تعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوجهك إلي منهج التعامل مع هموم الماضي فيقول «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله وما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم.
هذا هو المنهج السليم للتعامل مع أحداث الماضي المؤلمة! وهو يتكون من ثلاثة نقاط حاسمة:
الأولى: اليأس من احتمال واقع افتراضي جديد للماضي، وهو ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ..
الثانية: التسليم بقضاء الله وقدره إذ قدر الله الأشياء قبل خلق الخلق بخمسين ألف سنة، وهذا من الأصول الإيمانية التي يعتقدها كل مسلم وهو ما دل عليه حديث جبريل الطويل حين سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني عن الإيمان فقال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقد خيره وشره رواه البخاري مطولاً.
الثالثة: التسليم بمشيئة الله الفعلية النافذة في العباد .. إذ كل ما
انقضى من الأمور إنما كان بمشيئة الله سبحانه .. فهو من قدر وشاء وفعل ..
وهذه والتي قبلها ما دل عليها قوله صلى الله عليه وسلم: «ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل».
فهذا أدب المسلم مع الأحداث الماضية .. أن يستأنس في نسيانها بالرضي بالقضاء .. ومشيئة الله .. وأن يعلم أنه عاجز على إنفاذ ما يروج في ذهنه من تغييرها ..
ومما يساعد المسلم على نسيان أحزانه أن يشغل نفسه بما ينفعه .. فإن الأحداث ينسي بعضها بعضًا .. والأيام آكلة الأحزان ..
ستمضي مع الأيام كل مصيبة
وتحدث أحداث تنسي المصائبا
فرغ قلبك من ذكريات الماضي .. وعود نفسك نسيان أحداثه .. لا تحم حول مسرحه .. واقطع حبال وصلك به .. أشغل لسانك بذكر الله عن ذكره .. وبالتفكير في مصيرك عن نكده .. وبأشغال نافعة عن فواجعه واجعل شعارك في كل يوم:
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت
أقلب كفي أثره متندما