هل يجوز لنا التعلق كثيرا بالنتائج التي يحصل عليها العلماء من تعداد وتفصيل الفوائد المادية التي يحصل عليها المؤمن من القيام بالواجبات الإسلامية؟؟
طبعا، معلوم أن كل ما جاء به الإسلام ،يعود بالخير على الإنسانية في الدنيا والآخرة
فالإسلام منهج كامل يغطي حياة الإنسان من جميع جوانبها ليصل به إلى النجاح في الآخرة.
ولكن..... إذا أمعنت هذه الدراسات العلمية في برهان الفوائد المادية ـ الدنيوية البحتة التي يجنيها المسلم من وراء النظم والشرائع وحتى العبادات الإسلامية.
ألا نخاف أن يفتح ذلك أبوابا عريضة ل ((المنهزمين الفكريين)) .....!!
والذين يهدفون من وراء ذلك: كسب ود الحضارة المادية من دون التنكر للدين. فهم يريدون أن يبقوا في صف أصدقاء الدين، من غير أن يفقدوا التوغل في الماديات ..
وينسى هؤلاء أن الحياة البشرية لها جانبان: دنيوي، وأخروي و أن للإنسان أيضاً جانبين: مادي وروحي
ولذلك فإن مجموعة كبيرة من واجبات الإسلام ذات أثر معنوي ـ أخروي بحت .. وأية محاولة لاكتشاف آثار مادية ـ دنيوية فيها فإنها محكومة بالخطأ، لان الإسلام حضارة فكرية متكاملة لا .. ولن يتغير حسب تغير الأهواء ، ولان الأحكام الدنيوية تتغير مهما كانت مصداقيتها.. أما الإسلام فهو ثابت على طول الأزمان.
وهؤلاء يغفلون عن اعتقاد الإسلام القاطع في وجود جانب آخر غير مرئي للحياة البشرية، وهو الجانب المعنوي الخاص بالآخرة، والذي على أساسه نحن نرفض أية إيديولوجية لا تؤمن بالغيب وتقتصر نظرتها على حياة الإنسان في الدنيا ..
فقد فرض هؤلاء على العبادات ((مصلحة مادية بحتة)) مغلفة بغلاف عبادي.
إن فهمنا الإسلام، لا يكون عن طريق فرض الفكر المادي عليه،
وإنما عن طريق فهم الحياة بما فيها من زاويته الخاصة.
إن أصحاب هذا ((الفرض المادي البحت على العبادات والشرائع الإسلامية)) وجدوا كثيرا ممن يستمع إليهم بل ويطور في معتقداتهم من أبناء الجيل المعاصر :
- فما دام الوضوء مجرد ((نظافة)) قالوا: إننا نستعمل الصابون، والبودرة والشامبو كل صباح!
- وإذا كانت الصلاة ((رياضة بدنية))، فإن ما لا شك فيه أن أنواعاً أخرى من الرياضة قد عرفها الإنسان، وبدأ يجني منها نتائج إيجابية ومثمرة ومفيدة ـ من الناحية المادية، مثل: الرياضة السويدية، والرياضة اليابانية، والرياضة الصينية!
- وما دام الصوم ((رجيم)) صحي! فهناك الكثير من برامج التغذية الصحية الناجعة والتي توازن بين احتياجات الجسم لعناصر الغذاء!
و................................................. .....
إن انحسار الإيمان من عقول بعض العلماء أصحاب النظريات ترك فراغاً متعطشاً فاستغله أصحاب الايدولوجيا العجيبة والغريبة....
إن مشكلة الناس الأساسية تكمن في أنهم يبحثون عن الذي يبارك خطواتهم، ومواقفهم وأعمالهم......
إن الكثيرين من القراء عندما يقرأون كتاباً ـ أي كتاب ـ يحبون أن يكون صورة مشجعة لهم ـ كما هم ـ وبكل ما هم عليه من أفكار وعواطف، ومن خير وشر.
وعندما يقرأون كتاباً دينياً يرغبون في أن يجدوا فيه، تبريراً لهم ليشهروا منه سلاحاً ماضياً على ضمائرهم ومجتمعاتهم التي تؤنبهم على كل انحراف.
ومن هنا نجد اتجاه كل أصحاب فكرة ومصلحة، إلى الكتب التي تؤيدها وتبررها دون الكتب التي تنتقدها، وتشجبها، ونرى الذين يحلو لهم أن يكونوا متزمتين يأخذون منه كل كلمة توحي بما هم عليه دليلا على أنهم ملتزمين دينيا.
فهل سلم حجاب المرأة الشرعي من ايدي هذه الايدولوجيات الغريبة.....!
ان مسألة الحجاب تناولتها اراء فكرية متضادة خاطئة.
اولا ... الناحية القبلية العصبية ، حيث اشادت بعض هذه الجماعات بوجوب الحجاب الشرعي للمرأة ، لانه يوافق ما هم عليه من التزمت القبلي ، وينهج نهج ثقافة العيب السائدة لديهم، ودليل ذلك، ما رأيته انا شخصيا عند بعض هؤلاء الافراد.. ان الاب الذي يكاد يجن جنونه اذا ظهرت شعرة واحدة من رأس ابنته... .... هو من ناحية اخرى لا يهتز كثيرا..بل ويغمض عينيه اذا لاحظ انها لا تؤدي فروض الصلاة على اوقاتها..او لا تصلي من اصله. ... نستنتج بالتالي ،ان هذا الجنون وهذه الغضبة ليست لمخالفتها اوامر الله. ولكن لمخالفتها ما هو سائد لديهم.
اما الجماعة الاخرى (وهم الادهي والانكى)...فهم يدعون الى التحرر الخارجي للمرأة .. ما دامت الايمان قابع في داخلها...!!
وهؤلاء..هم في الاصل ضحايا الافكار (اللادينية او الدنيوية) والذين ادى (فقدان الذات) لديهم الى (الانبهار والاستمداد غير الواعي) من الثقافات المتحضرة .. التي قامت بفصل الدين عن الحياة.
والمضحك بالموضوع ان الدول العربية المسلمة تصر على استعمال كلمة (العلمانية) خجلا من تسمية هذه الامم الراقية بالكفار....!! رغم ان هذه الامم لم تأخذ بخاطر المسلمين المتدينين، عندما اسمتها secularism والتي تعني ما ليس له صلة بالدين... وبشرح اكثر.... توجيه الاهتمام بالاخرة الى الاهتمام بالدنيا.
فهو اقامة الحياة على غير الدين ، او الحكم بغير ما انزله الله.
هذه الجماعة المغلفة (بمبادئ اللادينية)... وهي تعي ذلك او لا تعي... تحكم على الحجاب بأنه كبت نفسي للمرأة ، وتدعوها للتحرر من القيود الموروثة ما دامت تؤمن بل وتصلي في اغلب الاحيان....!!
وكدليل على صحة اعتقادهم... يسوقون لك الامثلة التي لا تنتهي المقارنات فيها بين تصرفات هذه المحجبة وتلك غير المحجبة ، فالحجاب اذن (كنتيجة مذهلة في رأيهم....!!!) ليس دليل على نقاء جسد المرأة .. او نقاء ايمانها.... او صفاء اخلاقها...
ورغم هذه الجماعة او تلك الاولى ، فما لا شك فيه ان الجماعتين وقعتا تحت خطأ كبير...واغفلتا.. ان الحجاب الشرعي هو امر من الله تعالى لكل مؤمنة يجب التقيد به ، وان هذا الامر في الاصل.. هو لحماية الرجل دون الوقوع في براثن رغباته الفطرية والتي تحوله عن التفكير بالاخرة والاستعداد لها، الى التفكير بالدنيا ومغرياتها....
اما للمرأة.. فهو تمثيل لطاعتها لاوامر الله التي تعود عليها بالخير في الاخرة... وحماية لها كذلك في الدنيا من تحرشات ضعاف النفوس.
فلندع التزمت القبلي، فهو تزمت عصبي ومن موروثات الجاهلية .. امضى الرسول صلوات الله وسلامه عليه،، فترات طويلة لاخراجه من العقول قبل ان يبدأ بتفصيل شرائع الاسلام والايمان، سننه واحكامه.
ولنحذر هذا التحرر اللاديني.. فمعظمنا لا يعي انه مسخا بشعا ولد من ام اسمها اليهودية .. واب اسمه الشيطان.. وارضع هذا المسخ العجيب من طفولته كره الاديان السماوية ...وفي مقدمتها الاسلام.. وحارب الاسلام بمعاول هؤلاء اللقطاء الذين خدعهم ببريق الحضارة والرقي والتطور .
وانا فعلا لا زلت أجهل من اين اشتق العرب مصطلح العلمانية....!!!!!
هل هو مشتق من العلم .... وهل مثل هؤلاء يوصفون بالعلم ؟؟
ربما ...لانهم استغلوا العلم في سبيل الاساءة للاسلام ؟؟؟ ولكن حتى هذا ليس مبررا للتسمية!
تأملوا معي ..........
العلمانية عدو الاسلام : فإذا كانت العلمانية مشتقة من كلمة علم فإذن :
العلم عدو الاسلام !!!!!!!!!!!
انظروا الى السم المدسوس في الكلمة .........!!؟؟
كان الاحرى بالدول العربية ان تطلق عليهم اسم الجهلانية او حتى الجاهلية
لان الجهل عدو الاسلام فعلا.