يقول فضيلة الشيخ السحيمي - حفظه الله -:
(.... الآن في حملة على بعض المشايخ من بعض الناس -هداهم الله إلى الصواب-.. مثل الحملة على الدُّكتور إبراهيم الرُّحيلي.. في حكم التَّعامُل مع هذه الشَّائعاتِ التي يُستهدَف مِن ورائِها الإضرارُ ببعضِ المشايخ، أو النَّيلُ من بعض المشايخ، حتى ولو كان الخلاف بين المشايخ أنفسِهم لا ينبغي أن يُعوَّل عليه؛ بل يوكل علاجُه إلى العلماء الكبار، ولا يجوزُ أن يَلوكَه صِغار طَلبة العِلمِ.
.. أما إن كنتِ تسألين عن الأخذ عنهم، فهُم يُؤخذ عنهم، هؤلاء يُؤخذُ عنهم.
وأنا أعطيكِ بعض أسماء مُهمَّة يُخشى أن يأتيكم مَن يُلبِّس عليكم إن أردت أن تسجلي هذه الأسماء[وهي] ليست للحصرِ؛ وإنَّما دفعًا للكلامِ فيهم.
تسجلي بعض الأسماء، وليست على سبيل الحصر-كما قلتُ-؛ وإنَّما على سبيل ذِكر بعض الإخوة.. فهؤلاء الناس الذين يتكلَّمون فيهم لم يُقيموا دليلاً على ما فعلوا.
تريدين أعطيك بعض هذه الأسماء، وكما قلتُ لكِ ليس للحصر؛ وإنَّما لذِكر بعض الإخوة -مَن حضرني منهم-، ومَن لَم يحضرني فهو مثلهم من إخواننا المعروفين بسلامة منهجهم.
الأسماء -لا نلتفت إلى مَن يتكلَّم في هؤلاءِ الأسماء التي سأذكُرها لكِ-:
أولاً مشايخهم الكبار: مثل شيخِنا سَماحة المفتي الشَّيخ عبد العزيز آل الشَّيخ، وشيخنا فضيلة الشَّيخ صالح بن فوزان الفوزان، وشيخنا سماحة الشَّيخ صالح بن محمد اللُّحيدان، وشيخنا فضيلة الشَّيخ عبد المحسن بن حمد العبَّاد، ومعالي الشَّيخ صالح بن عبد العزيز آل الشَّيخ، وشيخنا فضيلة الشَّيخ ربيع بن هادي المدخلي، وشيخنا الشَّيخ علي بن ناصر بن محمد فقيهي، يعني المجموعة هؤلاء نعتبرهم مراجع، وشيخنا الشَّيخ زيد [بن هادي المدخلي].
... وتلاميذ لهؤلاء: من بينهم أخونا الشَّيخ الدكتور إبراهيم بن عامر الرُّحيلي، وأخونا الشَّيخ سُليمان بن سليم الله الرُّحيلي، وأخونا الشَّيخ محمد بن هادي المدخلي، وأخونا الشَّيخ علي بن غازي التُّويجري، وأخونا الشَّيخ عبد العزيز بن راجي الصَّاعدي، وأخونا الشَّيخ مسعد بن مساعد الحُسيني، وأخونا الشَّيخ محمد بن رمزان الهاجري، وأخونا الشَّيخ عبد السَّلام بن سالِم السُّحيمي، وأخونا الشَّيخ مُقبل بن مُريشيد الرُّفيعي الصَّاعدي، وأخونا الشَّيخ سعود بن عيد الجَربوعي، وكذلك أخونا الشَّيخ عمر...
... [لا] تلتفتوا إلى صِغار طُلاب العِلمِ الذين يتكلَّمون في بعض المشايخ..
طبعًا نسيتُ أنا شيخًا مهمًّا من الطَّبقة الأولى: أخونا الشَّيخ عُبيد بن عبد الله الجابري....
و.. الشَّيخ الدُّكتور محمد بن عبد الوهاب العَقيل..
يعني كما قلتُ لكِ: مَن ذكرتُ ليس على سبيل الحصر، هناك مشايخ كُثُر على هذا المنهج: الشَّيخ علي بن يحيى الحدَّادي، كذلك مَن هم على منهجِهم مِن سائر المشايخ وطَلبة العِلم.
هنا نقطة أنا سجَّلتُ فيها كلمة عندكم في المغرب -منشورة-الآن-لعلها في سحاب (1) وغيره- عن حُكم التعامُل مع الخلاف الذي يجري بين بعضِ المشايخ، هذا الأمرُ لا يُلتفتُ إليه، ويُترك يُعالجُه مَن؟ .. الكبار يُعالِجونه، أما صِغار طُلاب العِلمِ لا يَدخلون في هذا الخلاف الذي قد يَجري بين بعض المشايخ.
أما أن يُبالَغَ في التَّجريح والتَّعديل؛ فهذا لا يُقرُّه الإسلام، لا بُدَّ أن تكونَ هذه الأشياءُ بالأدلة الشَّرعيَّة.
أمَّا إن وُجد عند فلان خطأ أو خطئان أو نحو ذلك؛ فهذا لا يَجوز أن يُسقط بِحُكم تنافُس الأقران، أو بِحُكم سُوء تفاهُم بين زيدٍ وعمرٍو، أو بِحُكم إلزامات، أو بَترٍ للكلام، أو تَحميلٍ للكلام ما لا يَحتمل، أو نحو ذلك.
أؤكِّد وأقول: إنَّ الحملةَ المسعورةَ على بعضِ المشايخ الذين ذكرتُ أسماءَهم؛ لا يُلتفتُ إليها..
الآن تدخَّل -حتَّى- صِغار طلاب العلم وبعض الأعاجم في أوروبا وأمريكا!
الآن يُجرِّحون في المشايخ، ويتكلَّمون فيهم، ويقولون: فلان تأخذون عنه! وفلان لا تأخذون عنه!!
في الحقيقة هذا -كلُّه- من الجهل المركَّب!
يجبُ عليهم أن يتَّقوا اللهَ -عزَّ وجلَّ- ويطلُبوا العلم، بدلاً مِن أن يُشغلوا أنفسهم بِهذه المهاتَرات السَّيِّئة التي فرَّقت السَّلفيِّين، وجعلتهم أُضحوكةً لأعداء السُّنَّة!
يَجبُ أن يُتنبَّه لهذا وأن يُحذَر منه.
وأنا سجَّلتُ كلمة -وأنا (جاي) من طنجة الأسبوع الماضي-، خذوها مِن أخينا أبي إسحاق.. حول ما يَجري بين بعض المشايخ، هذا لا يَتكلَّم فيه طُلابُ العِلمِ الصِّغار، ولا يَبنون عليه أحكامًا..[لا يلتفتون] إلى تجريحِ بعضِهم في بعض..
.. [فلنتنبَّه] له، وأن نكون على بصيرة مِن أمرنا؛ حتى لا نُفرِّق الشَّملَ بسبب هذه التُّرَّهات.
وعلى الجميع أن يَشتغل بالعلم المؤصَّل من الكتاب والسُّنَّة، بدلاً من الاشتغال بالقيلِ والقال والكلام الفارغ.
طبعًا مشايخنا القُدامى لا يحتاج أن نذكرَ أسماءَهم الذين تُوفُّوا -رحمهم الله- مثل الشَّيخ ابن باز، أو الشَّيخ أحمد النجمي، أو الشَّيخ محمد أمان الجامي، أو الشَّيخ.. الغديان، أو غيرهم من مشايخنا الكبار الذي تُوفُّوا.
لكن أنا أتكلَّم عن الموجودين الآن، المشايخ الكبار -الذين ذكرتُهم بالأوَّل- هؤلاء يجبُ أن نرجع إليهم في المهمَّات الكبيرة.
والذين ذكرتُ من المشايخ وطلبةِ العلم -الذين هُم على خير-إن شاء الله- لا يُنظر ولا يُلتفت إلى كلامِ بعضِهم في بعض؛ فإنَّ هذا الكلامَ خطيرٌ جدًّا، وفرَّق طَلبةَ العِلم إلى أقسامٍ -في أوروبا، وفي أمريكا، وفي الجزائر، وفي تونس-، وبعضُهم يقول: احرقوا كُتب فلان!!
يأتينا طالبٌ غِرٌّ صغير يقول: فلان لا يُسمع له، وفلان يُسمع له!! وهو من صِغار طَلبة العِلمِ، ومن الجهلة، ومن الحَمقى، ومن المغفَّلين، ومن الذين يتكلَّمون بغير علم، ومِن الذين يُجرِّحون، من صِغار الطَّلبة الذين يُجرِّحون إخوانَهم بغير علمٍ ولا هُدى ولا كتابٍ مُنير!
فنقول لهم: اتقوا الله -عزَّ وجلَّ-، واجعلوا نصب أعينِكم: {مَا يَلفظُ مِن قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد**.
أؤكِّد -يا أختي الكريمة- على أنكِ لا يجوزُ أن تسمعي كلامَ الصِّغار في بعضِهم -بالمرة-..
حتَّى بعض ما يَجري بين بعض المشايخ يُترك علاجُه إلى كبارِ العُلماء، وإلى المشايخِ الكبار لِيُعالِجوه، وهُم يَقومون بِمعالجته.
أمَّا أن يتفرَّق طَلبة العِلمِ مِن أجل هذا؛ فهذا داءٌ عُضال، وأمر خطير، خصوصًا إن بعض الذين يُحذِّرون من بعض المشايخ ليسوا من العُلماء الرَّاسخين في العلم، وإنَّما هم طلاب أشبه ما يكونون بالمبتدِئين، وبعضهم قد يكونُ عنده علم؛ لكنَّه أحمق!!
لكل داءٍ دواءٌ يُستطبُّ (به).. إلا الحماقة أعيَتْ مَن يداويها
فانتبهي -يا أختي الكريمة-أنتِ والإخوة الذين يَسألون عن هذه القضايا-، واطلُبوا العلم، ودَعُوا بعض التَّجريح الذي يَتعجَّل فيه فلانٌ وفلان -من صِغار طَلبة العِلمِ-.
الآن أصبح يُسأل عن المشايخ -فلان يُسمع له؟ أو: لا يسمع له؟-، فيأتي طالب غِرٌّ صغيرٌ جاهل، يُمكن لا يعرف -حتَّى- يتوضَّأ، فيُجرِّح كما يُريد! أو [لا يعرف أن] يركِّب جملة -من بعض الطُّلاب الأعاجم-، لا يستطيع تركيب جملة واحدة في اللغة العربية، ولا يفقه اللغةَ العربية، أو يَبني أحكامَه على الظن، أو على رأيِ فلان، أو على البَترِ، أو على الإلزام، أو على تَحريف الكلِم عن مواضعِه، أو على ما يَظنُّ هو أنَّه خطأ، وليس بِخطأ.
وقد يُخطئ طالِب العِلمِ، قد يقعُ في خطأ، ولكن لا نُرتِّب على هذا الخطأ أنَّنا نقول: فلان ليس بِسلفي، وفلان حِزبي، وفلان مبتدع!
الحزبيُّ معروفٌ؛ الذي يُوالي ويعادي على البِدع، أهل البدع المؤصَّلين الذين يُوالون ويُعادون عليها هم الحزبيُّون.
أمَّا مَن وقع في خطأ -مِن إخوانِنا-، أو لأنه ما بدَّع فلان لأنَّه لا يعرفُه؛ لا نُلزمه بالتَّبديع، ولا نقولُ: أنتَ -إذن- لستَ منَّا لأنَّك لَم تبدِّع فلانًا -الذي لم تَظهر له حقيقتُه-!
فعلينا أن نتنبَّهَ لِهذا الأمر؛ لأنه أمرٌ في غاية الخطورة، وأمرٌ فرَّق النَّاس.. عندكم بعض القرى في المغرب خشِينا أن يتقاتَلوا فيما بينهم بسبب [هذا]..
... وكونوا على حذر، واشتغلوا في العلم النَّافع؛ فهو طريق السَّلامة؛ العلمُ يجعل المسلمَ يعبدُ الله على بصيرة..
أمَّا الاشتغال بالتَّجريح والتَّعديل مِمن ليسوا أهلاً لذلك، ومن الجهلة، ومِن المبتدئين من صِغار طُلاب العِلمِ، ومِن الحمقى؛ فهذا لا يُلتفت إليه، ولا يُنظر إليه.
[أسأل الله] أن يجمعَ كلمةَ المسلمين على الحق، وأن يوحِّد بين صفوف أهل السُّنة، وأن يقهرَ كلَّ مَن يندس بينهم ليفرِّقهم أو ليُفرِّق جَمعَهم، أو ليفسد عليهم اجتماعهم..
وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبِه..)
رابط الشريط :
http://archive.org/download/the_answer_from_shaykh_saleeh/wav.mp3