موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام الرقية الشرعية والتعريف بالموسوعة الشرعية في علم الرقى ( متاحة للمشاركة ) > فتاوى ودراسات وأبحاث العلماء وطلبة العلم والدعاة في الرقية والاستشفاء والأمراض الروحية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 22-06-2008, 11:23 AM   #1
معلومات العضو
ادريس

Arrow ( الأدلة النقلية في الفرق بين الرقية الشـرعية والرقية التجارية-عبدالكريم الحميد ) !!!

تأليف الشيخ / عبدالكريم بن صالح الحميد حفظه الله


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، وعلى مَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ..
أما بعد :
فإنَّ مِمَّا أُهْمِلَ نقدُه والنظرُ فيه في وقتنا أخذ الْجُعْل على الرقية الشرعيـة لاَسِيَّما وأنه ظهر وكَـثُر حتى صار حرفةً لِكسب المال بغير حقّ ، كما أنَّ احتراف ذلك هوّن شأن العُصَاة وبغضهم مما لا قوام للدين إلا به ؛ فالراقي يرقي مَن هبَّ ودَبَّ لأنَّ مدارَ القضية على التكسُّب ، وإنَّ ذلك وإنِ اتُّخِذَ عادةً إلاَّ أنَّ الشَّرْعَ حاكم على عوائد الناس وجميع أمورهم .
ونَظراً لأَنَّ موضوعَ التكسُّب بالرقية الشرعية والتلاعب بها قد كثر في زماننا بصورة لَم يحصل لها مثيلٌ مِن قَبْل فقد جاء هذا الكتاب بحمد الله تعالى موضِّحاً خطورة ذلك ومُبيِّناً مظاهرَه وأسبابه وما يتعلق به من مواضيع ، وكاشفاً ما يدور حوله من شُبهات .
ولأَنَّ التكسُّب بالرُّقى ونحوها تكسُّب بذكر الله الذي هو القرآن وغيره فقد كان من المناسب بيان وجوب تعظيم واحترام ذكر الله تعالى وبيان بعض أسباب ومظاهِر الاستهانة به في زماننا مِمَّا كثر بصورة مخيفة لَمْ يحصل مثلها ولا مايُشابهها من قَبل ، وهذا هو موضوع القسم الثاني من الكتاب ؛ واللَّهَ نسأل أن ينفع به المسلمين ، وأن يجعله حُجَّةً لنا لا علينا يوم الدين ؛ والحمد لله ربِّ العالمين .
أحاديـث اللديـغ .. والْـجَـعَـالـة
إنَّ أعظمَ ما يحتج به مَن جعل ذلك له صنعةً ومَجْلبـةَ مـالٍ لا تَعَب فيه ولا نَصَبَ حديث قصـة " اللديـغ " الذي رُقي بسورة الفاتحـة فشُفـي ، ففي « الصحيحين »عن أبي سعيد الخدري tأن رهطاً من أصحاب رسول اللهrانطلقوا في سفْرَةٍ سافروها حتى نزلوا بحيٍّ من أحياء العرب فاستضافوهم،فأبَوْا أن يضيِّفوهم، فلَدُغ سيِّد ذلك الحيِّ ، فسعَوْا له بكل شيء ، لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : " لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء " .
فأتوْهم فقالوا : " يا أيها الرهـط .. إنَّ سَيِّدنا لُدِغ فسعَيْنا له بكل شيء ، لا ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم شيء ؟! " .
فقال بعضهم : ( نعم ، واللهِ إني لَرَاقٍ ، ولكن واللهِ لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلاً ) ، فصالحوهم على قطيعٍ من الغَنَم،فانطلق فَجَعَل يتفل ويقرأ:** الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ** حتى لكأنما نَشِطَ من عِقَال، فانطلق يمشي ما به قَلَبَة (1)، قال : فأوْفوْهُم جُعلَهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا ، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي

(1) ( قلَبَـة ) بفتح القـاف واللام والبـاء ، أي : ألَـَمٌ وعِلَّـة ؛ أنظر : « النهاية في غريب الحديث والأثر » ( 4 / 98) ، و « لسان العرب » ( 1 / 687 ) .

رسول الله rفنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا ،فَقَدِموا على رسـولِ الله rفذكروا لـه ، فقال : ( وما يُدريك أنها رُقيـة ! ، أصَبتم ، اقسموا ، واضربوا لي معكم بسَهم )(1) .
وأخرج البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نفراً من أصحاب النبي rمرُّوا بماءٍ فيهم لديغ أو سَلِيم ، فعرَض لهم رجلٌ من أهل المـاء ، فقال : " هل فيكم من راقٍ ، إن في الماء رجلاً لديغـاً أو سليماً ؟!" ، فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ ، فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابـه ، فكرهوا ذلك وقالوا : ( أخَـذْتَ على كتابِ اللهِ أجراً ! ) ، حتى قَدِموا " المدينـة " فقالوا : ( يا رسول الله .. أخَذَ على كتاب الله أجراً ! ) ، فقال رسول الله r : ( إنَّ أحقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ) (2).
وبعض الناس يفهم أن أخذ الأجر أو الْجُعل على إطلاقه ، وهذا خطأ ظاهـر ، قال شيخ الإسلام ابن تيميـة ~ لَمَّا ذَكَر قولـه r : ( إنَّ أحقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ) ؛ قال : ( وكان الْجُعْل على عافيةِ مريض القوم لا على التلاوة ) انتهى (3) ، وقـال - أيضاً - : ( فإن الْجُعل كان على الشفاء لا على القراءة ) انتهى (4) ، يعني أن الْجُعْل - وهو الأجرة - إنما هو على شرط الشفاء .



(1) أخرجه البخاري في « صحيحه » برقم ( 2156 ) واللفظ له ، ومسلم في « صحيحه » برقم ( 2201 ) .

(2) أخرجه البخاري في « صحيحه » برقم ( 5405 ) .

(3) أنظر : « مجموع الفتاوى » ( 18 / 128 ) .

(4) أنظر : « مجموع الفتاوى » ( 20 / 507 ) .

الْمُـحتـرفـون !

أمَّا ما يفعله المحترفون لهذا الأمر في وقتنا فهو خلاف ما تقدَّم بيانه ، فهم يأخذون الأجر على التلاوة ، سواء كان ذلك بمباشرة النَّفْثِ على المريض أو النفث في أدوية يُغالون في ثَمَنِها لأجل نفْثهم وقراءتهم فيها ، فيكون ما زاد على ثمنها الأصلي من أجل ذلك ! ، وقد يكتبون الرُّقَى في قراطيس يبيعونها على المريض بأثمانٍ باهظة ! ؛ وهذا كله وما شابهه لا تدل عليه قصة الحديثين حيث إنَّ الْجُعل يُدفع للراقي بعـد شفـاءِ المريض ، وهذا ظاهر هذه الأحاديث حيث جَرَت الرقية على مقتضى المشارطة على الشفاء ، فأين هذا من فعل هؤلاء الذين يأخذون المال دون شرط الشفاء ؟! ، ولو كانت ريالاً أو ريالين - مثلاً - لَهَانَ الْخَطْب ولكنها أموال باهظة يأخذونها بالباطل ! ؛ وسيأتِي- إن شاء الله تعالَى- بيان أنه لا يُشترط ثَمَن ولا على شرط الشفاء إلاَّ في مثل هذه الحالـة الاستثنائية ، ولذلك لا يُعهد عن الصحابـة y ولا العلماء بعدهم أخذ الأجرة على الرقية بهذه الكيفية التي يفعلها أهل الوقت .
وقد بلغني أن بعضهم يأخـذ ( خمسمائـة ) ريالٍ مقابل ورقة يكتبهـا لا تساوي رُبعَ ريال ! ، وبعضهم يصفّ أوانِي الْمَاء ، ثم ينفخ عليها نفْخةً ، ثم يبيعها بأغلى من ثمنها وكأنه عيسى - عليه السلام - الذي يُبرئ الأكْمَهَ والأبرصَ - بإذن الله - ! .
وبعضهم قد جعَل لِمَحَلِّه بوَّاباً أجنبياً يأخذ ممن يريد الدخول على هذا الراقي خمسة ريالات ( رَسْم الدخول ! ) ، وهذا ليس أجرة الرقية ، فتلك شيء آخر ! .
وبعضهم يَنفُث في ماء مخلوط بزعفران ، ثم يأتي برزمة أوراق فَـيُدْخِل عُوداً في الزعفران ، فيخط في كل ورقة خطوطاً ليس فيها حرفاً واحداً ويضع الورقة في الظرف ويبيعها وتباع لـه ! ، بل وبعضهم يأتي بورقة طويلة بطول القامة ، ثُم يكتب فيها بعض الآيات ويسميها " البـَدن " ، ثم يجعل قيمتها ثمانمائة وخمسين ريالاً ! ؛ وهذا كله من أكل أموال الناس بالباطل تحيّـلاً بالدِّين بلا شرط على الشفـاء مُسَبَّق - كما في الحديثين المتقدِّمَين - ؛ فتأمَّل ! .




الـقـرآن والـدِّيـن لـيـس حـرفـة للتـكَـسُّـبوأخـذ الأجـرة عـلى الـرقـيـة يـورث

تـمـنـِّي
وليعلم كل مَن جعل القرآن الكريم وعِلم الدِّين حِرْفَـةً له ومصدرَ رِزقٍ أنه مُخَالف لسلف هذه الأمة المقتدى بهم ، لأن قدوتهم في ذلك الأنبيـاء والمرسليـن - عليهم الصلاة والسلام - الذين أخبر الله عنهم أنهم لا يسألون الناس أجراً على تبليغ دين ربهـم ، ونُصْرَتِه ، ونفعهمُ الناسَ في ذلك ؛ حيث قال - سبحانه وبحمده - على لسان رسوله الكريم ( نـوح ) - عليه السـلام - : ** وَيَا قَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ **(1) ، وقال - سبحانـه - على لسان ( هود ) - عليه السلام - :** يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْـراً إِنْ أَجْـرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُـونَ **(2) ، وقال على لسان ( صالح ) - عليه السلام - : **وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ **(3) ، وكذلك قـال على لسان ( لـوط) (4) و (شعيب) (5) - عليهما السلام-؛ وهكذا جميع رُسُل اللهِ تعالى - عليهم الصلاة والسلام - ، فهم لا يسألون الناس جُعـلاً ولا أجـراً على دعوتهم ونفعهم وإنقاذهم من النـار - بإذن الله - ، بل لا يرجون الثواب والأجر إلا من اللهِ أكرم الأكرمين - سبحانه وبحمده - .
وتأمل ما فعَلَه العبد الصالح ( حَبيب النجار ) حينما جاء من أقصى بلده يشتد في السعي نحو قومه يدعوهم إلى اتباع مَن لا يسألهم جُعلاً ولا أجراً - وهم رُسُل الله - حيث قال الله - تبارك وتعالى - عنه : ** وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ۞ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ**(1) .
وقال ابن كثير ~ على قول الله تعالى : ** أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ **(2)، قال : ( قال «الْحَسَن»" أجراً " ،وقـال «قتادة »" جُعْلاً "، ** فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ ** أي أنت لا تسألهم أُجرةً ولا جُعْلاً ولا شيئـاً على دعوتك إياهم إلى الهـدى ، بل أنت في ذلك تحتسب عند الله جزيل ثوابه كما قال : ** قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ **(3)، وقال : ** قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ**(4)) انتهى (5)؛ فهذه هي حال الأنبياء والمرسلين في خدمتهم الدِّين ودعوتهم إليه حيث لا يبتغون على ذلك الأجرَ إلاَّ من الله - تعالى - ، لكن انظر اليوم إلى الدِّين وقد اتُّخِذ حِرفةً وتجارة في كل المجالات ، حيث أصبح طَلَب العلم والإمامة والأذان والرقيـة وغير ذلك من أكبر ما يتنافس فيه المتنافسون اليوم لطلب الدنيا والحصول على المال ! .
وقد جاء في الحديث الصحيح الوعيد الشديد فيمن طَلَب العلمَ للدنيا بأنه لَم يَجِد ريحَ الجنةِ يوم القيامة فضلاً عن أن يدخلها ! ، فَعَن «أبي هريرة »tأنَّ رسول الله rقـال : ( مَن تعلَّم عِلْماً مِمَّـا يُبتَغَى به وَجهُ اللهِ - عزَّ وَجَلَّ- لاَ يَتعلمه إلاَّ ليصِيبَ به عَرَضاً من الدنيا لَمْ يجد عُرْفَ الجنةِ يوم القيامة - يعني ريحها - ) (1) .
وكذلك الأذان حيث جاء النهيُ عن اتخـاذ مؤذناً يأخذ على أذانه أجراً ، فعَن «عثمان بن أبي العاص »tقال : قلت : " يا رسول الله .. علِّمني القرآنَ واجعلني إمامَ قومي" ؛ قال : فقال r : ( أنتَ إمامهم واقتدِ بأضعفهم ، واتَّخِذ مُؤَذِّناً لاَ يأخُذ على أذانه أجراً ) (2) .
وفي رواية أخرى عن «عثمان بن أبي العاص» أنه قال : ( إنَّ آخر ما عَهِد إلينا رسول اللهr أنْ أتَّخِذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجْراً ) (1) .
فإذا كان هذا في الأذان فما بالك بالإمامة حيث هي أولى بالتحذير من أن يُتخذ عليها أجراً ! .
وقد قال أمير المؤمنين في الحديث « سفيان الثوري »(2) لرجل ضَرِير كان يجالسه فإذا كان شهر رمضان يخرج إلى " السَّواد " فيصلي بالناس ، فَـيُكْسَى ويُعْطَى ، فقال سُفيان : ( إذا كان يوم القيامة أُثِيبَ أهلُ القرآنِ مِن قراءتهم ، ويُقال لِمِثْل هذا : " قد تعجَّلت ثوابك في الدنيا " ) ، فقال : يا أبا عبد الله .. تقول لي هذا وأنا جليسك ؟! ، فقال « سفيان » : ( أخاف أن يقال لي يوم القيامة كان هذا جليسك أفَلاَ نَصَحتَه ؟! ) انتهى (3) .
إنَّ الفاسق وحتى الكافر إذا رأى مَن يتديَّن وقد اتخذ الدِّينَ بضاعةً وتجارةً وحِرْفةً - كما هو حاصل اليوم في كل المجالات ؛ لكن الكلام هنا على التكسب بالرقى- فإنه يظن أنَّ هؤلاء يمثلون حقيقة الدين ، وأن السلف على هذه السيرة ؛ فقد يزهد فيه أو يقتدي بهؤلاء فيسلك طريقَ كَسْبِ الدنيا بالدين بلا عناءٍ كَمَا قال أبو سفيان « صالح بن مهران »~ : ( وضَعوا مفاتيحَ الدنيا على الدنيا فلم تنفتح ، فوضعوا عليها مفاتيح الآخرة فانفتَحَت ! ) (1) .

وقد سُئل « عبدُ الله بن المبارك » عن سَفَلة الناس ؟! ، فقال : ( الذي يأكل بدِينِه ! ) (2) .

وقال « سفيان الثوري »~ : (إنَّ أقبحَ الرغبة أن تطلب الدنيا بعمل الآخرة ) انتهى(3).

ولا شك أنه من الإساءة للدِّين وتشويه حُسْنِهِ وجَمَالِهِ أنْ يكون وسيلةً للتعـيُّش والكسُّب ، وإنما منَّ الله على عبادِهِ بإنزال هذا القرآن والحكمة غذاءً للقلوب ونعيماً للأرواح وليسعد المهتدي بذلك في الدنيا بالحياة الطبية ، قال تعالى : ** فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ** (4) ، وفي الآخرة رضوان الله والنعيم المقيم .

ومع هذا فأخْذ الأجرة على الرقية بشرط الشفاء يعني أن لا يأخذ شيئاً إلاَّ إذا شُفِيَ المريض أو المصروع ، ولا يكون ذلك حِرفةً وتكسُّباً - كما يُفعل في وقتنا - ، ولا بهذا التخليط والتلاعب الحاصل في كل بلد ، فهذا أهون .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 28-06-2008, 11:52 AM   #2
معلومات العضو
ادريس

افتراضي

فمثلاً لو أُعطي شيئاً بعد الشفاء بلا استشْراف نَفْس ولَم يكن قد اتخذ ذلك حرفةً ومصدرَ رِزقٍ فهذا شيءٌ آخر ، لكن الذي كَـثُر في وقتنا في كلّ بَلَدٍ مِمَّن هَبَّ ودَبَّ ليس كذلك ، فهذا التفصيل يزيل الإشكال .

ولَمَّا صارَت الرقية في زماننا حِرفةَ تكسُّبٍ كثُر الرقاة ممن لا ينتقدون أنفسهم وأنهم ليسوا بأهلٍ لذلك ، ولَم يكن يرقي في الماضي إلاَّ مَن هم أهل لذلك من أهل الدِّين والصَّلاح .

وهناك مَن يرقي ولا يأخذ على الرقية أجراً ولكنه لا يفرِّق فَرْقاً دينياً بين الْمُطِيع لله والعاصي ، فيسأل اللـهَ الشفاءَ للكلِّ ! ، مع أنَّ هذا يستعمل صحة بدنه بطاعة ربه ، والأخر يستعمل ذلك بطاعة الشيطان ؛ فهذه إعانة للعاصي على معصيته وإن لَم يشعر الراقي ، فأين المعاداة في الله ؟! .

وهذا التكسُّب والتحيُّل لَم يكن معروفاً إلاَّ في وقتنا هذا لَمَّا صار الدِّين حِرفةً في الصلاة والأذان والتعليم ، وغير ذلك ! .

مسألة مهمة حول أحاديث اللديغ وأخذ الاجرة على تغسيل الميت

<H1 dir=rtl style="MARGIN: 0cm 0cm 6pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; TEXT-ALIGN: justify; mso-pagination: none"> ومعلومٌ أن المريضَ أو مَن يقوم عليه يتشبث بأيِّ شيء يظن فيه شفاءه فيبذل ما يُطلب منه ولو كان فقيراً ، وهذا هو الحاصل ، وقد نُزِعَت - والعياذ بالله - الرحمةُ والشفقةُ من قلوب بعضهم على المسلمين حتى إنه يتمنى أن تكثر الأمراض فيهم ليزداد ربحه ويفرح بكثرة الزبائن ! ، فتبين بما تقدم أنه على تقدير أخذ مقابل للرقية فيكون هذا عن مشارطة مُسَبَّقة على الشفاء ، فالأحاديث التي يحتجون بها حجة عليهم ، وقد تقدم ذكرها في أول الكتـاب ، وهي أحاديث « اللَّدِيغ »، وإنما جعل الله ذلك للصحابة سبباً لأخذ حقهم من القِرَى الذي منعه هؤلاء اللئام ، فالأصل عدم أخذ أجرة على الرقية حتى مع حصول الشفاء - بإذن الله - ، لأن ذلك قُربة لله ، وهو من حق المسلم على أخيه المسلم ، فهو من أعمال البِرِّ كتغسيل الميت - مَثَـلاً - .

قال أبو طالب : سألتُ أبا عبد الله «يعني الإمام أحمد بن حنبل»عن الرجل يغسِّل الميت بِكِراء ؟! - أي بأُجْرَة - ، فقال : ( بِكراءٍ !! ) ، واستعظم ذلك ، قلتُ : يقول : " أنا فقير" ؛ فقال : ( هذا كَسْب سُوء ! ) ؛ قال ابن تيميه - معلقاً على ذلك - : ( وَوَجْه هذا أنَّ تغسيل الموتى من أعمال البِرِّ ، والتكسُّب بذلك يُورِث تَمَنِّي موت المسلمين ! ، فيشبه الاحتكار ) انتهى (1).

فأخْذُ الأجرة على الرقية بشرط الشفاء هو من هذا الباب ، لأن التكسُّب بذلك يُورث تَمَنيِّ مرض المسلمين وصرْعِهم ، بل الرقية أعظم لأنها أخذ ثمن على القرآن والذكر ، وقد ورد النهي عن ذلك عموماً - كما تقدَّم ذِكرُ الأدلةِ في ذلك - ، وقد قال « مُطرف بن عبد الله » ~ : ( إنَّ أقبحَ ما طُلبت به الدنيا عمل الآخرة ) انتهى (2) .

وإذا كان أخذ الأجرِ على شَرْط الشفاء هكذا ، فكيف بما يُفعل اليوم من التكسُّب والمتاجرة دون شرط الشفاء ! .

أما الصحابة y فحاشاهم من مثل هذه الأفعال ولا بشرط الشفاء فضلاً عن مثل ما يُفعل في زماننا .

أمَّا قصة الرقية بالفاتحة على « اللديغ»فهي موضَّحة في الحديث حيث قال أحد الصحابة لَمَّا طلبوا منهم الرقية ، قال : ( نَعَم واللهِ إنِّي لأَرْقِي ، ولكن استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا بِرَاقٍ حتى تجعلوا لنا جُعْلاً ) ، فصالَحُوهم على قطيعٍ من الغنم (1) .

فقوله : ( ولكن استضفناكم فلم تضيفونا ) يُبين عِلَّةَ أخْذِ الْجُعل ، ومعناه أنكم لِئام ولكن الله سَـيُخرج حقنا منكم بتسليط العقرب على سيدكم ؛ وقد ذكر ابن القيم ~ أنهم غير مسلمين ، أو أهلُ بُخلٍ ولُؤم (2) .

ففي القصة عِلَّة وسَبب أخْذِ الأجرة؛وفيها بيانُ شرط الشفاء حيث قال : (فانطلق يمشي وما به قلَبَة)، قال :( فأوْفَوْهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه ) ؛ وفيها - أيضاً - أنه من الْمُتقرِّر عند الصحابة y أنـه لا تؤخذ أجرة على الرقية ، لذلك عَلَّلوُا أخذَ الأجرة بأنهم لَم يُضيفوهم .

يوضِّح ذلك - أيضاً - ما جاء في « الصحيحين » من حديث « عقبة بن عامر » t قال : قلتُ للنبي r : إنك تبعثنا فننْزِل بقومٍ فلا يُقْرُوننا - أيْ يُضيِّفوننا - ، فما ترى ؟! ؛ فقال لنا رسول الله r : ( إنْ نزلتم بقومٍ فأمَرُوا لكم بما ينبغي للضيف فاقْبَلوا ، فإن لَم يفعلوا فَخُذوا منهم حقَّ الضيف الذي ينبغي لهم ) (1)؛ وقد أخرجه « أبو داود »(2) وقال : ( وهذه حُجة للرجُل يأخذ الشيءَ إذا كان له حَقاً ) انتهى ؛ فكل ما ورد في حديث الرقية الذي يحتج به أكَلَةُ أموالِ الناسِ بالباطل حجة عليهم .

فكيف يَحتجّ أهلُ الوقتِ على ما هو حجة عليهم ؟! ، ولذلك فلا يُعهد عن الصحابة y أخْذ الأجرة على الرقية ولا بشرط الشفاء غير هذه الحالة الاستثنائية ؛ فتأمَّل .

ولهذا فلم يكن أخذ الأجرة على الرقية حِرْفَـةً لهم ولا للتابعين ولا لِمَن يُعتدّ بهم من الأئمة والعلماء بعدهم ، وإنما المعروف عنهم أنهم يَرْقون مَن طلب منهم ذلك من إخوانهم الصالحين دون ثَمَن ، لأنَّ النبي r يقول في شأن الرقية : ( مَنِ استطاعَ منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) حيث أخرج مسلمٌ (3) وغيره (4) عن « جابر بن عبد الله » t قال : كان لي خال يرقى من العقرب ، فنهى رسول الله r عن الرُّقى ، قال : فأتاه ، فقال : يا رسول الله .. إنك نهيت عن الرقى وأنا أرقي من العقرب ، فقال r : ( مَنِ استطاع منكم أنْ ينفعَ أخاه فليفعل ) .
وحيث إنه قد تبين أن الصحابة والتابعين ومَن بعدهم من الأئمة والعلماء لَم يكونوا يأخذون أجرةً على دينهم ونفعهم الناس اقتداءً منهم بأنبياء الله تعالى ورُسُله - عليهم الصلاة والسلام - ، فكذلك يجب على الرُّقاة المعالجين بكتاب الله - تعالى- وغيرهم أن لا يتاجروا بدِينه - سبحانه - ويشتروا به ثمناً قليلاً كما يفعله كثير منهم اليوم بالرقية على مَن هبَّ ودبَّ وأخْذ الأجرة على ذلك .

(1) أنظـر : « المستـدرك على مجمـوع فتـاوى شيـخ الإسـلام » ( 4 / 52 ) ، و « الفتاوى الكبرى » ( 4 / 495 - 496 ) .

(2) « حلية الأولياء » ( 2 / 208 ) .

(1) وقيمة الغنم كانت رخيصة آنذاك ولا تقارب ما نحن فيه .

(2) أنظر : « مدارج السالكين » ، ( 1 / 55 ) .

(1) أخرجه البخاري في « صحيحه » برقم ( 5786 ) ، ومسلم في « صحيحه » برقم ( 1727 ) ، وغيرهم .

(2) في « سُننه » برقم ( 3752 ) .

(3) في « صحيحه » برقم ( 2199 ) .

(4) كالإمام أحمد في « مسنده » برقم ( 15142 ) ، والبيهقي في « سننه الكبرى » برقم ( 19378 ) .


</H1>

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 29-06-2008, 12:51 PM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ادريس ) ، ولمزيد من التفصيل أرجو مراجعة الرابط التالي :



زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 30-06-2008, 10:13 PM   #4
معلومات العضو
علينا باليقين
راقية شرعية ومشرفة عامة على ساحات الرقية

افتراضي

[align=center]
شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لك ... .
[/align]

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 01-07-2008, 08:36 AM   #5
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

وفيكم بارك الله أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( علينا باليقين ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-07-2008, 09:31 AM   #6
معلومات العضو
ادريس

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل ابوالبراء
بارك الله فيكم على هذا الموضوع الغني بالمعلومات القيمة الذهبية ولكني اردت ان اثري هذا الموقع بهذا الكتاب ليس الا ارجوا المعذرة واسف وسوف اقف على تنزيل الكتاب وشكرا
اخوكم المحب / ادريس

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-07-2008, 11:51 AM   #7
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ادريس ) - غفر الله لنا ولكم - ولما ، وهل عهدتم عنا بحكر الرأي لأحد ما ، المنتدى منكم وإليكم تابع حتى تعم الفائدة للجميع 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 03:49 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com