قال يوسف عليه السلام:
﴿ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا ﴾ [يوسف: 101]،
لمَّا عدَّد يوسف النِّعَمَ التي أنعم الله بها عليه من نعمة الملك وتأويل الرؤى، طلب من ربه أن يتم عليه أعظم نعمة، وهي أن يتوفَّاه على دين الإسلام، وإن من صفات المؤمن عدم اغتراره بنفسه وبإيمانه وتقواه، وظنه أنه سيموت على الإسلام يقينًا، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فعلى العبد أن يسأل ربه الثبات على الحق، والموت على الإسلام، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تكون بين يدي الساعة فتنٌ، كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا، يبيع أقوام دينهم بعَرَضٍ من الدنيا))؛ [رواه الترمذي]، فكم سمعنا من كان مسلمًا فتنصَّر وكفر، ومن ألحد وأنكر الرب جل وعلا، ومن كان مستقيمًا صالحًا، فترك طريق الحق والطاعة، واتبع طريق الشيطان والغواية! ولقد كان من أكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام الدعاء بالثبات على الدين؛ سألت أم سلمة رضي الله عنها: ((يا أم المؤمنين، ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان رسول الله يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك، قالت: فقلت: يا نبي الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء))؛ [رواه الترمذي].