يوجد نوعين من الهواتف :
هواتف الجن :
هواتف المنام :
هواتف الجن :
قال المسعودي : ( فأما الهواتف فقد كانت كثرت في العرب واتصلت بديارهم ، وكان أكثرها أيام مولد النبي وفي أولية مبعثه ، ومن حكم الهاتف أن يهتف بصوت مسموع وجسم غير مرئي .
وقد تنازع الناس في الهواتف والجان ، فذكر فريق أن ما تذكره العرب وتنبئ به من ذلك إنما يعترض لها من قبل التوحّد في القفار والتفرد في الأودية .. لأن المتفرد في القفار .. مستشعر للمخاوف متوهم للمتالف ، متوقع للحتوف .. فيتوهم ما يحكيه من هتف الهواتف واعتراض الجان له )( مروج الذهب – 2 / 295 )
قال إبراهيم بن عبدالله الحازمي : ( وهواتف الجان تحصل لكثير من الناس في الجاهلية والإسلام قديماً وحديثاً . في بقاع الدنيا .. وهذا أمر اشتهر بين الناس وذاع .. فكل من كتب في التاريخ القديم والسيرة النبوية والدلائل يعقد فصلاً لهواتف الجان )( مقدمة كتاب " هواتف الجان " لأبي بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي - ص 13 ) .
وتجدر الإشارة تحت هذا العنوان إلى إيضاح مسألة هامة متعلقة بهذه الظاهرة التي لها علاقة بهذا الموضوع وهي اتصال الجن بالإنس دون الرؤية بالنظر وهذا ما يطلق عليه بـ ( الهواتف ) ، وسوف أستعرض بعض الأقوال المتعلقة بذلك :
ذكر البلوي قصة عن سعيد بن المسيب التابعي الجليل هذا نصها : ( كان سعيد بن المسيب يلزم الصلاة في المسجد النبوي في المدينة ، فنظر ذات يوم في المسجد فلم ير فيه أحدا ممن يعرفه فنادى بأعلى صوته :
ألا ذهب الحماة وأسلمونـي... فوا أسفي على فقد الحمـــاة
هم كانوا الثقات لكل أمـــر... وهم زين المحافل في الحياة
تولوا للقبـور وخلفونـــي... فوا أسفي على موت الثقـاة
فأجابه هاتف من ناحية المسجد يسمع صوته ولا يرى شخصه :
فدع عنك الثقات وقد تولوا... ونفسك فابكها حتى الممات
وكل جماعة لا بد يومـــــا... يفرق جمعهم وقع الشتـــات
فقال له " سعيد بن المسيب " من أنت يرحمك الله ؟ فقال : أنا رجل من الجن كنا في هذا المسجد تسعين رجلا فأتى الموت على جماعتنا كما أتى على جماعتكم ولم يبق منا أحد غيري كما لم يبق منكم أحد غيرك ، ونحن يا أبا محمد لاحقون بهم عن قريب .
قال ابن المسيب : وقد لقيته بعد ذلك بمكة وظهر لي وسلم علي ثم لم أره بعد ذلك ) ( عالم الجن والشياطين من القرآن الكريم وسنة خاتم المرسلين - ص 36 - نقلا عن كتاب ألف باء للبلوي )
ذكر الشبلي - رحمه الله - في كتابه المنظوم " أحكام الجان " : ( قال أحمد بن سليمان النجاد في أماليه : حدثنا علي بن الحسن بن سليمان أبي الشعثاء الحضرمي أحد شيوخ مسلم ، حدثنا معاوية ، سمعت الأعمش يقول : تزوج إلينا جني فقلت له : ما أحب الطعام إليكم ؟
فقال : الأرز . قال : فأتيناه به فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا فقلت : فيكم من هذه الأهواء التي فينا ؟ قال : نعم ـ قلت : فما الرافضة فيكم ؟ قال : شرنا . قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي تغمده الله برحمته : هذا إسناد صحيح إلى الأعمش )( أحكام الجان – ص 95 ) .
وقال : ( قال ابن أبي الدنيا : عن يزيد الرقاشي : أن صفوان بن محرز المازني كان إذا قام إلى تهجده من الليل قام معه سكان داره من الجن فصلوا بصلاته واستمعوا لقراءته .
قال السري : فقلت ليزيد : كان إذا قام سمع لهم ضجة فاستوحش لذلك ، فنودي لا تفزع يا عبدالله فإنا نحن إخوانك نقوم بقيامك للتهجد فنصلي بصلاتك . قال : فكأنه أنس بعد ذلك إلى حركتهم )( أحكام الجان – ص 76 )
وقال أيضا : ( قال ابن أبي الدنيا : عن سوادة بن الأسود قال : سمعت أبا خليفة العبدي قال : مات ابن لي صغير فوجدت عليه وجدا شديدا وارتفع عني النوم فوالله إني ذات ليلة لفي بيتي على سريري وليس في البيت أحد وإني لمفكر في ابني إذ ناداني مناد من ناحية البيت : السلام عليكم ورحمة الله يا خليفة . قلت : وعليكم السلام ورحمة الله . قال : فرعبت رعبا شديدا ثم قرأ آيات من آخر سورة آل عمران حتى انتهى إلى قوله تعالى : ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ ) ( آل عمران – الآية 198 ) ثم قال : يا خليفة. قلت : لبيك. قال : ماذا تريد أن تخص بالحياة في ولدك دون الناس ، أفأنت أكرم على الله أم محمد صلى الله عليه وسلم قد مات ابنه إبراهيم فقال : ( تدمع العين ويحزن القلب ) ، ولا نقول ما يسخط الرب ، أم تريد أن تدفع الموت عن ولدك وقد كتب على جميع الخلق ، أم تريد أن تسخط على الله وترد في تدبيره خلقه والله لولا الموت ما وسعتهم الأرض ، ولولا الأسى ما انتفع المخلوق بعيش . ثم قال : ألك حاجة ؟ قلت : من أنت يرحمك الله ؟ قال : امرؤ من جيرانك الجن والله أعلم )( أحكام الجان – 111 ، 112 )
قال الأصفهاني : ( قال محمد بن عبدالعزيز بن سلمان : كان أبي إذا قام من الليل ليتهجد سمعت في الدار جلبة شديدة ، واستقاء للماء الكثير ، قال : فنرى أن الجن كانوا يستيقظون للتهجد فيصلون معه )( حلية الأولياء - 6 / 245 )
هواتف المنام :
الهاتف في الرؤى المقصود به/ أن يأتي المرء في نومه هاتفا لا يعلم مصدره يأمره بشيء أو ينهاه عنه، وهذا حال النوم غالبا من أنواع الرؤى الصادقة، إلا إن كان الإنسان فكر بهذا الأمر قبيل نومه، أو صلى استخارة له، فلا يكون إلا مجرد تفكير فقط، أما إن جاءه هذا الأمر دون مقدمات، فهي رؤيا تعبير وتستحق السؤال عنها.
الدكتور فهد بن سعود العصيمي
الهاتف في المنام يعتبر من اصدق الرؤى وقد يكون المعنى واضحا وقد يكون بحاجة الى تعبير
...
الهاتف يكون إما مبشر أو منذر ..
ولكن هناك من يسمع هواتف مفزعة وتحصل أثناء النوم فهل نعتبر هذه من الجن ...؟