*وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ**.
أخي.. ولهذا فإن التوبة هي سبيل فكاكك من مغبات الذنوب.. وهي كشف همك وزوال غمك.. يقول ابن القيم رحمه الله: «أما تأثير الاستغفار في دفع الهم والغم والضيق فمما اشترك في العلم به أهل الملل وعقلاء كل أمة أن المعاصي والفساد توجب الهم والغم وضيق الصدر، ولا دواء لها إلا بالتوبة» [زاد المعاد 4/208].
وعقوبات المعاصي كثيرة خطيرة فهي توجب الحرمان من الرزق ولا دواء لها إلا بالاستغفار وتوجب قسوة القلب ولا رقة له إلا بالتوبة.. وتوجب بغض الخلق وقلة التوفيق، ووهن البدن وانعدام البركة؛ ومنها ما هو معجل مهلك.. واللبيب من يبتغي في الإسراع إلى التوبة السلامة.
12- أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له
فهذا أعرابي جاء إلى الرسول r فقال: أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئًا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها: فهل لذلك من توبة؟ قال: «فهل أسلمت؟» قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال: «تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات كلهن». وقال: «وغدراتي وفجراتي؟» قال: «نعم». قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى» [صحيح الترغيب برقم (3164].