هذه القصة للعبرة وارتئيت ان تكون ضمادا لجراح بعض البشر وان يتيقن اي واحد في هذا الكون أن مهما كنت مميزا سواء في جمالك او افعالك فهناك من لا يملك هذه الميزة واخص هنا بالذات الشكل والجمال والجاه والنسب وغيرها لكن قد يمتلكون امورا حسية تفوق تصورنا يملكون ايمان وحب الله وكل فعل جميل يقربهم الى الله وان وضعنا في ميزان معهم لتارجحت جهتنا وتعالت جهتهم
اقول لكل امراة او رجل ممكن ان شكلهمها كان عائقا ربما لعدم تكوين اسرة كباقي البشر واخص هنا بالذات المراة لان الرجل لا يعيبه شيء كما يعتقد البعض وانا اعني هنا الصفات الخُلقية وليست الخَلقية
اقول ارفعي رأسك لفوق واطلبي ربك وابشري بالخير ولا تكترثي لبني البشر لان لو ان لأعمالنا رائحة فمتاكدة انه لن يبقى أمامنا احد وسننفر عن بعضنا لكن عند الله لا يخفى خافية فه ادرى بمن اعلى فيميزان واقرب اليه حتى وان كنا اقبح شكل على ارض.
ربما اني اخبص واهدي لكن هذا ما خرج مني بعفويتي
فارجوا ان تعجبكم القصة
القصة يرويهاأنس بن مالك رضي الله عنه قال :
كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم يقال له جُليبيب ، كان في وجهه دمامة
و كان فقيراً ويكثر الجلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم :
يا جُليبيب ألا تتزوج يا جُليبيب؟
فقال : يا رسول الله ومن يزوجني يا رسول الله؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أزوجك يا جُليبيب.
فالتفت جُليبيب إلى الرسول فقال: إذاً تجدُني كاسداً يا رسول الله ..
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: غير أنك عند الله لست بكاسد ،
ثم لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يتحين الفرص حتى يزوج جُليبيا
فجاء في يوم من الايام رجلٌ من الأنصار قد توفي زوج ابنته
فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ليتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
فقال له النبي : نعم ولكن لا أتزوجها أنا !!
فرد عليه الأب : لمن يا رسول الله !!
فقال صلى الله عليه وسلم: أزوجها جُليبيبا ..
فقال ذلك الرجل: يا رسول الله تزوجها لجُليبيب ، يارسول الله إنتظر حتى أستأمر أمها !!
ثم مضى إلى أمها وقال لها
أن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إليك ابنتك
قالت : نعم ونعمين برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يرد النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقال لها : إنه ليس يريدها لنفسه ...!!
قالت : لمن ؟
قال : يريدها لجُليبيب !!
قالت : لجُليبيب لا لعمر الله لا أزوج جُليبيب وقد منعناها فلان وفلان
فاغتم أبوها لذلك ثم قام ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم
فصاحت الفتاة من خدرها وقالت لأبويها :
من خطبني إليكما؟؟ قال الأب : خطبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قالت : أفتردان على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أمره ،
ادفعاني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني !
قال أبوها : نعم ..
ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله شئنك بها
... فدعى النبي صلى الله عليه وسلم جُليبيبا ثم زوجه إياها
ورفع النبي صلى الله عليه وسلم كفيه الشريفتين وقال:
اللهم صب عليهما الخير صباً ولا تجعل عيشهما كداً كداً !!
ثم لم يمضي على زواجهما أيام
حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في غزوة
وخرج معه جُليبيب فلما أنتهى القتال
اجتمع الناس و بدأوا يتفقدون بعضهم بعضاً
فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
هل تفقدون من أحد قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلان وفلان كل واحد منهم
إنما فقد تاجر من التاجر أو فقد ابن عمه او أخاه ...
فقال صلى الله عليه وسلم : نعم و من تفقدون
قالوا : هؤلاء الذين فقدناهم يا رسول الله ..
فقال صلى الله عليه وسلم: ولكنني أفقد جُليبيبا .. فقوموا نلتمس خبره
ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى
ثم مشوا فوجدوه في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات .
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم على جسده المقطع ثم قال :
قتلتهم ثم قتلوك أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ..
ثم تربع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا بجانب هذا الجسد
ثم حمل هذا الجسد ووضعه على ساعديه صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يحفروا
له قبراً ..
قال أنس : فمكثنا والله نحفر القبر وجُليبيب ماله فراش غير ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ..
قال أنس : فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها الرجال يخطبونها ..
رضي الله عنك يا جليبيب
( انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن
يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون