بين يديك (الجزء الثالث ) من روائع وحكم ويوميات الدكتور سلمان العودة ..........
1-( اهدنا الصراط المستقيم)، دعوة جماعية للهداية تكرّس التفوق على الأنا التي تحاصر الآخرين بالخطأ , وتختص نفسها بالصواب ، فهو هتاف جماعي, ينشد الهداية ، ويتضرع إلى الله بتحصيلها.
2- قبل أن أضع رأسي على المخدة أدرك حجم الحقد الذي تحمله قلوب حرمت طعم السماحة، فأقرر ألا أشاركها العناء.. أقرر التسامح و الصفح والعفو حتى لجراح طرية (ومن عفا وأصلح فأجره على الله)
3- حتى في يوم مرضه الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم ،لم تغب عنه الابتسامة فقد خرج عليهم وهم صفوف في الصلاة، فكشف ستر الحجرة، ينظر إليهم وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك .كما في البخاري ومسلم
4- أفضل أسلوب لكسب المعركة هو أن تخوضها مع نفسك ! وأرقى مستويات الشجاعة الشجاعة مع الذات !
5- كيفما رأيت الحياة .. كانت لك الذي يعتقد أن الحياة مكان خطير يمتلئ بالتهديدات؛ سيجد عالمًا مليئًا بالخوف، والحزن، والإحباط، والإنسان الذي يؤمن بأن الحياة مليئة بالفرص الهائلة والأعاجيب التي يمكن للمرء الخوض فيها؛ سيجد هذا العالم نفسه مليئًا بتنوع وثراء وإشباع لا حدود له.
6- انفثوا .. صباح البؤس يساركم ثلاثاً وابدؤوا من جديد.. فنحن نحمل ديانة السعادة..! نضمر في دواخلنا يقيناً يخفف علينا المصائب والأقدار.. نؤمن بكل الأشياء الجميلة ونتفاءل القادم الأفضل..!
7- إن الشريعة ثابتة، لكن الفقه اجتهادي، ولذا كان للشافعي قولان، و غيّر تلاميذ ابي حنيفة ثلثي مذهب إمامهم، و تعددت الروايات عن الإمام أحمد في المسألة الواحدة، ولم يكونوا يخرجون بذلك عن كلمة عمر الشهيرة [ ذاك على ما قضينا، و هذا على ما نقضي ] وقوله لأبي موسى : [ ولا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس ثم هديت فيه إلى رشدك أن تراجع الحق، فإن الحق قديم )
8- ساءلت نفسي , وقد تجاوزت الخمسين.. هل أنا متأكد من شعور أبنائي وبناتي تجاهي؟ هل هم راضون عن أدائي، ما حقيقة مشاعرهم نحوي كأب.. أهي المجاملة والصمت وكظم الغيظ، أم التعذير لي بأني ابن مرحلة غير التي يعيشون؟ أم هي خليط من الرضا والعذر والعتب ..! وإن كانت الثالثة فهي عندي أفضل الخيارات ؛ لأنني على يقين أن ثَمّ ما يستحق العتب في طبيعة علاقتي معهم.
9- لا بأس بأمل يعززه عمل، والمهم أن تخطو الخطوة الأولى، وأن تصنع الإرادة في نفسك، وأن تكون تطلعاتك موصولة بواقعك بحبل متين، أو حتى بحبل سري.
10- إن انتظار اللحظة الفاصلة- التي تصنع الانقلاب المفاجئ في شخصياتنا- هو حلم الطالب الكسول الذي يكرر الإخفاق, وهو ينتظر مفاجأة أن يتحول إلى مبدع متفوق، وهو حلم الفقير الذي يتوقع من السماء أن تمطر له فضة أو ذهبا، ويرسم خطة توزيع الثروة، بينما لم يجد طريقه إلى عمل يكفيه قوت يومه وليلته، وهو حلم الجهول الذي لا يعلم شيئاً، وهو يتخيل نفسه يوماً وقد غدا فقيه زمانه ونادرة أوانه!
11- الكل يفهم لماذا يستعصي الباب على الفتح إذا عولج بغير مفتاحه؛ لكن لا يطبق هذه القاعدة السهلة في سائر شؤونه.
12- الإصلاح ليس تكريساً لمنهج طائفة معينة، وعزلاً أو إقصاءً لمنهج طائفة أخرى، وليس تقريباً لخيار فئة من الناس، وإبعاداً لخيار فئة أخرى، بل عرض وتبيين، وإرادة للخير يقتنع به الناس، ويشعرون حياله بالثقة والأمن، وحفظ حقوقهم ودينهم وممتلكاتهم، فالعمل الإصلاحي يجب أن يقصد به كل ما فيه مصلحة المواطن والوطن والناس جميعاً.
13- الهمة العالية هي نوع من الطموح ، مصحوباً بالصبر والتطلع والإصرار ، أو كما سماه عمر بن عبد العزيز " التوق " فكان يقول : إن لي نفساً تواقة, تاقت إلى فاطمة بنت عبد الملك, فتزوجتها، وتاقت إلى الإمارة فوليتها، وتاقت إلى الخلافة فأدركتها، وقد تاقت إلى الجنة؛ فأرجو أن أدركها إن شاء الله عز وجل.
14- أحيانا نقول: علينا الفعل وعلى الله النتائج ! وهي كلمة تحتاج إلى تفكيك ، فالله له كل شيء ، ومنه كل شيء ، ولكنه وضع أسباباً ونواميس وسنناً تحكم هذه الحياة من مثل قوله سبحانه: (من يعمل سوءا يجز به) وقوله (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وقوله
ومن يتق الله يجعل له مخرجا). فحين نخفق في تحصيل النتائج فمعناه أن ثمّ خللاً في العمل أو سوء فهم أو عطباً في التفكير.
15- حين تكون المشكلة نابعة من أعماقنا... يجب ألا تكون سوراً مضروباً علينا، لم لا ننهض من جديد، ونلملم جراحنا، ونستجمع شتات إرادتنا.. ونتطلع إلى المستقبل، بدلاً من كثرة الالتفات إلى الوراء… أليس الله هو التواب؟ أو لسنا بالخطائين؟
16- ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) فذكر ضيق الصدر مما يرى أو يسمع أو يجد ، وأمره بالوصفة المحققة: التسبيح والسجود .. إنه شيء وجدته في نفسي ، وأيقنت أن كل إنسان هو كذلك، عرضة لأحزان الطريق .. والدواء القاطع لكل ألم هو التسبيح والسجود .. وصفة سهلة المتناول، بيد أنها تحتاج إلى مران وتدريب، وقد لا تجد أثرها من أول مرة حتى تتحول عندك إلى سلوك وعادة
17- ن من الفقه القرآني العناية بالمسائل الكبيرة والمهمة وإعطاءها حقها، بينما نغرق كثيراً .. كثيراً في مسائل من الدرجة الثالثة أو العاشرة .. وتستغرق الكثير من جهدنا وطاقتنا ، وطاقة الإنسان محدودة فإذا استغرقها في التفاصيل والجزئيات انقطع عن التأصيل والكليات ، وانشغل بالمسائل الصغار عن الكبار.
18- جدير بالناس جميعاً أن يتساموا عن الأحقاد والضغائن والتصفيات والحسابات، وملاحقة الناس بعلاقات أو مواقف سابقة.. ولا زالت سنة " اذهبوا فأنتم الطلقاء " هي الحل الأمثل، الذي يشجع على تجاوز الموقف السابق، وتغيير القناعة الراسخة وتشكيلها من جديد.
19- (وقولوا للناس حسنا)، قال ابن عباس: لو قال لي فرعون: بارك الله فيك لقلت: وفيك . فحتى من هو في جبروت فرعون لا تتعامل معه بأخلاقه، بل بأخلاقك، وعفة اللسان من سيماء أهل الإيمان، فالشتم والعبارات السوقية لا تصدر من إنسان مهذب في حق أيٍ كان.