الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
اليوم المفتوح
بما أن أهل الباطل من السحرة _ كفى الله المسلمين شرهم _ يتفننون في باطلهم وإلحاق الضرر بالمسلمين ، لَزِمَ على أهل الحق أن يتفننوا أيضأ هم في مقارعة باطهم والصاع بالصاعين نكالاً لهم .
ومن هنا جاءت فكرة اليوم المفتوح .
ومن تأمل الجهد المبذول من قِبَل أعداء الله ( السحرة ) تجاه إخواننا وأخواتنا فعليه أن يضاعف الجهد لمحاربتهم ومقارعتهم حتى يرتدوا على أعقابهم خاسرين وخاسئين ومنهزمين .
" وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا "
فكرة اليوم المفتوح تحتاج إلى ثمة أمور مهمة من قبل المعالج والمريض .
فعلى المعالج :
1 – الإخلاص لله تعالى وهذا في كل الأمور صغيرها وكبيرها .
قال ابن الجوزي رحمه الله : " إنما يتعثر من لم يخلص "
2 – الصبر والتحمل في العلاج ومساعدة الناس لأن ذلك قد يحتاج جهداً ووقتاً ليس بالهين ولا بالقليل وتضحية وفوات مصالح ، فلتحتسب ، ولتتذكر أحاديث تفريج الكُرب ولعل من أعظمها كما جاء في فضل قضاء حوائج الإخوان لأبيّ النرسي رحمه الله " إن الله خلق خلقاً من عباده يفزع إليهم الناس في قضاء حوائجهم .." ( إلى أن قال ) : " أؤلئك الآمنون يوم القيامة " والاستاد صحيح .
وكفى بذلك شرفاً والله .
3 – قوة التوكل على الله تعالى والإعتصام به وسؤاله أن يفتح الله على يديك فلعلك تفرج عن مكروب أو تنفس عن محزون .
4 - البدأ في قراءة سورة البقرة كاملاً .
5 – الحذر من أساليب ومكر الجان فيما يظهرونه من الضعف أو الإنقياد فلا توقف القراءة البتة وما يذكره من الطاعة فليكن عقب انتهاء الرقية .فكن فطناً بورك فيك .
6 – وهذا أهمها :
لنتق الله تعالى ولا نضحي بإخواننا وأخواتنا ، فهم أمانة والله بين أيدينا وسنسأل عنها يوم العرض عليه ، فإيّاك إياك والخوض مع الجان في التحدي لاسيما حين يُشدد عليه ؛ فهو يحاول قدر المستطاع إيقاف الرقية ولو بالتحدي أو تضييع الوقت أو الاستهزاء بالراقي ، فلا نلتفت _ معاشر الرقاة _ إلى الإنتصار للنفس بقدر ما نلتفت إلى رفع الظلم والعدوان عن الأخ أو الأخت في الله .
7 – الدعاء . وما أدراك ما الدعاء ، كيف وهو في ظهر الغيب وفي السجود لإخوانك وفي الليل .
أعجب والله من رقاة يغفلون عن ذلك .
8 - البعد كل البعد عن أخذ الجعل الجائز( !! ) وليكن العمل لله ولنترفع عن ذلك ، ليبارك الله لنا في نفع عباده ، ومن تأمل ما قيدته وجد صحته . فتأمل رفع الله شأنك .
9 – احرص على رفع همة المريض ومعنوياته ليواصل العلاج واقطع عليه طرق السآمة والملل .
وأمّا من جهة المريض :
1- ليكثر سؤال ربه وينطرح بين يديه ويتذلل ويخضع له وليذرف الدمعة على تقصيره ويدعو ربه ليرفع الضرّ عنه فلعله يوافق ساعة إجابة فيرحمه ربه لما يرى من عجزه وضعفه .
2- ليكن صابراً في فترة العلاج محتسباً الأجر في ذلك وليعدها تكفيراً للخطايا ورفعة في الدرجات وليقابل هذا البلاء بالصبر والرضى . سيما في هذا اليوم فهو بحاجة إلى نفس كبير وجهد ليس بالهين البتة .
3- ليكن عوناً للراقي فيما يطلبه منه مثل : كثرة قراءة سورة البقرة قبل الرقية ، أو قراءة الرقية نفسها أكثر من مرة لإضعاف الجان أو استخدام المغطس أو غير ذلك ليتم الأمر كما قال ابن قيم رحمه الله من جهتين ويبارك الله تعالى وينفع بذلك الجهد ، فإن الرقاة_ ولا ألومهم _ قد يرون عدم مسؤولية وحرص من المريض نفسه على نفسه فيصاب بالإحباط واليأس مما يدعوه إلى الانقطاع وهذا مجرب ومحزن ولا حول ولا قوة إلا بالله .
4- وهذا أهمها :
المحافظة على الطاعات والفرائض والإكثار منها .
وأما طريقة اليوم المفتوح :
فيشرع الراقي من الصباح التاسعة في الرقية :
1- يبدأ بالأدعية الصحيحة والتعويذات والتحصينات .
2- يشرع بالرقية وليكن أول ما يبدأ به سورة البقرة .
3- ويستمر على آيات الرقية كاملة . بما فيها مروراً بالسحر والعين والحسد ... وغيرها
يستمر على ذلك إلى صلاة الظهر ، ويدعو بين الآذان والإقامة مقدار عشر دقائق .
الراقي يحافظ على الصلاة في المسجد
( المريض مخير بين أمرين : أن يواصل بنفسه بعد الصلاة ( للمرأة ) الرقية بقراءتها دون انقطاع أو يسمع الرقية مسجلة إلى نهاية الصلاة وعودة الراقي )
ويستمر الراقي من حيث توقف إلى العصر
وهكذا حتى المغرب وكذا العشاء وحتى الساعة العاشرة
( التوقيت يرجع إلى الرقاة وطول نفسهم وقوة تحملهم وصبرهم في الرقية غفر الله لهم )
وهذا خاص في الرقية الخاصة الفردية وهذا اليوم المفتوح يجنح له الراقي حسب نوعية الحالة وكيف ما رآه مناسباً .
هذا ما أحببت الإفادة به ، وهو نافع بإذن الله تعالى لمن صحت نيته وحسن قصده .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
وسبب تسميته باليوم المفتوم " نكاية بالجان المعتدي ليعلم أن هناك رجال لاتثنيهم العقبات ، همهم رفع الضرّ عن إخوانهم وأخواتهم وإذا لزم الأمر المواصلة لليوم الثاني فعلى أهبة الاستعداد والمواصلة بحول الله وقوته "
أرحب بكل توجيه مفيد ، وبكل نصيحة غالية .
والله أعلم
محبكم
أبو الليث
عفا الله عنه