موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر العقيدة والتوحيد

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 21-01-2013, 06:29 PM   #1
معلومات العضو
أحمد سالم ,

افتراضي الرِّياء- للشَّيخ عبد المالك رمضاني الجزائري

(( الرِّياء ))
-


عافاني الله وإيَّاكم مِنه

-



كمَا أنَّ التَّوحيد يُقابِلُه الشِّرك؛
فإنَّ الإخلاص يُقابِلُه الرِّياء،
وكمَا أنَّ نور الإخلاص ينطفئ مِن قلبِ المرء إِذا قام به شاهدُ العُجْب بالنفس؛
فإِنَّ الإخلاص لاَ يقوم أبدًا مع الرِّياء؛
قال الله تعالى
:**وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا** [النِّساء:38].

وهو مِن أبرز صِفات المنافقين؛
لأنَّهم يُظهِرون مَا لاَ يُبطِنون ، قال الله تعالى:
**يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا** [النِّساء:142] .

ولذلك كان مِن شرط توبتهم؛
أنْ يُخلِصوا الدِّينَ لِله،
قال الله تعالى
:**إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ** [النِّساء:145-146].

ولذلك كان كُلّ عملٍ لاَ يُراد بِهِ وجه الله؛
غير مقبول،
وهو وبال على صاحبِهِ يوم القيامة ؛
فعن أبِي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(قال الله - تبارك وتعالى -:أنا أغنى الشُّركاء عن الشرك ، مَن عَمِل عملاً أشرك فيه معي غيري ؛ تركته وَشِرْكَه)) [رواه مسلم (2985)] .
وفِي رواية: ((فأنا منه بريء ، وهو للذي أشرك)) [رواه ابن ماجه (4202) ، وهو صحيح].


وقد قيل فِي تعريف الإخلاص: "الإخلاص استواء أعمال العبد فِي الظَّاهِر وَالباطِن،
والرِّياء أنْ يكون ظاهِره خيرًا مِن باطِنه،
وَالصِّدق فِي الإخلاص أنْ يكون باطنه أعْمَر مِن ظاهِرِهِ"
[انظر هذا التَّعريف وما بعده في مدارج السالكين (2/91
)].


قال بلال بن سعد - رَحِمَهُ الله -: "لاَ تَكُن وليًّا لِله فِي العلاَنية ، وَعدوَّه فِي السِّرِّ"
[رواه أحمد في الزهد (ص:385) ، والفريابي في صفة المنافق (91) ...] .

وَالتَّعريفُ الأخير لِلصدق؛
مُنْتَزَع مِن مثل قول الله تعالى:{وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ** [البقرة:271] .

وهو صِفة أحد السَّبعة الَّذين يظلهم الله فِي ظلِّهِ يوم لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِله؛
كما قال صلى الله عليه وسلم: ((وَرَجل تصدق بصدقة فأخفاها ، حَتَّى لاَ تعلم شماله مَا تُنفِق يَمينه...))
[رواه البخاري (660) ، ومسلم (1031)].

وَالنَّاسُ ينشطون لِستر سيِّئاتهم مَا لاَ ينشطون لِستر حسناتهم؛
لأنَّهم يريدون بِذَلِك أنْ يقوم لَهم جاهٌ عِند غيرهم،
بَل ترى كثيرًا منهم ينشطون فِي الجلوة،
وَيكسلون فِي الخلوة،
وَلِذَلِك قيل: "الإخلاص أنْ لا تطلب على عملك شاهِدًا غير الله ، وَلاَ مُجازيًا سواه".

وَلوْ أنَّ المرءَ يَجتَهِد لِستر حسناته عَن الخلق كما يَجْتَهِدُ لِستر سيِّئاته عنهم؛
لبلغ درجات المُخلِصين،
كما قال أبو حازم سلمة بن دينار -رَحِمَهُ الله-: "اكتُم مِن حسناتك ؛ كما تكتم مِن سيئاتك"
[رواه الفسوي في المعرفة والتَّاريخ (1/679) ، وأبو نعيم فِي الحلية (3/240)...].


وقيل الإخلاص: "هو إفراد الحق - سبحانه - بالقصد فِي الطاعة".
وقيل: "تصفية الفِعل عَن مُلاحظةِ المَخلوقين".


ولذلك قيل لِسهل: أيُّ شيء أشدُّ على النَّفس؟ فقال: "الإخلاص ؛ لأنَّه ليس لَها فيه نصيب" .

قال أبو بكر المروذي: سَمِعتُ رجلاً يقول لأبِي عبد الله [وفي طريق: "وسُئِل: بِما بلغ القوم حَتَّى مُدِحوا؟"] -وذكر له الصِّدق والإخلاص- فقال أبو عبد الله: "بِهذا ارتفع القوم"
[رواه ابن الجوزي في مناقِب الإمام أحمد (ص:267) ، و(ص:274) مِن ثلاث طرق؛ يُصحِّح بعضها بعضًا].

وَلِهَذا كَان أئِمَّة هذه الأُمة يكرهون الشُّهرة،
ويُحِبون خمولَ الذِّكر؛
رعايةً مِنهم لإخلاصهم،
وَخوفًا على قلوبِهِم مِن فِتنة المَدح؛
فَمِن النَّاس مَن يُبْتَلى بوطء عقبه، وَتَقبيل يده، وَالتَّوسِعة له فِي الْمَجلِس، وَالإشارة إليه بِالدُّعاء رجاء بركته، ونحو ذلك،
فمَن قلَّ نصيُبه مِن الإخلاص؛
أعجبه ذَلِك ، وَربَّما طلبه !!
[انظر: الفوائِد لابن القيِّم (ص:223)].


قال حماد بن زياد - رَحِمَهُ الله -: "كُنت أمشي مع أيوب ، فيأخذ بي فِي طرق ، إِنَّي لأعجبُ كيف اهتدى لَها؟! فِرارًا مِن النَّاس أنْ يُقال: هذا أيوب"
[رواه ابن سعد (7/249) ، والفسوي في المعرفة والتَّاريخ (2/232) ؛ وهو صحيح].


وقال - أيضًا -: "وَكان أيوب يأخذ بي فِي طريق وَهي أبعدُ! ، فأقول: إنَّ هذا أقرب! ؛ فيقول: إِنِّي أتَّقي هذه المجالِس ، وَكان إِذا سلَّم ؛ يردُّون عليه سلامًا فوق مَا يُرَدُّ على غيره ؛ فيقول: اللَّهم إنَّك تعلم أنِّي لاَ أريده! اللَّهم إِنَّك تعلم أنِّي لاَ أريده!" [رواه ابن سعد (7/248) ، والفسوي (2/239 - بشطره الأخير) ؛ وهو صحيح].

وقال أبو زرعة يَحيَى بن أبِي عمرو: "خرج الضّحاك بن قيس ؛ فاستسقى بالنَّاس ، وَلَمْ يُمطروا ، وَلَم يروا سحابًا ، فقال الضّحاك: أين يزيد بن أبي الأسود ؟ ( وفي رواية: فلم يُجبه أحد! ثُمَّ قال: أين يزيد بن الأسود الجرشي؟ عزمتُ عليه إنْ كان يسمع كلامي إِلاَّ قام ) فقال: هذا أنا! ، قال: قم! فاستشفع لنا الله - عز وجل - أن يسقينا ؛ فقام ، فعطف برأسه على منكبيه ، وحسر عن ذراعيه ، فقال: اللَّهم إنَّ عبادك هؤلاء استشفعوا بي إليك . فما دعا إِلاَّ ثلاثًا حَتَّى أُمطروا مطرًا كادوا يغرقون منه! ، ثُمَّ قال: إنَّ هذا قدّ شهَّرنِي ؛ فأرحنِي منه ، فمَا لبث بعد ذلك إِلاَّ جمعة حَتَّى مات!!"
[رواه الفسوي في المعرفة والتَّاريخ (2/318)...].


___________
وَأجمعُ تعريف للإخلاص رأيته،
وهو جامع لشتات مَا سبَق؛
هو ما قاله أبو عثمان سعيد بن إسماعيل - رَحِمَهُ الله -:
"صِدقُ الإخلاص؛
نِسيان رُؤية الخلق لِدوام النَّظر إِلَى الخالِق،
وَالإِخلاص أنْ تريد بقلبك، وعملك، وفعلك
رِضا الله تعالى خوفًا مِن سخط الله؛
كأنَّك تراه بِحقيقةِ عملك بأنَّه يراك،
حَتَّى يذهب الرِّياء عَن قلبك،
ثُمَّ تذكر مِنَّة الله عليك إذ وفَّقك لِذَلِك العمل،
حتَّى يذهب العجبُ مِن قلبك،
وَتستَعمِل الرِّفق فِي عملك،
حَتَّى تذهب العجلةُ مِن قلبك،
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((مَا جُعِل الرِّفق فِي شيءٍ إلاَّ زانه ، وَمَا نُزِع مِن شيءٍ إلاَّ شانه))"
[رواه مُسلم (2594)].
___________




قال أبو عثمان: "وَالعجلةُ اتِّباع الهوى،
وَالرِّفق اتِّباع السُّنَّة؛
فَإِذا فرغتَ مِن عملك
وَجِلَ قلبُك خوفًا مِن الله
أنْ يَردَّ عليك عملك؛ فلا يقبله منك،
قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ** [المؤمنون:60] .


وَمَن جمع هذه الخِصال الأربعة؛
كان مُخلِصًا فِي عمله - إن شاء الله -"
[رواه البيهقي في الشُّعَب (6475)].



وَتأمَّل ههنا ؛ كيف جعل الرِّفق هو اتِّباع السُّنَّة؛
وَذَلِك أنَّ النَّفس تَهوى أشياء،
وَإِذا هَويَتْها؛ طَلَبتها على عجلٍ؛ لأنَّ حظَّها فيه،
وَهذا الهوى لا يكسر سورته إِلاَّ التَّأني،
وَبِالتَّأني؛ يتمكن المرءُ مِن مراقبةِ عمله بِعينِ السُّنَّة؛
كي يوافِق الحقّ،
لاَ بعينِ الهوى،
وَلِذَلِك قال إبراهيم الخوَّاص: "العجلة تمنع مِن إصابة الحق"
[رواه البيهقي فِي الشُّعَب (6477) بسند صحيح].



وَعَلى كُلٍّ؛
فَإِنَّ موضوع: "إخلاص الدِّين لله" ؛
طويلُ الذَّيل ، وَكثيرُ النَّيل ،
بَل هو أعظم موضوعات ديننا الحنيف على الإطلاق،
وَإِنَّما غرضي هنا هو مُحاولة الإلمام بِهِ مِن حيث أصولُه؛ الَّتِي لاَ يَسَعُ أحدًا التَّفريط فيها،
وَهو - مع هذا - أجلُّ مِن أنْ يُحيط بِهِ كتاب، أوْ يستَوعبه خِطاب .




المصدر:

كِتابُ: سِتّ دُرَر مِنْ أُصُولِ أَهْلِ الأَثَرِ
لفضيلة الشَّيخ: عبد المالك بن أحمد المُبارك رمضاني الجزائريّ
الأصل الأول: "إخلاص الدِّين لله" - الرِّياء - ص (46-51)

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 07:33 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com