بسم الله الرحمن الرحيم
اللحيدان: ضرورة صيام الخميس والجمعة والسبت لعدم ثبات دخول محرم
واس ـ الرياض
وجه فضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان كلمة بمناسبة يوم عاشوراء وفضل الصيام في شهر الله المحرم أكد فيها فضل صيام هذا اليوم وأن صيام يوم عاشوراء إن شاء الله تكفير ذنوب السنة الماضية مع جزيل العطاء وعظيم الأجر ودعا اللحيدان الى ضرورة صيام الخميس والجمعة والسبت ليتأكد صيام التاسع والعاشر لان دخول المحرم هذا العام 1426هـ لم يثبت ويوم الأربعاء القادم تمام الثلاثين.
وفيما يلى نص الكلمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد فان المسلمين فى هذه الايام بين يدى موسم كريم من مواسم الخير وفى شهر المحرم من أفضل الشهور وهو موسم يتكرر كل عام فيفوز فيه المتاجرون مع الله والراغبون فى خيرى الدنيا والاخرة أسال الله أن يجعلنا فيه من الفائزين.
ثم انى بهذه المناسبة الكريمة أقدم هذه النصيحة الصادقة التى أرجو نفعها لى ولاخوانى المسلمين وهى عن يوم عاشوراء الذى دحر الله فيه فرعون وقومه وأعز فيه موسى وقومه وهو يوم مشهود مذكور فى القرآن الكريم وان انتصار الحق على الباطل لمرجو وانا لمنتظرون من الله كشف كل غمة ودحر كل عدو.
ان نعم الله على عباده لا تحصى وذلك فى أمور دينهم ودنياهم وقد يسر الله سبحانه أسباب المغفرة والرحمة وأمر عباده بالاخذ بها وتفضل عليهم بقبول التوبة ودعاهم لما يحييهم دعاهم الى المتاجرة معه فى مواسم الخيرات ليتدارك من زلت قدمه أو أخذته غفلة عن السعى والجد فى مسابقة المشمرين لنيل كريم المطالب وأعالى المراتب فله سبحانه الحمد والمنة على ما أعطى ووالى من النعم وعلى ما يكشف من الكروب والمحن.
اخوة الاسلام لقد أظلنا موسم عظيم من مواسم الخيرات أرشد الى فضله المبعوث رحمة للعالمين الذى ما من خير الا دل الامة عليه وحثها على الاخذ منه بأوفر نصيب ولا شر الا حذرها منه وبين مغبته ونتائج ارتكابه ومما أبانه لنا صلى الله عليه وسلم عن فضائل الاعمال أمر الصيام وجزيل ثوابه وعظيم أثره على النفس بتقويمها وتطهيرها من أدران الذنوب وتذكيرها بفضل الله عليها.
والمسلمون فى هذه الايام يستقبلون يوما مباركا من أيام الله المعدودة ومواسم النصر المشهودة هو يوم عاشوراء عاشر شهر الله المحرم له شأن عظيم فى السابق ويرجى من الله أن يعيد ذلك على الامة الاسلامية فى هذه الايام التى تعيش الامة فيها أنواعا من الالام ومن فضل هذا الشهر ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رواه مسلم وغيره من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.
كما قد ثبت عن أبى قتادة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال / يكفر السنة الماضية / رواه مسلم وغيره فهو يوم جدير بالعناية ولعل الله أن يجدد للظالمين من عباده ما حدث لفرعون وقومه وهو يوم عظيم محل عناية السابقين وقد كانت العرب تصومه فى الجاهلية ففى الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضى الله عنها قالت / كانت قريش تصوم يوم عاشوراء فى الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر الى المدينة صامه وأمر بصومه فلما فرض صوم شهر رمضان قال صلى الله عليه وسلم / من شاء صامه ومن شاء تركه / وفى رواية/ وكان يوما تستر فيه الكعبة / تعنى فى الجاهلية.
وفى الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضى الله عنهما / أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء وصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قبل أن يفرض رمضان / وفى الصحيحين أيضا من حديث ابن عباس رضى الله عنهما / أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم / ما هذا اليوم الذى تصومونه فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا لله فنحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم / فنحن أحق بموسى منكم / فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه /.
وقد أمر صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود فروى مسلم فى صحيحه عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع / يعنى والعاشر وروى الامام أحمد وغيره من حديث ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده) وفى حديث اخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صوموا يوما قبله ويوما بعده).
فيا أخى المسلم تأمل هذه الاحاديث التى ذكرتها لك عن فضل صيام يوم عاشوراء فاغتنم مواسم الارباح وأحرص على مخالفة اليهود وذلك بصيام يوم قبل يوم عاشوراء أو يوم بعده ولان دخول المحرم هذا العام 1426هـ لم يثبت ويوم الأربعاء تمام الثلاثين فيكون دخول شهر الله المحرم يوم الخميس فيكون يوم الجمعة التاسع من المحرم وان ثبت الدخول يوم الأربعاء صار التاسع يوم الخميس فيحسن الاحتياط يصام الخميس والجمعة والسبت ليتأكد لك صيام التاسع والعاشر فعسى أن يتحقق لك بصيام يوم عاشوراء إن شاء الله تكفير ذنوب السنة الماضية مع جزيل العطاء وعظيم الاجر.
ثم انى أدعوك أخى المسلم لاغتنام الفرص واقتناص المناسبات الكريمة بالتضرع الى الله والالحاح عليه ليكشف عن المسلمين كل غمة ويدفع عنهم كل بلية وكربة وأن يرد كيد الاعداء فى نحورهم وأن يهلك كل من أراد الاسلام والمسلمين بسوء كما أهلك فرعون وقومه وينبغى ملاحظة ساعات الاجابة عند الافطار وعند السحر وفى حال السجود الذى هو أقرب ما يكون العبد فيه من ربه.
انك يا أخى لا تدرى هل تدرك موسما اخر بعد هذا الموسم أو لا تدرك فبادر لنيل المكاسب والتعرض لساعات الهبات من الكريم الاكرم ثم انى أوصى كل مؤمن بالدعاء الصادق فى كل الاوقات الفاضلة ولا سيما فى جوف الليل الاخر عسى الله أن يصرف عن بلاد الاسلام كل جور وظلم وعدوان وأن يعاجل الاعداء بأنواع البلايا والنكبات وأن يقى المسلمين شر كل ذى شر. والح يا أخى المسلم على الله بأن يوفق المسلمين لتعظيم شعائر دين الله وصيانة حرماته وأخيرا وليس اخرا ان شاء الله أوصيكم بتقوى الله سبحانه والاخلاص فى العمل وتذكر الحاجات وانزالها بساحة عفو الله وجليل عطائه وكريم تجاوزه فانه لا يخيب سائله ولا يخذل من استجار به واحرصوا على الاحسان الى المسلمين والرفق بهم وبذل المعروف لهم ونحن فى هذه الايام نعيش ساعات حرجة ولا كاشف لذلك الا الله فافزعوا اليه سبحانه هذه تذكرة وتذكير وما يتذكر الا من ينيب وأسال الله بأسمائه وصفاته أن يكون كاتب هذه الكلمة وقارئها وسامعها من الذين تنفعهم الذكرى ومن المتعاونين
على البر والتقوى والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
منقول من جريدة اليوم