بارك الله فيك يا أخي الحبيب أبو سراقة وجزاك الله كل خير على تواصلك المستمر مع الأخوة الأعضاء والمشاركين الأفاضل .. أسأل الله تعالى أن يجعله في موازين أعمالك وحسناتك وأن لا يحرمك الأجر والثواب .
ولي مداخلة بسيطة هنا : أحب أن أوضح لك أمرا يا أخي الكريم : إن الحجامة التي نقوم بها على مختلف مواضع الجسم ليس لها علاقة بالحجامة الصينية ، ولا تمت لها بصلة ، وإنما نحن نقوم بعمل الحجامة على أساس علمي تشريحي صحيح في المقام الأول ، وذلك على حسب الأمراض والأعراض بمختلف مواضع الجسم .
بل بالعكس يا أخي الحبيب : لقد اكتشفنا مواضع جديدة لها علاقة مباشرة ببعض الأمراض وتأثر فيها الحجامة تأثيرا مباشرا ، وقد جربناها على أكثر من سبعين مريضا وكانت النتائج باهرة . ولله الحمد .
إن المواضع التي احتجم فيها الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، معروفة وهي أساس الحجامة النبوية الصحيحة ونحن والحمد لله نعتمد عليها في كل الحالات المرضية وليس لنا غنى عنها .
وهذه المواضع اجتهد فيها علماؤنا وأطباءنا العرب جزاهم الله عنا وعن المسلمين كل خير فدرسوها وفهموها ثم أوصلوها لنا . ولكن هذا لايمنع أن ندرس ونتعلم ونأخذ من غيرنا ، فقد تتطلب منا معرفة مواضع جديدة على حسب حالات الأمراض والآلام والأعراض ولكل مجتهد أجر إن شاء الله .
فوالله إننا قوم نعتز ونفتخر بهدي وسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم . ولذا فإننا عندما درسنا وتعلمنا الحجامة في بادئ أمرنا اعتمدنا على ما جاءت به النصوص والأحاديث النبوية الشريفة ثم أخذنا برأي أطباءنا العرب قبل أن نتجه إلى العلم الغربي وغيره .
ثم إن الطب عموما هو ليس حكرا على الغربيين ولا الصينيين ولا غيرهم . ولكننا نريد أن نتعلم ونستفيد ونبحث ونكتشف شيئا جديدا ننفع ونسعد به أمتنا ، كما يفعل غيرنا من الغربيين وقد سبقونا في أمور كثيرة ، ولقد قام هؤلاء بترجمة كتب علماءنا الأجلاء العرب : مثل كتاب ( القانون ) للرئيس ابن سينا ، والزهراوي ، وابن رشد ، وأبوبكر الرازي وغيرهم ، والآن تدرس في كلياتهم وجامعاتهم الغربية كمناهج أساسية في علوم الطب .
ليس بالضرورة يا أخي الحبيب أن نعتمد على الحجامة الصينية ، بل يجب أن نعتمد على أنفسنا ، فهناك أمورا وأشياء كثيرة لم تكتشف بعد .
وكما قال الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (( إن الله لم ينزل داء ، إلا أنزل له شفاء : علمه من علمه ، وجهله من جهله )) أخرجه أبو داود ، والترمذي ـ وقال حسن صحيح ـ والنسائي ، وابن ماجه وابن حبان في صحيحيهما ، والحاكم من عشر طرق عن زياد عنه ، على شرط البخاري ومسلم ، وجعله أصلا لهذا الباب .
أقدر لك شعورك الطيب أخي الحبيب وغيرتك على هدي وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ونحن والله كذلك .
أعتذر على الإطالة .. جزاكم الله خيرا ونفع بكم الأمة .. وشكري وتقديري للأخوين الحبيبين ( فرقاط وفرحاااااااااااان والشكر موصول أيضا لشيخنا الفاضل ( أبو البراء ) حفظه الله ورعاه وإياكم أجمعين . اللهم آمين .. مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .
أخوكم في الله / عبد الله بن كرم .
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 
