بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا امام المجاهدين واله وصحبه الطيبين الأطهار الميامن
ثم اما بعد
فهذا بحث خاص من مصادر شتى وعلى مدى وقت طويل .. قررت نشره اخيرا
لقد ترددت كثيرًا قبل أن ألخص بحثي في مسألة سفك الدماء، وكشف الصلة بين سفك الدماء وبين طقوس السحر وعبادة الشياطين،لحاجته إلى كتاب مستقل، لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة وتفاصيل قد لا يلقى لها بالا من لم يرى تحت قدميه صرعى المس والسحر والتسلط الشيطاني، حيث أن السحرة لا رحمة في قلوبهم ولا شفقة، فلا يبالون بحرمة الدم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، فقد يصل الأمر في الغالب إلى قتل الأطفال قربانا للشيطان، ولعل في هذا تفسيرًا لسر اختفاء الأطفال وخاصة الرضع، وهذا بلاغ إلى كل الجهات المعنية في كشف ذلك وإثباته، فمن باع دينه ونفسه للشيطان فلا تسأله بعد ذلك عن حرام، فليس بعد الكفر ذنب، وهذا الموضوع على وجه الخصوص أخطر من أن يؤجل فما سأذكره هنا مجرد تنويه يقرب مدى شغف الشيطان بالدم.
لقد ترددت كثيرًا قبل أن ألخص بحثي في مسألة سفك الدماء، وكشف الصلة بين سفك الدماء وبين طقوس السحر وعبادة الشياطين،لحاجته إلى كتاب مستقل، لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة وتفاصيل قد لا يلقى لها بالا من لم يرى تحت قدميه صرعى المس والسحر والتسلط الشيطاني، حيث أن السحرة لا رحمة في قلوبهم ولا شفقة، فلا يبالون بحرمة الدم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، فقد يصل الأمر في الغالب إلى قتل الأطفال قربانا للشيطان، ولعل في هذا تفسيرًا لسر اختفاء الأطفال وخاصة الرضع، وهذا بلاغ إلى كل الجهات المعنية في كشف ذلك وإثباته، فمن باع دينه ونفسه للشيطان فلا تسأله بعد ذلك عن حرام، فليس بعد الكفر ذنب، وهذا الموضوع على وجه الخصوص أخطر من أن يؤجل فما سأذكره هنا مجرد تنويه يقرب مدى شغف الشيطان بالدم.
محمد جعفر يذكر كيفية تعميد السحرة من النصارى فيقول: (ويتقدم الساحر ومعه قطعة القربان المقدسة فيبصق عليها ويهرسها بأقدامه ويطأ الصليب بقدميه وهنا يخرج العمدة حماماة أو طيرا صغيرا يتلو عليه بعض التلاوات فينقلب الطير إلى غلام صغير وهذا الطفل يخطفه عادة العمدة قبل ليلة التعميد ليقدمه قربانا للشيطان ليلة الاحتفال بتعميد السحرة الجديدين ويمسك الاسحر الطفل ويذبحه وسط تهليل واستحسان السحرة ثم يلوث بدماء الطفل البريء أجزاء من جسده وجسد مندوب الشيطان وباقي السحرة حتى إذا نزفت دماء الطفل جميعها ألقوا به في وعاء كبير جدا ليستوي مع باقي المأكولات القذرة التي أتى بها السحرة لالتهاماه ليلة التعميد).
حتى أن عقود السحرة والتي يتم تحريرها بين الساحر والشيطان، يتم كتابتها بالدماء، ليس هذا فقط بل إن الشيطان يقدم للساحر نسخة مخطوطة من كتب السحر، وهذه النسخ عادة مكتوبة بمداد من الدماء، ويحتفظ بها الساحر بشكل سري، ويستردهام نه الجن بعد وته.
رفاعي سرور يقول: (ومما يؤكد التقابل بين السحر ومعنى الدين من خلال العبادة؛ هو أن الطقوس التقليدية المحققة للسحر غالبا ما تكون شركًا، وهو الأمر الذي ينقض الدين من أساسه. وأخطر هذه الطقوس هي الذبح لغير الله الذي ينقض حقيقة التوحيد).
والدم هو سائل الحياة، ومجرى الشيطان من ابن آدم، فمنذ مقتل ابن آدم وإلى وقتنا هذا والدماء تسيل من أجل الصراع على الدنيا، وبسبب الحسد الذي يأكل قلوب الناس، وما أرى سفك الدم إلا أنه أعظم قربان للشيطان، خاصة دم المسلم، وهو وسيلة السحرة للتعميد ونيل رضى إبليس، وحتى يتنازل ويعلمهم السحر و يحقق لهم آمالهم الشريرة، وذلك بواسطة أعوانه ووزرائه من الشياطين.
(وما زال الذبح للجن حتى الآن يقوم به الكهنة والسحرة الذين يتصلون بالجن، فمن ذلك أننا نرى الجهال يذهبون إلى هؤلاء السحرة ليحلوا سحرًا أو ليعالجوا مصروعًا أو ما شابه ذلك، فيطلبون منهم حيوانات بأوصاف معينة ثم يذبحونها ويلطخون المريض بدمها ثم يأمرون برميها في بئر وأن لا يذكر اسم الله عليه أثناء الرمي وهذا هو الذبح للجن المنهي عنه وإن لم يتلفظ الذابح باسم الجن وإنما الأعمال بالنيات).
والذابح لغير الله ملعون ففي صحيح مسلم من حديث علي ابن أبى طالب رضى الله عنه قال: قال رسول الله r: (لعن الله من ذبح لغير الله).
من الملاحظ أن من أكثر مطالب الجن والشياطين سفك الدماء وإحراقها، فالشيطان عليه اللعنة شغوف بها إلى حد كبير، لما لها من حرمة عند الله، فلا تهرق إلا بشروطه عز وجل، لذلك يجرنا الشيطان إلى تجاوز تلك الشروط ليستزلنا إلى عبادته ويصرفنا عن عبادة الله وحده، و يسوقنا إلى ما فيه هلاكنا وبئس المصير.
السفك في اللغة: الإراقة والإجراء لكل مائع، وقد إنسفك، ورجل سفاك للدماء سفاك للكلام. وكأنه بالدم أخص.
ويتضح شغف الشيطان بالدماء ولو بالقدر اليسير مما قد يسيل من الدماء في أثر تبتيك أذان الأنعام، حيث توعد إبليس أن يؤمر بنى آدم بتبتيك أذان الأنعام: {وَلأمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ الأنْعَامِ [النساء: 119]، (قال قتادة والسدى وغيرهما يعنى تشقيقها وجعلها سمة، وعلامة للبحيرة والسائبة والوصيلة).
والبتك في اللغة: القطع، وقال الليث: قطع الأذن من أصلها.
ومن نتائج قطع الأذن من أصلها نزول بعض الدماء، وهكذا يتضح شغفه ورضاه ولو بالقليل من الدماء، ما دامت في غير طاعة الله، وإذا كان هذا هو حاله مع الأنعام فما بالنا كيف تكون فرحته بدماء البشر وخاصة المؤمنين منهم، فالدماء إن لم تهرق لله وحده، فهي من أعظم القربات للشيطان وهو يتمنى أي قربان من الإنسان حتى ولو ذبابة.
عن طارق بن شهاب: أن رسول الله r قال: (دخل الجنة رجل في ذباب، دخل النار رجل في ذباب). قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: (مر رجلان على قوم لهم صنم، لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئًا، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا له: قرب ولو ذبابا. فقرب ذبابا، فخلوا سبيله. فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئًا دون الله عز وجل. فضربوا عنقه فدخل الجنة) رواه أحمد صحيح موقوفًا.
فهذا رجل أطاع شياطين الإنس فضلا عن شياطين الجن فقرب لغير الله ذبابًا فدخل النار، والرجل الأخر عصى شياطين الإنس والجن فتقرب إلى الله بدمه فدخل الجنة، فكيف الحال بمن يسفكون دماء المسلمين حتى يخرج الجن من أصابعهم استجابة لطلب الجن والشيطاين؟! وما حجم تلك الذبابة بالمقارنة إلى دماء المسلم فضلا عما يقرب للشيطان تحت أي مسمى كان؟
وما قد يفوت الكثيرين التنبه إليه خاصة من يقومون بالحجامة الرطبة لعلاج الأمراض الجنية، حيث أن الدم الخارج من جسد المريض يكون محملا بمكونات سحرية مفككة، فيقوم الجن بإعادة بناء مكوناتها، والعودة إلى جسد المريض أشد قوة من ذي قبل، فيشعر المريض بعدها براحة شديدة، وهذا للأسف مكر من الشيطان، لأنه صار أقوى من ذي قبل وأشد خصانة، خاصة وأن معظم المعالجين يسيؤن التعامل مع الدم الخارج، فيلقى في المراحيض أو في القمامة، وهذه الحشوش محتضرة من الشياطين، فتتجمع على الدم حشود من الشياطين، وهذا ما لم يلتفت إليه الكثير من المعالجين، لذلك أقصر الحجامة في علاج أمراض الجن على الحجامةالجافة، ولا أقوم بالحجامة الرطبة إلا لمجرد تطهير الجسم من المخلفات السحرية بعد شفاء المريض.
وكذلك ما استحدث من استخدام النساء لحفاضات الدورة الشهرية، فأيضا يتم التخلص منها بإلقاءها في القمامة، وترك النساء استخدام (القصة البيضاء)، حيث يتم غسلها وإعادة استخدامها مرة أخرى، أما قطع الحفاض المغلفة فهي تقد وجبة شهية من الدماء الساخنة للسحرة والشياطين.
والأخطر أيضا ما عرف اليوم ببنوك الدم حيث تتجمع فيها أكياس متنوعة من دماء المسحورين داخل الثلاجات، وطبعا يتم عن طريقها نقل العدوى بالسحر والمس من شخص مصاب إلى شخص سليم، وكذلك معاملتحاليل الدم يتعامل فيها الأطباء مع الدماء معاملة مباشرة، وأغلب هذه الدماء مسحورة ومكدسة بالشياطين.
إذًا فالذبح وسفك الدماء وإهراقها بدون التزام الشروط الشرعية يعد عبادة للشيطان، ذلك لحرمة الدماء عند الله عز وجل قال تعالى: قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ [البقرة:30]، وقال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَآئَكُمْ [البقرة:84]، وقال تعالى: وَلا تَقْتُلُواْ النَّفْسَ التي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ [الأنعام:151].