أمير المؤمنين عثمان بن عفان
أمير المؤمنين عثمان بن عفان (2) (35 هـ)
أمير المؤمنين عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي، أبو عمرو، ويقال أبو عبدالله، ذو النورين الأموي. أمه أروى بنت كريز بن ربيعة، وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبدالمطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
أسلم قديما وهاجر الهجرتين، وتزوج ابنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، رقية ثم أم كلثوم.
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر، وروى عنه ابنه أبان بن عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وأنس بن مالك وغيرهم.
عن ابن عمر، قال: كنا نقول على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت" (3) . فقيل: هذا في التفضيل، وقيل: في الخلافة.
__________
(1) السنة لعبدالله (84) وأصول الاعتقاد (5/1020/1721) والإبانة (2/7/45/1131) والشريعة (1/261/240) والسنة للخلال (4/47/1141) وابن أبي شيبة في المصنف (6/160/30327) وفي الإيمان له (14).
(2) طبقات ابن سعد (3/53-84) والاستيعاب (3/1037-1053) والكامل لابن الأثير (1/46)و(2/59) وأسد الغابة (3/578-587) وتاريخ دمشق (الجزء 39) وتهذيب الكمال (19/445-460) وتهذيب التهذيب (7/139-142).
(3) أحمد (2/14) وابن أبي عاصم (2/568/1195) وأبو يعلى (10/161/5784) والطبراني (12/345/13301) وابن حبان (16/237/7251) عن سهيل عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما. وأخرجه البخاري (7/66/3698) وأبو داود (5/25-26/4627) الترمذي (5/588/3707) من طرق عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما.
قال الشعبي: لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء من الصحابة غير عثمان. وقال ابن سيرين: كان أعلمهم بالمناسك عثمان، وبعده ابن عمر. وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، ثم عمر، وهو على تلك الحال فتحدثا، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسوى ثيابه، فدخل فتحدث، فلما خرج، قلت: يا رسول الله دخل أبو بكر، فلم تجلس له، ثم دخل عمر، فلم تهش له، ثم دخل عثمان، فجلست وسويت ثيابك، قال: "ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة". (1)
وفيه أيضا عن أبي موسى الأشعري قال: "بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حائط من حائط المدينة، وهو متكئ يركز بعود معه بين الماء والطين، إذا استفتح رجل، فقال: افتح وبشره بالجنة، قال: فإذا أبو بكر، فتحت له وبشرته بالجنة، قال: ثم استفتح رجل آخر، فقال: افتح له وبشره بالجنة، قال: فذهبت فإذا هو عمر، ففتحت له وبشرته بالجنة، ثم استفتح رجل آخر، قال: فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون، قال: فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان، قال: ففتحت وبشرته بالجنة، قال: وقلت الذي قال، فقال: اللهم صبرا، أوالله المستعان". (2)
__________
(1) أحمد (6/155) ومسلم (4/1866/2401).
(2) أحمد (4/406) والبخاري (7/53/3693) ومسلم (4/1867/2403) والترمذي (5/589/3710) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
بويع له بالخلافة سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام باجتماع الناس عليه، وقتل بالمدينة يوم الجمعة لثماني عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة.
موقفه من الرافضة:
- أخرج اللالكائي في أصول الاعتقاد بسنده إلى زيد بن أسلم عن أبيه قال: كتب عثمان بن عفان عهد الخليفة من بعد أبي بكر فأمره أن لا يسمي أحدا وترك اسم الرجل فأغمي على أبي بكر إغماءة فأخذ عثمان العهد فكتب فيه اسم عمر قال فأفاق أبو بكر فقال: أرنا العهد فإذا فيه اسم عمر فقال: من كتب هذا؟ فقال عثمان: أنا. فقال: رحمك الله وجزاك خيرا، فوالله لو كتبت نفسك لكنت لذلك أهلا. (1)
- وله بسنده إلى سليمان بن يسار: أن جهجاه الغفاري أخذ عصا عثمان التي يتخصر بها فكسرها على ركبته فوقعت في ركبته الآكلة (2) .اهـ (3)
موقفه من الجهمية:
قال عثمان بن عفان: ما أحب أن يأتي علي يوم وليلة لا أنظر في كلام الله يعني القراءة في المصحف