وجاء في النصوص ما يدل على فضله -عليه الصلاة والسلام- والرسول -عليه الصلاة والسلام- أعلم الخلق وأتقاهم، وأخشاهم لله -عز وجل- وهو أشجع الناس، وهو أكرم الناس، كما جاء بذلك الأحاديث الصحيحة، وغير ذلك من الأخلاق والشمائل التي اجتمعت فيه -صلى الله عليه وسلم- مما شمله قوله -جل وعلا-: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ** [(4) سورة القلم]، قالت عائشة -رضي الله عنها- لما سئلت عن خلقه -عليه الصلاة والسلام- قالت: "كان خلقه القرآن" فهو ترجمة عملية لما جاء في القرآن، من امتثال تام، للأوامر واجتناب للنواهي فترجمة عملية لهذا الدين العظيم، وأوجب الله -جل وعلا- محبته على كل شيء، ففي الحديث الصحيح: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)) وفي الصحيح -أيضاً- من حديث عبد الله بن هشام -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيد عمر -رضي الله تعالى عنه- فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك)) فقال له عمر-رضي الله عنه-: فإنه الآن، والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الآن يا عمر))