السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة في الله أطرح بين أيديكم موضوع هو في غاية الأهمية وهو داء انتشر بين المسلمين وانتشاره أسرع من انتشار الفيروسات في الهواء بل هو أخطر. ولو علم الناس خطر هذا المرض وانتشاره لوجدت الناس في فزع وفي قلق .. ولكن لاحياة لمن تنادي . .
إنه داء ((تبلد الاحساس)) ولكن ليس الاحساس الذي يظنونه الناس وليس كما يتوقعون بأنه الاحساس بأهمية المعدلات الجامعية .. أو الاحساس بالدنيا وزينتها .. أو الاحساس بالشهوات والملذات . . .
ولكنه الاحساس بهذا الدين خدمة ومسؤولية واهتماماً بقضايا المسلمين .
والذي سيفحص هذا الداء ويبين علله ومشاكله هو الطبيب الماهر في علاج القلوب الشيخ محمد بن صالح المنجد حفظه الله . .
وللمعلومية بأن هذا الموضوع منقول وطويل وسأجزء هذا المقال الى أجزاء لتسهل قرائتها
((( وأرجوكم أن تنقلوا هذا الموضوع في المنتديات والايميلات لتعم الفائدة لتحيا هذه الأمة))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، و على آله و صحبه أجمعين، و على التابعين و من صار على هديهم إلى يوم الدين
أيها الإخوة، أيتها الأخوات، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نحن نعيش في هذه الأيام –و لا شك- حالاً عظيمة، و كرباً شديداً، و تسلطاً من الأعداء كبيرة، و إذا تلفت في المسلمين وجدت الحالة لا تبعث على السرور، مما أصابهم من التردي في كثير من الأحوال، و لولا حديث {إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم**، إذاً لقلنا لا فرج، و لكن الله رحيم يأتي بالفرج، و الناس فيهم رجاء، و في المسلمين خير، لكنه يحتاج إلى بعث، و لابد من العلاج لهذه الحالة. و من أمراضنا التي تحتاج إلى علاج: تبلد الإحساس. بعُد كثير من المسلمين عن دينهم، و أصابتنا الذلة لمّا تركنا الجهاد في سبيل الله، و تبايعنا بالعينة، و تعاملنا بالربا، و رضينا بالزرع، فسلط الله ذلاً لن ينزعه حتى نرجع إلى ديننا، و أصبح الحال كما قال الشاعر: نهارك يا مغـرور سـهوٌ و غـفلةٌ و لـيـلك نـومٌ و الـردى لك لازمُ و شغلك فيما سوف تكره غِبهُ كذلك في الدنيا تعيش البهائمُ لقد مات عند الكثير من الناس الشعور بالذنب، مات عندهم الشعور بالتقصير، حتى ظن الكثير منهم أنهم على خير عظيم، بل ربما لم يرد على خاطره أصلاً أنه مقصر في أمور دينه، فبمجرد قيامه ببعض الأركان و الواجبات ظن نفسه قد حاز الإسلام كله، و أن الجنة تنتظره، و نسي هذا المسكين مئات الذنوب و المعاصي التي يرتكبها صباحاً و مساء، من غيبة، و بهتان، و نظر لحرام، و شرب لحرام، و استماع لحرام، و لعب بالحرام، و أكل للحرام، و ترك لواجب، و فعل لمحرّم، و تأخر عن فريضة، و تهاون في حكم،......، و هكذا من المعاصي و المخالفات التي استهانوا بها، و التي تكون سبباً للهلاك و الخسارة في الدنيا و الآخرة، فضلاً عن الكبائر، و الموبقات، و الفواحش، و الرشوة، و السرقة، و العقوق، و الكذب، و قطع الأرحام، و الخيانة، و الغش، و الغدر، و غير ذلك.