منها البتة لا ينفع البتة. أي أنها على كل حال سموم. بينما الطب البديل يساعد المريض على التخلص من معاناته بأساليب أكثر رحمة طالما أن تلك المعاناة غير عضوية وليست في حاجة إلى تدخل جراحي يزيلها او دوائي سريع للحؤول دون تطورها.
لكن : الطب البديل يجب رغم ذلك أن يبقى في أيدي الأطباء اوالصيادلة ( المتخصصين ) ، أي أن يكون من يمارسه طبيبا او صيدلانيا يعرف كلا الاتجاهين ويعرف حدود استخدام كل منهما ومتى يطبق هذا أو ذاك أو يحيل المريض إلى من هو أمهر منه في علاج تلك الحالة.
ولهذا يجب أن يبعد هذا الطب عن الشعوذة والمشعوذين غير المتخصصين والذين يجهلون أساليب التشخيص ومعرفة حدود وطاقات كل أسلوب في العلاج.
علاج الأمراض الوظيفية بما فيها الأمراض المزمنة أثبت الطب البديل فيها نجاحاً فائقاً يتقدم به على أساليب الطب التقليدي في معظم الأحيان. كما أنه لا يضر إن لم ينفع، فعلاج أمراض الروماتيزم أو الحساسية أو الاضطرابات الهضمية بالوخز الصيني أو العلاج العصبي الألماني أو العلاج بالأعشاب مثلاً أفضل وأرحم للجسم ويؤدي إلى نتائج تفوق نتائج العلاج بالطب التقليدي في كثير من الأحيان.
إن الطب التقليدي التجريبي العلمي الغربي اليوم يحاول إصلاح ما يطرأ من خلل في مختلف أعضاء الجسم إذا ما اكتشفها. وهذا ينطبق على الأمراض العضوية حيث نجح في ذلك إلى حد كبير جداً. أما الأمراض الوظيفية كما سميناها فان الطب التقليدي لم يتمكن من تفسيرها تفسيراً واضحاً إلا في حالات قليلة. فهو يفترض افتراضات ويضع نظريات غير أكيدة ويحاول في النهاية تسكين الأعراض بعقاقير تغطي عليها ولا تقضي على المرض. ثم أن هذه العقاقير إذا ما أضعفت مقاومة الجسم يصعب عليه مقاومة المرض فيتحول إلى مرض مزمن وتتغير أعراضه إلى أعراض أخرى وتستمر المعاناة.
أما في الطب البديل فالمحاولات وأسلوب العلاج لا تعتمد على تسكين الأعراض فقط، وإنما في نفس الوقت إعطاء الجسم الفرصة لمقاومة المرض بنفسه والتغلب عليه وإعادة التوازن إلى أعضاء الجسم بأساليب بسيطة لا تضر إن لم تنفع .
لقد انتشر العلاج البديل في مختلف أنحاء أوربا وأمريكا، لا سيما ألمانيا الرائدة في هذا الميدان، انتشر إلى حد كبير متزايد، ووجد تجاوباً وإقبالاً من المرضى الذين أصبحوا يحاولون تفادي العقاقير الكيماوية التي لا نعرف حتى اليوم مدى تأثيرها السلبي وأعراضها الجانبية على الجسم. كما إن إقبال الأطباء على تعلم مختلف أنواع العلاج البديل في تزايد مستمر لاقتناعهم بمدى فعاليته ومحاسنه ولمصلحة مرضاهم.
الطب البديل والطب التكميلي ...... ما الفرق ؟
الطب البديل : يمكن الاستغناء به عن الطب التقليدي ( الحديث ) ، كالامراض الوظيفية
الطب التكميلي : يكون مساعدا ومكملا للطب التقليدي حيث لا غنى عن الطب الحديث في هذه الحالة ، كالأمراض العضوية
وقد تناولت جانبا من الطب البديل او التكميلي في موضوع
نحو موسوعة للعلاج بالطب الأخضر