بسم الله الرحمن الرحيم
إن السحرة لعنهم الله يغيرون من أساليبهم ويكيفون أنفسهم مع تطور الزمان وذلك بتدبير
من شياطينهم عليهم من الله العذاب العظيم في الدنيا والآخرة
ففي العصور المظلمة وذلك منذ آلاف السنين في أيام الجاهلية وقبل بعثة نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم كان هناك كهنة وسحرة يقصدهم الناس من كل مكان لسؤالهم
ولطلب العلاج وعمل السحر ، وكان لكل قبيلة وكل منطقة كاهن أو ساحر معروف لدى الجميع
ولا يخاف من أحد ولا يخفون مهنتهم بل أنهم يتفاخرون بها أمام الجميع
وعندما أشرق الإسلام وظهر الحق وزهق الباطل ونزل القرآن الكريم وحرم الله السحر
أصبح هؤلاء السحرة يتخذون من التدين لباسا لهم ليدلسوا على الناس وخوفا من ملاحقتهم
من قبل الحكام المسلمين
وفي العصور الوسطى في أوروبا كان السحرة يتصفون بالقذارة والروائح الكريهة والملابس الرثة
وعدم الإهتمام بالنظافة
أما الآن فالسحرة لعنهم الله تطوروا وأصبحوا كالناس العاديين من حيث الملبس ووضع العطور
والنظافة الظاهرية فقط
والسحرة في البلاد الإسلامية وخصوصا في بلاد التوحيد اتخذوا صفة التدين لكي لا يلفتوا إليهم
الأنظار من قبل حراس الفضيلة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حفظهم الله وسدد
خطاهم
فالساحر نجده لعنه الله يقرأ القرآن بدون أن يؤثر ذلك على شياطينه التي تتلبسه ؟
لأنه عندما يقرأ القرآن يكون كافرا به ويمتهنه وغير مؤمن به فلذلك لا يؤثر على الشياطين
الذين يحيطون به في كل مكان يذهب إليه
فالقرآن الكريم لا يؤثر بإذن الله إلا إذا كان الذي يتلوه موقن به وبتأثيره بعد توكله على الله تعالى
فكل ما قوي الإيمان بالله واليقين به والتوكل عليه كلما كان كلام الله أقوى تأثيرا على الجن وعلى
سائر الأسقام والأوجاع
وكذلك نجد الساحر في الصفوف الأولى في المساجد ونجده يدخل مكة المكرمة ويطوف بالكعبة
المشرفة رياءا وهو بغير وضوء وقد يكون على حدث أكبر كالجنابة مثلا
ونجده في صلاته أو في طوافه يمجد شياطينه في قلبه ويسب الدين وأهله
وأنا والله قابلت سحرة يضعون أفضل أنواع دهن العود بل ويضعون والله المسك الأسود الطبيعي ؟
ولديهم حب خاص للتعطر بالكافور الذي يحنط ويطيب به الموتى بعد غسلهم واثناء تكفينهم
وهذا لا يتعارض مع استحباب التطيب بالروائح الطيبة للمريض الروحي لأن الأعمال بالنيات
ولكل إمرئ ما نوى كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
وجميع السحرةالآن وخصوصا المتواجدين في المملكة يمتهنون الرقية الشرعية لدس السم
في العسل وليتكسبوا من الرقية الشرعية
ولكن والله مهما كان الساحر أو المستعين بالجن حذرا وذكيا فلا بد من أن يخذله الله وينكشف
أمره في آخر المطاف
ولكن كيف نعرف الراقي المؤمن من مدعي الرقية الساحر المستعين بالجن ؟
طبعا يجب أن يكون المريض الروحي متحصنا قبل الدخول على أي راقي ومتوكلا على الله
وإذا كانت إمرأة فيجب ان تكون مع محرم ويفضل أن يكون رجلا وليس شابا صغيرا
ويجب على المريض الروحي ومن يرافقه ان يقرأوا آية الكرسي في صدورهم قبل الرقية
وأثناء طرح الراقي أسئلته على المريض وأثناء اللحظات الأولى من بداية الرقية
وقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق والإكثار منها بداخل القلب
فإذا حصل إرتباك من مدعي الرقية وعدم إكماله للآيات التي يقرأها فإن ذلك يضعه في مكان
الشبهة بإنه مستعين بالجن والشياطين ويجب الحذر منه
وبهذا يتطمن المريض وأهله لمن وضعوا ثقتهم به وقصدوه للرقية وطلب الشفاء من الله
هذا ما أحببت أن أنبه به بعض الأخوة بحسب ما مر على من تجارب
ولا تنسونا من صالح دعائكم ولكم بالمثل إن شاء
الله تعالى
وصلى الله على محمد والحمد لله رب العالمين