س : ما هي أنواع الإرادة الربانية ؟
ج : الإرادة الربانية نوعان :
1 - النوع الأول : إرادة كونية قدرية، وهذه مرادفة للمشيئة، ومن أمثلتها قوله تعالى : ** وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا ** وقوله تعالى : ** وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ ** وقوله : ** وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ** .
2 - النوع الثاني : إرادة دينية شرعية، ومن أمثلتها قوله تعالى : ** وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ** الآية ( 27 ) النساء وقوله : ** مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ ** الآية ( 6 ) المائدة . وقوله تعالى : ** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ** الآية ( 33 ) الأحزاب .
س : وما هو الفرق بين النوعين السابقين ؟
ج : الفرق بين الإرادتين :
1 ـ الإرادة الكونية قد يحبها الله ويرضاها، وقد لا يحبها ولا يرضاها والإرادة الشرعية لابد أنه يحبها ويرضاها . فالله أراد المعصية كونًا ولا يرضاها شرعًا .
2 ـ والإرادة الكونية مقصودة لغيرها، كخلق إبليس وسائر الشرور لتحصل بسبب ذلك المجاهدة والتوبة والاستغفار وغير ذلك من المحاب . والإرادة الشرعية مقصودة لذاتها، فالله أراد الطاعة كونًا وشرعًا وأحبها ورضيها .
3 ـ الإرادة الكونية لابد من وقوعها، والإرادة الشرعية لا يلزم وقوعها فقد تقع وقد لا تقع .
تنبيه : تجتمع الإرادتان الكونية والشرعية في حق المخلص المطيع وتنفرد الإرادة الكونية في حق العاصي .
تنبيه آخر : من لم يثبت الإرادتين ويفرق بينهما فقد ضل كالجبرية والقدرية ، فالجبرية أثبتوا الإرادة الكونية فقط، والقدرية أثبتوا الإرادة الشرعية فقط . وأهل السنة أثبتوا الإرادتين وفرقوا بينهما .