السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هى معاناة أسرة بمعنى الكلمة
انقلب البيت فيها ضيق ونكد
لم أرى ابتسامتها الا نادرا
لم يكن لديها الا البكاء والصراخ
والتشنجات
تشد شعرها حتى ينخلع من جذوره
تقطع بشرتها حتى تنزف
تسع سنوات
هى حكاية ابنتى
تروى فيها قصص وروايات
وأحداث لا أنساها رغم قسوتها
مرت على أحداثها الاولى ولم أكن أفهم أو أدرك أن ابنتى تحتاج لرقية شرعية
كنت اعتقد انها ابنة عصبية وزنانة
وكنت بحكم غريزة الآم أضمها واخفيها عن عيونهم حتى لاتضايقهم ببكائها وصراخها الدائم
أحبس نفسى فى الغرفة معها وهى فى حجرى حتى لايمتعض أويستاء منها أحد
لاأريد نظرات استياء لابنتى فهى طفلة وليس ذنبها ولابيدى أو بيدها ماحل بها
كان صراخها يفوق الوصف وكانوا جيرانى ينصحوننى بعدم ضربها وانا التى احتضنها بين اضلعى
كانت تنظر بعينيها الى سقف الغرفه دوما
وكانت تمشى مع شئ يتجول فى الغرفه هى تراه ونحن لانراه
كانت تسمى نفسها اسم من اسماء الشياطين حفظنا الله واياكم ( كما أخبرنا أحد المعالجين )
وكانت تصرخ دوما ويزداد بكاؤها وصراخها مع سماعها للقرآن الكريم
كانت تصرخ وتقول ( قرآن لا ) وهى لم تتعلم الكلام بعد
حتى نصحنا بعض الطيبين بعرضها على شيخ لرقيتها
وبدأنا الرحلة الطويلة
منهم من قال مس ومنهم من قال عين ومنهم من قال حسد
الا اننى ايقنت أن ابنتى بها شئ لم اكن أعلمه
فقررت البحث عبر الشبكة العنكبوتية عن الرقيه الشرعيه
ومحاولة فهم هذا العالم الغريب بالنسبة لى
تجولت كثيرا حتى استقريت هنا فى منتدى الرقية الشرعية
وتصفحت وقرأت كثيرا ثم قررت أسأل الشيخ الفاضل ابو البراء عن حالة ابنتى
وكان صبورا معى حتى كنت أسأله عن أى شئ يخطر ببالى لآنى أريد أن أساعد ابنتى
ومع المتابعة المستمرة هنا فى المنتدى ومع الشيوخ الذين يأتون الينا ونذهب اليهم أيضا ، سخرنا أنفسنا فى البيت نحن والديها واخوانها الأكبر منها سنا فى استمرارية القراءة وكذلك الصبر والتحمل من أجل قطعة منا جميعا
لها حق العيش فى طمأنينة وفى سعادة
طفلة صغيرة بدأت الحالة معها فى سن ثلاث شهور
لاتعى ماحولها
لاتفهم مايحدث لها
لاتعرف الابتسامة لها طريقا
تنام من كثرة الاجهاد والبكاء
تستيقظ على صراخ بنغمة معينة لا انساها أبدا ماحييت
تسع سنوات استمرت على هذا الحال
ونحن نتضرع الى الله أن يفرج عنها وعنا
حتى ان والدها كان يجمعنا واخوتها ليدعو لها ونؤمن نحن على دعائه
استنفذنا كل الطرق المشروعه
الاطباء
الشيوخ
الرقية الشرعية
زيت الزيتون
ماء زمزم
العسل
السدر
الصبر
الدعاء
الصدقة
تسع سنوات مرت علينا مثل الكابوس
وجاء يوم وكنا مستمرين فى الرقية مع شيخ ساقه الله الينا أذن الله لها بالشفاء
هل تعلمون كيف ؟؟؟
أنا نفسى لاأدرى كيف وانما أذن الله لها بالشفاء
هذا ما أدركته
فوجئت بوجه مشرق منيرا مبتسم لم أعتاد عليه من قبل بل أكاد أجزم لم أره من قبل
نعم رأيتها تبتسم ورأيت وجها طفوليا بريئا يشتاق الى البسمة فابتسم وكأن لسان حالها يقول : افرحى ياأمى كم هى جميلة الابتسامة
علمت حينها أنها شفيت وكان الشفاء بالفعل
لم تأتيها أى أعراض مرة أخرى
كانت بسمتها رائعه
وكانت ضحكتها أروع
نعم ضحكت ابنتى ومهجة قلبى فضحكت الدنيا بأسرها
ضحكت بعد تسع سنوات من البكاااااء
فأصدرت قرارا فوريا لأهل البيت جميعا
بأن التسع سنوات القادمة هى سنون ضحك وسعادة لابنتى
لاأحد يزعلها أو يغضبها أبدا
أتركوها تضحك وتملأ البيت سعادة
فقد عانت وأريد أن أعوضها بل نعوضها جميعا ونفرح معا
وقتها سجدنا شكرا لله
وحمدناه كثيرا
وأيقنا أن الله الذى انزل الداء أنزل معه الدواء
المهم الأخذ بالأسباب والتوكل عليه سبحانه
وعلمت أن الشفاء له موعد قدره الله سبحانه وهو فى علم الغيب
وان كل ابتلاء لنا هو تمحيص واختبار
ولابد أن يكون داخلنا يقين بأن اختيار الله لنا هو الأفضل
ولحكمة لايعلمها الا الله
وكم كان فى هذه المحنة من عبوديات ماكانت لتستخرج الا بها
فالحمد لله
الحمد لله
وأشكر الجميع
أشكر كل من ساعدنى أو دلنى أو وجهنى أو علمنى أو دعا لى ولابنتى بظهر الغيب
فجزاكم الله خيرا
ورفع قدركم
وغفر الله لنا ولكم