السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الحبيبة ( غريبة بين أهلها ) ... حياك الله وبياك في منتدى الرقية الشرعية ، ونحمد الله تبارك وتعالى أن جمعنا بك في هذا المنتدى المبارك ولن تكوني بعد اليوم غريبة فلقد وصلت بين أهلك وأخوتك في الله ، فأهلا وسهلا ومرحبا بك .
أخيتي ... نحمد الله أولا على حبك الرجوع إلى سابق عهدك في الإلتزام والتدين ، فهذه هي علامة واضحة جدا على إنك تسيرين في الطريق الصحيح ، وثانيا : الرقية مطلوبة في حالتك وبإذن الله تعالى لن يتخلى إخواني الرقاة عن تقديم النصح والعون لك ، فأبشري أختي الكريمة ..
اعلمي أخيتي الحبيبة أن بقاء الحال من المحال ، فالإنسان يمر في حياته بمراحل مختلفة ، ولكن يجب عليه دائما أن يلزم نفسه بالعودة إلى الطريق السليم ، ويسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبت قلبه على دينه .
أخيتي العزيزة / بالنسبة لموضوع خطبتك فأسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك بمن هو أهل لك ، وبمن أنتي أهل له ، من أهل الدين والصلاح ... اللهم آمين
وعندما ذكرتي أخيتي أن والدك هداه الله قال لك : ( " لان تذهبين وتزنين وتاتين باولاد حرام احسن من ان ازوجك برجل اسود" ) ... هزتني جدا هذه الكلمة وأعرف جيدا إنها أثرت بك وإن والدك هداه الله قد أخطأ في قولها لك .... ولــــكـــن .... وضعي تحت كلمة لكن ألف خط ؟؟؟!!!!
فكري حبيبتي في الله بينك وبين نفسك ولا تذكريه لنا ،فقط فكري جيدا : ما الذي دفع والدك أن يغضب ويسمعك هذه الكلمات ؟؟؟؟ !!!!
أختي في الله بالفعل إن الإنسان المسلم المتدين الخلوق لا يهم لونه أو عرقه اتفهم هذا جيدا ، ولكن لا بد من رضى الوالدين ، فهم أختي الحبيبة لديهم من المعرفة والخبرة ما ليس عندك ، فتذكري دائما إنهم يخافون عليك ويريدون لك أحسن إنسان في هذه الدنيا ، فأنت أغلى عليهم من أنفسهم ، ولا تقولي أبدا إنهم لا يفهموني ، أو لا يقدروا مشاعري ، أو ما يحسون فيني !!! لا أختي الحبيبة إن الوالدين حفظهما الله نظرتهما مستقبليه ، كيف ذلك ؟؟
يمكنني أن أذكر لك مثالا على سبيل المثال لا الحصر :-
الفتاة عادة لديها مشاعر قد تدفعها لحب إنسان ما والتعلق به وهو ليس كفؤا لها ، ولا يناسبها قلبا وقالبا ، ولكن مثل ما يقولون الحب أعمى ، وحتى إن علمت بعض عيوبه فقد ترمي بها جانبا وخصوصا إنها ما زالت على البر ، ولكن ما أن تدخل في معترك الحياة اليومية فلن تتغاضى عن أي شيء ولو كان صغيرا جدا ، وقد تكتشف بعدها إنها أساءت الإختيار وإن هذا ليس كفؤا لها
أختي في الله يرى جمهور الفقهاء أن الكفاءة في الزواج معتبرة، فإن زوُجت المرأة نفسها من غير كفء لها فلأوليائها حق الاعتراض على هذا الزواج، ولهم أن يرفعوا الأمر إلى القضاء لفسخ هذا الزواج، فالكفاءة إذن أمر معتبر في العرف وفي الشرع، وهي من الأمور التي لا يمكن اغفالها التي تساعد على انجاح الزواج، والاستقرار وتحقيق السعادة بين الزوجين.
أريد منك أخيتي الكريمة أن تسعي جاهدة لرضا الله أولا ثم رضا والديك ، وتذكري دائما إنك لن تسعدي إلا برضاهم ، وتذكري كم من فتاة تزوجت بغير رضا أهلها فعاشت تعيسة ، وإن اكتشفت إنها أخطأت الاختيار فلن تجد ظهرا وسندا يعينها في هذه الحياة ، لأنها أصرت على اختيارها ولن تتجرأ لطلب ذلك من أهلها ،
أختي في الله إن لم تتم هذه الخطبة من هذا الرجل بعينه ، فاعلمي أن الله سبحانه وتعالى مقدر لك من هو أفضل منه ، وسبحان الله لا تدرين أختي العزيزة لعلك إن أرضيتي والديك أن يتغير الحال ويباركوا زواجك .
وأخيرا ... أوصيك بالرقية ، ثم أرجوك بعدم التسرع والاستخارة التي أعتدتي عليها دائما ، ثم استشارة ذوي الخبرة ، فهذه وصية الرسول .
تمنياتي لك بحياة سعيدة يملؤها الإيمان والرضا
موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .