العبادة تجارة عظمى وسعادة كبرى
والفسق والسفه خسارة جسيمة وهلاك محقق
ان تمشي في دربك في هذه الحياة مزودا بحقيبة العبادة وسلاح التقوى التي فيها راحة وخفة لا توصفان
فتسير منطلقا مرتاح القلب مطمئن الوجدان ،
دون ان تلتفت الى منة احد او تطمع في شيء او تخاف من شيء
أم ان تمشي بلا عتاد ، وتقع تحت اثقال المنة والخوف؟
وقلبك يرزح تحت الآف الارطال من المن والاذى ، وروحك تنسحق تحت مخاوف لا يحصرها الحد،
تمضي في هذا الطريق مستجديا كل شخص ، وجلا مرتعشا من كل شيء ، خائف من كل حادثة ..
ان المؤمن يعتقد بما يقول لذا يجد في كل شيء بابا ينفتح الى خزائن الرحمة فيطرقه بالدعاء
ويرى كل شيء مسخرا لأمر ربه فيلتجئ اليه بالتضرع
ويتحصن امام كل مصيبة مستندا الى التوكل
فيمنحه ايمانه هذا الامان التام والاطمئنان الكامل
ان منبع الشجاعة هو الايمان والعبودية
ومنبع الجبن هو الضلالة والسفاهة
فلو اصبحت الكرة الارضية قنبلة مدمرة وانفجرت
فلربما لا تخيف عابدا لله ذا قلب منوّر
بينما الفاسق ذو القلب الميت ولو كان فيلسوفا – ممن يعد ذا عقل راجح – اذا رأى في الفضاء نجما مذنبا
يعتريه الخوف ويرتعش جزعا وهلعا....
فما احوج روح البشر العاجزة الضعيفة الفقيرة الى حقائق العبادة والتوكل والى التوحيد
وما اعظم ما ينال منها من ربح وسعادة ونعمة
فمن لم يفقد بصره كليا يرى ذلك ويدركه
ان سعادة الدنيا ..... كسعادة الآخرة
هي في طريق العبادة والتقوى الخالصة لله
ان رحلتنا ومرورنا في هذه الدنيا هي جزء من سفرنا الطويل الى حياة الآخرة الخالدة
والسالكون لهذا الطريق يقطعونه بدرجات متفاوتة كل حسب عمله ومدى تقواه
فيا خسارة من يصرف ساعاته في هذه الدنيا دون اكتراث لحياة الاخرة الابدية
يا له من ظالم لنفسه
كيف يضيّع على نفسه فرصة تحويل جميع رأس مال عمره الى الآخرة بالنية الصالحة.....
فيكسب عمرا خالدا بعمره الفاني !!