بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله و لا اله الا الله و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم , و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم باحسان الى يوم الدين .
اخواني اخواتي , مشرفين و اداريين و اعضاء ...
اضع بين يديكم بحثي هذا المتواضع , سائلا المولى عز و جل أن يكون فيه خير للناس . فان أصبت فهو بفضل الله سبحانه و تعالى , وان اخطئت فهو مني ...
و أرجو من الشيوخ و الرقاة التعليق لتصحيح كل خطئ حتى تعم الفائدة ...
كثرت الأسئلة حول رؤية أشكال ( دائراة , مجموعة نجوم , خيوط ...) تكون مضيئة أو ملونة أو سوداء. و دهب الكثير إلى تؤويلها بسبب السحر و البعض الآخر من المس ...
و لو بحثتم في المواضيع المتفرقة و لوجدتم أن المصاب بالعين و الحسد , قدر يرى مثل هاته الأشكال ...
لكن هل هدا يعني أن رؤيتها هو بسبب السحر أو بسبب المس أو بسبب العين و الحسد ؟؟؟
قبل أن ندخل في صميم الموضوع , يتوجب علينا سرد بعض التفصيل عن العين و مكوناتها , و دلك لتسهيل فهم ما سنقوم بشرحه إن شاء الله.
الصُلبة Sclera :
وهي الطبقة الخارجية للعين وتتكون من نسيج ضام قوي غير شفاف لحماية العين - الصُلبة لا تمتص الضوء بل تعكسه ولهذا لونها أبيض- تلف الصُلبة معظم كرة العين إلا الجزء الأمامي الذي هو قرنية العين الشفافة.
المشيمية Choroid :
وهي الطبقة التي تقع بين صُلبة العين وشبكية العين - والمشيمية تحتوي على شبكة غنية من الأوعية الدموية ووظيفتها الأساسية هي دعم شبكية العين وتوفير الغذاء والأوكسجين لها. المشيمية تغطي ثلثي كرة العين فقط الجزء الخلفي.
الشبكية Retina :
وهي الطبقة الداخلية للعين و تغطي ثلثي كرة العين من الداخل الجزء الخلفي - الشبكية هي الطبقة التي تحتوي على المُستقبلات الضوئية Photoreceptors و المسؤولة عن البصر - حيث أنها تستقبل الضوء الواقع عليها و تحوله لإشارات كهربائية تنتقل عن طريق الألياف العصبية البصرية و التي تتجمع في القرص البصري Optic Disc أو الذي يُسمى كذلك بالبقعة العمياء (حيث أن القرص البصري لا يحتوي على مستقبلات ضوئية) لتكوين العصب البصري- و تحوي الشبكية على النُقرة Fovea وهي عبارة عن بقعة مقعرة في الشبكية تحتوي على كميات كبيرة من المُستقبلات الضوئية و تستخدمها العين للبصر الحاد -أي بأن العين تلتف ليقع الضوء على هذه البقعة.
مكونات العين وأجزاءه :
الجسم الزجاجي Viterous Body
يملأ كرة العين الجسم الزجاجي - وهو عبارة عن جسم هلامي شفاف يُحافظ على كرويتها- و يتصل من الأمام بالجسم الهدبي Ciliary Body وهو عبارة عن عضلات تتحكم في شكل عدسة العين بحيث إذا تقلصت يقل تحدب العدسة وإذا ارتخت يزيد تحدب العدسة و هذه العملية هي التي تُركز الضوء على الشبكية للإبصار على حسب بعد الجسم عن العين.
القزحية Iris - بؤبؤ العين Pupil
أمام عدسة العين تكون القزحية - وهي التي تُعطي العين لونها - و تتكون القزحية من عضلات دائرية و عضلات شعاعية - وفي الوسط الفتحة التي تُسمى بؤبؤ العين (حدقة العين) - العضلات الدائرية تضيق بؤبؤ العين و الشعاعية تُوسع بؤبؤ العين حسب كمية الضوء - ففي الظلام يتوسع بؤبؤ العين للسماح لأكبر كمية من الضوء الدخول للعين لتسهيل الرؤية - و عندما يكون الضوء ساطع يتضيق بؤبؤ العين لتكون الرؤية واضحة و ليست مشوشة.
القرنية Cornea
بعد القزحية و في مقدمة العين تكون القرنية - وهي شفافة ولا تحتوى على أوعية دموية حيث أنها تأخذ ما تحتاجه من الأكسوجين مباشرة من الهواء والغذاء عن طريق الترشيح من الخلط المائي Aqueous Humour , وهو المحلول الذي يملأ الغرفة الأمامية و الغرفة الخلفية.
الغرفة الأمامية Anterior Chamber - والغرفة الخلفية Posterior Chamber
الغرفة الأمامية هي الفراغ الواقع بين القرنية والقزحية - والغرفة الخلفية هي الفراغ الواقع بين عدسة العين و القزحية - يملأ الخلط المائي هاتين الغرفتين و يتركهما عن طريق قناة شليم Schlemm Canal التي تقع في الزاوية بين القرنية و القزحية في الغرفة الأمامية- الخلط المائي هو المسؤول عن ضغط العين Intraocular Pressure , فإذا تجمع و لم يستطع الخروج لسبب ما يؤدي ذلك إلى إرتفاع ضغط العين و المرض المعروف بالماء الأزرق Glaucoma.
نواصل مع بعض أمراض العين العضوية , و التي قد تشبه أعراضها ما يحدث مع من يشاهد الأشكال موضوع بحثنا الحالي :
- التهاب القزحية :
تبدأ الأعراض سريعا في العادة وفي الغالب أيضا ما تصيب عين واحدة وقد تشمل كل الأعراض التالية أو بعضها:
-ألم بالعين أو بمنطقة الحاجب .
-زيادة الدموع بالعين .
-زيادة الألم بالعين عند التعرض للضوء .
-احمرار العين وخاصة في الجزء المجاور للقزحية .
-تضيق حدقة العين .
- انفصال الشبكية :
الأعراض:
-تشويش في الرؤية .
-الإحساس بوجود غشاوة متحركة أمام العين .
-فقدان جزئي مفاجئ للإبصار في العين المصابة .
-زيادة الشعور بوجود الأجسام الطافية أمام العين .
-تغير الأحجام المرئية .
-رؤية ومضات ضوئية تظهر فجأة مع حركه العين المفاجئة .
- انفصال الشبكية الثانوي :
الأعراض:
-تهيج العين خاصة في الصباح.
-احمرار العين.
-التدميع المستمر للعين.
-الم بالعين و الشعور بوجود جسم غريب بالعين.
رسم توضيحي يبين إنفصال في شبكية العين
نلاحظ أن بعض أعراض المرض العضوي تشابه الأعراض التي يشاهدها و يراها المصاب بمرض روحي :
- الإحساس بوجود غشاوة متحركة أمام العين ..... يقابلها في المرض الروحي غشاوة ( تتحرك أو لا تتحرك )و رؤية الخيالات.
- الشعور بوجود الأجسام الطافية أمام العين ..... يقابلها في المرض الروحي النقاط السوداء أو الخيوط و العقد.
- رؤية ومضات ضوئية تظهر فجأة مع حركه العين المفاجئة ..... يقابلها في المرض الروحي الأشكال المضيئة و الملونة , و قد تكون ساطعة مثل البرق.
- الم بالعين و الشعور بوجود جسم غريب بالعين..... يقابلها في المرض الروحي النبض أو حركة أو شيء صلب.
أشير إلى أهمية مراجعة الطبيب (قبل كل شيء) عند ملاحظة مثل هاته الأعراض . و دلك لأنه من الممكن أن تكون الإصابة عضوية بحتة , أو تسبب فيها المرض الروحي و حصلت هناك مضاعفات يجب تداركها بالعلاج الطبي ... لكن المضاعفات نادرا ما لا حظتها من خلال تجربتي الشخصية.
كيف نتبين من أن الإصابة ليست عضوية , و إنما هي بسبب المرض الروحي ( لا حظوا حتى الآن لم أحدد , هي من مادا سحر عين و حسد أو مس ) ؟؟؟
الجواب بسيط و معلوم :
- إن لم يتبين أي شيء من الكشف الطبي فهو من المرض الروحي .
- إن تم علاج دلك بالأساليب الشرعية و اختفت الأعراض فهو مرض روحي.
الآن نتطرق للجانب الروحي البحت , و أظن أن كل من يطلع على الموضوع , متلهف و كله شوق لهدا المحتوى ... بالخصوص ...
على بركة الله و بتوفيقه نقول :
المعلوم أن الأمراض الروحية هي العين , الحسد , المس و السحر . ولو أن الأعراض بالنسبة للبعض تتشابه ...
العين و الحسد قد يصاحبهما مس و لكن ليس أثناء الإصابة و في المدة الأولى , و أحيانا قد لا يصاحبها ... المس يحدث إن كان هناك تابع أو تعدي من الجن لأن جسم الإنسان يكون حينها مفتوح . فما بالك إن كان هناك تقصير في التحصين , أو غفلة ... أو بعد عن الله ... لا حول و لا قوة إلا بالله .
ما تبين من التجربة , هو عدم ظهور هاته الأشكال المضيئة و الملونة لمن لم يصاب بالمس بالرغم من أنه يشكو من العين و الحسد .
هدا يعني توفر أعراض العين و الحسد (المعتادة) فقط عند التشخيص و أثناء الرقية و أثناء اتباع برنامج علاجي.
أما إن صاحبه مس فالأعراض سوف تختلف , حتى أحيانا يتلبس الأمر على المبتدئ , خاصة إن أصبح العارض عاشق أو قام بسحره ... فقد يخطئ في التشخيص حتى من لديه خبرة.
لكن سنلاحظ رؤية هاته الأشكال من المصاب ...
الحال بالنسبة للسحر يختلف,ففيه أنواع :
- ما لا يدخل الجسم مياشرة , مثل سحر الكواكب و النجوم و سحر الطلاسم ( غالبا عن بعد أو رصد ) حيث يكون الجن موكل بالعمل السحري . في هاته الحالة يقوم الجن بإدخال مادته السحرية(تكون من عالم الجن حينها, و هدا جلي في التجديد و أثناء النوم) لجسم الإنسان , أو يتوكل على الشخص ( توكلوا يا ... أعزم عليكم ... سئلتكم بالله ... و ...) دون مادة سحر ... نظيف هنا أيضا السحر المرشوش (حتى يتخطاه الشخص أو يلامسه مباشرة).
وهنا يقع لبس مع المس العاشق أو المعتدي ( لعدم ظهور علامات السحر المعتادة: مأكول , مشروب و مشموم) و لا يتفطن الكثير لدلك و الأمر بسيط للغاية .
هنا أيضا لاحظنا مشاهدة المصاب لتلك الأشكال المضيئة و الملونة , لكل الحالات بصفة أو بأخرى.
- ما يدخل الجسم مباشرة , كالسحر المأكول و المشروب و المشموم. و أعراضه هي المتوافق عليها (المعتادة). و ما يغفل عنه الكثير أن في هدا النوع من السحر يكون الخادم مربوط بالمادة السحرية و ملازمها فهو جزء منها .
ونظرا لأنها تستقر في المعدة فسيبقى العارض أيضا حبيسها , و سيعمل على أبقائها هناك كلفه الأمر ما كلفه.
هنا في هدا النوع من السحر , يكون الحال كحال العين و الحسد البسيط , حيث المصاب لا يرى هاته الأشكال.
أما إن تفتتت مادة السحر في كامل الجسم فالمصاب أكيد سيرى أشكال مضيئة و نيرة و ملونة. هدا قد يحدث و لكن نادرا إلا إن كان مطلوب من الساحر.
المس هو أيضا متنوع , الطائف(يلامس من الخارج فقط دخول الجسم) , الجزئي (عضوي) و المتلبس (كامل) .
في المس الجزئي و المتلبس , لاحظنا مشاهدة الأشكال من المصاب , لكن خاصة إن تمركز الجن في الرأس .
أما بالنسبة للطائف فلم نقف على أي حالة تم فيها مشاهدة أي شكل .