موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام الرقية الشرعية والتعريف بالموسوعة الشرعية في علم الرقى ( متاحة للمشاركة ) > قضايا وآراء ووجهات نظر المعالجين بالرقية الشرعية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 01:11 AM   #1
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

Arrow ( دعوة للنقاش : " حكم التفرغ لأجل القراءة على الناس واتخاذها حرفة " && ) !!!

[ حكم التفرغ لأجل القراءة على الناس واتخاذها حرفة .

لقد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة بعض طلاب العلم بالرقية على المرضى ، وبلغت شهرتهم الآفاق نظرا لكثرة المواصلات وسهولتها ، وأمام كثرة الناس وكثرة ما يعطونه من المال للراقي ، تفرغ هؤلاء القراء من أعمالهم وقصروا أوقاتهم على القراءة على المرضى ، ووسعوا دورهم واستعدوا للزائرين ، ورتبوا لهم مواعيد كما تفعل المستشفيات المتخصصة تماما ، واتخذوا هذا العمل حرفة لهم .

فما حكم هذه الصورة بهذه الكيفية التي لا يعرف لها مثيل في العصور المتقدمة ؟
وأمام هذا التساؤل أقول ـ وبالله التوفيق ـ :
من المعلوم أن الله ـ عز وجل ـ أباح الرقى كما تقدم في مبحث مشروعية الرقية بضوابطها الشرعية ، وأباح أخذ الأجرة عليها كما في صحيح البخاري ـ يرحمه الله ـ حيث قال : باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب ، وروى بسنده عن ابن عباس أن نفرا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مروا بماء فيهم لديغ أو سليم فعرض لهم رجل من أهل الماء ، فقال هل فيكم من راق إن في الماء رجلا لديغا أو سليما ؟ فأنطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ فجاء بالشاء ، إلى أصحابه فكرهوا ذلك ، وقالوا أخذت على كتاب الله أجرا حتى قدموا المدينة فقالوا : يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجرا فقال : رسول الله ، ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله " صحيح البخاري مع الفتح 169/10

فإذا علم إباحة الرقى ، وعلم إباحة أخذ الأجرة عليها انحصر موضوع البحث في الكيفية التي تتم بها الرقية عند بعض القراء المتأخرين وهي :
التفرغ لهذا العمل واتخاذه حرفة والاشتهار به بين الناس وهذه الكيفية في نظري قد يترتب عليها مفاسد كثيرة بالنسبة للقارئ وبالنسبة للناس المقروء عليهم ، منها ما يلي :

أولا : أنه من وجود الجموع الكثيرة من الناسعند القارئ ، قد يظن عوام الناس أن لهذا القارئ خصوصية معينة بدليل كثرة زحام الناس عليه ، وتطغى حينئذ أهمية القارئ على أهمية المقروء ،
وهو كلام الله ، بل لا يكاد يفكر كثير من هؤلاء في أهمية المقروء وفائدته ، وإنما تتجه الأنظار للقارئ .

والأصل في الرقية هو المقروء والقارئ تبعا لذلك يقول الله تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) الإسراء الآية 82ويقول سبحانه : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) فصلت الآية : 44
ولا ينكر ما لصلاح القارئ وقوة إيمانه وثقته بربه وتوكله عليه من تأثير ، ولكنه تابع للمؤثر الأصلي ، وهو كلام رب العالمين .
فكل ذريعة تضعف ثقة الناس بالمقروء فإنه ينبغي أن تسد ، ولا تفتح . يقول ابن القيم : " فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء ، وان أحسن العليل التدواي به ، ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروط لم يقاومه الداء أبدا . وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها "
زاد المعاد لإبن القيم 4/352

ثانيا : أنه بالنظر إلى سيرة الرسول ، صلىالله عليه وسلم ، وسيرة أصحابه وسيرة علماء الإسلام الموثوق بعلمهم وفضلهم لم نر أحدامنهم انقطع عن أعماله وقصر نفسه على معالجة المرضى بالرقى ، واتخذها حرفة ، واشتهر بها بين الناس ، بحيث إذا ذكر اسمه اقترن بهذه الحرفة ؛ ولا شك أن الناس في كل زمان تكثر فيهم الأمراض ، ولم نر أحدا من خلفاء المسلمين نصب قارئا يقرأ على المرضى ، كما ينصب المفتين والقضاة ، وإنما المريض يقرأ على نفسه من كتاب الله ، وإن قابله عالم ذو فضل وديانة وطلب منه الرقية وقرأ عليه فلا حرج ، ومن المعلوم أن المشروع بأصله قد يمنع إذا صاحبته كيفية مستحدثة . فقد صح عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه مر بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه والقاءه ، ثم مر برجل يسبح بحصى فضربه برجله ، ثم قال : لقد جئتم ببدعة ظلما أو لقد غلبتم أصحاب محمد ، صلى الله عليه وسلم ، علما . سنن الدارمي 1/68 والبدع لأبن وضاح ص 8 وقال الدوسي في النهج صحيح انظر النهج السديد 35 . ولو كان الانقطاع لمعالجة المرضى بالرقى واتخاذها حرفة والاشتهار بها بين الناس خيرا لسبقنا إليه ، ولا يظن أحدا أن المرضى في هذا الزمان أكثر منهم في الأزمان الأخرى ، ولأجل ذلك لم يتكاثروا على الخلفاء ولا على الأئمة الأربعة كتكاثرهم على من اشتهر بالقراءة في هذه الأزمان ، وإنما الذي يجلب الشهرة للقارئ هو تخصيص مكان لهم واستقبالهم فيه متى ما أرادوا ، وتخصيص مواعيد معينة مثل ما يصنع الطبيب وصاحب المتجر والمصنع ، وفي ظني أن شيخ الإسلام ابن تيمية لو فتح دكانا للقراءة على المرضى وأستقبلهم متى ما أرادوا لما أستطاع أن يكتب سوداء في بيضاء لا سيما في زمن الجهل وتفشي الأمية والخرافات ، والتعلق بالمشائخ وأصحاب الطرق ، وما ترك علماء أهل السنة هذا الأمر إلا من فقههم وورعهم ـ رحمهم الله رحمة واسعة ـ

ثالثاً : إن الشياطين عندما ترى تعلق الناس بشخص ما قد تساعده ، وهو لا يشعر فتعلن خوفها وخروجها منالمريض ونحو ذلك ، لتزداد ثقة الناس بالشخص أكثر من ثقتهم بما يتلوه ، وليعتقدوا أن فيه سرًا معيناً . وقد قال عبد الله بن مسعود لزوجته عندما قالت له : كانت عيني تقذف فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها ، وكان إذا رقاها سكنت . قال إنما ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقيتها كف عنها " الحديث . انظر المسند 1/381 والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1/584 وصحيح سنن ابن ماجه 2/269.

ومكر الشياطين بالناس مكر كبير لا يدركه إلا أصاحب الفقه في دين الله ، فإن الناس إنما يتزاحمون على القارئ ، ويضربون له أكباد المطي ، إذا سمعوا ما يُنشر عنه من الحكايات الغريبة وكيف أن أكثر المصروعين تكلمت الشياطين على ألسنتهم أمام القارئ وتعهد عليها الشيخ بعدم العودة إلى ذلك المصروع !! فإذا كثرت هذه الأخبار كثرة كبيرة حفزت كل مريض لرؤية هذا الشيخ ، للتأكد من أنه ليس فيه جني ، وهذه الحال بهذه الكثرة لو كانت من الكرامات فينبغي للقارئ أن يخاف من عاقبتها . فكيف إذا كان لا يضمن أن يكون الأمر استدراجاً واحتيالاً من الشياطين ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية " ولما كانت الخوارق كثيرا ما تنقص بها درجة الرجل ، كان كثير من الصالحين يتوب من مثل ذلك ، ويستغفر الله تعالى ، كما يتوب من الذنوب كالزنا والسرقة ، وتعرض على بعضهم فيسأل الله زوالها ، وكلهم بأمر المريد السالك ألا يقف عنها ولا يجعلها همه ولا يتبجح بها مع ظنهم أنها كرامات فكيف إذا كانت بالحقيقة من الشياطين تغويهم بها فإني أعرف من تخاطبه النباتات بما فيها من المنافع وإنما يخاطبه الشيطان الذي دخل فيها ! ، وأعرف من يخاطبه الحجر والشجر ! وتقول : هنيئا لك يا ولي الله فيقرأ آية الكرسي فيذهب ذلك . وأعرف من يقصد صيد الطير فتخاطبه العصافير وغيرها ، وتقول خذني حتى يأكلني الفقراء . ويكون الشيطان قد دخل فيها كما يدخل في الإنس ويخاطبه بذلك . " الفتاوى 11/30 .

رابعا : قد يتوهم القارئ الذي يزدحم الناس على بابه ويرى كثرة المرضى الذين يعافيهم الله بسبب رقيته، وكيف أن الشياطين تخاف منه ، وتخرج من المصروعين ؟ قد يتوهم أنه من الأولياء الأبرار ويصيبه العجب 0ونحو ذلك ، وقد كان السلف الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ يخشون من هذا الأمر ويسدون مداخله .

قال ابن عيينة رأى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مع أبي جماعة فعلاه بالدرة ، فقال أبي أعلم ما تصنع ـ يرحمك الله ـ فقال عمر : " أما علمت أنها فتنة للمتبوع مذلة للتابع " تذكرة الحفاظ للذهبي 1/8 .

فهذا عمر ، رضي الله عنه ـ خاف على أبي ـ رضي الله عنه ـ من كثرة الأتباع والتلاميذ الذين يطأون عقبة فغيرهم أولى بالخوف وسد الذريعة . وليس حال القارئ المتقدم صفته كالطبيب الذي يزدحم الناس على بابه ، فإن الطبيب يعالج بعلاج معروف ، ولا يشعر أن العلاج لا ينفع إلا إذا وصفه هو بل يعتقد أن الأمر مرتبط بالعلاج لا بالطبيب بخلاف الراقي فإنه قد يظن أن الأمر مرتبط به هو لا بالعلاج ، لأن القرآن موجود عند المسلمين جميعا ، ويستطيعون قراءته ، ومع هذا يحرصون أن يقرأ هو ، فقد يدخله العجب والزهو ، ويظن بنفسه الظنون ، ولا شك أن الابتعاد عن مثل هذا أولى . والله أعلم بالصواب .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 01:16 AM   #2
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

خامسا : أن من الملاحظ على القراء أصحاب الكيفية المتقدمة أنهم يقولون بغير علم ، وذلك أنهم إذا قرأوا على المريض ولم يتكلم الجني على لسانه ، قالوا : ليس فيك جني ، وأنت بك عين ، أو ليس بك جني ولا عين ونحو هذا ، ولسان حالهم يقول : إننا لا نقرأ على المصروع إلا ويلزم أن تخاطبنا الجن وتتكلم ، فرقاً منا أو من قراءتنا ، وليس هذا إثارة من علم ، فإن المصروع إذا قرئ عليه وخوّف الجن ويخاف وقد لا يتكلم ولا يخاف ! فمن أين لهم القطع بأنه ليس في المقروء عليه جني أو عين ؟ وقد يترتب على هذا أن المريض يترك الأدعية النبوية في مثل هذه الحالات ، بناء على قول القارئ . والله عز وجل يقول : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل اؤلئك كان عنه مسئولا ) الاسراء ، الآية : 36 .

سادسا : من الملاحظ على القراء أصحاب الكيفية المتقدمة ، أنهم يجمعون الفئام من الناس فيقرأون عليهم جميعا قراءة واحدة حرصا على كسب الوقت أمامكثرة الزائرين ، ثم يدورون على أوعيتهم يتفلون فيها واللعاب والرذاذ الذي خالط القراءة قد ينقضي في الوعاء الأول والثاني فمن أين لهذا القاري أن لعابه كله مبارك حتى لو لم يخالط قراءة القرآن وكيف يستجيز أن يتفل في مائة وعاء أو أكثر بناء على قراءة واحدة ؟ وأين الدليل على هذه الصورة من عمل السلف الصالح ؟

سابعا : نظرا لما تدره تلك الكيفية السابقة على أصحابها من أموالا طائلة ، فقد يقوم بعض المشعوذين والدجالين فيتظاهرون بالقراءة ، فيفتحون دكاكين لهذا الغرض ويخلطون الحق بالباطل ، فيفتح على الناس باب شر كبير، ولا يحصل إنكار على المشعوذين لاختلاط أمرهم بالقراء الذين لا يخلطون مع قراءتهم شعوذة وكهانة فيصعب التمييز ، والذرائع المفضية إلى الشر يجب سدها ، حتى وإن قصد صاحبها الحق وقد منع عبد الله بن مسعود وأصحابه وجمع من العلماء المحققين تعلق القرآن مع أنه كلام الله سدا للزيعة لئلا يفضي ذلك إلى تعلق التمائم . انظر فتح المجيد 132 ومعارج القبول 382/1 .
وأفتى بهذا التعليل أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة في الفتوى رقم 992 وتاريخ 4/4/ 1395 هـ . انظر مجلة البحوث الإسلامية العدد 25 عام 1409 هـ ص 40 .
ثامنا : أن بعض القراء أصحاب الكيفية الذين يتفرغون للقراءة على الناس ،ويتخذونها حرفة لهم ، يظنون أن ذلك من المستحبات ، والاستحباب حكم شرعي ، وهو عبادة ؛وهذا قد يجرهم إلى الوقوع في البدعة 0
فإن من أستحب شيئا لم يفعله رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ولم يفعله خلفاؤه الراشدون مع وجود المقتضي له في عصرهم ، قد أتى بابا من البدع . والرسول ، صلى الله عليه وسلم ، وخلفاؤه الراشدون وإن قرأوا على المرضى وأخذوا الأجرة على ذلك كما تقدم إلا أنهم لم يتفرغوا لهذا الأمر، ولم يشتهروا به شهرة واضحة بين الناس ، بحيث إذا ذكر أحدهم ذكر بأنه هو القارئ على المصروعين لإقثصاره على هذا العمل ، ولم يتخذوه حرفة ومهنة ، لإكتساب الرزق يقتصرون عليها .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 01:22 AM   #3
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

تاسعاً : لقد أشتهر بعض الصحابة بإجابة الدعاء كسعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن الذين دعا لهم رسول الله باستجابة الدعاء سير أعلام النبلاء 1/11 والحاكم 3/499 وصححه الذهبي ، وبعض التابعين كأويس القرني ـ رضي الله عنه ـ ومع هذا لم يؤثر أن المسلمين تزاحموا على أبوابهم أفواجاً إثر أفواج لطلب الدعاء مع حاجة المسلمين إلى إجابة دعائهم في صلاح دينهم ودنياهم ، مع أنه لا مانع شرعاً أن يأتي الفرد من المسلمين ويطلب من أحدهم الدعاء ، وقد فعل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ذلك مع أويس القرني ، لأن الرسول ، صلى الله عليه وسلم، أرشده إلى ذلك ، ومع هذا لا شك بأن عمر بن الخطاب لو رأى أن أهل المدينة أجتمعوا على أويس لطلب الدعاء ، وقدم أهل مكة وأهل العراق لأجل هذا الغرض لمنعهم مع فعله هو له ، وذلك خشية على الناس من الفتنة وخسية على أويس القرني من الفتنة أيضاً ومن فقه أويس القرني ـ رضي الله عنه ـ أنه حاول إخفاء نفسه ، ولم يعرّض نفسه ولا غيره للفتنة .

فعن أسير بن جابر كان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس .
فقال أنت أويس بن عامر . قال : نعم ! قال من مراد ثم من قرن . قال نعم ! قال : فكان بك برص فبرئت منه الا موضع درهم . قال : نعم ! قال : لك والدة ؟ قال نعم ! قال سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرئ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو اقسم على الله لا بره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فأفعل . فأستغفر لي ! فاستغفر له . فقال له عمر أين تريد ؟ قال : الكوفة .قال : ألا أكتب لك إلى عاملها ، قال أكون في غبراء الناس أحب إليّ . قال فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس قال تركته رث البيت قليل المتاع ! قال سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرئ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو اقسم على الله لا بره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فأفعل . فأستغفر لي ! قال أنت أحدث عهدا بسفر صالح فأستغفر لي ! قال لقيت عمر ، قال : نعم ! فأستغفر لي ! ففطن له الناس فأنطلق على وجهه : قال أسير وكسوته بردة فكان كلما رآه إنسان يقول من أين لأويس هذه البردة . صحيح مسلم مع شرح النووي 16/95 .

وفي نظري أن الرقية كالدعاء ، بل هي دعاء ومثل ذلك لو تقاطر أهل بلد على رجل يظهر من حاله الصلاح بأولادهم لأجل تحنيكهم بتمرة ونحو ذلك ، فإنه لا ينبغي خشية عليه وعليهم من الافتتان . يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في مثل هذه الصورة وغيرها من صور التبرك : " ومنها أن فعل هذا مع غيره ، صلى الله عليه وسلم ، لا يؤمن أن يفتنه وتعجبه نفسه فيورثه العجب والكبر والرياء ، فيكون هذا كالمدح في الوجه بل أعظم . " تسير العزيز الحميد 186.

قلت فما الظن بالذي يقدم عليه الآلاف من الناس لأجل القراءة عليهم ، ويتركون القضاة والمفتين وأهل العلم ألا يخشى عليه الفتنة ؟!

عاشراً : إذا تبين أن هذا الأمر فيه مفسدة على الناس وخاصة العوام منهم الذين يتعلقون بالقارئ أكثر من تعلقهم بالله وبكلامه حتى يظنوا ارتباط الشفاء بالشخص نظراً لما يرونه من شدة الزحام عليه ، الأمر الذي لا يرونه عند كثير من العلماء الصلحاء ؛ وفيه مفسدة على القارئ نفسه من جهة الشهرة والعجب ، وأبتدع كيفية في الرقية لم تكن مغروفة عند السلف الصالح ، كالقراءة على من مئات الناس جميعا بقراءة واحدة ، والنفث في أوعيتهم جميعا بعد هذه القراءة فلا شك أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة خاصة إذا عظمة المفسدة على المصلحة .
كما قال تعالى : [ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ] الأنعم ، الآية : 108 .
فسب المشركين لله ـ عز وجل ـ مفسدة عظيمة وسب المؤمنين لآلهة المشركين مصلحة عظيمة ، وهنا قدم درء المفسدة على جلب المصلحة لعظم المفسدة بذلك .

الحادي عشر: إن المتفرغ للرقية على الناس فيه مشابهة بالذي يتفرغ للدعاء للناس فالرقية والدعاء من جنس واحد فهل يليق بطالب علم أن يقول للناس تعالواإلي أدع لكم !! وهذا مخالف لهدي السلف الصالح فقد كان عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم يكرهون أن يُطلب منهم الدهاء ويقولون أأنبياء نحن . انظر الحكم الجديدة بالإذاعة لإبن رجب ص 54 .

الثاني عشر : إن انتشار هذه الظاهرة قد يوهم الناس ومن لا علم عنده بأن هذه الكيفية هي الطريقة الصحيحة للرقية فيظل الناس يطلبون الرقيةمن غيرهم وتتعطل سنة رقية الأفراد 0لأنفسهم وانطراحهم بين يدي رب السموات والأرض وسؤاله الشفاء . ] . اهـ .
ـــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : رسائل ودراسات في منهج أهل السنة (5)
الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة .

د . على بن نفيع العلياني صفحة رقم (75 ، وما بعدها .)

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 01:38 AM   #4
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي



الإخوة مشرفي وأعضاء وزوار ( منتدى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

دار في الآونة الأخيرة نقاش وجدال حول مشروعية الرقية الجماعية ، فذكر البعض أن ذلك من باب المصلحة الشرعية ، وذكر مخالفوا هذا القول بأنه لم نسمع مثل ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو خلفائه أو التابعين والسلف ، ومن أجل أن تعم الفائدة ويستقيم الأمر وفق تأصيل شرعي ، أورد لكم هذا الرد العلمي الذي تقدمت به لفضلية الشيخ ( علي بن نفيع العلياني ) حيث أنه رفض الأمر جملة وتفصيلاً ، وأترك لكم الحكم في المسألة :

وقع تحت ناظري كتيب قيم يبحث في موضوع الرقية والتمائم بصورة عامة ، فقرأته وألفيته نافعا مفيدا في مضمونه ومحتواه ، فحمدت الله سبحانه وتعالى أن قيض لهذه الأمة رجالا صدعوا بالحق وأحيوا سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحاربوا البدعة وأهلها ، إلا أنه استوقفني كلام في هذا الكتاب أفرد له المؤلف فصلا خاصا من كتابه تحت عنوان ( حكم التفرغ لأجل القراءة على الناس واتخاذها حرفة ) ، وقد ذكر الكاتب - حفظه الله - في مقدمة هذا العنوان عن بعض طلبة العلم ممن تفرغوا للرقية والمعالجة ، وأن شهرتهم بلغت الآفاق ، بحيث وسعوا منازلهم ونظموا المواعيد لذلك ، ويقول ما حكم ذلك في هذه الصورة وبهذه الكيفية ، وبدأ بسرد بعض المفاسد المترتبة على ذلك الأمر 0

ولوجهة نظري المخالفة للمؤلف في هذه النقطة بالذات ، أحببت أن ادلي بدلوي وأنوه بما فتح الله علي من علم اكتسبته من علمائنا حفظهم الله مستشهدا في بعض النقاط بالكتاب والسنة والأثر 0

وهذا لا يعني إنكار كثير من المظاهر التي يراها المسلمون اليوم على الساحة فيما يتعلق بالرقية الشرعية والتجاوزات والانحرافات عن المنهج القويم ، من حيث الجهل بالأحكام الشرعية ، والجهل في التعامل مع المرضى في كافة النواحي ، وإصدار الأحكام العشوائية ، واتباع أساليب منافية تماما لما يجب أن تكون عليه ، واتخاذ الرقية الشرعية وسيلة للتجارة والتكسب ، ولا يشك أحد مطلقا في أن استخدام هذه الوسائل والأساليب وتجويزها أو استساغتها أو تسويغ فعلها للآخرين هو خطأ فادح له آثاره وعواقبه الوخيمة والتي لا يعلم مداها وضررها إلا الله سبحانه وتعالى 0

وأما تعميم ذلك ، وإصدار الأحكام على إطلاقها فيحتاج للتأني والتريث ، وكل عمل وكل جانب يقوم به الإنسان قد يعتريه الخطأ ، ومهم أن يوظف لمثل تلك الأخطاء من يقومها ويعالجها ، لتكون مسيرة الدعوة إلى الله سبحانه وفق منهج واضح قويم ، وعلى أسس عقائدية صحيحة مستقاة من الكتاب والسنة والإجماع ، فنسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لما يحب ويرضى إنه على كل شيء قدير 0

ومن هنا نرى أن العلماء الأجلاء - حفظهم الله - قد أدركوا خطورة ذلك الأمر ، خاصة ما يتعلق بالناحية العقائدية ، فوضعوا الضوابط والمعايير لمن أراد أن يدخل في هذا المعترك ، وقد استكانت القلوب واطمأنت لما في ذلك الإجراء من مصلحة شرعية عامة للمسلمين 0

وأبدأ بسرد كافة النقاط التي تعرض لها الدكتور الفاضل – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه – وأعلق عليها بما يسمح به المجال والمقال :

1)- ذكر أن من وجود الجموع الكثيرة من الناس عند القارئ ، قد يظن عوام الناس أن لهذا القارئ خصوصية معينة بدليل كثرة زحام الناس عليه ، وتطغى حينئذ أهمية القارئ على أهمية المقروء 0

* هل مثل ذلك الظن يعتبر طعنا وقدحا في الراقي إن اتبع الأسلوب الأمثل للرقية الشرعية منهجا وسلوكا ، ومنذ متى يأخذ أهل العلم وطلبة العلم بما يظنه العوام من الناس ، إن تلك المجالس قد يأتيها أناس لم يذهبوا قط في يوم من الأيام إلى مجلس طلب علم ، واستقطاب هذه الجموع من خلال هذا المنبر الدعوي ، وترسيخ بعض المفاهيم الاعتقادية أمر جليل يحتاج للتدبر والتأمل ، وأذكر من تلك المفاهيم :

أ - إيضاح العقيدة الصحيحة والمنهج القويم للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر ، وترسيخ تلك الحقائق في الأذهان 0

ب - التحذير من خطر الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والعرافين والدجالين ، وإيضاح حقيقة السحر وخطورته ، وما يتعلق به من مفاسد عظيمة ، وتثقيف العامة بتلك المعلومات 0

ج - التحذير من المعاصي وأثرها السيئ على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم 0

إن من دواعي سرور المؤمن أن يرى ويسمع عن أناس قد من الله سبحانه وتعالى عليهم بالهداية ، وعرفوا بالاستقامة والصلاح والله حسيبهم ، نتيجة للمتابعة والرقية عند إخوة أفاضل اتخذوا منهجا وطريقا صحيحا واضحا في العلاج ، وهذا بحد ذاته يثلج قلب المؤمن الصادق عند رؤيته لتلك الجموع التي تلجأ لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0

إن إيضاح حقيقة الرقية الشرعية ومفاهيمها واستدلالاتها وما تحتويه من نواحي تمس عقيدة المؤمن ، وكذلك تفصيل وتبيان المناقض للرقية من مظاهر كفرية وشركية كالذهاب للسحرة والمشعوذين وتعليق التمائم الكفرية ونحوه ، كل ذلك يحقق في مجمله منفعة عظيمة وآثارا ايجابية يطمح لها كل داعية وطالب علم ، ولا نعتقد أن البديل عن ذلك يسعد أي منا ونحن نرى العامة والخاصة يطرقون أبواب السحرة والمشعوذين ، والعرافين ، فتنتكس الفطر ، وتدمر العقائد 0

وثقتنا بالعلماء كبيرة ، وقد تكلم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – في شريط ( لقاء الأحبة ) عن التفرغ للقراءة فأفتى سماحته بجواز ذلك ، لما يرى في ذلك من مصلحة شرعية عامة للمسلمين ( فتوى مسجلة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ) ، وكما أفتى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – حفظه الله – في لقاء القراء 0( فتوى مسجلة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين )0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي :

كثر في الآونة الأخيرة القراء الذين يرقون على المرضى ، وتزاحم الناس على أبواب بيوتهم ، مما حدا بعضهم للتفرغ بالقراءة وترك عمله أو دراسته ، وبالطبع أصبح دخل معيشته من تلك القراءة ، ومما يبيعه من الماء والزيت وما أشبه ذلك 0
وحصل بعض الخلاف بين طلبة العلم ، فقائل يقول بجواز فعلهم ، والآخر يقول بعدم جواز ذلك مستدلاً أنه لم يُنقل عن الصحابة ولا التابعين ولا من أتى بعدهم أن أحدهم قد تفرغ للقراءة ، بل بفعلهم هذا انتشر من ليس لديه علم ودراية بالرقية الشرعية ، فما هو القول الراجح في هذه المسألة ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( لا بأس بالرقية الشرعية بالآيات القرآنية والأدعية المأثورة لحديث أبي سعيد في قصة الرقية على اللديغ واشتراطهم قطيعاً من الغنم ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم " اقسموا واضربوا لي معكم بسهم " ( صحيح الترمذي - 1685 ) وقوله صلى الله عليه وسلم " إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله " ( صحيح الجامع 1548 ) 0 ومع ذلك فلا يجوز كثرة الاشتراط ولا الأخذ للمال الكثير مقابل عمل يسير ، وننصح القارئ أن لا يشهر نفسه ، وأن لا يشدد في اشتراط الأجرة ، بل إن دفع إليه شيء بلا شرط أخذه وإلا لم يطلب ، وبذلك يحصل النفع بقراءته إن شاء الله وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

وسئل فضيلته عن القراءة على الجمع في مكان واحد بالميكرفون فأجاب – حفظه الله - :

( ذكر بعض القراء أن ذلك جرب فأفاد وحصل الشفاء لكثير من المصابين ، وذلك أن سماع المصروع لتلك الآيات والأدعية والأوراد يؤثر في الجان الذي يلابسه فيحدث أنه يتضرر ويفارق الإنسي ، أو أن هذا القرآن هو شفاء كما وصفه الله تعالى فيؤثر في السامع ولو لم يحصل من القارئ نفث على المريض ، ومع ذلك فإن الرقية الشرعية هي أن الراقي يقرب من المريض ويقرأ عنده الآيات وينفث عليه ويمسح أثر الريق على جسده بيده ، ويسمعه الآيات والأدعية حتى يتأثر بسماعها ، فعلى هذا متى تيسر أن يرقى كل واحد منفردا فهو أفضل وإن شق عليه ما ذكر من القراءة قرأ في المكبر مع العلم بأن تأثيرها أقل من تأثير القراءة الفردية ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية في الرقية الشرعية – ص 22 ) 0

وقد كان رأي لبعض العلماء موافق لرأي أخي الفاضل الدكتور علي بن نفيع العلياني –وفقه الله للخير فيما ذهب اليه- كما أفتى بذلك فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - عند سؤاله عن فتح عيادات متخصصة للقراءة فأجاب :

هذا لا يجوز لأنه يفتح باب فتنة ويفتح باب احتيال للمحتالين وما كان هذا من عمل السلف أنهم يفتحون دورا أو يفتحون محلات للقراءة 0 والتوسع في هذا يحدث شرا ويدخل فيه من لا يحسن لأن الناس يجرون وراء الطمع ويحبون الناس إليهم ولو بعمل أشياء محرمة ومن يأمن الناس ولا يقال هذا رجل صالح لأن الإنسان يفتن والعياذ بالله ولو كان صالحا ففتح هذا الباب لا يجوز ويجب إغلاقه ) ( السحر والشعوذة – ص 102 ) 0

فالمسألة اجتهاد مبني على أقوال علماء أفاضل في كلا الحالين ، مع أن التقنين والتوجيه السليم لذلك الأمر يعطي ثماراً طيبة بإذن الله تعالى 0

ولا يعني ذلك أن العوام عندما يرون جموعا في محاضرة لأحد العلماء أو طلبة العلم ، وظنوا أن أهمية العالم طغت على أهمية علمه ، نوقف طلب العلم والمحاضرات 0

وإن من الله سبحانه وتعالى علي بعلم متواضع يسير فالفضل بعد الله سبحانه للعلماء العاملين العابدين ، ولا أنكر مكانة وقدر وتحصيل الدكتور الفاضل وعلمه الشرعي ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون صادعين بالحق ، مدافعين عنه إنه على كل شيء قدير 0

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، إنه هل يمكن أن يؤدي العلاج عند المقرئين إلى نوع من التقديس لهم وكيف يمكن تفادي ذلك ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( هذا يختلف باختلاف الناس ، فمن الناس من يقدس من أسدى له خيرا حتى ولو كان أمرا دنيويا ، ومنهم من لا يقدسه ولكنه يرى أن له معروفا عليه لا يكافئه إلا بقضاء حاجة 0
لكن إذا كان الشفاء بالقراءة الشرعية فإن التقديس للإنسان أكثر توقعا مما لو كان بغير ذلك ، لأنه ربما يعتقد أن لهذا المعالج منزلة عند الله عز وجل ، وأنه بسبب هذه المنزلة فقد كتب الله الشفاء على يديه ، لكن الواجب أن يعلم الإنسان أن القراءة هي سبب للشفاء والدواء الذي حصل به الشفاء إنما هو سبب ، والله سبحانه وتعالى هو المسبب ، وأن الإنسان ربما يفعل الأسباب فتوجد موانع تحول دون تأثيرها ، فالأمر كله بيد الله سبحانه ، والواجب أن يحمد الإنسان ربه على ما حصل له من الشفاء ، وأن يكافئ من حصل الشفاء على يديه بما يقتضيه الحال ) ( كتاب المسلمون – ص 96 ، 97 ) 0

2)- ذكر أنه بالنظر إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وسيرة علماء الإسلام الموثوق بعلمهم وفضلهم لم نر أحدا منهم انقطع عن أعماله واتخذ هذا الأمر حرفة 0

* إن كان القصد من الكلام آنف الذكر ، الأمور التعبدية وما يتعلق بها من أحكام ، فلا خلاف في ذلك على الاطلاق ، خاصة أن الأمور التعبدية والإخلال بأي جزئية من جزئياتها يوقع في المحاذير الشرعية بحسب حالها ، ومثل ذلك التخصيص وبهذه الكيفية لا يعتبر في جزئياته بعد عن الكتاب والسنة ، فكما أن العلوم الشرعية برمتها تشعبت وتنوعت ، كعلم مصطلح الحديث ، وأصول التفسير ، وأصول الفقه وغيرها من العلوم الشرعية ، ومثل ذلك التشعب والتنوع لا يعني مطلقا خروجا عن السنة المطهرة ، أضف إلى ذلك وجود المعاهد الدينية ، ومدارس تحفيظ القرآن ، المؤسسات الشرعية ، كالمؤسسات الخيرية ونحوها ، كل ذلك يبقى في بوتقة الشريعة وضمن حدودها إذا روعي من خلال ذلك الضوابط الشرعية ، فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من أهل المنهج القويم والعقيدة الصحيحة إنه على كل شيء قدير 0
وإن كان الأمر ليس كذلك كالرقية الجماعية ، فهو اجتهاد بني على فتاوى العلماء حفظهم الله ، كإجراء تنظيمي ليس إلا ، وهذا يؤكد على أهمية لجوء المعالج فيما يتعلق بالمسائل المشكلة للرقية الشرعية وما يدور في فلكها وعلى اختلاف جزئياتها للعلماء وطلبة العلم ليسترشد بعلمهم ، ويستأنس برأيهم ، وبعض العلماء وطلبة العلم كان لهم رأي موافق لرأيك ، ولكن ليس بالأسلوب الجارح الموجه إلى من يعالج بالرقية الشرعية الثابتة بهذا الأسلوب والكيفية ، وتبقى المسألة خلافية بين العلماء ، وموقفنا من المسائل الخلافية معلوم ، خاصة إن كان الخلاف بين علماء أفاضل نذروا حياتهم وجل أوقاتهم في سبيل الدعوة ونصرة الدين ، فالواجب احترام رأيهم وتقديره ، وأن نسعى لعدم مخالفة الأصول والأحكام الشرعية ، وندور في فلك الكتاب والسنة والأثر ، ويعتقد أن الجميع يتوافق في الرأي بخصوص ذلك ، فالغاية والهدف هو المصلحة العامة الشرعية للإسلام والمسلمين 0

3)- ذكر أن الشياطين عندما ترى تعلق الناس بشخص ما قد تساعده ، وهو لا يشعر فتعلن خوفها وخروجها من المريض ونحو ذلك 0

* إن هذه المسألة ترتبط أساسا بحال المعالج وقربه من الخالق وصحة اعتقاده ومنهجه والتوجه السليم الذي يأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب المتعلقة بالرقية الشرعية ، واعتقد أن فحوى هذا الكتاب يؤكد على تلك المبادئ الأساسية التي لا بد أن ينشدها كل متصدر للرقية الشرعية ، وكل معالج أدرك هذه الأساسيات يعلم يقينا أن الأمر بيد الله سبحانه وتحت تقديره ومشيئته ، وقد أسلف الكاتب - حفظه الله - أن القائمين على ذلك الأمر من طلبة العلم ، ولا اعتقد أنه من السذاجة أن يمر عليهم مثل تلك الدسائس الشيطانية ، وهذا لا يعني عدم الوقوع في الخطأ ، ولكن وبتكاتف العلماء وطلبة العلم وتقديم النصح والإرشاد ، وبالمتابعة والتوجيه للقائمين على ذلك الأمر ، تتحقق المنفعة والمصلحة الشرعية 0

أما إن كان المؤلف يعني بكلامه الجهلة بالشريعة وأحكامها ، وأصولها وفروعها ، واقتحم باب الرقية حبا في المال والظهور ، والشهرة والسمعة ، فإنني لا أعنيهم مطلقا 0

وأما الاستشهاد بحديث الإمام أحمد - رحمه الله - في مسنده برقم ( 1 / 381 ) ، والحديث أورده العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - في السلسلة الصحيحة 1 / 584 ، على النحو التالي :

( أخبرت زوجة عبدالله بن مسعود فقالت : كانت عيني تقذف ( قال صاحب لسان العرب : والقذف : الصب - لسان العرب - 9 / 276 ) فكنت اختلف إلى فلان اليهودي يرقيها ، وكان إذا رقاها سكنت 0 قال : إنما ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقيتها كف عنها ) 0

وقصة الحديث آنفا كما ثبت في صحيح سنن ابن ماجة لمحدث بلاد الشام العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( عن زينب ، قالت : كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة ، وكان لنا سرير طويل القوائم 0 وكان عبد الله ، إذا دخل ، تنحنح وصوت 0 فدخل يوما ، فلما سمعت صوته احتجبت منه 0 فجاء فجلس إلى جانبي 0 فمسني فوجد مس خيط 0 فقال ما هذا ؟ فقلت : رقي لي فيه من الحمرة 0 فجذبه وقطعه ، فرمى به وقال : لقد أصبح آل عبدالله أغنياء عن الشرك 0 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) قلت : فإني خرجت يوما فأبصرني فلان 0 فدمعت عيني التي تليه 0 فإذا رقيتها سكنت دمعتها 0 وإذا تركتها دمعت 0 قال : ذاك الشيطان 0 إذا أطعته تركك ، وإذا عصيته طعن بإصبعه في عينك 0 ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرا لك وأجدر أن تشفين 0 تنضحين في عينك الماء وتقولين : أذهب البأس 0 رب الناس 0 اشف ، أنت الشافي 0 لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) ( صحيح الجامع 855 ) ( وقد عرج على ذلك في كتابي الموسوم ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( أدلة تحريم تعليق التمائم الشركية من السنة المطهرة ) 0

ولي بعض الوقفات عند هذا الحديث :

أ - لا يوجد وجه للمقارنة بين يهودي بين في منهجه وتوجهه واعتقاده ، وبين مسلم موحد صحيح المنهج والعقيدة والدين 0

ب - الاستشهاد الذي تحدث عنه الكاتب - حفظه الله - غير صحيح في هذا الموضع بالذات ، فالأمر كما هو واضح في الحديث أمر فردي لزوجة عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - وقد يحصل ذلك لأي شخص سواء كان متخصصا أو غير متخصص في الرقية ، بمعنى حصول ذلك في رقية لحالة معينة ، أو حصولها في رقية جماعية ، فهل يعني ذلك منع الرقية بصفة عامة خوفا من ألاعيب الشيطان ودسائسه ، وتعطيل سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قد تصل إلى درجة الوجوب في بعض الحالات التي قد يتعرض فيها المريض لحالة الخطر ، وماذا سوف يكون البديل لذلك ؟ لا نشك مطلقا بأن أبواب السحرة والمشعوذين والعرافين والدجالين سوف تشرع على مصراعيها نتيجة لذلك 0

ج - الأمر لا يعتمد على استدراج الشيطان بقدر ما يعتمد على قوة الإيمان والتوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى من قبل المعالج ، ومعرفته باستدراجات الشيطان التي تم ذكرها في كتابي الموسوم ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) 0

4)- ذكر أنه قد يتوهم القارئ الذي يزدحم الناس على بابه ويرى كثرة المرضى الذين يعافيهم الله بسبب رقيته ، وكيف أن الشياطين تخاف منه ، ويتوهم أنه من الأولياء الأبرار ويصيبه العجب 0

* ما ذكر في هذا الموضع قد يذكر في كثير من المواضع الأخرى ، ولا يعني ذلك أن كثيرا من العلماء وطلبة العلم أعجبوا واختالوا بأنفسهم ، ولا يعني أن مفسري الرؤى والأحلام حصل لهم مثل ذلك ، فالأمر يعتمد أساسا على حال كل منهم وتوجهه وارتباطه بخالقه ، وكذلك الأمر بالنسبة للمعالج ، فمنهجه وتوجهه إن كان بنية خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى فلا بد أن يكتب له التوفيق ، كالعالم والطبيب ونحوه ، وأما الاعتقاد بأن الشياطين تخاف وتهرب منه ، فلا نعتقد أن أحدا ممن تصدر هذا الأمر وعلى أسس عقائدية واضحة ثابتة يفكر بمثل ذلك ، وهو يعلم يقينا أكثر من غيره أن الجن والشياطين عالم غيبي ، حفظ منه بحفظ الله سبحانه وتقديره ومشيئته ، ولولا ذلك لناله أذاهم وبطشهم ، لمحاربته لهم ونصرة إخوانه المظلومين ، ويعلم يقينا أنهم يهربون ويفرون من كلام الله عز وجل فهو الذي يحرقهم ويردهم خائبين خاسرين 0

5)- ذكر أن الملاحظ على القراء أصحاب الكيفية المتقدمة أنهم يقولون بغير علم ويعني - حفظه الله - في قضايا التشخيص 0

* بالنسبة لهذه النقطة بالذات فسوف تكون لي بعض الوقفات اليسيرة التي أوضح وأبين الأمر من خلالها :

أ - إن كان المعني بذلك القراء الجهلة غير المتمرسين ، الذين لم يكتسبوا الرقية الشرعية عن علم ودراية ودراسة ، فإننا نقر الرأي القائل بذلك ، ومن هنا كان لا بد أن يؤخذ هذا العلم من الشريعة السمحة أولا ثم من ذوي الخبرة والاختصاص والتجربة في هذا المجال ، كما بينت ذلك في كتابي الموسوم ( القول المُعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

ب - أما إن كان المعني بذلك القراء المتمرسين ، فوقوع الخطأ وارد ، والطبيب قد يخطئ التشخيص مع إمكانياته العلمية والتقنية والأجهزة المتطورة التي يمتلكها من أشعة ومنظار وغيره ، فكيف الحال بمن يتعامل مع أمر غيبي بكل جوانبه ، ألا يتوقع حصول ذلك منه ؟ الإجابة واضحة ، وإدراك ذلك بالنسبة للمؤلف لا يشوبه أدنى شك ، فقد وصل لمرحلة متقدمة من العلم ، وهو أعلم من غيره بأساليب البحث العلمي وبحوث العمليات المتعلقة بالدراسة الأكاديمية ويدرك حصول الزلل والخطأ ، مع الإشارة إلى أفضلية لجوء المعالج لاستخدام أسلوب التورية ( المعاريض ) مع المرضى للمصلحة الشرعية المرجوة من جراء ذلك ، كما أشرت في كتابي الموسوم ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) 0

ج - أستسمح القارئ عذرا في العودة لكتابي الموسوم ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) وكل ما ذكر تحت هذا العنوان يبين أن الرقية الشرعية علم شرعي قائم بذاته ، تحتوي على مسائل فقهية كثيرة ودقيقة كنت أجهلها ، وأفادني بها علماؤنا وطلبة العلم حفظهم الله ، بعد استرشادي بأقوالهم وآرائهم ، فالأمر ليس كما يبدو للبعض قول بلا علم ، إنما هو قول بعلم ، مصدره الكتاب والسنة والأثر ، وأقوال أهل العلم العابدين العاملين ، ولا زلت أذكر بأن الأمر برمته يتعلق بذوي العقيدة الصحيحة والمنهج القويم والتوجه الصحيح ، وما دون ذلك لا يقاس عليه ، ولا يؤخذ بالاعتبار والحسبان 0

د - وقياسا على ذلك فكثير ممن يدعي العلم الشرعي ويفتي بغير علم ، هل يعتبر ذلك قدحا في الشريعة وأحكامها وأهل العلم والمنتسبين إليه ؟ كذلك الحال بالنسبة للرقية ، فمدعي الرقية دون أن يكون له فيها ناقة أو جمل ، لا يعتبر قدحا في الرقية وأهلها ، والأساس في المنهج والتربية والسلوك ، وأكرر بأن الرقية وفق المنهج السليم والأسس الثابتة ، لا بد أن تعطي ثمارها الدعوية بإذن الله تعالى 0

6)- ذكر الكاتب أنه من الملاحظ على القراء أصحاب الكيفية المتقدمة ، أنهم يجمعون الفئام من الناس فيقرأون عليهم جميعا قراءة واحدة حرصا على كسب الوقت أمام كثرة الزائرين ، ثم يدورون على أوعيتهم يتفلون فيها واللعاب والرذاذ الذي خالط القراءة قد ينقضي في الوعاء الأول والثاني فمن أين لهذا القاري أن لعابه كله مبارك 0

أ - إن القراءة الجماعية بهذه الكيفية والصورة ما قصد بها كسب الوقت ونحوه ، والاعتقاد الجازم بأن القرآن العظيم شفاء ، لن يبدل من حقيقة هذا الاعتقاد فيما لو كانت القراءة فردية أو جماعية ، وتصحيحا ( لقضية كسب الوقت ) التي أوضحها المؤلف فليس الأمر كذلك ، بقدر ما هي تنظيم لوقت الراقي وطاقته ومجهوده ، ولا شك أن المعالج إنسان لديه من المسؤوليات والأعمال تجاه نفسه وأهل بيته ، ما يحول دون فتح المجال على مصراعيه كافة الأوقات والساعات ، وفعل ذلك ما كان إلا تنظيما لوقته واستدراكا لحاجته وظرفه ، وقد أفتى بعض العلماء ومنهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – حفظه الله - بجواز ذلك كما أشرت سابقا 0

ب - أما أنهم يدورون على أوعية المرضى ويتفلون فيها اللعاب والرذاذ الذي خالط القرآن قد ينقضي في الوعاء الأول ، فهذا الكلام يحتاج لمراجعة وإعادة نظر ، إن الأدلة الثابتة في السنة المطهرة تؤكد أن ريق المؤمن خير وشفاء ، وقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح ، قال بإصبعه : هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ، ثم رفعها ، وقال بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا ) ( متفق عليه ) 0

وهناك بعض الأحاديث الموضوعة التي لا أصل لها ومعناها صحيح ، قد أيدت ذلك كما أفاد أهل العلم - حفظهم الله - ، ومثال ذلك ( سؤر المؤمن شفاء ) ( لا أصل له ، وقد ذكره الحوت في " أسنى المطالب " – برقم ( 718 ) ، والقاري في " الأسرار المرفوعة " – برقم ( 217 ) ، والغزي في "إتقان ما يحسن من الأخبار" – برقم ( 915 ) وقال : ليس بحديث ، والزبيدي في " تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس " – برقم ( 91 ) ، والعامري في " الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث " – برقم ( 178 ) ، والجبري في " المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف " – برقم ( 113 ) ، والهروي في " المصنوع في معرفة الحديث الموضوع " – برقم (144) ، والسخاوي في " المقاصد الحسنة " – برقم (534) ، والمدني في " تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة " – برقم ( 101 ) ، والهلالي في "سلسلة الأحاديث التي لا أصل لها" – برقم ( 27 ) ، والعجلوني في "كشف الخفاء"– برقم (1500) ، أنظر السلسلة الضعيفة 78 - قال صاحب الأحاديث التي لا أصل لها : ( وأما ما يدور على الألسنة من قولهم " سؤر المؤمن شفاء " فصحيح من جهة المعنى رواه الدارقطني في " الافراد " من حديث ابن عباس مرفوعا : " من التواضع أن يشرب الرجل من سار أخيه " أي المؤمن ) 0

وكذلك حديث : ( ريق المؤمن شفاء ) ( لا أصل له ، وقد ذكره الحوت في " أسنى المطالب " – برقم ( 718 ) ، والقاري في " الأسرار المرفوعة " – برقم ( 217 ) ، والزبيدي في " تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس " – برقم ( 86 ) ، وابن طولون في " الشذرة في الأحاديث المشتهرة " – برقم ( 468 ) ، والمشيشي في " اللؤلؤ المرصوع " – برقم ( 229 ) ، والهروي في " المصنوع في معرفة الحديث الموضوع " – برقم (144) ، والسخاوي في " المقاصد الحسنة " – برقم (534) ، والسنباوي في " النخبة البهية " – برقم ( 137 ) ، والمدني في " تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة " – برقم ( 137 ) ، والهلالي في " سلسلة الأحاديث التي لا أصل لها " – برقم (28) ، والعجلوني في " كشف الخفاء " – برقم ( 1405 ) ، والزرقاني في " مختصر المقاصد " – برقم ( 505 ) ، قال السخاوي في " المقاصد الحسنه " ( 534 ) : معناه صحيح وقد أورد السخاوي شواهد لمعناه الصحيح الحديث الذي ذكرته آنفا ) 0

قلت : كيف وإن خالط النفث كلام الله عز وجل ، وقد وردت الأدلة الثابتة المؤيدة لذلك ، فقد ثبت من حديث يزيد بن أبي عبيد ، قال : رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : ما هذه ؟ قال : أصابتني يوم خيبر 0 فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتي بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفث في ثلاث نفثات ، فما اشتكيتها حتى الساعة ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب المغازي ( 38 ) – برقم 4206 ) ، وثبت أيضا من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : ( كان ينفث في الرقية ) ( صحيح الجامع 5022 ) 0

قال المناوي : ( " كان ينفث في الرقية " بأن يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ فيهما قل هو الله أحد والمعوذتين ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من بدنه يفعل ذلك ثلاثا إذا أوى إلى فراشه وكان في مرضه يأمر عائشة أن تمر بيده على جسده بعد نفثه هو فليس ذلك من الاسترقاء المنهي عنه كما ذكر ابن القيم وفيه دليل على فساد قول بعضهم أن التفل على العليل عند الرقى لا يجوز ) ( فيض القدير – 5 / 250 ) 0

وبالإمكان مراجعة جزء من هذه السلسلة للوقوف على حقيقة ذلك ، وأقوال أهل العلم في مسألة النفث ، كما وردت في كتابي الموسوم ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( الرقية بفاتحة الكتاب ) 0

إن التجربة والخبرة في هذه المسألة أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن النفث في وعاء واحد أو أوعية مختلفة له نفس التأثير والمفعول ، والقضية متعلقة بالمعالج واعتقاده ومنهجه ، ويفضل عدم مخالطة لعاب الراقي لكلام أهل الدنيا قبل النفث ، فذلك أنفع وأنجح بإذن الله 0

وقد تكلم بعض أهل العلم بعدم جواز النفث في أوعية كثيرة ، فالمسألة خلافية ، وموقفنا معلوم من الخلاف بين أهل العلم الثقات حفظهم الله 0

ج - وأما الإشارة إلى مسألة اللعاب المبارك ، فقد رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ، وكذلك فعلت عائشة ، وهذا من هديه وسنته – عليه الصلاة والسلام - ، ومما أقر فعله ، ولا يعني فعل ذلك ورقية الإنسان لنفسه ولأهل بيته قبل النوم ، أو في مواضع أخرى ، أنه ذو لعاب مبارك ، فالقضية ليست مرتبطة باللعاب ولا بغيره ، إنما هي مرتبطة بكلام الله عز وجل وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم والنية والتوجه الخالص له سبحانه وتعالى 0

7)- ذكر أنه نظرا لما تدره تلك الكيفية السابقة على أصحابها من أموالا طائلة ، فقد يقوم بعض المشعوذين والدجالين فيتظاهرون بالقراءة ، فيفتحون دكاكين لهذا الغرض ويخلطون الحق بالباطل 0

أ - أما قول المؤلف بالكيفية السابقة التي تدر على أصحابها أموال طائلة ، فالواجب يحتم علينا أن نحسن الظن بالغير ، وأن لا يؤخذ الكلام على إطلاقه ، فليس كل من تصدر الرقية والعلاج اتخذ ذلك وسيلة لجمع المال ، والبعض ممن يرقى بالرقية الشرعية لا يتقاضى أجرا على عمله ذلك ، ويحتسب الأجر عند الله سبحانه ، وهذا لا يعني تحريم جواز أخذ الأجرة على الرقية ، مع أن الأولى ترك ذلك كما بين بعض أهل العلم ، والمصلحة الشرعية تقتضي ذلك ، ويتضح هذا من خلال أمرين اثنين :

1)- إن العصر الذي نعيشه اليوم ، يختلف في كافة جوانبه عن العصر الذي عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وخلفاؤه والتابعون وسلف الأمة ، وقد وهنت النفوس وضعفت ، فيخشى أن يتأثر المعالج بالجانب المادي ويتيه في ملذات الدنيا وشهواتها 0

2)- يكون العزوف عن أخذ الأجرة طريقا للدعوة إلى الله عز وجل ، وعندما ترى جموع الناس أن المعالج لا يبتغي الأجر منهم ، بل يحتسبه عند الله سبحانه فسوف يغير ذلك المسلك من فهمهم الخاطئ للرقية وأهلها ، ويكون حافزا لإقبالهم والتأثير عليهم وحبهم للدين وأهله ، وهذا منظور مشاهد محسوس 0

ب - وأما أن يقوم بعض المشعوذين والدجالين فيتظاهرون بالقراءة ، فيفتحون دكاكين لهذا الغرض :

1)- إن كان المؤلف يعني المشعوذين والدجالين في البلاد الأخرى ، فإنهم ليسوا بحاجة أصلا للتظاهر بذلك ، وهم يعلنون صراحة سحرهم وكهانتهم ، وأما إن كان يعني هذا البلد الآمن – أقصد المملكة العربية السعودية - ، فأهل الحسبة لهم بالمرصاد ، ولا يستطيعون أن يمرروا مثل ذلك الأمر ، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومراكز الدعوة والإرشاد يقفون متربصين لكل من تسول له نفسه القيام بهذا العمل الكفري الخبيث 0

2)- إن الهدف والغاية الذي يسعى له كل داعية أن يصحح طريق المسلمين ، وينير أبصارهم بالعقيدة الصحيحة والمنهج القويم المستقى من الكتاب والسنة ، وظهور فئة مشهود لها بالاستقامة والصلاح والأخلاق الحميدة ، ممن يعالجون بالكتاب والسنة ، ويظهرون لعامة الناس ويوضحون لهم الأخطار العظيمة والطرق والأساليب الخبيثة التي يتبعها السحرة والمشعوذون ، كل ذلك يساعد الناس على أن يميزوا الساحر والمشعوذ من غيره 0

3)- ولا يعني ذلك القول أن نعطل سنة أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهل يعني ذلك أن كل مدعي المعرفة بالطب ممن لا علم له به ، وهلك على يديه مريض ، أن نقوم بمنع سائر الأطباء من مزاولة مهنة الطب ، هذا مفهوم خاطئ وغير صحيح ، فالذي يمنع من مزاولة هذه المهنة ، من ظهر جهله بهذا العلم دون غيره ، وكذلك الأمر بالنسبة للرقية الشرعية ، فالجاهل يردع ، والساحر الذي يظهر للناس أنه يعالج بالرقية ، لا بد أن يكتشف أمره ويفتضح سره ، وكما أشرت سابقا فالأمر تحت الرقابة والمتابعة 0

8)- ذكر أن بعض القراء أصحاب الكيفية الذين يتفرغون للقراءة على الناس ، ويتخذونها حرفة لهم ، يظنون أن ذلك من المستحب ، والاستحباب حكم شرعي ، وهو عبادة ، وهذا قد يجرهم إلى الوقوع في البدعة 0

إن استحباب هذا الأمر ممن تصدر الرقية الشرعية ، وأعني بذلك أصحاب العقيدة والمنهج القويم ، ما كان إلا نصرة للحق وأهله ، ومحاربة للظلم والظلمة ، ورفع معاناة بعض المسلمين ، ولا يقدر هذا العمل الجليل إلا من ابتلاه الله سبحانه بتلك الأمراض الروحية ، فاتباع المعالج طريق الرقية والعلاج ما كان إلا أسوة وقدوة برسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت من حديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه ) ( السلسلة الصحيحة 473 ) 0

قال المناوي : ( " من استطاع منكم أن ينفع أخاه " أي في الدين قال في الفردوس يعني بالرقية " فلينفعه " أي على جهة الندب المؤكد وقد تجب في بعض الصور وقد تمسك ناس بهذا العموم فأجازوا كل رقية جربت منفعتها وإن لم يعقل معناها ، لكن دل حديث عوف الماضي أن ما يؤدي إلى شرك يمنع وما لا يعرف معناه لا يؤمن أن يؤدي إليه فيمنع احتياطا وحذف المنتفع به لإرادة التعميم فيشمل كل ما ينتفع به نحو رقية أو علم أو مال أو جاه أو نحوها وفي قوله منكم إشارة إلى أن نفع الكافر أخاه بنحو صدقة عليه لا يثاب عليه في الآخرة وهو ما عليه جمع : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ) " سورة النور – الآية 39 " ) ( فيض القدير - 6 / 54 ) 0

وحتى هذه اللحظة لم أعلم قولا لأحد من أهل العلم يبين أن العمل بهذه الكيفية من المستحب ، والاستحباب حكم شرعي ، وهو عبادة وقد يجر إلى الوقوع في البدعة ، أما إن كانت تلك المقولة اجتهادات شخصية للمؤلف ، فذلك لا يعول عليه في الأحكام الشرعية 0

ولو أجمع العلماء حفظهم الله على أن الرقية الشرعية بهذه الكيفية بدعة منكرة ، لكنت أول من حارب ذلك الفعل وتصدى له ، مع علمنا اليقيني بحرص العلماء في هذه البلاد الطيبة على تتبع منهج السلف الصالح - رضوان الله عليهم أجمعين - ، أما وإن كانت المسألة فيها خلاف ونظر ، فتبقى من المباح الذي لا يجوز رمي صاحبه بالبدعة ، والمسلم ينقاد بتعليمات الكتاب والسنة ويسير في حياته وفق هاذين الأصلين العظيمين ، يقول الحق جل وعلا في محكم كتابه : ( 000 وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) ( سورة البقرة – الآية 285 ) 0

9)- ذكر كلاما طويلا في قضية الدعاء واستشهد بحادثة أويس القرني مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ويقول أخيرا : قلت فما الظن بالذي يقدم عليه آلاف من الناس لأجل القراءة عليهم ، ويتركون القضاة والمفتين وأهل العلم ألا يخشى عليه الفتنة 0

أ - إن جهل عامة الناس بالأحكام الشرعية الفقهية لا يعني تعطيل تلك الأحكام نتيجة للفهم الخاطئ لدى العامة ، والمسلم الحق مطالب بالعودة للينبوع الحقيقي الذي نستقي منه الأحكام الشرعية والمتمثل بالأصول الثلاثة ( الكتاب والسنة والإجماع ) ، وكذلك العودة للعلماء وطلبة العلم في المسائل المشكلة أو المبهمة ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( وَمَا أَرْسَلنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِى إِلَيْهِمْ فَاسئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ( سورة النحل – الآية 43 ) 0

وحصول التبرك أو المغالاة في النظرة للقراء والمعالجين لا يعني إيقاف الرقية والعلاج ، والبديل عن ذلك سوف يكون اللجوء للسحرة والعرافين والمشعوذين ، أما الكيفية الصحيحة في تلافي حصول ذلك فيكمن في إيضاح الأمور الاعتقادية والمسائل المتعلقة بالرقية الشرعية ، وتوجيه الناس وفق الكتاب والسنة ، وبفضل من الله سبحانه أصبح الكثير ممن يرتادون بعض المعالجين أو أماكن الرقية العامة التي أسست على قواعد ثابتة راسخة ، يعلمون ويفرقون بين السحرة وغيرهم ، ليس ذلك فحسب إنما أصبحوا يمتلكون كما من العلم الشرعي في كثير من مسائل الرقية الشرعية التي نقلت لهم عن طريق فتاوى العلماء حفظهم الله والمتعلقة بهذا الموضوع 0

ب - أما أن يترك القضاة والمفتون وأهل العلم ويلجأ إلى الراقي ، فكل على ثغر ، وكل ميسر لما قدر له ، فكما أن الله تعالى وهب العالم علمه الشرعي لنشره بين الناس ، والقاضي ليحكم بينهم بالعدل وبشريعة الله ومنهجه ، فهو الذي قيض هذا الإنسان لمساعدة إخوانه ، وهذه منة من الله سبحانه يهبها لمن يشاء 0

ج - الفتنة قد تحصل للراقي ولغيره ، ولذلك يجب على كل مسلم سواء كان عالما أو قاضيا ونحوه ، أن يجعل كل عمل يقوم به خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى 0

د - بالنسبة لقصة أويس –رحمه الله- مع عمر – رضي الله عنه - ، فكيف نفترض افتراضا لم يحصل أصلا وهو قول المؤلف :

( ومع هذا لا شك بأن عمر بن الخطاب لو رأى أن أهل المدينة اجتمعوا على أويس لطلب الدعاء ، وقدم أهل مكة وأهل العراق لأجل هذا الغرض لمنعهم مع فعله هو له ) 0

إذن ما الحكمة من إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك التابعي الجليل المخضرم بأنه مستجاب الدعوة ، وهذا يعني أن المسلمين لو طلبوا منه أن يدعو لهم دون مغالاة أو تبرك ونحوه ، لما ضرهم ذلك شيئا ، ولا نستطيع القول بأن عمر كان سيقر ذلك أم لا وعلم ذلك عند الله تعالى 0

10)- ذكر أن في هذا الأمر مفسدة من حيث تعلق الناس بالراقي ، ويقول لا شك بأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة خاصة إذا عظمت المفسدة على المصلحة 0

قد يكون في نظر المؤلف أن المفسدة أعظم من المصلحة ، ولكني أرى والله تعالى أعلم ونتيجة لخبرتي في هذا المجال ومعاشرتي لكثير من الناس ، بأن المصلحة الشرعية أعم وأشمل بكثير من المفسدة المترتبة على القراءة بهذه الكيفية للأسباب التالية :

أ - المصلحة الشرعية تقتضي أن يوضح للمسلمين الكيفية الصحيحة للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0

ب - المصلحة الشرعية تقتضي لجوء المسلمين للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، بدل اللجوء للسحرة والعرافين والمشعوذين 0

ج - المصلحة الشرعية تقتضي أن تكون هذه الأماكن منابر للدعوة إلى الله عز وجل بطرق شتى ووسائل جمة 0

د - المصلحة الشرعية تقتضي ، نصرة المظلوم ، ومحاربة الظلم ، وتفريج كربة عن مسلم عانى ويعاني منها منذ سنوات طوال ، وقد ثبت من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة ، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله يوم القيامة ) ( متفق عليه ) 0

هـ- المصلحة الشرعية تقتضي أن يتبين الناس دواعي تلك الأمراض ، والأسباب الحقيقية لتسلط الجن والشياطين على الإنس ويحذروا منها 0

و - المصلحة الشرعية تقتضي أن يزداد الناس إيمانا بعد أن يروا بعض الوقائع عن هذا العالم الغيبي وكيفية تأثير كتاب الله عز وجل على الجن والشياطين 0

وقس على ذلك الكثير ، وهذا لا يعني حصول بعض المفاسد المترتبة على ذلك الأمر ، ولكن بالاتكال على الله ، وبتكاتف جهود من يعالج بالكتاب والسنة مع العلماء وطلبة العلم ، فلا بد أن تذلل الصعاب وأن يعم الخير والفائدة على المسلمين 0

11)- إن المتفرغ للرقية على الناس فيه مشابهة بالذي يتفرغ للدعاء للناس فالرقية والدعاء من جنس واحد فهل يليق بطالب علم أن يقول للناس تعالوا الي أدع لكم !!

لا يعتقد أن دعاء المسلم لإخوانه فيه أدنى عيب أو انتقاص ، بل يعتبر فعلا وخصلة من خصال الخير ، وقد تكلم أهل العلم في دعاء الصالحين والانتفاع بدعائهم ، فأجازوا ذلك وبينوا مشروعيته ، إن كان بضوابطه الشرعية ، وأنه لا يقدح بسائله أو صاحب الدعاء سواء كان من أهل الرقية وغيرها ، وهذا لا يعني مطلقا الجلوس من أجل ذلك ، وقد أسلفت أن القضية برمتها وهي " القراءة الجماعية " تنظيما للوقت ليس إلا وليس الهدف والغاية من اجتماع المرضى هو الدعاء لهم بالشفاء ، ولو كان القصد من الاجتماع هو ذلك العمل لأصبح هذا الأمر عين البدعة والله تعالى أعلم 0

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - : ( كما يمكن الحصول على بركة دعاء الصالحين أيضا عن طريق طلب الدعاء من أحدهم ، خاصة عند وقوع المسلم في ضيق شديد ، أو مرض ، أو مصيبة ، فيطلب منه أن يدعو ربه ليفرج عنه كربه ، أو يشفيه من مرضه ، وهذا يعتبر من أنواع التوسل المشروع ) ( التوسل – أنواعه – وأحكامه – 38 ) 0

قال الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الجديع : ( من منافع وبركات الصالحين على أنفسهم وعلى غيرهم دعاء الله تبارك وتعالى وسؤاله من خيري الدنيا والآخرة 0 والدعاء شأنه عظيم ، وهو نوع جليل من أنواع العبادة لله عز وجل ، يحتاج إليه المسلم في سائر أحواله ، وفي الرخاء والشدة ، وقد تكفل الله تعالى بإجابة من دعاه ، وللدعاء آداب ولإجابته أسباب ، مذكورة في مواضعها 0 والمقصود هنا أن دعاء الصالحين المتقين له ثمرات نافعة ، وآثار طيبة في الدنيا والآخرة - بإذن الله تبارك وتعالى - لهم أنفسهم ولغيرهم من إخوانهم المؤمنين ) ( التوسل – أنواعه – وأحكامه – 271 ) 0

وتوجه المعالج لله سبحانه وتعالى بالدعاء لإخوانه المرضى بإخلاص ويقين أمر طيب محمود ، وقد يمن الله ببركة دعائه على كثير ممن ابتلي بتلك الأمراض ، والكلام بعمومه يقصد المعالجين الصالحين المتقين ، ولا يعني مطلقا من لا خلاق لهم ، وهذا يتعارض مع ما ذكره المؤلف من توجيه رسالة للناس مفادها ( تعالوا أدع لكم ) 0

12)- ذكر أن انتشار هذه الظاهرة قد يوهم الناس ومن لا علم عنده بأن الكيفية هي الطريقة الصحيحة للرقية فيظل الناس يطلبون الرقية من غيرهم وتتعطل سنة رقية الأفراد 0

إن الذي لا يمتلك كما من العلم الشرعي لن يختلف حاله في الرقية وغيرها ، ولن يأبه باتباع الطرق الصحيحة وغير الصحيحة للعلاج ، سواء كان ذلك باللجوء للسحرة والمشعوذين ، أو طرق أبواب كل مدع ومستعين بالجن الصالح بزعمهم ، وكل ما يسعى إليه هو الشفاء بأي طريقة أو وسيلة ، مع أن الذي أراه أن اللجوء للرقية الشرعية فيها سبب عظيم لإيضاح كثير من الحقائق المتعلقة بالرقية والمسائل المرتبطة بها ، خاصة إن كان المعالج يهتم في منهجه وطريقته بإيضاح أمور العقيدة لمرضاه ، وتعليمهم الأسس والثوابت في الرقية والعلاج ، كالتوجه لله وسؤاله الشفاء والعفو والعافية ، وكذلك رقيتهم لأنفسهم ويقينهم التام بالله سبحانه وتعالى 0

وتجدر الإشارة إلى أن البعض ممن ابتلاه الله سبحانه بتلك الأمراض ، لا يستطيع أن يواجه ذلك الأمر بمفرده أو أن يقوم برقية نفسه ، وذلك بسبب تسلط الجن والشياطين له وإيذائه وصرعه ، أو قيام أحد من أهل بيته بفعل ذلك ، لعدم قدرته أو خوفه ، أو امتلاكه الخبرة التي تؤهله لذلك ، وقد يخطئ العلاج وتصبح المفسدة عظيمة 0

فإذا لم يلجأ هؤلاء الناس لبعض المعالجين أصحاب العقيدة والمنهج الصحيح أو الأماكن العامة للرقية ، وهم أصلا لا يحضرون حلقات العلم ولا المحاضرات ، وقد أحاطتهم المعاصي من كل حدب وصوب ، فمن أين لهم وضوح الكيفية والطريقة الصحيحة للرقية الشرعية 0

وأود أن أوضح أن طرح هذا الموضوع ما كان إلا للمصلحة العامة للمسلمين ، وما القصد بذلك ذم أو تجريح لأحد ، ولكن رأيت ذكر الحقائق والوقائع لقربي من المعاناة التي يعاني منها الكثير ، وأحمل همومهم وجراحاتهم ، كما أحمل هموم وجراحات العالم الإسلامي ، وهذا لا يعني مطلقا موافقتي لما أراه وأسمعه اليوم على الساحة ، ولكنني أؤكد أنه بالإمكان توظيف ذلك الأمر للمصلحة العامة للمسلمين ، وذلك بتكاتف كافة الجهات المسؤولة لتقنين الرقية الشرعية من الرواسب والشوائب التي لحقت بها نتيجة للممارسات الخاطئة 0

فواجبنا الاهتمام بالمصلحة العامة للمسلمين في شتى بقاع الأرض وأن نقدم لهم جل ما نستطيع ابتغاء وجه الله سبحانه ، وبذلك يتحقق الخير العظيم بإذنه تعالى ، وقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم ، كتب الله له به حسنة ، ومن كتب له عنده حسنة أدخله بها الجنة ) ( السلسلة الصحيحة 2306 ) 0

قال المناوي : ( " من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم" كشوك وحجر وقذر " كتب الله " له " به حسنة ومن كتب له عنده حسنة أدخله الجنة " تفضلا منه وكرما ) ( فيض القدير – 6 / 43 ) 0

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الكاتب لما يحب ويرضى ، ونسأله أن يجمعنا وإياه وسائر المسلمين في جنات النعيم إنه سميع مجيب 0

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 02:08 AM   #5
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

العلماء محذرين من احترافها وتنظيم ممارستها:

التـوسع في الرقيـة دجـل وشعـوذة وابـتزاز



أحمد بن علي (جدة)

يرفض العلماء والدعاة استغلال بعض ضعفاء النفوس للرقية، مؤكدين أن الرقية لها ضوابط ومحاذير يجب العمل بها، وأعربوا عن أسفهم لأن تصبح الرقية الشرعية عند البعض مسألة تجارية، حيث ان المجتمع يعيش قصصا كثيرة حول استغلال بعض ضعاف النفوس والتظاهر بالتقوى والصلاح وادعاء المداواة والعلاج بالقرآن ثم يتضح غير ذلك من أعمال سحرية أو شركية أو شعوذة أو نحو ذلك، إلى جانب اتخاذ البعض لهذا الأمر كتجارة أو حرفة.

مشروعة بلا شك

أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة أن العلاج بالقرآن والرقى والأدعية الشرعية أمر مشروع لا شك فيه، وإذا ما استعمل استعمالاً شرعياً صحيحا وقويت الأسباب وضعفت أو انتفت الموانع فإنه بإذن الله مؤثِّر نافع، مبيناً بأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رقى ورقي وأمر بالاسترقاء لأبناء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وصح أيضاً أن أبا سعيد الخدري رقى سيد قوم لدغته عقرب بالفاتحة فشفاه الله، وكان قد اشتكى إليه، فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: وما يدريك أنها رقية؟ قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهما وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري والله سبحانه وتعالى يقول: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ**.
وأضاف سماحته: لكن الرقى قد ضبطها العلماء بضوابط باستقرائهم للنصوص فمن الضوابط: أن تكون من القرآن أو السنة أو الأدعية الصحيحة التي لا تخالف الشرع. وأن تكون باللغة العربية، وهذا الضابط أطلقه البعض والبعض قيده بمن يحسنها. وأن يعتقد أنها سبب، ولا يعتقد أنها مؤثرة بذاتها حتى لا يتعلق قلبه إلا بالله عزَّ وجلَّ وأنه وحده الشافي سبحانه وأنه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه تبارك وتعالى، ومما يدل على أنه لا بد في الرقى موافقة الشرع أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه: أرأيت رقى كنا نرتقي بها في الجاهلية، فقال: اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً والذين اشترطوا كونها بالعربية قالوا: لئلا يكون فيها شيء من الطلاسم والشعوذة، لهذا عبر بعضهم عن هذا الشرط بقوله: أن تكون بكلام مفهوم، والمعنى واحد فالمقصود أن الرقية الجائزة بل والمأمور بها هي ما كان بأدعية شرعية معروفة مفهومة اللفظ والمعنى ولم يعتقد متعاطيها أنها تؤثِّر بذاتها.وقال: أما استغلال بعض ضعاف النفوس للناس بتظاهرهم بالصلاح والمداواة بالقرآن وهم إنما يقومون بالسحر والشعوذة ويرتكبون أعمالاً شركية، فهذا أمر محرَّم وقد يصل إلى الكفر والواجب على من علم ذلك عنهم أن يبلغ ولاة الأمور، وعلى ولاة الأمر أن يأخذوا على أيدي هؤلاء وأن يقطعوا دابر الفساد، أما عامة الناس فالواجب عليهم الحرص والتحري وعدم الاغترار بالمظاهر، فينظر في الرجل الذي يرقيه والدعاء الذي يقوله، ويسبر حال الرجل فإن ظهر من الرجل ما يرتاب منه فالواجب عليه تركه وعدم الاغترار به، وإن علم أنه يتعاطى السحر أو الشعوذة أو يتعامل مع الجن وجب عليه إبلاغ الجهات المختصة ليقوموا باللازم تجاههم.


الرقية حرفة

من جانبه أوضح الشيخ صالح بن فوزان الفوزان « عضو هيئة كبار العلماء «بأن الرقية ليست لابتزاز الناس والضحك عليهم ولا يجوز التوسع فيها وإخراجها من حدها الشرعي.
وبيّن الفوزان بأن الرقية مشروعة وكانت موجودة حتى في الجاهلية ولكن كانت رقى الجاهلية، يدخلها الشرك وعادات الجاهلية فالنبي صلى الله عليه وسلم أقر منها ما ليس فيه شرك، موضحاً أن للرقية النافعة عددا من الشروط أبرزها أن تكون الرقية من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن الأدعية المشروعة أو الأدعية الموافقة للمشروع فلا يكن فيها أدعية شركية أو بدعية وهذا إنما يعرفه أهل العلم ولا يسأل المسلم كل من هب ودب من المنحرفين والجهال والمضللين وأن يكون الراقي من أهل التوحيد والعقيدة الصحيحة فلا يذهب طالب الرقية إلى المشعوذين والدجالين والى السحرة يطلب عندهم الرقية حتى لو كان الناس يذكرون هؤلاء ويدلون عليهم.
ونبه إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذّر من إتيان الكهان والعرّافين فقال عليه الصلاة والسلام: من أتى كاهناً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً وفي حديث آخر من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ومثل هؤلاء السحرة والدجالين والمشعوذين والكهّان لا يعرفون الحق من الباطل فهم يريدون الكسب والمال، فليحذر المسلم طالب الرقية من هؤلاء فلا يدفعك حرصك على الشفاء والخلاص من المرض إلى الوقوع في الشرك والكفر على يد هؤلاء الدجالين والسحرة والمشعوذين الذين يأمرون بالدعاء لغير الله والذبح لغير الله وهذا شرك أكبر مخرج من الملة.
وحذّر الفوزان من التوسع في أمر الرقية وإخراجها من حدها الشرعي، وقال: إن الناس في هذا الزمان توسعوا في هذا الأمر واتخذوا من الرقية حرفة وتجارة ومواعيد وأماكن للعلاج وهذا من العبث ويخشى منه الضياع فمثل هؤلاء قد لا يبالون بالحلال والحرام ولا يبالون إذا كانت الرقية شرعية أم شركية وهمهم الكسب المادي والدراهم.. علما بأن التوسع في أمر الرقية لم يكن معروفاً عند السلف فلم يتفرغوا للرقية ولم يخصصوا لها أماكن ولا موظفين، مشيراً إلى أن الرقية عبادة ودعاء ولابد أن يتقيد فيها بما شرع ولا يجوز التوسع فيها.
.. أو التجارة


من جهته يرى فضيلة الدكتور عبدالله الجبرين بأنه لابد أن يكون الراقي من أهل الإيمان والتقوى والصلاح في العقيدة وفي العمل، مشيراً إلى أن المرقي لابد أن يكون من الصالحين المُصلحين المُحافظين على العبادة، التاركين للمُحرمات، مؤكداً أن الرقية عبادة ولا يجوز اتخاذها للتجارة أو استغلال احتياج الناس.
ورفض الشيخ الممارسات الصادرة من البعض مشيراً إلى أن الرُّقية هي أن يقرأ آية أو دُعاءً، ثم ينفث على المريض بعد كل آية أو بعد كل دعوة، ويمسح عليه إثر ذلك، وإذا كان المريض امرأة أمرها أن تمسح على مكان الرقية، أو يحضر معها محرمها، ويمسح مكان الرُّقية.
إصدار اللوائح
من الناحية الطبية يرى الدكتور خالد بن حمد الجابر «استشاري طب الأسرة بالحرس الوطني» أنه يستحسن على الإنسان أن يرقي نفسه، موضحاً أن طلب الرقية من الغير يضعف التوكل.
وأكد على أن الرقية من الأدوية الشرعية، التي مدارها على قوة الروح، لكن لا مانع من الاسترقاء عند الرقاة الصالحين الموثوقين، خاصة لمن لا يحسن الرقية، مؤكداً على ضرورة أن يختار الإنسان الراقي الصالح المتدين، وليحذر أشد الحذر من المشعوذين والسحرة أو من الرقاة الذين يمارسون الرقية بطريقة غير صحيحة.
ودعا إلى تنظيم العلاج بالرقية وإصدار اللوائح والأنظمة المقننة له، مشيراً إلى أن الدعوة إلى إغلاق أماكن وعيادات الرقية ليس حلاً كما أنه أمر غير ممكن إطلاقاً ولا منصف.
ونبه إلى أن ما يجري حالياً فيما يسمى عيادات الرقية لا يفيد المرضى كثيراً، لأن فيه خروجاً عن مقصود الرقية وهو التعلق بالله إلى التعلق بأشخاص القراء الذين يقرؤونها وإلى التعلق بالزيت والماء، بل ربما كان المريض يراجع عيادات القراء سنين عدداً ولم يحصل أن قرأ على نفسه من القرآن شيئاً!. مؤكداً أن المفترض بالرقاة أن يعلموا الناس كيف يرقون على أنفسهم، ويحفظونهم الآيات والأذكار، بحيث يطبقها المريض بنفسه ويراجع الراقي بين وقت وآخر. أما هذا البيع العلني لآيات الله في الماء أو الزيت فليس من مقصود الرقية في قليل أو كثير.



المصدر صحيفة عكاظ الخميس 10 شعبان 1428هـ الموافق 23 اغسطس 2007م العدد 14971
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 02:10 AM   #6
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

التحذير والتحصين من السحرة والمشعوذين/الشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عبادَ الله، إن من حكمة الله ابتلاءَ عباده بأنواع من الأمراض والأسقام، وهذا الابتلاء سببٌ لرفع درجات المؤمنين وحطِّ خطاياهم، وفي الحديث: ((ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يخرُج من ذنوبه كيوم ولدته أمه))[1]، وعنه أنه قال: ((إذا أحب الله قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط))[2]، وفيه أيضاً عنه : ((لا يصيب المؤمن من همٍ ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه))[3].
وربنا تعالى أذن لعباده بالعلاج وتعاطي الأسباب النافعة التي هي سببٌ لتخفيف شيء من البلاء أو إزالته، وفي الحديث: ((تداووا عباد الله، ولا تتداووا بحرام))[4]، وفيه أيضاً: ((ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله))[5]، و((إذا وافق دواء الداء برأ بإذن الله))[6].
وتعاطي الدواء وأنواعِ العلاج المأذون فيه لا ينافي توكلَ العبد على الله واعتمادَه عليه، بل تعاطي الأسباب من باب الثقة بالله والتوكل على الله، فإن العبدَ يتعاطى الأسباب وكلُّه ثقةٌ بالله وأن الأمر بيد الله، لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءونَ إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ [التكوير:28، 29].
أيها المسلم، تعاطيك للعلاج لا ينافي توكلَك على الله، ولا اعتمادَك عليه، ولا تفويضَ أمرك إليه، بل هو من باب التوكل والاعتماد على الله.
وقد جعل الله العلاج على نوعين:
فهناك العلاج المحسوس الذي يُتعاطى بطريق التجارب، وما هدى الله إليه العبادَ الذين اختصّوا بهذا الشأن، فصار العلاج معروفةً آثاره، معروفاً نفعُه، ولا شكَّ أنه فيه خيرٌ ما دام الأجل في فسحة، فالسبب نافع، وإذا حان الأجل لا ينفعك أيُّ سبب، وَلَن يُؤَخّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون:11]، لكن العبد مأمور بالأخذ بالأسباب النافعة، مأمورٌ بالأخذ بها ما دام الأجل في فسحة، فإن الله ينفع بذلك بتوفيق منه وفضل وإحسان.
وهناك العلاج بكتاب الله جل وعلا، فإن الله جعل كتابه شفاءً لأمراض القلوب والأبدان، وَنُنَزّلُ مِنَ ٱلْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82]، وكذلك الأدعية المأثورة عن نبينا ، فهي نافعة بإذن الله، وفاتحةُ الكتاب أفضلُ سور القرآن جعلها الله علاجاً وشفاءً لِلَدِيغٍ لُدِغ، فنفث عليه فرُقي بفاتحة الكتاب، فكأنما نُشط من عقال، وقال النبي لذلك الراقي: ((وما يدريك أنها رقية))[7].
أيها المسلم، وهناك نوعٌ من العلاج يقصدُه البعضُ من الناس وهو علاجٌ ضارّ، مُمرض للقلب، مضعفٌ للإيمان، أو مزيلٌ له كلِّه والعياذ بالله، هذا العلاج الضارُّ المذموم هو قصد أولئك المشعوذين، أولئك الكهان والعرافين، أولئك الدجالين الذين لا دين عندهم، ولا ورع عندهم، ولكنهم قومٌ أهل حيَل وابتزازٍ لأموال الناس، وفوق ذلك إفساد للعقيدة، إفساد لعقيدة المسلم، وإيقاعه في الأمور المخالفة لشرع الله.
أيها المسلم، هذا النوع من العلاج يدور تحت أمور: فمنها أن أولئك قد يأتون بما يسلِّي الناس من تهريجٍ وأمور فيها هزل وسخرية من طريق أفلام يعرضونها، لكي تُقضى الأوقات في مشاهدة أشياء لا خير فيها، وإنما تؤدِّي إلى تعلُّق الناس بأولئك، واعتقاد أن عندهم خوارقَ العادة بما يفعلونه ويخيِّلونه في أعين الناس، أو يظهرون ما يظهرون من باب أنهم أهلُ زهد وتُقى، وأن تلك الأمور كرامةٌ لهم من الله، أو يظهرونها في قالب الرقية الشرعية، والعلاج بالأعشاب والطب العربي، وكلُّ أولئك يدورون حول أمرٍ واحد هو الاستعانة بالشياطين، يعبدونهم من دون الله، ويذبحون لهم من دون الله، ويستعينون بهم من دون الله، فربما دلتهم الشياطين على موضع السحر، وربما دلتهم على أمور يصدُقون في واحدة ويكذِبون في مائة، فيغترّ بهم من يغتر، وينخدع بهم من ينخدع، ويثق بهم من يثق، وليسوا محلَّ ثقة، ولكن تطمئن النفوس إليهم، وليس عندهم من العلاج إلا ما يفسد الإسلام والإيمان.
أيها المسلم، كن على ثقة بربك، ومعتمداً عليه، وابحث عن العلاج من طرقه المشروعة، ابحث عن الأطباء المختصِّين، وعن العلاج لديهم مما وهبهم الله وأعلمهم الله، واحذر تلك الطرق الملتوية، تلك المسالك الوعرة، تلك الأمور المشينة. إن كثيراً من أولئك على ضلال في أمورهم وفي أحوالهم كلها، وإن تظاهر بعضهم بأنه ذو رقية شرعية، وعلاج بالأعشاب والطب الحديث والطب العربي ونحو ذلك، ولكن الواقع أنها ضلالات ودجل وأكلُ أموال الناس بالباطل.
أيها المسلم، إن نبيك محمداً حذرك من إتيان أولئك، فصحَّ عنه أنه قال: ((من أتى كاهناً فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين يوماً))[8]، فإذا أتيتَ أحدَ الكهان تسأله عن علاج ويهديك من سَحَر فلانا، ومن رمى هذا بالعين، ومن سحَر هذا، لم تُقبل لك صلاة أربعين يوماً، عقوبةٌ من الله عليك؛ لأنك سألتَ من لا يحق أن تسأله، ومن ليس كفئًا أن تسأله، تسأل كذاباً دجالاً، مستعيناً بالجن، عابداً لهم من دون الله، ذابحاً لهم من دون الله، مستغيثاً بهم من دون الله، وإن صدَّقته في دعواه فاسمع الوعيدَ الشديد، ثبت عنه في سنن أبي داود أنه قال: ((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ))[9]، ذلك أنهم يدّعون علمَ الغيب، فإذا صدقتَهم في دعوى علم الغيب فأنت مكذّب ربَّك في قوله: قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وٱلأرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65].
أيها المسلم، إذاً احذر إتيانَهم، واحذر تصديقَهم، ولا يغرَّنك دعايةُ من يدعو إليهم، ويروِّج لباطلهم، ويقول: كان عندي مسحور فحصل الشفاءُ على يديهم، وكان عندي كذا وكذا، كلُّ هذه دعاية مضلِّلة، وكل هذه أقوال كاذبة، فهم ليسوا محلَّ الثقة، ولا تطمئنُّ النفس إليهم.
أيها المسلم، إن أولئك أحياناً يسبِّبون قطيعةَ الرحم، وإيقاعَ العداوة بين الأقارب، والتفريقَ بينهم، يقول قائلهم: إن الساحرَ لك المرأةُ الفلانية، زوجتُك، أمُّ زوجتك، أختك، أخوك، وإلى غير ذلك، وفلانٌ سحرك، وفلان وفلان... وكيف نصدِّق أولئك؟! وكيف نثق بهم؟! وكيف نطمئن إليهم؟! ونبينا يخبرنا أن من أتاهم وصدَّقهم فهو كافر بما أنزل على محمد.
إنهم كاذبون في دعواهم، وإن تعلّقَ القلب بهم وثقتَه بهم يفسد عليك إيمانك، و[تصبح] تتعلَّق بأولئك ولا تصبر عنهم، وإن شُفيت من مرض بُليت بمرض على أيديهم لكي يدوم تعلُّق قلبك بهم وثقتك بهم.
فاتقوا الله معشر المسلمين، ولا تجعلوهم محلَّ ثقة، ولا تقصدوهم في شفاء المرض، ولا رفع البلاء، ولْتتعلقْ القلوب برب العالمين، وفي الحديث: ((من تعلق شيئاً نسب إليه))[10]، فمن تعلّق بالله ووثق بالله وكَله الله إليه وأعانه، ومن تعلَّق بأولئك خذله الله وأذله وأهانه.
أيها المسلم، فلنتق الله في أنفسنا، ولنفكِّر في حال من نأتيه ليرقينا الرقيةَ الشرعية، لندرس حاله، ما هذا الرجل؟ ما هي رقيته؟ ما هي حاله من حيث استقامته ومحافظته على دين الله والتزامه بشريعة الله؟ ما هي رقيته التي يرقي بها المريض؟ هل هو كتاب الله؟ هل هو شيء من سنة رسول الله أم هي أمور طلاسم وألفاظ لا نعرفها وكلام لا نفهمه؟ ماذا يأمر به؟ أيأمرك بطاعة الله والالتجاء إليه أم يأمرك بأمور تخالف الشرع؟ هل يقول لك: اذبح وقتَ غروب الشمس أو وقت طلوعها أو افعل كذا أو افعل كذا أو يُعطيك رُقى شيطانية وتعوُّذات لا تفهمها ولا تدري ما انطوت عليه؟
فلنتق الله في أنفسنا، لا يغرَّنّكم من الأشخاص كثرة الناس عندهم، ومراجعة الفئام الكثيرة لهم، فليس كلُّ من كثر السواد عنده دليلا على خيريته وصلاحه، قد يغترُّ الناس بالدعاية المضللة، هذه امرأة تروِّج له وتدعو لإتيانه، وهذا رجل يدعو إليه، وتلك تقول: شفى مريضي، أو قرَّبني لزوجي، أو نحو ذلك، فتأخذ النساء هذا الطابع، ويكثر النساء عنده، ويتبع الرجال النساء جهلاً وتقليداً، فيظنُّ أن هذا الراقي بلغ من العلم والمعرفة ما يشفي المرضى ونحو ذلك. لا نغترّ بكثرة الناس، ولا نغترّ بقيل وقال، بل يجب أن نفكّر في حال هذا الراقي: ما هي حاله؟ ماذا يأمر به؟ ماذا يرشد إليه؟ فإن تأمَّلنا ذلك بعد أيام علمنا حاله واكتشفنا أمره، فإن كثيرا منهم قد يخدع الناس بمظهرٍ ديني، تراه ذا هيأة حسنة ومتبعاً للسنة في ظاهره، ولكن يعلم الله ما وراء ذلك من خداع ونفاق وكذب وأكل مال بالباطل، ترى بعضهم لا تأمنه حتى على النساء، وترى يظهر من أحوالهم وتصرفاتهم ما يدل على فساد طريقتهم وقبح سيرتهم.
فلنتق الله، ولنفكر في كل من نقصد القراءة والرقية من عنده، هل هو على الطريق المستقيم؟ هل سيرته سيرة فاضلة؟ هل تعاملُه مع النساء تعاملُ ذي عفة ونفس رفيعة أم تعامل ذي دناءة وقلة في الحياء وعدم خوف من الله؟ إن كثيراً منهم تُنقَل عنهم أقوال سيئة، وتصرفات خاطئة، وإن ادعَوا أنهم أهلُ الرقية الشرعية، فما كل من ادعى هذا الأمر نثق به، ونسلِّم الأمر له، ونقول: فلان كذا وكذا. لا نغتر بهم، فأعظم شيء عليك دينُك الذي شرَّفك الله به، فاحذر أن يذهب دينك على أيدي أولئك الكذابين الدجالين.
نسأل الله لنا ولكم الشفاء والعافية في الدين والبدن والأهل والمال.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، إن السحرةَ وأمثالَهم لا يؤثِّرون على أحد إلا بإذن الله، ليسوا قادرين أن يعملوا ما يريدون، ولكن الأمر بيد الله، فقد يسلِّطهم الله عقوبةً على بعض عباده، قال تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْء وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ أي: باعه مَا لَهُ فِى ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَـٰقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ [البقرة:102]، فلا يهولنك، ولا تخشَ منهم، ثق بالله، واعلم أن الأمر بيد الله.
إن بعض أولئك يهدِّد من يخاصمه باستعمال السحر والاستعانة بالسحرة، فلا يغرنك ذلك ولا يهولنك، ثق بالله، حصّن نفسك بالأوراد الشرعية التي هي وقاية لك من شرهم وكيدهم.
ونبينا أرشدنا إلى أسبابٍ تقينا ـ بتوفيق من الله ـ كيدَهم وشرَّهم، أرشدنا إلى قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة[1]، وعند نومنا، وأن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان[2].
وأرشدنا لقراءة الآيتين من أواخر سورة البقرة: ءامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ إلى آخرها [البقرة:285، 286]، وقال: ((من قرأهما في ليلة كفتاه))[3]، أي: من كل سوء بتوفيق من الله.
وأرشدنا إلى أن نقرأ: قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص]، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبّ ٱلْفَلَقِ [الفلق]، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبّ ٱلنَّاسِ [الناس] دبر كل صلاة[4]، وأن نقرأها في الصباح والمساء ثلاث مرات[5]، وعند النوم ثلاث مرات[6].
وأرشدنا إذا نزلنا منزلاً أن نقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وقال : ((من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرَّه شيء حتى يرحل من منزله ذلك))[7]، قال أحد العلماء: نزلتُ منزلاً فنسيتُ ذلك الورد فلدغتني عقرب، ففكَّرتُ في نفسي فإذا أنا قد أهملتُ هذا الذكر فأصابني ما أصابني.
وكان يأمر أن نقول كلَّ صباح ومساء ثلاث مرات: بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم[8].
وكان يرقي بعض أصحابه: بسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيه، من كل نفس وعين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك[9]، وكان يرقي أيضاً: أذهب البأس، ربَّ الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً[10].
فمن حافظ على الأذكار صباحاً ومساءً، والتجأ إلى الله وابتعدَ عن أولئك فإنه في سلامة وعافية من شرهم وكيدهم.
وفق الله الجميع لما يرضيه، وحصَّننا وإياكم بذكره وبالالتجاء إليه، وكفانا وإياكم شر عباده، إنه على كل شيء قدير.
واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار.
وصلوا ـ رحمكم الله ـ على محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين..

ـــــــــــــــــــــــــــ
علينا باليقين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 04:34 AM   #7
معلومات العضو
بنت الجزيرة
عضو

افتراضي

جزاكم الله خير الجزاء الخ ابو فهد عالموضوع المهم والممتاز ،،،

حق لهذه الكلمات ان تكتب بماء الذهب والفضة ،،،،

وجهة نظري في نقاط حول القاريء (الراقي):::

انتقد وبشكل كبير القراء الذين يبيعون كلام الله بالمال واصبح جل همهم التجارة بالرقية والله المستعان

المفروض يقرأ لوجه الله ولا يبطل احسن له ،،،

ثانيا : القراء الحمقى والمغفلين يجمعون خلق الله بأستراحة ويصير عجب العجاب ذاك يصرخ وذاك يبكي

وذاك يهرب وذاك يستفرغ اعزكم الله وذاك يصفق وذاك يشتم وهو مجرد مسجل يقرا ويعيد ويزيد سبحاااااااان الله ،،،،

ثالثا: اكبر طرفه كما ذكرتم ان لعابه مباااااارك فيه مايخلص ناس ماتفكر ،،،،

ورابعا: اصبح شغله الشاغل القراءة فهو عمله ومصدر رزقه ويقضي المكالمات في تسجيل مواعيد وتقديم موعد

وتأخير موعد ،،،،، بالله عليكم يا قوم اين انتم؟؟؟

اين انتم من اتباع الرسول وصحبة احدثتم البدع وتركتم السير خلف خطى الحبيب والصحابة رضوان الله عنهم ،،،،

ولا حول ولا قوة بالله ،،،،،

الله المستعان ،،،

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 05:51 AM   #8
معلومات العضو
الخائفة

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

قريت واقتنعت بالرأي الأول بشده ,,, وكنت احس كلامه جدا منطقي ولكن ردود الشيوخ الافاضل على النقاط المذكورة حلوة ولصالح المريض ولصالح الراقي

اعتقد النقاش يكون بين علماء كبار شراتك وشراة الشيخ ابو البراء ومن لم نعرفه حفظكم الله من كل شــر
بس اهم شيء ان لا تحذفون الراقي من حياتنا ... لان الامراض ال******ة اصبحت منتشرة في كل بلد وبيت .,,, وتدميرها للاســرة وللمجتمع اخطر من المخدرات

اتمنى ان يكون مجتمعاتنا الاسلامية خالية من الســحر للي اصبح له مدارس خاصه تدرس السحر وتعلمهم كيف تطبيقه
واتمنى تصبح الرقية الشرعية ,,, عبارة مستشفيات ومراكز تعالج المرضى بدال البيوت
واتمنى اشوف الرقية الشرعية كمنهج يدرس في الجامعات وفي المدارس .... لانه مثل الدواء لكثير من الناس
بدال ما هم فاتحين مستشفى المجانيين



شيخنا الكبير ابو فهــد ... سلمت وحفظك الله لغاليك ومغلينك ودمت سالم
والسموحة منك ...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 06:15 AM   #9
معلومات العضو
بنت الجزيرة
عضو

افتراضي

يا اخيتي الخائفة ،،،،

لم نقصد نحن والأخ الفاضل ابوفهد بأن نلغي القراء من حياتنا هم موجودين ولكن بضوابط وحدود وفق الشريعة

الأسلامية ،،،،،

وبارك الله فيك ،،،،،،،،،،،،،(فهمتي)

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 06:54 AM   #10
معلومات العضو
الخائفة

افتراضي

هههههههههههههه

الاخ ينتقد الراقاة الذين جعلوا من انفسهم معالجين محترفين .... واتخذوا من الرقية الشرعية مهنة لهم ,,, ومنهم من يتفرغ لهذا الأمــر وهو الرقية الشرعية
ولهذا ورد بالموضوع
التفرغ لهذا العمل واتخاذه حرفة والاشتهار به بين الناس وهذه الكيفية في نظري قد يترتب عليها مفاسد كثيرة بالنسبة للقارئ وبالنسبة للناس المقروء عليهم ، منها ما يلي :

وثم ذكر النقاط .... (اقريها انتي )
اي مفاسد.... يعني مشاكل يعني شيء مب طيب يعني شيء مرفوض

وبعدها استشار المشايخ الافاضل كل من
أورد لكم هذا الرد العلمي الذي تقدمت به لفضلية الشيخ ( علي بن نفيع العلياني ) حيث أنه رفض الأمر جملة وتفصيلاً ، وأترك لكم الحكم في المسألة :

(اقري الي بعد هذا حيث فند كل الاراء اللي كانت فوق لصالح المريض والراقي


وانتي الحين ارجعي ووقري الموضوع عدل ....
المشكلة اني بحاول افهمج بس المشكلة الدوام ززززززززززحمة .,,,,
دمتي برعاية الله وحفظه

الموضوع كــبير يحتاج الى الشيوخ الكبار لانهم اعرف بالاحاديث الصحيحه والايات الكريمة ... التي تساعدهم في بناء ارائهم بشكل صحيح ,,,, وما عن نفسي اعطيت رائي من وجهة نظر قاصرة جدا .. وهي اللي ذكرته في اعلاه

وعجبني الرأي اللي قدمه الشيخ الفاضل ,,,

<---------- يا شينها يوم تستعجل
يارب فهمتي الحين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 03:25 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com