موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة الصحة البدنية والنفسية والعلاج بالأعشاب وما يتعلق بها من أسئلة > ساحة الصحة البدنية والنفسية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:35 AM   #11
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الوقفة العاشرة :

يقول الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير - : " يحصر كثير من الناس–خاصة الرقاة– أعراض الاكتئاب في الإصابة بالعين الحسد " ويقصرونها على ذلك بحجة أنه لا يوجد سبب طبي عضوي يؤدي إلى أعراض الاكتئاب ؛ لأن الشخص سليم بدنياً وليس للأطباء دور في علاج حالته ، وأن المشاعر واضطرابها ناتج عن قلة الإيمان والاتصال بالله – في الغالب - ، أو عن ضعف التمسك بالأوراد الشرعية مما يجعل الشخص عرضة للعين وأن هؤلاء الأشخاص لا يستفيدون من الأدوية وإنما يكون علاجهم بالرقية فقط ، ويستدلون لذلك بالتجربة والمشاهدة التي عايشوها مع كثير من المرضى المكتئبين الذين تحسنوا بالرقية فقط 0
والواقع أن هذا التصور خاطئ ومرجعه إلى قصور النظرة الطبية النفسية، ويعاني بسبب ذلك كثير من مرضى الاكتئاب وتصيبهم الأوهام وتستحوذ عليهم الظنون السيئة في الذين من حولهم من أقارب وأصدقاء 0
أما تحسّن كثير من مرضى الاكتئاب بالرقية وحدها فليس بدليل على أن كل حالة هذا وضعها تكون بسبب عين ، لأن الرقية وحدها نافعة – بإذن الله تعالى – من العين وغيرها ، ولأن الاكتئاب قد يزول دون علاج ، فيتوافق زواله مع تعاطي الرقية ، ولأن المريض قد يتوهم أن به عيناً وأنها زالت مع الرقية فتستجيب نفسه بالتدريج ويتحسن نفسياً ، وهذا كله لا يعني أن العين لا يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه الأعراض ، ولكن لم يرد تحديد لذلك في الشرع ، وما تعارف عليه كثير من الرقاة اليوم ونشروه بين الناس ليس استناداً إلى أدلة شرعية ، وإنما إلى تجارب ومشاهدات وخبرات عملية جربوها على الناس بحسب فهمهم وتصوراتهم التي كثيراً ما تخطئ لقلة معرفتهم بالاضطرابات النفسية وأسبابها المتنوعة 0
ومن تجاربهم في ذلك أن المريض إذا بكى أثناء الرقية فإنه مصاب بعين " والبعض يجعلها دلالة على السحر " ويغفل هؤلاء عن دور الاكتئاب واضطراب المشاعر وأن الرقية تحرك المشاعر في الغالب " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 76 ، 78 ) 0

1)- لا يجوز بأي حال أن يحصر المعالجون أعراض الاكتئاب بسبب الإصابة بالعين أو الحسد ، ومن هنا تأتي أهمية الدراسة بالنسبة للمعالج وبحث كافة التفصيلات المتعلقة بالحالة المرضية لتحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وفي حالة عدم توصل المعالج لأية أسباب أو مسببات روحية لمعاناة المريض فعلية عندئذ تحويل الحالة لأهل الاختصاص في الطب النفسي ، وفي المقابل لا يجوز كذلك للأطباء النفسيين حصر مرض الاكتئاب في النواحي النفسية فقط ، فقد تكون بعض الأمراض أو العلل النفسية بسبب الإصابة بالأمراض الروحية وقد تخفى مثل تلك الأمور على كثير من الأطباء النفسيين ، وهنا تكمن أهمية الالتقاء الجاد بين المعالجين بالرقية الشرعية وبين الأطباء النفسيين بغية الوصول إلى الحق المنشود ، وتَحقّق شفاء المريض بإذن الله تعالى 0

2)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر من توجه بعض المعالجين إلى حصر أعراض مرض الاكتئاب في العين والحسد ، بحجة أنه لا يوجد سبب طبي عضوي يؤدي إلى ذلك ، فهذا خطأ بيّن ، فالإكتئاب مرض نفسي له أسبابه ومسبباته وأعراضه ، وله أسباب عضوية كما أشار لذلك الدكتور الفاضل في معرض حديثه ، ومن هنا فإنني أتوجه بالنصح للإخوة المعالجين بالرقية الشرعية من توخي عدم إقحام أنفسهم في مسائل وقضايا الطب العضوي أو النفسي ، والواجب الشرعي يحتم على المعالج الإهتمام بالحالة المرضية ودراستها دراسة علمية موضوعية من الجانب الخاص والمتعلق يالنواحي الروحية دون البحث والتقصي فيما لا علاقة له به ، وبالمقابل يجب على الطبيب النفسي أن يهتم غاية الاهتمام بالجوانب المتعلقة بالناحية الطبية ودراستها دراسة علمية للوصول إلى أسباب المعاناة والألم ، وحقيقة الأمر فإن هذه المشكلة من أعقد المشكلات في العصر الحالي التي وسعت الفجوة بين الإخوة من أهل الاختصاص في الطب النفسي والمعالجين بالرقية الشرعية 0

3)- وأما ما نقله الدكتور الصغيّر عن قول بعض المعالجين بأن المشاعر واضطرابها ناتج عن قلة الإيمان والاتصال بالله – في الغالب - ، أو عن ضعف التمسك بالأوراد الشرعية مما يجعل الشخص عرضة للعين وأن هؤلاء الأشخاص لا يستفيدون من الأدوية وإنما يكون علاجهم بالرقية فقط ، فهذا الكلام فيه نظر ، فحسب خبرتي المتواضعة في هذا المجال فإن ضعف الإيمان والبعد عن الذكر والدعاء قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الروحية من صرع وسحر وعين بشكل عام ، وكذلك قد يؤدي للإصابة ببعض الأمراض النفسية ، أما أن يعمم الأمر ويقال ( في الغالب ) فهذا ليس من العدل والإنصاف ، فقد تعرض بعض الصحابة والتابعين والسلف وعلماء الأمة لبعض الأمراض الروحية وقد كانوا على قدر كبير من الإيمان والورع والزهد وقراءة القرآن والمحافظة على الذكر والدعاء ، فجوانب الإيمان عوامل مهمة في هذا الأمر إلا أنها سبب من مجموعة أسباب قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الروحية 0

4)- أما ما ذكره الدكتور الصغير – وفقه الله لكل خير – " من تحسن كثير من مرضى الاكتئاب بالرقية وحدها فليس بدليل على أن كل حالة هذا وضعها تكون بسبب عين ، لأن الرقية وحدها نافعة بإذن الله تعالى من العين وغيرها " ، وقد أوردت كلام الدكتور في هذه الجزئية لحرصي الشديد أن لا يفهم الكلام على غير محمله الحقيقي ، وأود أن يشاركني الدكتور الفاضل الرأي في بعض التصورات التي تتعلق في معرفة بعض الحقائق المتعلقة بالرقية ، ومنها أن للرقية الشرعية جانب علمي وآخر عملي ، ولا يمكن الحكم في مسائل التشخيص دون الدراسة العلمية الموضوعية المتأنية ، وكون أن ينقل للعامة مثل الكلام السابق فهذا سوف يوقعهم في البلبلة والضياع من جهة ، أما من الجهة الأخرى فكأنما يشار لهم بأن المعالجين بالرقية الشرعية يتخرصون ويجهلون في الحكم على كثير من مسائل الرقية الشرعية وقد يكون هذا هو الواقع العملي لبعض من تصدر للرقية والعلاج ، ومن هنا فلا بد أن نلقي الضوء على الواقع العلمي الشرعي لهذا العلم ونبين أن له قواعد وأصول وأحكام لا بد من الالتزام والتقيد بها ، ولا يضير مطلقاً أن نقوم بالنقد العلمي البناء الذي يوجه المُخطِئ إلى جادة الحق والصواب 0

5)- وأما ما نقله الدكتور الصغيّر من أن " الاكتئاب قد يزول دون علاج فيتوافق زواله مع تعاطي الرقية " ، فهذا لا يقدح بأي حال من الأحوال بتعاطي الرقية الشرعية ، بل أرى أن الكلام آنف الذكر يحتاج إلى دقة ، كي لا يفهم منه على أن الرقية الشرعية لم تكن سبباً في زوال مثل هذا المرض ، والحق أن المسألة برمتها تقود إلى ما ذكرته في النقطة السابقة من حيث توفر العلم الشرعي والخبرة والحذاقة من قبل المعالج ودراسته العلمية الجادة للحالة المرضية للحكم على المعاناة والألم ، ومن هنا فلا يجوز إعطاء مثل هذه التفسيرات وزرع الشكوك والظنون لدى العامة والخاصة ، وأنا على يقين تام بأن نشر مثل ذلك سوف يقود إلى إنكار أصل تلك الأمراض عند بعض الناس ، فنسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة0

6)- أما قول الدكتور الصغيّر : " ولأن المريض قد يتوهم أن به عيناً وأنها زالت مع الرقية فتستجيب نفسه بالتدريج ويتحسن نفسياً " ، والسؤال الذي يطرح نفسه : هل يجوز أن نبني أحكام أو حقائق علمية بناء على توهمات المرضى ، اعتقد أن الإجابة واضحة خاصة بالنسبة للدكتور الفاضل وهو من أهل الاختصاص والدراسة والبحث ، وقد أشرت في عدة مواضع من هذا الكتاب بأن الرقية الشرعية علم قائم تحتاج من المعالج أن يقف مع الحالات المرضية فيأخذ بأيديها إلى بر الأمان بإذن الله تعالى ، وهكذا الحال بالنسبة للطبيب النفسي فواجبه أن يكون قريباً من المريض فيشعر بمعاناته وأحاسيسه ومشاعره ، وطرح مثل هذا الكلام الذي ذكره الدكتور الصغيّر على بعض العامة والخاصة قد يكون سبباَ في زرع الوهم في النفوس ، ونحن لا نسعى إلى ذلك مطلقاً بل غايتنا جميعاً سواء كنا معالجين بالرقية الشرعية أو أطباء عضويين أو نفسيين مد يد العون والمساعدة للمرضى والوقوف معهم سائلين المولى عز وجل أن يكتب لهم الشفاء والعافية في الدنيا والآخرة 0

7)- وأقف قليلاً مع كلمات للدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – يقول فيها : " هذا لا يعني أن العين لا يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه الأعراض ، ولكن لم يرد تحديد لذلك في الشرع ، وما تعارف عليه كثير من الرقاة اليوم ونشروه بين الناس ليس استناداً إلى أدلة شرعية " 0

قد سبق القول في عدة مواضع أن الرقية والعلاج الشرعي يعتمد على عدة أمور منها التعامل مع الأثار الحسية للإصابة بالأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين ، وقد بينت سابقاً من خلال الوقفة الأولى ( البند الثالث ) بعض النصوص التي تدل على تلك الآثار، فعند الحديث عن تلك الأعراض والتأثيرات من قبل المعالجين الحاذقين المتمرسين فلديهم مستند شرعي عام يؤكد مثل ذلك الأمر ، ولسنا مطالبين بأدلة شرعية على التفصيلات المتعلقة بتلك الآثار ، وقد ثبت تواتر تلك الأمور مع كثير من ثقات وأثبات الرقية الشرعية ، وأكد على ذلك علماء الأمة الأجلاء ، لا سيما أن مسألة التشخيص لا تعتمد بشكل عام على تلك الجزئيات فقط بقدر الاعتماد على الدراسة العلمية الموضوعية للحالة المرضية بشكل عام 0

8)- أما قول الدكتور الصغيّر : " بأن تحديد الأعراض كان بناء على تجارب ومشاهدات وخبرات عملية جربوها على الناس بحسب فهمهم وتصوراتهم التي كثيراً ما تخطئ لقلة معرفتهم بالاضطرابات النفسية وأسبابها المتنوعة " ، وهذا القول يحتاج إلى كثير من الدقة ، فلا يجوز أن يستهان بهذا الشكل بكثير من تجارب المعالجين الذين لهم كبير صولة وقوي جولة ، وأعني التجارب المنضبطة التي تعتمد على أسس وقواعد علمية وفيها إقرار من أثبات علماء الأمة ، أما إن كان قصد الدكتور الفاضل تجارب الجهل والضلال ، فلا زلنا نتحدث عن علم له قواعد وأصول ومرتكزات ولسنا في صدد الحديث عن حفنة من الجهلة ممن استحكم فيهم الهوى والشهوة فانحرفوا عن جادة الحق والصواب ، وأصبح همهم الوحيد طلب الدنيا ولذتها ، وانساقوا وراء سراب زائل ، فتراهم لا يتوانون عن فعل أي شيء لتحقيق مصالحهم الخاصة ، بل وصل الأمر ببعضهم إلى أن لا يرقب في مسلم إلاّ ولا ذمة 0

9)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر : " ومن تجاربهم في ذلك أن المريض إذا بكى أثناء الرقية فإنه مصاب بعين - والبعض يجعلها دلالة على السحر- ويغفل هؤلاء عن دور الاكتئاب واضطراب المشاعر وأن الرقية تحرك المشاعر في الغالب " 0

فلا يعقل أن يكون الحكم والوصف الدقيق للحالة المرضية من قبل المعالج بناء على بكاء المريض أثناء الرقية الشرعية ، فهذا الحكم والوصف لا يقبل من جاهل ، فكيف به يأتي من أخ فاضل له بعض الممارسات والتجارب واللقاءات في حقل الرقية والعلاج ، ولا زلنا نعاني من بعض الآراء التي يطرحها الدكتور الفاضل ويعمم فيها الأحكام بحيث يشمل أكثر أو كل المعالجين ، أعود لأوضح مسألة مهمة جداً تتعلق بالرقية الشرعية فهي علم متكامل لا يمكن بأي حال أن يشخص من خلالها بناء على جزئية وترك كافة المعطيات المتعلقة بالحالة المرضية ، أما إن كان المعنيّ حفنة من جهلة المعالجين فهؤلاء لا أعنيهم مطلقاً ، ولا يدخلون ضمن ما نتحدث عنه ونناقش به 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:35 AM   #12
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الوقفة الحادية عشر :

يقول الدكتور الصغيّر عن الهستيريا التحولية بعد أن ضرب مثلاً لإمرأة تصرّ على زوجها بطلب خادمة فيرفض ، وتصرّ فيرفض مراراً رغم إرهاقه إياها في أعمال المنزل فتصل بها الاستشارة الداخلية إلى تراكم مشاعر القلق وحنق وغيظ لا تستطيع إخراجها فما يكون منها إلا أن تقع على الأرض في حالة شبه إغماء وتتعطل يدها عن الحركة بعد أن تحولت الطاقة النفسية إلى مؤثر على الصحة العضوية :

" إذا كانت الإصابة في أجهزة الحس فإن المريضة قد تُضرب ضرباً مبرحاً خلال هذه المدة فلا تحس بالضرب أبداً لأن مركز الإحساس في الدماغ صار معطلاً " عطلاً مؤقتاً " فلا يستجيب للنبضات العصبية الواردة إليه من الأعصاب الطرفية في الأعضاء التي يقع عليها الضرب 0 وبعد فترة ينتهي هذا العطل ويعود الإحساس 0
هذه الحالة مشاهدة في الإسعاف بكثرة وهناك أدوية لعلاجها تساعد على عودة الوظائف الجسدية إلى عملها في وقت قصير 0
كثيراً ما ينسب الرقاة هذه الحالة إلى المس ويسترسلون في ضرب المريض " أو المريضة " وإيقاع أنواع كثيرة من الإيذاءات الجسدية به " كالخنق والحرق والكهرباء " وقد يفيق المريض بعدها ولا يشعر بشيء من ذلك " للسبب المشروح آنفاً " فيجزم هؤلاء أن المريض ممسوس وأن المس قد زال وانتهى بينما في الواقع ليس الأمر كذلك بدليل أن الحالة تعاود الشخص متى عادت عليه الظروف النفسية المسببة للحالة 0
هذه الحالة موجودة في المجتمع بكثرة وتزداد مع زيادة الخلافات الأسرية ويتطلب علاجها فهماً من المريض وأهله وتعاوناً وإرشاداً علاجياً يقوم به المعالج لتوجيه المريض بالطريقة المناسبة للتعبير عن المشاعر والدوافع النفسية وطريقة تحملها والتعامل معها بالصورة المقبولة " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 92 ، 93 ) 0

1)- أما قول الدكتور : " كثيراً ما ينسب الرقاة هذه الحالة إلى المس ويسترسلون في ضرب المريض " أو المريضة " وإيقاع أنواع كثيرة من الإيذاءات الجسدية به " كالخنق والحرق والكهرباء " وقد يفيق المريض بعدها ولا يشعر بشيء من ذلك " للسبب المشروح آنفاً " فيجزم هؤلاء أن المريض ممسوس وأن المس قد زال وانتهى بينما في الواقع ليس الأمر كذلك بدليل أن الحالة تعاود الشخص متى عادت عليه الظروف النفسية المسببة للحالة " 0

أنا شخصياً لا أتصور مطلقاً أن يقوم العلاج بالرقية الشرعية على استخدام الأساليب والممارسات الجاهلة والمخطرة على صحة وسلامة المرضى ، فالرقية الشرعية علم قائم له قواعد ومرتكزات وأصول عامة قد أُسيئَ فهمه من قبل الآخرين ، وقد يكون ذلك نتيجة التصرفات غير المسؤولة من قبل بعض المعالجين لأسباب عديدة أهمها التكسب وطلب الشهرة والسمعة ونحو ذلك من أمور أخرى ، فالحديث عن بعض الأساليب والوسائل الحسية المتبعة في العلاج ينبغي أن يضبط بكافة الضوابط الطبية التي تكون عوناً في الأخذ بيد المرضى إلى بر الأمان وشفاءهم بإذن الله سبحانه وتعالى ، أما أن تؤدي مثل تلك الاستخدامات إلى خطر على حياة وصحة المرضى فهذا لا ينبغي مطلقاً ، وقد تعرضت إلى هذه المسألة بالتفصيل الدقيق في كتابي ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( استخدام السبل والوسائل الكفيلة برد ظلم الأرواح الخبيثة ) ، كما تعرضت له في كتابي ( الأصول الندية في علاقة الطب بمعالجي الصرع والسحر والعين بالرقية ) ، ( المبحث الثامن : تساؤلات الطب العضوي والنفسي حول الرقية الشرعية ) ( التساؤل العاشر : إنكار استخدام الأساليب والوسائل الحسية في العلاج ) ، وأعيد فأوكد على الإخوة المعالجين بالرقية الشرعية من التزام جانب الحيطة والحذر في التعامل مع المرضى وعدم التسبب بأي إيذاء بدني أو نفسي قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً عدم لجوء المعالج إلى استخدام بعض الأساليب والوسائل الحسية في العلاج، إنما لا بد من الحرص على السلامة العامة للمرضى 0

2)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر من الناحية الطبية في تعليله لمرض ( الهستيريا التحويلية ) ، وما نقله عن جزم بعض المعالجين لمثل هذا النوع من الاضطراب النفسي ، بأن الحالة تعاني أصلاً من المس ، ومن ثم اللجوء إلى استخدام أسلوب الضرب واعتقاد أن الحالة شفيت ، ومن ثم تعود الأعراض إلى سابق عهدها 0

إن كان المقصود فعلاً من كلام الدكتور الفاضل تعرض المريض لهذا النوع من أنواع الاضطراب النفسي فما ذكر هو عين الحق ، ولا يجوز مطلقاً أن تبنى أحكام عامة بناء على تصرفات غير مسؤولة لبعض المعالجين ممن يعتقدون أن كل مريض به مس أو سحر أو عين ، وبالتالي استخدام كثير من الوسائل المخطرة على حياة المرضى وهذا لا يجوز بأي حال من الأحوال ، فالمسألة علم ودراسة وبحث ، أما إن كان المقصود أن كافة الحالات المرضية تعاني من مثل هذا النوع من المرض النفسي أو نحوه من الاضطرابات النفسية الأخرى ، فهذا الكلام مجانب للصواب ، فكما أن هناك علل وأمراض نفسية فهناك كذلك علل وأمراض روحية ، والمسألة المهمة في كل ما ذكر هيّ اتباع أساليب الدراسة العلمية الشرعية الموضوعية المتأنية للوصول إلى أصل المعاناة والألم ، وليعلم الدكتور الفاضل أن هناك بعض حالات المرض الروحي التي قد تتعرض لإيذاء الجن والشياطين ويستخدم معها أسلوب الضرب المنضبط فتخرج بإذن الله ثم تعود ثانية ، فهل تقاس كل حالة من حالات المرض بصفة عامة على أساس أنها تعاني من ( الهستيريا التحويلية ) أو ( الاقتران الشيطاني ) ، والجواب بطبيعة الحال لا يمكن ذلك مطلقاً ، فالأساس في ذلك كله هو اتباع الأساليب العلمية الموضوعية للوصول إلى حقيقة المعاناة والألم ، والله تعالى أعلم 0

3)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر حول موضوع الإيذاءات الجسدية وما تؤدي إليه من تفاقم المشكلات العائلية حيث قال : " هذه الحالة موجودة في المجتمع بكثرة وتزداد مع زيادة الخلافات الأسرية ويتطلب علاجها فهماً من المريض وأهله وتعاوناً وإرشاداً علاجياً يقوم به المعالج لتوجيه المريض بالطريقة المناسبة للتعبير عن المشاعر والدوافع النفسية وطريقة تحملها والتعامل معها بالصورة المقبولة " 0

وهذا الأمر أصبح في الآونة الأخيرة مطلباً ملحاً ، فكم نحن بحاجة إلى التوعية الدينية والعقدية وكذلك التوعية الصحية ، ولن يتأتى ذلك إلا بالتعاون والتكاتف من قبل الجميع سواء كانوا مرضى وذويهم أو معالجين أو أطباء ، ولا بد من التدخل وبشكل قوي من قبل العلماء وطلبة العلم لإرشاد الناس وتثقيفهم بكافة المتطلبات التي يحتاجونها خاصة ما يتعلق بالرقية والعلاج ، وهذه الحاجة أصبحت ماسة في العصر الحاضر ، وما يدعو لذلك كثير مما يرى على الساحة اليوم من انتشار كثير من الأساليب والممارسات والمؤلفات التي اتسع فيها الخرق على الراقع ، وأصبحت تعتبر عند كثير من الناس شرعاً يتّبع ، فنسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:37 AM   #13
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الوقفة الثانية عشر :

يذكر الدكتور الصغيّر- وفقه الله لكل خير - عن الإصابة بالاضطرابات الجنسية ما نصه :

" وكثيراً ما تسبب هذه الاضطرابات فشلاً في استمرار العلاقة الزوجية مما يؤدي إلى الطلاق أو النزاع والشقاق بين الزوجين وكثير من هؤلاء يداخله توهّم الإصابة بالسحر " الربط " أو العين أو أنه ممسوس " به جنية عاشقة ، إن كان ذكراً أو بها جني عاشق إن كانت أنثى " ويؤكد هذا حال كثير من الإخوة والأخوات الذين يراجعون المعالجين بالرقية طلباً لعلاج هذه المشكلات وأمثالها 0 وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يؤكد هؤلاء المعالجون تلك التوهمات ويرسخونها في أعماق المراجع ويثبتونها دون علم ولا بصيرة وإنما بناءً على تخرصات وتجارب شخصية قاصرة ، وقراءة نظرية في بعض المراجع التي تناقش موضوعات السحر والمس والعين والتي يجهل مؤلفوها كثيراً من الحقائق الطبية ، ومن ذلك ما ذكره وحيد عبدالسلام بالي في كتابه " الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار" عن الربط حيث جزم بأن ضعف الانتصاب المرتبط باللقاء إنما هو بسبب الربط، وهذا مفهوم قاصر، وينشأ عنه شكوك كبيرة في نفس الشخص ، وربما أدى إلى ما لا تحمد عقباه ولو كان لدى المؤلف خلفية طبية نفسية وتأمّل الأمر بعمق لما مال إلى هذا الجزم 0 ومثل ذلك يقال في كثير من الأعراض التي ذكرها في مؤلفاته وتابعه عليها غيره ، وراجت لدى كثير من الناس وحرمت كثيراً من المرضى من العلاج المناسب ، وسببت مشكلات عائلية كبيرة " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 98 ، 99 ) 0

وليّ بعض الوقفات الهامة مع ما ذكر آنفاً أوجزها على النحو التالي :

1)- يقول الدكتور الصغيّر : " وكثير من هؤلاء يداخله توهّم الإصابة بالسحر " الربط " أو العين أو أنه ممسوس " به جنية عاشقة ، إن كان ذكراً أو بها جني عاشق إن كانت أنثى " 0
ما ذكره الدكتور الفاضل في هذه النقطة بالذات يحتاج إلى إيضاح بعض المسائل الهامة وهي على النحو التالي :

أ – ما ذكر في النقطة السابقة يمثل واقع عملي عند بعض الناس ، وترى البعض يُلقي بمسؤولية كثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والصحية ونحو ذلك من مشكلات أخرى على الإصابة بالصرع والسحر والعين ، وهذا يحتاج في حقيقة الأمر إلى التوعية الدينية العقدية من قبل العلماء وطلبة العلم والدعاة وبخاصة من قبل المعالجين بالرقية الشرعية لقربهم أكثر من غيرهم من معاناة الناس في هذا الجانب ، وكذلك الأمر بالنسبة للمرضى فعليهم دراسة المشكلة دراسة علمية من خلال مراجعة الأطباء العضويين والنفسيين والمعالجين بالرقية الشرعية أصحاب العلم الشرعي الحاذقين المتمرسين للوقوف على حقيقة الداء ومتابعة العلاج النافع بإذن الله تعالى ، وقد تكلمت بكلام مفصل حول هذا الموضوع في كتابي الموسوم ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( إعادة الأمور برمتها من مشاكل صحية واجتماعية للعين والسحر ) 0

ب – أما قول الدكتور الصغيّر : " توهّم الإصابة بالسحر " الربط " أو العين أو أنه ممسوس " ، فإن كان القصد هو المعنى المشار إليه في النقطة السابقة فلا خلاف في ذلك مطلقاً ، أما إن كان القصد من وراء ذلك الهمز واللمز في حصول ذلك الأمر من الناحية الفعلية ، فهذا مجانب للصواب ، وقد بينت حقيقة ذلك من الناحية العلمية والعملية في كتابي ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( أنواع صرع الأرواح الخبيثة ) ، وكتاب ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) تحت عنوان ( أقسام السحر من حيث التأثير ) ، وكتاب ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) تحت عنوان ( أنواع العين والحسد ) ، فلا يجوز إنكار تأثيرات الصرع والسحر والعين لكائن من كان ، وقد جاءت الأدلة النقلية الصريحة تؤكد مثل ذلك، كما أكد عليه أثبات علماء الأمة قديماً وحديثاً ، أما مسألة التقنين والدراسة العلمية الموضوعية للوصول إلى حقيقة المرض والمعاناة فهذا مطلب شرعي ملح ، كي لا نوقع الناس في الوسوسة والوهم والضياع ، خاصة مع ما نراه ونسمعه في العصر الحاضر من انحرافات وشطحات وتجاوزات في الممارسات والمؤلفات في مجال الرقية الشرعية 0

ج – أما ما ذكره الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – عن عشق الجن للإنس ، حيث قال : " أو أن به جنية عاشقة ، إن كان ذكراً أو بها جني عاشق إن كانت أنثى " ، ولا أدري إن كان الدكتور الفاضل يسعى إلى تصحيح التوجه في مفهوم التوهم لدى بعض الناس أو المعالجين بحيث يُعتقد أن كل حالة مرضية أصبحت معشوقة من الجن والشياطين ، فإن كان هذا هو القصد والغاية من كلام الدكتور فهذا هو عين الحق ، وقد أصاب بذلك موضعاً طالما تألم منه المخلصون والعقلاء ، أما إن كان القصد من كلامه إنكار هذه المسألة من أساسها فقد جانب الصواب 0
ومن هذا المنطلق لا بد أن نعلم جيداً أن عالم الجن يختلف بطبعه وخصائصه عن عالم الإنس ، ومن ثم كان لكل منهما عالمه الخاص به وقوانينه التي يعيش فيها 0
وظاهر الأمر أن التجانس بينهما أمر مستبعد ، لكنه ليس بمستحيل عقلا أو واقعا 0 أما شرعا فإنني لم أجد نصا قاطعا في المسألة يجيز التناكح بين الإنس والجن أو يمنعه 0
والظاهر أن التناكح بين الجن والإنس بالرغم مما بينهما من الاختلاف ، أمر ممكن عقلا ، بل هو الواقع ، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة ، فمنهم من رأى إمكانية ذلك ، ومنهم من رأى المنع ، والراجح إمكانية حدوث ذلك في نطاق محدود ، بل هو نادر الحدوث والله أعلم 0
وقد قال بهذا الرأي جماعة من العلماء منهم : مجاهد والأعمش ، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة ، وبه قال جماعة من الحنابلة والحنفية ، والإمام مالك وغيرهم 0 ( أنظر الأشباه والنظائر لابن نجيم - 327 - 328 ، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69 ، ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19 / 39 ، وتفسير القرطبي 13 / 182 ، وآكام المرجان في أحكام الجان - 66 ) 0

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( وقد يتناكح الإنس والجن 000 وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عنه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن 0 وهذا يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 ) 0


* قال صاحبا فتح الحق المبين : ( والذي نراه أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة ، وحتى لو وقعت فقد تكون بغير اختيار ، وإلا لو فتح الباب لترتب عليه مفاسد عظيمة لا يعلم مداها إلا الله ، فسد الباب من باب سد الذرائع ، وحسم باب الشر والفتنة00 والله المستعان 0 وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - على ذلك قائلا : " هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة " ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 29 ) 0

ومن هنا لا يستبعد مطلقاً حصول مثل هذا الأمر مع أنه نادر الوقوع وقد ذكره بعض أثبات أهل العلم كما مرّ معنا آنفاً ، ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليراجع كتابي الموسوم ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( التناكح بين الإنس والجن ) 0
إلا أن الموضوع الرئيسي الذي لا بد أن يأخذ حيزاً مهماً في حياة المعالج الدراسة العلمية الموضوعية التي أشرت إليها في عدة مواضع من هذا الكتاب للتوصل إلى أصل المعاناة والألم ، والله تعالى أعلم 0

2)- أما قول الدكتور الصغيّر : " ويؤكد هذا حال كثير من الإخوة والأخوات الذين يراجعون المعالجين بالرقية طلباً لعلاج هذه المشكلات وأمثالها 0 وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يؤكد هؤلاء المعالجون تلك التوهمات ويرسخونها في أعماق المراجع ويثبتونها دون علم ولا بصيرة وإنما بناءً على تخرصات وتجارب شخصية قاصرة " 0
ما ذكره الدكتور الفاضل يمثل بعض ما هو مشاهد ومحسوس في الواقع العملي ، وقد تكون الأسباب الرئيسة لمثل تلك التوجهات قلة الوعي الديني والعقدي عند بعض الناس ، إضافة إلى وجود بعض المعالجين المتكسبين ممن افتقدوا لذة الإيمان واستشعار حلاوته ، وتلك الفئة غير معنية مطلقاً فيما نتحدث عنه ونناقش به ، ولا زلت أرقب من خلال كلام الدكتور الفاضل التعميم في الحكم على المسائل بشكل عام وهذا ما أخالفه الرأي به وأرجو أن يصحح من وجهة نظره العامة حول موضوع الرقية والرقاة ، سائلاً المولى عز وجل أن يهدي الجميع لما يحب ويرضى 0

3)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر في منهجية بعض المعالجين في الرقية والعلاج حيث يقول : " وقراءة نظرية في بعض المراجع التي تناقش موضوعات السحر والمس والعين والتي يجهل مؤلفوها كثيراً من الحقائق الطبية " 0
لا يجوز الحكم على المعالجين بشكل عام بمثل هذا التصور ، والاعتقاد بأن المعالج يبني طريقته وأسلوبه في العلاج بناء على قراءة بعض النظريات أو الاطّلاع على بعض الأساليب أو الممارسات ومن فوره يتّبع ذلك ويطبقه في حياته العملية ، وقد يكون ذلك الواقع العملي لبعض المعالجين الذين امتهنوا الرقية تحقيق لمآرب أخرى ، فليس هذا العلم – أعني علم الرقى - يقوم على تصرفات أمثال هؤلاء ، بل إن هذا العلم بقواعده ومرتكزاته وأصوله يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن يتخذ من الرقية الشرعية سلماً للوصول إلى تحقيق غايات وأهداف شخصية ، وأمثال هؤلاء سوف يُفتضح أمرهم في الدنيا والآخرة ، وسوف يكون هذا العلم حجة عليهم إلى قيام الساعة 0
هذا من ناحية ، أما من الناحية الأخرى فالمعالج ليس مطالب بمعرفة كثير من الحقائق الطبية إلاّ ما تدعو الحاجة إليه وتساعده في أداء عمله على الوجه المطلوب ، وهذا ما تحقق لي من خلال إعداد هذا الكتاب حيث استفدت غاية الفائدة من الأمور الطبية التي رأيت فيها عوناً لي في توجهي ومسيرتي في هذا المجال ، أما البحث والتقصي في دقائق الأمور المتعلقة بالطب العضوي والنفسي فهذا قد أوقع البعض ممن اشتغل في الرقية والعلاج في شطحات وتجاوزات فاقت الوصف والتصور وجعلت من أمثال هؤلاء مثار سخرية للقاصي والداني 0

4)- وأما قول الدكتور الصغيّر فيما نقله عن الشيخ وحيد عبدالسلام بالي ، حيث يقول :

" ومن ذلك ما ذكره وحيد عبدالسلام بالي في كتابه " الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار" عن الربط حيث جزم بأن ضعف الانتصاب المرتبط باللقاء إنما هو بسبب الربط، وهذا مفهوم قاصر، وينشأ عنه شكوك كبيرة في نفس الشخص ، وربما أدى إلى ما لا تحمد عقباه " ، ولو كان لدى المؤلف خلفية طبية نفسية وتأمّل الأمر بعمق لما مال إلى هذا الجزم 0 ومثل ذلك يقال في كثير من الأعراض التي ذكرها في مؤلفاته وتابعه عليها غيره ، وراجت لدى كثير من الناس وحرمت كثيراً من المرضى من العلاج المناسب ، وسببت مشكلات عائلية كبيرة " 0
وهذا الكلام من الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير - يحتاج إلى بعض التأملات :

أ – الأولى أن تناقش الأمور مع أهل الاختصاص بالرفق واللين وعدم استخدام الأساليب التي قد تجرح المشاعر وتؤذي بالتواصل والألفة وتسفه الرأي وتنقص من قدر صاحبه خاصة بين الإخوة في الله والدين ، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه 0

وقد تختلف أنظار الناس في تقويم الرجال وتوثيقهم ، والصواب في هذه المسألة : أن من غلبت حسناته ، وبرزت كمالاته ، وغابت خطيئاته ، ولم يعرف بأنه داعية إلى بدعة كبيرة ، أو مذهب ضال ، فهو الثقة ، إن شاء الله تعالى ، ومن اختلف فيه الناس فينظر لحاله بمنظار الإنصاف لا منظار الغلو والتجريح والتشفي وغلبة الهوى ، فإن كان له من الصفات والحسنات ما يؤهله للَّحاق بالثقات فهو حسن ، وإلا فليصلح من حاله وليتب إلى الله – تعالى – حتى يلتحق بهم 0

قال سعيد بن المسيب – رحمه الله - : ( ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهِب نقصه لفضله ) ( منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم - ص 30 ) 0

وقال ابن قيم الجوزية – رحمه الله - : ( ومن له علم بالشرع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة ، وهو من الإسلام وأهله بمكان ، قد تكون منه الهفوة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده ، فلا يجوز أن يُتَّبَعَ فيها ، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته في قلوب المسلمين ) ( منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم - ص 33 ) 0

وأذكر في ذلك كلام ملخص لفضيلة الدكتور الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد - حفظه الله - تحت عنوان " تحاشي الخلاف والاختلاف قدر الإمكان " يقول فيه : ( حسن الظن بطلبة العلم وتغليب أخوة الإسلام على كل اعتبار ، وحمل ما يصدر منهم أو ينسب إليهم على المحمل الحسن قدر الإمكان ، وإذا صدر ما لا يمكن حمله فيعتذر عنهم ولا يعدم قاصد الخير والحق لإخوانه من الاعذار ما يبقي صدره سليما ونفسه رضية وليعلم أن هذا ليس دعوة إلى القول بسلامتهم من الأخطاء فكلهم خطاءون والكريم النبيل من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ، واتهام النفس واستيقافها عند مواطن الخلاف والنظر ، وتحاشي الإقدام على تخطئة الآخرين إلا بعد النظر العميق والأناة الطويلة ، ورحابة الصدر في استقبال ما يصلك من انتقاد أو ملاحظات من الإخوان ، واعتبار ذلك معونة يقدمها المستدرك لك وليس مقصود أخيك العيب أو التجريح ، والبعد عن مسائل الشغب والفتنة ، والالتزام بأدب الإسلام في انتقاء أطايب الكلام وتجنب الكلمات الجارحة والعبارات اللاذعة ذات اللمز والغمز والتعريض بالسفه والجهل 000 هذا ما يمكن أن يقال في هذه البضاعة المزجاة ) ( أدب الخلاف – باختصار – ص 41 ، 44 ) 0

والذي أراه في مسألة التناصح بين الإخوة عدم التعرض لأشخاص بذاتهم ، وقد كان ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا صعد المنبر قال : " ما بال أقوام " ، وما نسعى إليه جميعاً سواء كنا معالجين أو أطباء أن نوصل رسالة للإمة الإسلامية جمعاء عنوانها " البحث عن الحق وهداية الناس إليه " ، فالذي يهمنا هو الفكر وليس من يحمل هذا الفكر ، إلا في حالات معينة يتوجب فيها فضح بعض من تصدر لأفكار منحرفة تخالف العقيدة والمنهج والدين 0

ب- لا بد أن تضبط كافة الآراء المطروحة على البحث والنقاش بالضوابط الشرعية ، ولا يجوز مطلقاً التحدث في أمور الصرع والسحر والعين بالآراء المشوبة بالهوى أو التعصب أو الجهل في الأحكام والقواعد العامة للرقية الشرعية ، وأُذكِّرُ بخصوص هذا الأمر بكلام الأخ الفاضل خليل بن إبراهيم أمين حيث يقول :

( وتناول هذا الموضوع بالدراسة في هذا الوقت من الأهمية بمكان لأنه أضحى حديث العالم والجاهل من غير أن يضبط بشيء من الضوابط الشرعية ، وقد وجدت فيه وسائل الإعلام مادة إعلامية إثارة – مما فتح الباب على مصراعيه للعامة والخاصة – لتتحدث في السحر والعين والجن والرقية والرقاة بأحاديث لا تخلو من الجهل أو التعصب أو الآراء المشوبة بالهوى ، فخرجت الآراء يتجاذبها طرفان – قد نفث فيهما الشيطان من روحه – الغلاة والجفاة ) ( الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع – ص 7 ، 8 ) 0

قال ابن القيم – رحمه الله - : ( فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان ، إما إلى تفريط وإضاعة ، وإما إلى إِفراط وغلو ، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه ، كالوادي بين جبلين والهدى بين ضلالتين ) ( مدارج السالكين - 2 / 517 ) 0

ج– أما ما ذكره الدكتور الصغيّر بخصوص ما وقع من خطأ من قبل الشيخ وحيد عبدالسلام بالي – وفقه الله لكل خير - في بعض المسائل التي تعرض لها في كتابه الموسوم ( الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار ) ، ومنها الجزم بأن الربط يكون عادة بسبب السحر ، فهذا الاعتقاد مجانب للصواب ، والعوامل المؤدية إلى مثل ذلك الأمر تكون متعددة ومتنوعة ، فمنها الطبية والنفسية والأمراض الروحية ، وقد يقع الخطأ حتى ممن يحسبون على أهل الخير والصلاح ، ولا يوجد منا أحد لا يخطأ ، فالواجب في مثل هذه الحالة التآخي والتواصل وتقديم النقد العلمي الموضوعي البناء الذي يَشعر المنتَقَدُ من خلاله بحرص الناقِدِ وحبه له، وهذا سوف يزيد أواصر التلاحم والمحبة بين الإخوة بعضهم ببعض ، وأمر لا بد من الإشارة إليه تحت هذا الموضوع ، حيث سمعت ممن أثق به أن بعض العلماء وطلبة العلم قد ناقشوا الشيخ وحيد في بعض المسائل التي جانب فيها الصواب ، وقد علمت أنه قد تراجع عنها ، فإن كان الأمر كذلك فلله الحمد والمنة ، والواجب الذي يمليه علينا شرعنا وديننا الحنيف أن نقف عند الحق فنتبعه وننتصر له ولا يكون هدفنا مطلقاً انتصار للذات ، فالحق يعلو ولا يعلى عليه ، والله الهادي إلى سواء السبيل 0

د – أما ما ذكره الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – ومفاده : " ومثل ذلك يقال في كثير من الأعراض التي ذكرها في مؤلفاته وتابعه عليها غيره، وراجت لدى كثير من الناس وحرمت كثيراً من المرضى من العلاج المناسب ، وسببت مشكلات عائلية كبيرة " 0

1)- هذا الكلام بشكل عام غير منصف ويحتاج إلى كثير من الدقة ، والمسألة الهامة التي لا بد أن تتضح للجميع سواء كانوا معالجين بالرقية الشرعية أو أطباء عضويين أو نفسيين أنه لا يجوز الحكم في كافة المسائل المتعلقة بالاستشفاء والعلاج على ما يقوم به العامة والخاصة من حيث الممارسة أو الاعتقاد ونحو ذلك من أمور أخرى ، فكون أن يقرأ العامة بعض المعلومات المتعلقة بالرقية أو الطب في الكتب ويطبقون ما يقرأونه على أنفسهم ، فهذا خطأ بيّن وقعوا فيه من تلقاء أنفسهم ، وهم مطالبون بالسؤال والاستفسار من أهل الاختصاص سواء كانوا علماء أو متخصصون في الرقية أو الطب العضوي والنفسي ، أما أن يقال بأن ذكر تلك الأعراض قد حرمت كثيراً من المرضى العلاج المناسب ، وسببت مشكلات عائلية كبيرة ، فاعتقد أن هذا الكلام غير منصف على الإطلاق ومبالغ فيه إلى حد كبير ، وعلى افتراض أن ما ذُكِرَ هو حق وصدق ، فالخطأ يَقع على عاتق من يعتد بالأقوال والأفعال لبعض من تصدر هذا الأمر دون علم شرعي أو ممارسة وخبرة، حيث يطبق ذلك دون استشارة أو مشورة أهل الاختصاص كما ذكرت آنفاً ، والله تعالى أعلم 0

2)- أما بخصوص كثير من المسميات والأعراض التي ذكرها الشيخ في كتابه ، أو ذكرها أثبات الرقية الشرعية في كتبهم المؤصلة تأصيلاً شرعيا ، فلا بد تحت هذا العنوان من الإشارة لنقطة هامة جدا ، وهي أن كافة المسميات المتعلقة بأنواع السحر التأثيري عبارة عن اجتهادات بناها المعالجون بناء على الأحوال والأوضاع التي عايشوها ودرسوها نتيجة الخبرة والممارسة ، وقد أشارت بعض النصوص القرآنية والحديثية لمثل تلك الآثار بشكل عام ، وبالتالي فإن كافة تلك المسميات لا تعتبر أمور مسلمة بها ، بل تخضع للتجربة والقياس ، وقد ثبتت كافة تلك الآثار مع الإخوة من أهل الاختصاص في الرقية الشرعية ، ولم يخالف علماء الأمة إطلاق مثل تلك المسميات على تلك التأثيرات ، وليراجع في ذلك أقوال فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - ، والله تعالى أعلم 0

هـ – ومسألة مهمة لا بد من الإشارة إليها في هذا الموضع بالذات حيث أنه لا ينكر مطلقاً وقوع بعض الأخطاء في كتاب " الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار " ، للشيخ وحيد عبدالسلام بالي – وفقه الله لكل خير - ، إنما يبقى الكتاب جيد في مضمونه ومحتواه بشكل عام وقد نفع الله به خلق كثير ، وأدون ذلك من باب العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه 0
وقبل أن أختم هذه الوقفة أود الإشارة إلى مسألة هامة حيث أنه لا يجوز مطلقاً اتخاذ بعض الأخطاء الحاصلة في الرقية الشرعية من حيث الأساليب والممارسات أو المؤلفات ذريعة لمحاربة الرقية الشرعية أو النيل من أمر ثابت بالشرع بنصوص نقلية صريحة ، وهذا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يعلم مداها وضررها إِلا الله سبحانه وتعالى ، وأنقل كلام الأخ الفاضل الأستاذ خليل بن إبراهيم أمين في هذا الموضوع حيث يقول :

( لا يتخذ بعض الناس وقوع الأخطاء في الرقية ذريعة لمحاربتها ووصم الجميع بما ليس فيهم ، وينادي بمنع أمر شرعي يترتب عليه من المفاسد ما يلي :
أ – تعطيل ستة ثابتة عن النبي فقد ثبت أنه رقى ورُقي وأمر بالرقية ، فتحقق بذلك أمره وفعله وإقراره عليه الصلاة والسلام 0
ب – حرمان الكثير من الاستفادة بأمر أباحه الشارع في التداوي بالرقية الشرعية 0
ج – إذا منع المشروع اتجه الناس إلى الممنوع ، والممنوع منه ما هو كفر وشرك ومنه ما هو بدعة ) ( الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع – بتصرف – ص 10 ) 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:37 AM   #14
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الوقفة الثالثة عشر :

يقول الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير - عن علاج الاضطرابات الجنسية :

" وعلاج الاضطرابات الجنسية يتطلب تعاوناً كبيراً من المراجع في شتى المراحل العلاجية " التقويم والتداوي والمتابعة " ويشمل جوانب سلوكية ومعرفية ونحوها ، وقد تدعو الحاجة أحياناً إلى استخدام مؤقت لبعض الأدوية المساعدة 0 وقد جُربت هذه الأساليب العلاجية لهذه الاضطرابات في أنحاء العالم وكانت نتائجها إيجابية مشجعة واستفاد منها آلاف الناس " ذكوراً وإناثاً " خاصة إذا بادر الشخص بالعلاج قبل استفحال الحالة وتمكّنها 0 وهذا ما تدعمه الدراسات والأبحاث العلمية العالمية " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 100 ) 0


بعد قراءتي لما كتبه الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – حول موضوع " العطل الجنسي النفسي " ، لم أجد له تنويهاً أو إشارة تتعلق بـ " العطل الجنسي الروحي " ، وهذا العطل في حقيقته ناتج عن الإصابة بأحد الأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين ، وحقيقة الأمر فإن ما لمسته من كلام الدكتور وكأنما ينظر بمنظار السخرية والاستهزاء من كافة النقولات التي تبين هذا المرض الروحي ، وأنقل بعض ما ذكره في كتابه :

* " وكثير من هؤلاء – يعني الزوجين – يداخله توهّم الإصابة بالسحر ( الربط ) أو العين أو أنه ممسوس ( به جنية عاشقة ، إن كان ذكراً ، أو بها جني عاشق إن كانت أنثى ) ويؤكد هذا حال كثير من الإخوة والأخوات الذين يراجعون المعالجين بالرقية طلباً لعلاج هذه المشكلات وأمثالها 0 وتزداد المشكلة تعقيداً عندما يؤكد هؤلاء المعالجون تلك التوهمات ويرسخونها في أعماق المراجع ويثبتونها دون علم ولا بصيرة وإنما بناءً على تخرصات وتجارب شخصية قاصرة " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 100 ) 0

* " قد يستعجل الرجل فيطلق زوجته ظناً منه أن مشكلته متعلقة به ( أنه مسحور مربوط عنها أو به عين عنها أو نحو ذلك ) ثم تستقر نفسه بعض الشيء ويهدأ قلقه ويزول توتره فيقدم على الزواج من جديد فإذا بالحالة تعاوده مباشرة ( وربما أشد مما كانت ) فعندها يضطرب أكثر ويقلق ويحزن وقد يجزم له بعض الرقاة بأن فيه جنية عاشقة أو نحو ذلك مما يزيد المشكلة تعقيداً " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 99 ، 100 ) 0

إلى أن تكلم عن علاج الاضطرابات الجنسية وأشار بالكلام الذي بدأت به هذه الوقفة ، وأحب أن أعقب على مجمل كلام الدكتور الفاضل بخصوص هذه الجزئية بالنقاط الهامة التالية :

1)- الاضطرابات الجنسية التي قد تحصل عند البعض أسبابها عوامل كثيرة ، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

أ – العطل الجنسي الطبي : ويبرز هذا العطل بسبب قصور عمل بعض الأعضاء ، وينتج بسبب ذلك ضعف أو عجز جنسي عند الذكور أو الاناث ، ويعالج هذا العطل بالنسبة للرجال عن طريق مراجعة الأخصائيين في أمراض المسالك البولية ، وبالنسبة للنساء في مراجعة الأخصائيات في أمراض النساء والولادة 0

ب– العطل الجنسي النفسي : ويبرز هذا العطل لدى أولئك الذين لديهم صفات الخجل وعدم الجرأة وضعف الثقة بالنفس ، والميل للقلق والخوف والتوتر ، خاصة إذا كان الشخص حساساً تجاه هذه الغريزة وما يتعلق بها 0 ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 98 ) 0


وقد نقل الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – كلاماً عاماً مبدعاً حول هذا النوع من أنواع العطل باعتباره صاحب التخصص في هذا المجال 0

ج- العطل الجنسي الروحي : ويبرز هذا العطل لبعض الحالات المرضية التي تتعرض لإيذاء الجن أو الإصابة بالسحر أو العين ، بحيث يتعلق الأمر في الناحية الجنسية ، وقد يؤدي إلى عدم الاتزان في هذه الناحية وقد يأخذ هذا النوع أشكال متعددة ، ويمكن مراجعة ذلك في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( أنواع صرع الأرواح الخبيثة ) ، وكتابي ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة ) تحت عنوان ( أقسام السحر وأنواعه – سحر تقويض العلاقات الزوجية )، وكتابي ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) تحت عنوان ( أنواع العين والحسد ) 0

2)- وإن كنا جميعاً نقر بالنصوص النقلية الصريحة التي أكدت على أثر الأمراض الروحية بشكل عام ، كما أكد على هذا المفهوم أثبات علماء الأمة قديماً وحديثاً ، فمن باب أولى أن تؤدي تلك الأمراض إلى ما يعرف بـ ( العطل الجنسي الروحي ) ، وإن كنت أنقل مثل هذا الكلام فإن الخبرة والتجربة في هذا المجال جعلت لديّ فناعة مطلقة بمثل ذلك الأثر والتأثير 0

3)- ويبقى أن نتطرق إلى مسألة مهمة جداً تتعلق بهذا الموضوع ، وهيّ كيفية تحديد ماهية الأنواع الثلاثة سواء كان العطل طبي أو نفسي أو روحي ، وهنا تكمن أهمية مراجعة أهل الاختصاص الحاذقين المتمرسين الذين سوف يوجهون الحالة المرضية الوجهة الصحيحة ، ولا يكون ذلك بمعزل عن الدراسة العلمية الموضوعية المتأنية لكافة الأطراف ، وإن كنت أعتب على بعض المعالجين ممن يتسرعون في قضايا التشخيص المتعلقة بالاضطرابات الجنسية وبالتالي زرع الوهم والوسوسة في نفوس المرضى ، وهذا واقع عملي مشاهد محسوس عند بعض من تصدر للرقية الشرعية نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق والسداد 0

4)- وما ذكره الدكتور الصغيّر تحت عنوان (العطل الجنسي النفسي) فهو موضوع متكامل يحتاج إلى القراءة المتأنية باستثناء بعض إشارات الهمز واللمز ، وقد أغفل الجانب الروحي – أعني ( العطل الجنسي الروحي )، وإن كان الأمر بسبب عدم قناعة الدكتور بهذا الجانب ، فإنني ومن باب الأمانة العلمية والمحبة والأخوة الصادقة أطالب الدكتور الفاضل بأن يولي هذا البحث مزيد من الدراسة العلمية الموضوعية المتأنية وعقد جلسات مع بعض الإخوة الأفاضل أصحاب العلم الشرعي الذين يملكون خبرات طويلة في هذا المجال ، وأنا على يقين تام بأن النتائج العامة سوف تكون في صالحه من جانب ، وفي الجانب الآخر فإنها سوف تقدم نتائج تخدم الطب النفسي خدمة عظيمة ، وذلك للمكانة التي يتبوؤها الدكتور محمد بن عبدالله الصغيّر 0

5)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر في علاج الاضطرابات الجنسية المتعلقة بالنواحي النفسية ( العطل الجنسي النفسي ) فقد أبدع في الطرح وذكر ماهية وطريقة العلاج ، فنسأل الله سبحانه وتعالى له التوفيق والسداد 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:38 AM   #15
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الوقفة الرابعة عشر :

يقول الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير - : " وقد كثرت الأمراض النفسية مؤخراً وانتشرت طرق علاجية كثيرة معظمها لا يقوم على أساس طبي علمي فضلاً عن مستند شرعي ، وكثيراً ما يقع بسببها أضرار صحية ومالية ، بل ودينية وأخلاقية تلحق بالمريض وغيره " ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 107 ) 0

1)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – من انتشار الأمراض والاضطرابات النفسية بشكل ملفت للنظر فهذا هو الواقع المشاهد والمحسوس، وذلك نتيجة عدة عوامل منها الدينية وذلك بسبب البعد عن منهج الكتاب والسنة، وعوامل نفسية ذكرها الدكتور على النحو التالي :

أ - العوامل المهيئة للمرض النفسي :

1)- الوراثة 0
2)- ضغوط اجتماعية نفسية في مرحلتي الطفولة والمراهقة 0
3)- وجود سمات وصفات شخصية غير سوية ، إما في التفكير أو المشاعر والعواطف ، أو في التعامل مع الآخرين 0

ب- العوامل المظهرة للمرض النفسي :

1)- عوامل اجتماعية نفسية كمشكلات المنافسة والحسد بين الأقران ، والخلافات الزوجية ، وخلافات الآباء مع الأبناء ، والأبناء فيما بينهم ، والمشكلات المتعلقة بالتأقلم مع الوظيفة وزملاء العمل 0

2) عوامل بدنية حيوية:كالمرض المزمن أو المفاجئ الخطير ( كالسرطان، وإصابات الدماغ ) ونحو ذلك 0

3)- آثار جانبية لبعض الأدوية : فبعض أنواع حبوب منع الحمل تؤدي إلى الاكتئاب إذا استعملت لفترة طويلة ، وكذلك بعض أدوية الضغط 0

ج - العوامل المفاقمة للمرض النفسي :

هي التي تؤثر سلباً في الحالة – بعد ظهورها – فتزيدها سوءً إما في شدتها أو طول مدتها أو تعقيدها بأي شكل كان 0
وهذه العوامل المفاقمة كثيرة غير منحصرة وقد تكون اجتماعية أو نفسية أو جسدية أو هي معاً 0

د - العوامل المبقية للمرض النفسي :

هي التي تؤدي إلى بقاء العلة النفسية واستمرارها ، وتحول دون تحسّنها ومن أمثلتها : تفكك الأسرة ، والظروف المادية العصيبة ( فقر ، ديون ) ، ووجود تخلف عقلي ، أو اضطراب في الشخصية ، أو علة جسدية ، وعاهة : كالعور ، والصمم 0 ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 53 ، 55 ) 0

وبعد هذا العرض المتعلق بأسباب الاضطرابات النفسية من قبل الدكتور الصغيّر والذي جاء بناءاً على الدراسة والبحث العلمي ، وإن دل على شيء فإنما يدل على تبصر في أصل القضية وتمعن في طبيعة الاضطرابات النفسية ، إلا أنه قد أغفل مسألة مهمة تتعلق بالجانب الروحي وأثره الواضح البين في بعض حالات الإضطراب الجنسي ، وقد تم مناقشة ذلك مناقشة علمية في الوقفة السابقة ( البند الرابع ) 0

2)- أما ما ذكره الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – حيث قال : " وانتشرت طرق علاجية كثيرة معظمها لا يقوم على أساس طبي علمي فضلاً عن مستند شرعي ، وكثيراً ما يقع بسببها أضرار صحية ومالية ، بل ودينية وأخلاقية تلحق بالمريض وغيره " 0

أ - الذي يقرأ كلام الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير – بتمعن يجد أنه يشير إلى طرق العلاج المتبعة من قبل المعالجين ، وهنا لا بد أن نفرق بين أمرين أساسيين ، الأول ما يتعلق بكافة الأمراض والاضطرابات النفسية وهذه تُعالج عند الإخوة من أهل الاختصاص في الطب النفسي ، وهم أعلم بكنه وطبيعة وعلاج تلك الأمراض ، والثاني ما يتعلق بكافة الأمراض الروحية من صرع وسحر وعين وحسد وهذه تُعالج عند الإخوة من أهل الاختصاص في الرقية الشرعية ، ولا يجوز الخلط بين النوعيين السابقين ، ولا بد من الاعتقاد الجازم بأن الأمراض الروحية قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية وهنا تكمن أهمية التخصص والحذاقة في كافة المجالات المتنوعة سواء كانت نفسية أو روحية ، مع توفر نظرة الاحترام والتقدير من قبل الطبيب النفسي للمعالج صاحب العلم الشرعي والخبرة والدراية ، وفي المقابل احترام المعالج للطبيب النفسي صاحب الورع والتقى والدين ، وصاحب التخصص والخبرة والممارسة في هذا المجال ، دون تدخل أي منهما في عمل الطرف الآخر أو التقليل من شانه أو رميه بالهمز واللمز أو تسفيه رأيه أو الانتقاص من قدره ، وهذا يقود حتماً إلى تحقيق نتائج تخدم الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض 0

ب- أما قول الدكتور الصغيّر عن طرق العلاج المتبعة : " طرق علاجية كثيرة معظمها لا يقوم على أساس طبي علمي " ، فالمعنيّ بذلك بعض المعالجين ممن تصدر الرقية الشرعية دون علم شرعي أو دراسة وخبرة وممارسة ، وهؤلاء بطبيعة الحال لا نعنيهم مطلقاً في سياق النقاش العلمي الجاد الذي هدفه وغايته الوصول للحق المنشود 0
وأذكُرُ تحت هذا العنوان من باب التنبيه والإيضاح ما نقله الأستاذ الفاضل خليل بن إبراهيم أمين حول التجاوزات الشرعية بشكل عام حيث يقول :
( فمن بعض كيد الشيطان للمعالجين بالرقية الشرعية التوسع الزائد في تحصيل الأموال على الرقية بدعوى الجواز ( قلت : تعرضت لهذه المسألة مفصلة في كتابي الموسوم " فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين " ، تحت عنوان " حكم أخذ الأجرة على الرقية " ) ، ومن بعض كَيدِهِ التساهل والترخّص ووقوع المخالفات الشرعية في معالجة النساء بدعوى الضرورة ، ومن بعض كَيدِهِ استخدام الضرب والخنق والكهرباء احتجاجاً بفعل شيخ الإسلام ، ومن بعض كَيدِهِ تنفير الناس من أدوية الطب الحديث بدعوى ] المخدرات [ ، ومن بعض كَيدِهِ القول على الله بلا علم والحكم على حالات المرضى تخرصاً وظناً ) ( الرقية والرقاة بين المشروع والممنوع – ص 25 ) 0

وقد ذكر فضيلة الشيخ عبدالله بن حميد بيتي قصيد ينطبق حالهما على بعض المعالجين في العصر الحالي ، يقول فيهما :

استبدلوا عِلمَ الحديثِ بغيرهِ ومنَّ الغريبِ مُحدِّثونَ دَكاتِرة
والله لو عَلِمَ الجُدودُ بِفِعلِنا لَتَناقَلوها في المجالِسِ نـادرة
( تغريب الألقاب العلمية – لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد - ص 17 ) 0

أما قوله : " فضلاً عن مستند شرعي "، فقد بينت في أكثر من موضع في هذا الكتاب أن العلاج بالرقية الشرعية يبقى ضمن نطاق التعامل مع الآثار المحسوسة الناتجة عن الإصابة بالأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين ، ومن هنا فنحن لسنا مطالبين بأدلة شرعية تتعلق بجزئيات العلاج ، علماً بأن الأصل في هذه المسائل قد ثبت شرعاً وقد ذكرت أدلة على ذلك من السنة المطهرة ، وكذلك فقد أكد عليه أثبات علماء الأمة قديماً وحديثاً 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:39 AM   #16
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

وبعد هذه الوقفات الجادة مع كتاب " توعية المرضى بأمور التداوي والرقى " للدكتور محمد بن عبدالله الصغيّر استشاري وأستاذ مساعد الطب النفسي في كلية الطب بجامعة الملك سعود في الرياض ، فإنني أعتذر للدكتور الفاضل إن بدر مني أي كلمة خرجت فيها عن حد الأدب والنقاش الموضوعي العلمي البناء ، وقد يُرى قسوة قول في بعض المواقف التي تعرضت لها لكنها قسوة المحب، وحرص الأخ على أخيه، ولقد قرأت وسمعت للدكتور الصغير بعض الكتب والأشرطة التي حوت النافع والمفيد بخصوص قضايا الطب النفسي وعلاج الاضطرابات النفسية ، أما فيما يتعلق بقضايا الرقية الشرعية والعلاج فقد وجدت في كلام الدكتور الفاضل ميلاً أفقده في كثير من المواضع الدقة والتعبير السليم ، ومع ذلك فالخطأ من طبيعة البشر ، وإن كنت أقدم النصح فلنفسي أولاً ، ولأخي الفاضل في المرتبة الثانية ، وأذكره بضرورة البعد عن مسألة التركيز على المغالطات والمخالفات لدى بعض المعالجين والرقاة ، والاستعاضة عن ذلك كله بأسلوب النقد العلمي الموضوعي البناء الذي يعتمد على التوجيه السليم وتبيان الحق ، لما يراه من انحرافات وشطحات في الأسلوب والممارسة ، لأن اتباع مثل ذلك الأسلوب في الدعوة إلى الله له وقع وتأثير عظيم ، وهو أنفذ إلى القلوب ، مع تقديري العميق للدكتور الفاضل ، فما أصبت في ذلك كله فمن الله ورسوله وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله بريئان 0

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:36 PM   #17
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي جزاك خير يا شيخنا الفاضل ( أبو البراء ) لقد ( كفيت .. ووفيت )

وبرأيي المتواضع جدا .. لحسم هذه المسألة .. والهامة جدا .. أقترح البند رقم ( 1 )
.................................................. .................................................. ....

1)- إن فيما ذكره الدكتور بخصوص كثرة الآراء ووجهات النظر المتباينة بين الأطباء النفسيين والمعالجين بالرقية الشرعية والعلماء وطلبة العلم والمثقفين والكتّاب لهو عين الحق ، ومن هنا كان لزاماً على الجميع التأني والتريث وكذلك الدراسة العلمية التحقيقية الموضوعية للوصول إلى الحق المنشود ، ومثل تلك الدراسة تضع النقاط على الحروف ، وتعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي ، خاصة إذا علمنا أن الهدف والغاية للجميع معرفة الحق واتباعه ، وتبقى هناك بعض الأمور المشكلة التي تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة ، من خلال عقد اللقاءات الجادة بين الأطباء النفسيين والمعالجين بالرقية، وكذلك عقد الندوات والمنتديات والمؤتمرات التي يشارك فيها الجميع بأوراق عمل تُدرس بعناية ويتوصل في نهاية الأمر إلى توصيات عامة تخدم الإسلام والمسلمين ، وتُعطي كل ذي حق حقه ، وتُحدد معالم الطريق السوي الصحيح للرقية الشرعية وتنقيتها من كافة الشوائب والرواسب التي لحقت بها من خلال استخدام الأساليب المتبعة وتنوع وتفنن الممارسات التي اتسع فيه الخرق على الراقع نتيجة جهل بعض المعالجين ، وكذلك إيضاح حقيقة الطب النفسي من وجهة نظر علمية بحتة وتحديد كافة الأخطاء التي تُرتكب باسم هذا العلم ، ومحاولة تأصيل مسألة الرقية الشرعية عند كثير من الإخوة في مجالات الطب النفسي وبيان أنها مسألة ثابتة في الكتاب والسنة والأثر ، وأن فيها شفاء ومنفعة بإذن الله تعالى لكثير من الأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين ، والأمراض العضوية والنفسية ، والأهم من ذلك كله ايضاح أنه لا يوجد أي تعارض ما بين الرقية الشرعية والطب العضوي والنفسي فكلها أسباب شرعية وحسية للعلاج ، ويبقى أن تُفهم تلك العلوم بأصولها وقواعدها ومرتكزاتها 0
.................................................. .................................................. .......................

جزاك الله خير يا شيخنا الفاضل ، حفظك الله ورعاك ، ( لقد .. كفيت .. ووفيت ) .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 06:08 PM   #18
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

وإياكم أخي الحبيب ( عبدالله بن كرم ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 03:09 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com