الخطأ الأول - قولهم : ( أن يرقي المريض نفسه خير من أن يرقيه غيره )
لا دليل البتة على أن رقية المرء على نفسه خير من رقية الراقي عليه
فالقرآن كالسيف والسيف بضاربه
من تجاربي الخاصة وجدت أن رقية الراقي الصالح لي أكثر تأثيرا من رقيتي لنفسي أضعافا مضاعفة
والنبي صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل
ورقته عائشة
وكان يرقى أصحابه
وكان شيخ الاسلام ابن تيمية يرقى المرضى ويخرج الجن من أجسادهم
وكذلك الشيخ ابن باز كان يرقي من أتاه وقرأ علىمرضى عرفتهم
ولم يقل أحد من هؤلاء الفضلاء أرقوا أنفسكم فإن ذلك خير لكم من رقيتنا إياكم
لو كان رقية النفس خير من رقية الغير لدلنا على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان أحرص الخلق لدلالة أمته على مافيه منفعتها ولكن نجدها يحث على رقية الأخر ففي صحيح مسلم عندما عرضت عليه رقية العقرب قال : ( مَا أَرَى بَأْسًا مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ ) . لاحظوا توجيهه من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه : أي من أستطاع أن يرقي أخاه المسلم المريض فليبادر إلى ذلك
وكذلك جاء في صحيح مسلم أيضا قوله صلى الله عليه وسلم لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ : ( مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً !تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ ؟ قَالَتْ : لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ : ارْقِيهِمْ . قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ : ارْقِيهِمْ. ) فهذا توجيه صريح بأن ترقي غيرها
وعللوا تفضيل رقية المرء نفسه على رقية غيره إياه أنه يكون أحرص على نفسه من غيره عليها
و ليس شرطا أن يكون كل إمرىء أحرص على نفسه من غيره عليها بل هناك الكثيرون ممن غيرهم أشد حرصا عليهم من أنفسهم وهذا معلوم ومشاهد بكثرة
وليس من شرط نفع الرقية شدة الحرص على النفع بل إن صلاح الراقي وشدة توكله على الله له أثر عظيم في الرقية فكلما ازداد الراقي تقوى وصلاحا كانت رقيته أعظم نفعا، لأن الله يقول : ( إِنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتّقِينَ _____________________________________
الخطأ الثاني - قولهم : ( لافرق بين آيات القرآن الكريم إذا أُريد بها الشفاء والهداية فالجميع رقية )
والنبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابي الذي رقى بالفاتحة : وما أدراك أنها رقية
فهذا يدل أن من القرآن ماهو رقية وماهو ليس برقية
وأنا رأيت تأثير أيات السحر على المسحورين أشد من غيرها عليهم
ورأيت تأثير سورة الفلق على المحسودين أكثر من غيرهاعليهم
____________________________________________
الخطأ الثالث : لاينبغي تكرار آيات الرقية لكي لا تطول فيمل الراقي والمرقي
وهذا مناقض للقول بأن الرقية نوع من الدعاء إذ يستحب في الدعاء أن يصاحبه الاكثار والالحاح
قال الشيخ عبدالله بن جبرين : ( لا مانع من التكرار سواء بعدد أو بدون إحصاء ، وذلك لأن القرآن شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا فعليه استعمال القراءة بكتاب الله أو الدعاء بالأدعية النبوية ويكون ذلك علاجا نافعا بإذن الله مع إخلاص القارئ ومع استقامة المريض ومع استحضار معاني الآيات والأدعية التي يقرؤها ومع صلاح كل من الراقي والمرقي) / الفتاوى الذهبية – ص 37 وهذا فيه تأييد لقولي بالأكتار والألحاح لأنك لاتعرف متى سيتم الشفاء وهل سيتم أصلا
___________________________________________
الخطأ الرابع : الرقية أمر توقيفي تعبدي )
والصواب أن الرقية لاتعد توقيفا ذا وضع معين وصفة مخصوصة لايسع الراقي تخطيه
فالرقية من باب التداوي والنبي صلى الله عليه وسلم قال تداووا ولاتتداووا بحرام
قال العلامة ابن تيمية: "الأدوية أنواع كثيرة، والدعاء والرقى أعظم نوعى الدواء "
ويسع المسلم أن يجتهد كما اجتهد الصحابي الذي رقى بالفاتحة حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا هشيم عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري
أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم فقالوا لهم هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ أو مصاب فقال رجل منهم نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل فأعطي قطيعا من غنم فأبى أن يقبلها وقال حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب فتبسم وقال وما أدراك أنها رقية
وأيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لماعرضت عليه الرقى : فَقَالَ مَا أَرَى بَأْسًا مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ . / صحيح مسلم
وكذلك مارواه الترمذي من قول حديث عمير قال : عَرَضْتُ عَلَيْهِ رُقْيَةً كُنْتُ أَرْقِي بِهَا الْمَجَانِينَ فَأَمَرَنِي بِطَرْحِ بَعْضِهَا وَحَبْسِ بَعْضِهَا .
وفي صحيح مسلم : حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال
كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك
قال ابن حجر أن الرقى تكون مشروعة إذا تحقق فيها ثلاثة شروط:
1) أن لا يكون فيها شرك ولا معصية .
2) أن تكون بالعربية أو ما يفقه معناه .
3) أن لا يعتقد كونها مؤثرة بذاتها بل بإذن الله تعالى