،،،،،،
ذهبت قريباً إلى أحد طلبة العلم لرقية زوجه - شافاها الله وعافاها - في مدينة دبي ، وفي العادة عندما أبدأ الرقية الشرعية أبدأ بالدعاء التالي :
( لا إله إلا الله الحليم العظيم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب الأرض رب العرش الكريم ، يا مغيث أغثنا 000 يا مغيث أغثنا 000 يا مغيث أغثنا 000 يا أرحم الراحمين ارحمنا 000 يا أرحم الراحمين ارحمنا 000 يا أرحم الراحمين ارحمنا 000 اللهم إني أعوذ بكَ من همزات الشياطين وأعوذ بك أن يحضرون 000 أعوذ بكلمات الله التامه من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ، يا ذا العرش المجيد 000 يا فعالاً لما يريد 000 أسألك بعزتك التي لا ترام 000 وبملككّ الذي لا يضام 000 وبنورك الذي ملأ أرجاء عرشك 000 أن تكفينا شر الشيطان الرجيم وأعوانه يا رب العالمين 000 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم 000 من همزه ونفثه ونفخه 000 آمنت بالله 000 وكفرت بالجبت والطاغوت 000 واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم 000 وصلي اللهم على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم )
وبعد يوم أرسل لي الأخ الحبيب برسالة على النحو التالي :
( شيخ أبو البراء المكرم : كأني سمعتك تقول في الرقية " وبملكك الذي 000 " ولا يخفى عليك أنه سؤال الله بما لا يجوز ولم يرد فيها نص صحيح ، اللهم إلا دعاء الحسن العسكري وفي : " وبركنك الذي 000 " بارك الله بك )
ومن فوري أرسلت له رسالة نصها التالي :
( بارك الله فيك يا شيخ وسوف أتحرى المسألة شرعاً )
قلت وبالله التوفيق :
أولاً : كل ما أتمناه أن يكون حرص الجميع علماء وطلبة علم وعامة في التثبت والتأكد مما يقال في الرقية الشرعية وهذا حال أخي الكريم جزاه الله عني وعنكم خير الجزاء 0
ثانياً : تأدب الأخ الكريم – وفقه الله لكل خير – فلم يفاتحني في الموضوع بل أرسل رسالة مؤدبة يبين فيها الأمر والاستدراك وإن دل على شيء فإنمتا يدل على أخلاقه الكريمة وسجاياه الطيبة وهذا ما عرفته فيه أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا 0
ثالثاً : وكما هو حالي في التحري والتثبت فقد تم مراجعة المسألة مراجعة شرعية موضوعية وإليكم البحث :
قال الطبري فما روي من كرامات أبي معلق : ( أخبرنا علي بن عبد الله ، قال : أنا الحسين بن صفوان ، قال : ثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا عيسى بن عبد الله التميمي ، قال : أخبرني فهير بن زياد الأسدي ، عن موسى بن وردان ، عن الكلبي - وليس بصاحب التفسير - ، عن الحسن ، عن أنس ، قال : كان رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار يكنى أبا معلق ، وكان يتجر بمال له ولغيره ، يضرب به في الآفاق ، وكان ناسكا ورعا ، فخرج مرة فلقيه لص مقنع بالسلاح فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك .
قال : ما تريد إلا دمي ؟ شأنك بالمال ، قال : أما المال فلا فلست أريد إلا دمك ، قال : أما إذ أبيت فذرني أصلي أربع ركعات ، قال : صل ما بدا لك ، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات وكان من دعائه في آخر سجدة أنه قال : يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا فعال لما تريد ، أسألك بعزك الذي لا يرام ، وملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني ، ثلاث مرات ، قال : دعا بها ثلاث مرات ، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه ، فلما أبصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ، ثم أقبل إليه فقال : قم ، قال : من أنت بأبي أنت وأمي ؟ ! فقد أغاثني الله تعالى بك اليوم ! قال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة ، دعوت الله بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجيجا ، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل : دعاء مكروب ، فسألت الله عز وجل أن يوليني قتله ، قال أنس : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أم غير مكروب )( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة – 9 / 166 ، 167 ) 0
قال ابن قيم الجوزية – رحمه الله - : ( وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب المجابين ، وفي الدعاء عن الحسن ، قال : كان رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار يكنى أبا معلق وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره ، يضرب به في الآفاق ، وكان ناسكا ورعا ، فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح ، فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك ، قال : فما تريده من دمي ؟ شأنك بالمال ، قال : أما المال فلي ، ولست أريد إلا دمك ، قال : أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات ، قال صل ما بدا لك ، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات ، فكان من دعائه في آخر سجوده أن قال : يا ودود يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا فعالا لما تريد ، أسألك بعزك الذي لا يرام ، وبملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني ، ثلاث مرات ، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه ، فلما بصر به اللص أقبل نحوه ، فطعنه فقتله ، ثم أقبل إليه ، فقال : قم ، فقال : من أنت بأبي أنت وأمي ؟ فقد أغاثني الله بك اليوم ، فقال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة ، دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثاني ، فسمعت لأهل السماء ضجة ، ثم دعوت بدعائك الثالث ، فقيل لي : دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتله ، قال الحسن : فمن توضأ وصلى أربع ركعات ، ودعا بهذا الدعاء ، استجيب له ، مكروبا كان أو غير مكروب. )( الجواب الكافي فيمن سأل عن الدواء الشافي – ص 14 ، 15 ) 0
وقد رواه الإمام الالكائي في كرامات الأولياء وأوردها ابن حجر في الإصابة 0
سئل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان السؤال التالي : ما صحة القصة الآتية : عن أنس قال ( كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبو معلق ، وكان تاجراً يتجر بمال له ولغيره يغرب به في الآفاق . وكان ناسكاً ورعاً. فانطلق مرة فمسكه لص وهدده بالسلاح , فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك . قال : أما المال فلي ، قال: أما إن أبيت فذرني أصلي أربع ركعات فكان من دعائه في آخر جلسة أن قال : ياودود يا ذالعرش المجيد يا فعال لما يريد أسألك بعلمك الذي لايرام وملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تكفيني شر هذا اللص , يا مغيث أغثني، ثلاث مرات، ودعا بهذا ثلاث مرات، فإذا هو بملك قد أقبل بيده حربة رابطها بين أدني فرسه، فلما بصر باللص أخذ ما معه وقتله . ثم أقبل إليه وقال : قم. قال : أنا ملك من السماء الرابعة دعوت بدعائك الأول فسمع لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمع لأهل السماء رجة، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل : دعاء مكروب ، فدعوت الله تعالى أن يوليني كربك . قال اعلم أنه من توضأ وصلى أربعا ودعا بهذا الدعاء استجيب له ؟؟؟
فأجاب – حفظه الله - : ( هذه قصة شهيرة الدوران على الألسنة ، ويذكرها كثير من الناس في مقام الوعظ . وهي موجودة بإسناد مظلم . أخرجها ابن أبي الدنيا في كتابيه: "الهواتف"( برقم 14)"مجابي الدعوة" (برقم 23). وأخرجها جمع من طريقه ، منهم ابن بشكوال في كتابه : "المستغيثين بالله" (برقم 3). والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (برقم 32) . واللالكائي في كتابه "الكرامات" (برقم 111). وعيد المغني المقدسي في كتابه "الترغيب في الدعاء" (برقم 61). وابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة أبي معلق .
والقصة إسنادها مظلم وفيه كثير من المجاهيل . وهذه القصة على الرغم من شهرتها فإننا لم نظفر بواحد من الحفاظ أو العلماء حكم بصحتها أو حسنها . وانما مدارها على رواة مجهولين . فحكم العلماء قديماً عليها بالضعف . ولا يجوز لأحد أن يحكيها . كيف لا وفي آخرها ترغيب في صلاة ودعاء مخصوص. ولو كانت صحيحة لكانت هذه الصلاة مشتهرة في كتب الفقهاء ولسموها صلاة المكروب والقصاصون الذين يذكرون ما يعجب فيغربون، وما يطرب فيكذبون فنقول لهم اتقوا الله، وعلموا الناس وفي الصحيح غنية وديننا كامل ، ولسنا بحاجة الى أقاصيص الكذابين ، ولا إلى ترهاتهم ولا إلى بواطلهم. والله أعلم 0
سئل الشيخ محمد صالح المنجد السؤال التالي : الدعاء الذي أنقذ الصحابي من اللص ، وفيه ( يا ودود ! يا ذا العرش المجيد ! ) ، أود أن أتبين درجة هذه الأحاديث ؛ لأنها تصلني على البريد الإلكتروني ولا أعلم صحتها : اقرأه 3 مرات والله يستجيب بإذن الله : ( يا ودود يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا مبدئ يا معيد ، يا فعالا لما يريد ، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك ، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ، لا إله إلا أنت ، يا مغيث أغثني ، ثلاث مرات ) ؟؟؟
فأجاب - حفظه الله - : ( الحمد لله ،،، هذا الدعاء المذكور ورد في حديث له قصة مشهورة منتشرة في المنتديات ، لعل من المناسب ذكرها حتى يتبين أمرها :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى ( أبا معلق ) ، وكان تاجراً يتجر بماله ولغيره يضرب به في الآفاق ، وكان ناسكا ورعا ، فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح ، فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك ، قال : ما تريد إلى دمي ! شأنك بالمال ، فقال : أما المال فلي ، ولست أريد إلا دمك ، قال : أمَّا إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات ؟ قال : صلِّ ما بدا لك ، قال : فتوضأ ثم صلَّى أربع ركعات ، فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال : ( يا ودود ! يا ذا العرش المجيد ! يا فعَّال لما يريد ! أسألك بعزك الذي لا يرام ، وملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك ، أن تكفيني شرَّ هذا اللص ، يا مغيث أغثني ! ثلاث مرار ) قال : دعا بها ثلاث مرات ، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه ، فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ، ثم أقبل إليه فقال : قم ، قال : من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم ؟ قال : أنا ملَكٌ من أهل السماء الرابعة ، دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي : دعاء مكروب ، فسألت الله تعالى أن يوليني قتله .
قال أنس رضي الله عنه : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب ) .
أخرجه ابنُ أبي الدنيا في " مجابي الدعوة " ( 64 ) و" الهواتف " ( 24 ) ، ومن طريقهِ أخرجه اللالكائي في " شرح أصولِ الاعتقاد " ( 5 / 166 ) وبوَّب عليه : " سياق ما روي من كراماتِ أبي معلق " ، وأخرجه " أبو موسى المديني " – كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في " الإصابة " ( 7 / 379 ) في ترجمة " أبي معلق الأنصاري " ونقل عنه أنه أورده بتمامه في كتاب " الوظائف " ، وكذا رواه عنه تلميذه ابن الأثير في " أسد الغابة " ( 6 / 295 ) - : جميعهم من طريق الكلبي يصله إلى أنس رضي الله عنه .
وقد اضطرب فيه الكلبي واختلفت الرواية عنه :
فمرة يرويه عن الحسن عن أنس – كما هي رواية ابن أبي الدنيا - .
ومرة يرويه عن الحسن عن أبي بن كعب – كما ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة عن سند أبي موسى المديني - .
ومرة يرويه عن أبي صالح عن أنس – كما في رواية ابن الأثير عن أبي موسى المديني .
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - : ( وهذا إسناد مظلم ... الآفة إما من الكلبي المجهول ، وإما ممن دونه ، والحسن – وهو البصري – مدلس وقد عنعن ، فالسند واهٍ .
فمن الغريب أن يُذكر ( أبو معلق ) هذا في الصحابة ، ولم يذكروا ما يدل على صحبته سوى هذا المتن الموضوع بهذا الإسناد الواهي ! ولذلك – والله أعلم – لم يورده ابن عبد البر في " الاستيعاب " ، وقال الذهبي في " التجريد " ( 2 / 204 ) : له حديث عجيب ، لكن في سنده الكلبي ، وليس بثقة ، وهو في كتاب " مجابو الدعوة " ، ويلاحظ القراء أنه قال في الكلبي : " ليس بثقة " ، وفي هذا إشارة منه إلى أنه لم يلتفت إلى قوله في الإسناد : " وليس بصاحب التفسير " ؛ لأن الكلبي صاحب التفسير هو المعروف بأنه ليس بثقة ، وقد قال في " المغني " : " تركوه ، كذَّبه سليمان التيمي ، وزائدة ، وابن معين ، وتركه ابن القطان ، وعبد الرحمن " .
ومن الغرائب أيضاً : أن يَذكر هذه القصة ابن القيم في أول كتابه " الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي " من رواية ابن أبي الدنيا هذه ، معلقا إياها على الحسن ، ساكتاً عن إسنادها ! ) ( السلسلة الضعيفة - برقم 5737 )
قلت :
وللكلبي متابعة من قبل مالك بن دينار ، فقد أخرج القشيري في " الرسالة القشيرية " ( 2 / 85 ، 86 باب الدعاء ) القصة بسياق مشابه فقال :
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ببغداد قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد المعروف بابن السماك قال : أخبرنا محمد بن عبد ربه الحضرمي قال : أخبرنا بشر بن عبد الملك قال : حدثنا موسى بن الحجاج قال : قال مالك بن دينار : حدثنا الحسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه ... فذكر الحديث .
لكنها متابعة غير صالحة ، إذ في هذا السند علتان :
الأولى : محمد بن عبد ربه الحضرمي : لم أقف له على ترجمة .
الثانية : بشر بن عبد الملك الراوي عن موسى بن الحجاج : لم أعرفه أيضا ، فكل مَن تُرجم لهم بهذا الاسم ثلاثة :
1. بشر بن عبد الملك الخزاعي مولاهم الموصلي ، روى عن : غسان بن الربيع ومحمد بن سليمان لوين وجماعة ، وروى عنه : الطبراني .
" تاريخ الإسلام " الذهبي ( أحداث سنة 300 هـ ) .
2. بشر بن عبد الملك ، أبو يزيد الكوفى نزيل البصرة ، روى عن : عون بن موسى ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم الأنصاري ، كتب عنه : أبو حاتم بالبصرة ، وروى عنه : أبو زرعة ، وسئل عنه فقال : شيخ .
" الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم ( 2 / 362 ) .
3. بشر بن عبد الملك العتبي ، يروى عن : يحيى بن سعيد الانصاري ، روى عنه : أبو سعيد الأشج .
" الثقات " لابن حبان ( 6 / 97 ) .
وهم كما ترى لا يبدو أن أحداً منهم هو المذكور في الحديث .
إلا أن الحافظ ابن ماكولا في " الإكمال " ( 5 / 101 ) ذكر راوياً عن موسى بن الحجاج باسم ( بشران بن عبد الملك ) فقال :
وأما بشران : فهو بشران بن عبد الملك ، أظنه موصليّاً ، حدَّث عن موسى بن الحجاج بن عمران السمرقندى ببيسان عن مالك بن دينار .
انتهى .
فلعله هو المقصود ، وتصحف اسمه في كتاب " القشيري " إلى " بشر " .
أما ابن السماك فهو ثقة ، ترجمته في "سير أعلام النبلاء" للذهبي ( 17 / 312 ) .
وكذا مالك بن دينار ( 127 هـ ) ترجمته في " تهذيب التهذيب " ( 10 / 15 ) .
والخلاصة :
أن القصة والدعاء لا يصحان بوجه من الوجوه ، إلا أن جمل هذا الدعاء وعباراته ليس في شيء منها نكارة ، بل كلماته صحيحة عظيمة تشهد لها نصوص من الكتاب والسنة ، ولكن لا يعني ذلك لزوم نجاة من دعا بها ، أو اعتقاد نصرة الله تعالى لمن ذكرها ، فذلك متوقف على صحة السند به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وبما أن السند لم يصح : فلا ينبغي اعتقاد ذلك ، ومن أحب أن يحفظ هذه الكلمات ويدعو بها دون أن ينسبها إلى الشرع : فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى .
والله أعلم ) 0
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه : السؤال عن صحة هذه الأحاديث :قال الحسن من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب) والدعاء هو: يا ودود يا ودود ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فدعاء من توضأ وصلى أربع ركعات، ودعا بهذا الدعاء استجيب له، مكروباً كان أو غير مكروب، لا نعلم فيه حديثاً ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أخرج هبة الله الطبري اللالكائي في كرامات الأولياء بسنده عن أنس قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا معلق، وكان يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق، وكان ناسكاً ورعاً، فخرج مرة فلقيه لص مقنع بالسلاح، فقال له: ضع ما معك، فإني قاتلك. قال: ما تريد إلا دمي شأنك بالمال. قال: أما المال فلي، فلست أريد إلا دمك. قال: أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات. قال: صل ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات، وكان من دعائه في آخر سجدة أنه قال: يا ودود، ياذا العرش المجيد، يا فعالاً لما تريد أسألك بعزك الذي لا يرام، والملك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات. قال: دعا بها ثلاث مرات، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه، فلما أبصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله، ثم أقبل. فقال: قم. قال: من أنت بأبي أنت وأمي، فقد أغاثني الله تعالى بك اليوم. قال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت الله بدعائك الأول، فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني، فسمعت لأهل السماء ضجيجاً، ثم دعوت بدعائك الثالث. فقيل: دعاء مكروب، فسألت الله عز وجل أن يوليني قتله.
قال أنس: فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له، مكروباً كان أم غير مكروب.
وذكر القصة الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي معلق الأنصاري رضي الله عنه قال: ورويناه في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا، ثم ذكر إسناده مع القصة، وسكت عن الإسناد فلم يعلق عليه.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب والهم ما فيه غنية، مثل ما أخرجه أحمد عن عبد الله ين مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحاً. قالوا: يارسول الله ينبغي لنا أن تعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: "أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".
وأخرج أحمد وأبو داود عن نفيع بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت".
وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم".
وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب، أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً".
وعليك أيضاً بدعاء ذي النون، فقد أنجاه الله بدعائه حين دعا به، وهو في بطن الحوت، فقد أخرج أحمد والترمذي عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له".
والله أعلم ) 0
سئل الشيح عبدالرحمن السحيم السؤال التالي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، شيخنا الفاضل / حفظه الله ، سؤالي عن صحة هذا الحديث : " الدعاء الذي هز السماء " ، في حديث عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يتجر من بلاد الشام إلى المدينة ولا يصحب القوافل توكلاً على الله تعالى ... فبينما هو راجع من الشام تعرض له لص على فرس، فصاح بالتـاجر: قف فوقف التاجر، وقال له: شأنك بمالي .
فقال له اللص: المـال مالي، وإنما أريد نفسك
فقال له: أنظرني حتى أصلي
قال: افعل ما بدا لك. فصلى أربع ركعات ورفــع رأسه إلى السماء يقول :
يا ودود يا ودود يا ودود، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ان تصلي على نبينا وحبيبنا وحبيبك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات.
ومضى نحوه فلما دنا منه وإذا بفارس بيده حربة، فلما طعنه أرداه عن فرسه قتيلا
وقال الفارس للتاجر: اعلم أني ملك من السماء الثالثة.. لما دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا: أمر حدث، ثم دعوت الثانية، ففتحت أبواب السماء ولها شرر، ثم دعوت الثالثة، فهبط جبريل عليه السلام ينادي: لمن هذا المكروب؟ فدعوت الله أن يوليني قتله. واعلم يا عبد الله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه الله وفرج عنه. ثم جاء التاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال المصطفى صلى الله عليه و سلم: ( لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب، وإذا سئل بها أعطى ) ، وجزاكم الله خيرا ؟؟؟
الجواب : ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،، وجزاك الله خيراً .
الحديث رواه ابن أبي الدنيا في كتاب " الهواتف " وفي كتاب " مُجابو الدعوة " ومن طريقه رواه الإمام اللالكائي في كتاب " كرامات الأولياء " في " سياق ما روي في كرامات أبي معلق " .
وضعّف إسناده مُحقق كتاب " كرامات الأولياء " وهو يَحتاج إلى بحث وتخريج أطول وأدقّ .
والقصة أوردها ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة في ترجمة أبي معلق الأنصاري .
وليس فيه ما نُسِب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : " لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب، وإذا سئل بها أعطى"
بل فيه قول أنس رضي الله عنه : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب .
والله تعالى أعلم ) .
يقول الأخ أبو عبد الرحمن خالد بن عمر الفقيه الغامدي - حفظه الله - : ( بسم الله الرحمن الرحيم ،،، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين 0
فقد مر عليَّ في أحد المواقع قصة حصلت لصحابي يدعى ( أبا المعلق الأنصاري ) - رضي الله عنه - ، وهذه القصة مستغربة نوعا ما 0
القصة : قال ابن أبي الدنيا في كتابي ( مجابوا الدعاء ) ، و ( الهواتف ) : حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي أخبرني فهير بن زياد الأسدي عن موسى بن وردان عن الكلبي وليس بصاحب التفسير عن الحسن عن أنس بن مالك قال :
( كان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا معلق وكان تاجرا يتجر بماله ولغيره يضرب به في الآفاق وكان يزن بسدد وورع فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له ضع ما معك فإني قاتلك قال ما تريد إلى دمي شأنك بالمال فقال أما المال فلي ولست أريد إلا دمك قال أمَّا إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات قال صلِّ ما بدا لك قال فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في أخر سجدة أن قال ( يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما يريد أسألك بعزك الذي لا يرام وملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شرَّ هذا اللص يا مغيث أغثني يا مغيث ثلاث مرار قال دعا بها ثلاث مرات )
فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل إليه فقال قم .
قال : من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم قال أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء فعقعة ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب فسألت الله تعالى أن يوليني قتله .
قال أنس رضي الله عنه فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب . أ. هـ
وقد رواها من طريق ابن أبي الدنيا :
1- هبة الله الطبري اللالكائي ، في كرامات الاولياء ، في ( سياق ما روي في كرامات أبي معلق )
111 - أخبرنا علي بن عبد الله قال أنا الحسين بن صفوان قال ثنا عبد الله بن محمد ( ابن أبي الدنيا ) عن عيسى بن عبد الله التميمي قال أخبرني فهير بن زياد الأسدي عن موسى بن وردان [ سقط هنا (( عن الكلبي )) ] وليس بصاحب التفسير عن الحسن عن أنس ... وذكر القصة .
2- ابن قدامة في ( الاستبصار في نسب الصحابة من الانصار ) ، في ترجمة أبي معلق
أخبرنا أبو بكر أحمد بن المقرب أخبرنا طراد بن محمد الرسني [ الصواب (( الزينبي )) ] حدثنا علي بن محمد بن بشران حدثنا الحسين بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا عيسى بن عبدالله التميمي أخبرني فهير بن زياد الأسدي عن موسى بن وردان عن الكلبي ( وليس بصاحب التفسير ) عن الحسن عن أنس ... وذكر القصة .
3- نقلها ابن القيم في ( الجواب الكافي عن كتاب ( مجابوا الدعوة ) لأبن أبي الدنيا .
4-نقلها السيوطي في ( فض الوعاء ) عن ابن أبي الدنيا
ورجال السند :
1- عيسى بن عبدالله التميمي : لم أعرفه
2- فهير بن زياد الأسدي : هو يحيى بن زياد بن أبي داود الأسدي مولاهم أبو محمد الرقي ، ولقبه فهير ذكره ابن حبان في الثقات 0
قال الذهبي في الكاشف : ثقة عابد
وقال ابن حجر في التهذيب : صدوق عابد
3- موسى بن وردان : هو موسى بن وردان القرشي العامري أبو عمر المصري القاصّ ، مولى عبدالله بن سعد بن أبي سرح
قال أحمد : لا أعلم إلا خيرا ، شيخ قديم
وقال ابن معين :
- كان يقص بمصر ، وهو صالح
- ليس بالقوي
- كان يقص بمصر ضعيف الحديث
وقال أبو حاتم : ليس به بأس
وقد وثقه أبو داود ، وجاء عنه تضعيفه الميزان (4/226)
وذكره الفسوي في ثقات تابعي مصر
وقال الدارقطني : لا بأس به
وقال البزار : مدني صالح
وقال الذهبي في الكاشف : صدوق
وقال ابن حجر في التقريب : صدوق ربما أخطأ
4- الكلبي _ وليس بصاحب التفسير _ : لم أعرفه والظاهر أنه مجهول
5- الحسن : الحسن بن أبي الحسن البصري
6- أنس : أنس بن مالك رضي الله عنه
وقد وجدت إسنادا آخر عند ابن الآثير في أسد الغابة (6/295) ط دار الفكر
قال في ترجمة أبي المعلق :
أخبرنا أبو موسى كتابة أخبرنا الحسن بن أحمد أخبرنا الفضل بن محمد بن سعيد أبو ناصر المعدل حدثنا عبدالله بن محمد أبو الشيخ أخبرنا خالي أبو محمد عبدالرحمن بن محمود بن الفرج أخبرنا أبو سعيد عمارة بن صفوان أخبرنا محمد بن عبدالله الرقي أخبرنا يحي بن زياد أخبرنا موسى بن وردان عن الكلبي عن أبي صالح عن أنس بن مالك أن رجلا ...
( قال ) وقد ذكر القصة بطولها وطرقها في صلاة المضطرب في صلاة الوظائف
( قال ) أخرجه أبوموسى ، وقد ورد تمامه من طريق أخرى
والظاهر أن جميع طرق هذه القصة تدور على الكلبي المجهول
فقد رواها :
* مرة عن الحسن عن أنس
* ومرة عن أبي صالح عن أنس
* ومرة عن الحسن عن أبي بن كعب
وهذا الكلبي مجهول ، وليس هو صاحب التفسير كما ورد في الأسانيد السابقة
وكما يلاحظ ، فقد اضطرب فيها
فالقصة ليست بثابتة فيما أرى ، والعلم عند الله ) 0
وبعد الدراسة والبحث والتحقيق أقول ما ذكره الشيخ محمد صالح المنجد :
(أن القصة والدعاء لا يصحان بوجه من الوجوه ، إلا أن جمل هذا الدعاء وعباراته ليس في شيء منها نكارة ، بل كلماته صحيحة عظيمة تشهد لها نصوص من الكتاب والسنة ، ولكن لا يعني ذلك لزوم نجاة من دعا بها ، أو اعتقاد نصرة الله تعالى لمن ذكرها ، فذلك متوقف على صحة السند به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وبما أن السند لم يصح : فلا ينبغي اعتقاد ذلك ، ومن أحب أن يحفظ هذه الكلمات ويدعو بها دون أن ينسبها إلى الشرع : فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى )
وأزيد فأقول :
( ومما لا شك فيه بأن الدعاء بالمأثور عن الرسول هو الأولى والأنفع لثبوته عنه وموافقة ذلك للسنة النبوية المطهرة )
وبالعموم وحتى يطمئن قلبي فسوف أعود لعالم معتبر يبين لي الحكم بالدعاء في :
( أسألك بعزك الذي لا يرام وملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك )
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0