الذكريات...
تغلف طبقة في المخ والتي على الأغلب تتحكم في الشخصيات والطباع
ان تلك الذكريات التي تكونت من امور مضت ، هي ما يشكل طرق التفكير والتصرف والتفاعل والفشل والابداع
الذكريات لا تُنسى ...
انها تتحرك في الذاكرة ، تخبو ثم تطفو ... حسب المواقف التي يتعرض لها الفرد ،وحسب طبيعة الامور والبشر التي يتفاعل معها ..
لا ذكريات تعيش ..
انها تزورنا لتمضي .. تأتي لتذهب
لا تتحول الذكريات التي تأتينا الى واقع وحياة
لا احد علمنا ان الذاكرة هي تراكم الحاضر
وان علينا ان نجمّل حاضرنا وواقعنا ما استطعنا لكي نحصل على ذاكرة ( من تيفال ) لا يعلق بها الصدأ وتزول منها الأوساخ بسهولة ! حتى توجهنا ذاكرتنا في المواقف الصعبة... التوجيه الصحيح
لا أحد علمنا أن علينا اليوم أن نضع صورة الغد فنعرف كيف نحزن عندما نحزن .. وكيف نفرح عندما نفرح
دون أن يغيب عن بالنا ان هذه الأحداث ستصبح غدا ذكريات قد لا تعود
وقد نضحك غدا مما بكينا منه اليوم ، وقد نسخط غدا مما فرحنا له اليوم
لا أحد ... شرح لنا أن علينا أن نعتني بما نتذكره أكثر من اهتمامنا بما نعايشه
كون الماضي صورة مستنتسخة على كل اوراق الحاضر ، وقد نتعثر بصفحات الماضي خلال تفاعلنا مع أوراق اليوم ....
لا احد أمضى وقتا يستحق، في مراجعة قيود ذاكرته وترتيبها في ادراج الذاكرة حتى يستطيع الصمود في وجه حزن قد يأتي ...دون ان يتحول كيانه الى مدينة مدمرة كهيروشيما ،
أو سعادة هو على موعد معها دون علمه، فيفرح بما هو أهل لها
لم ندرك حتما أن علينا ان نراجع دوما ما نراه او نلمسه او نشمه ! كون الذاكرة تكمن قوتها في أن جنودها موجودين لديك ،، فحاسة الشم تذكرك بجوّ أو رائحة ما
وحاسة السمع تذكرك بصوت ما
وحاسة البصر .. تذكرك بأشياء وأشياء
ويتبع ذلك .. مخاطبتك لنفسك وتحليلك الداخلي لمفاعيل جرح أو ألم تعرضت له ...
تحتاج الى منازلة كل هذه الجنود لتنسى موقفا صعبا أو تتجاوزه ،...
أنها حرب مع نفسك وذاكرتك .. ، لن تتوقف خلالها عن سماع أصوات أشياء تتكسر في داخلك ..
قد ينجح البعض في حروب النفس الداخلية ، وقد يفشل آخرون ، فيبقون رهينة الماضي والذكريات ، بينما
كل من حولهم يعيشون حاضرهم .....
وغالبا في مواقف حياتنا وأحداثها ،، لا نتمكن من تحديد المكسب والخسارة
ربما بعد مرور وقت طويل ، نصاب ( بطول نظر ) كما هي طبيعة العين البشرية ، فتصبح الصورة لدينا أوضح عن بعد ، ونستطيع تقدير هل أخطأنا أم أصبنا بصنع قرارات في محطات حاسمة حوّلت مسيرة حياتنا ...
وقد نرضى بأن ما قمنا به كان صوابا .. وقد نندم ... وقد نعترف بأن ما قمنا به كان مجانبا للصواب و لا نندم بفعل تراكمات الزمن ، التي حوّلتنا وحوّلت شخصياتنا وأمنياتنا وغيّرت أحلامنا .... ثم نضيف ما حصل الى قائمة الأحداث التي كوّنت لكل منّا تاريخا ، فنحتفي ( كما الشعوب العربية ) بهذه الذكريات عندما تمر في خاطرنا ...
ومن مفاجآت الذاكرة .. أنك قد تجد نفسك يوما
وقد عدت في لحظة ما .. تصرخ كما صرخ غاليلو عندما قال : الأرض كروية ،
عدت لتلتقي بثمة أحداث مرّت بك واصبحت ماضي قلبت صفحته رغم ثقل هذه الصفحة ،
عدت الى نفس المكان الذي غربت فيه الشمس ، فانقلبت عنده عربة حياتك الى اتجاه آخر ،
فلا تستغرب اذا وجدت نفسك بعد عدة سنين ..تقف في نفس النقطة التي انشطرت بعدها قافلة أيامك ،...
ومطروحة أمامك نفس الخيارات ....
ولا تتفاجأ .. عند تجد نفسك تتخذ نفس القرار
فمتلازمة الزمن اختلفت
لا زمن يشبه الآخر
ولا حدث مهما كانت تفاصيله مشابهة ..يشبه الحدث الآخر
وتأكد...
ان الشمس تشرق عادة ..من نفس المكان الذي غربت فيه