مرّ ملك و وزيره بعجوز عند ناصية الطريق ..
فبادره الملك بقوله ..
السلام عليكم يا أبي..كيف حال الإثنين؟ ..
ردّ العجوز متحسّرا .. لقد أصبحوا ثلاثة ..
الملك.. و كيف حال القوي؟ ..
ردّ العجوز .. لقد أصبح ضعيفاً ..
استطرد الملك ..و كيف حال البعيد؟..
أجاب الشيخ ..لقد أصبح قريباً ..
فقال الملك وهو يستدير مودّعا .. لا تبع رخيصاً ..
تبسّم العجوز قائلا .. لا توصّ حريصاً ..
استغرب الوزير من الحديث الذي لم يفقه منه كلمة ..
ولكنه لم يسأل الملك خشية أن يشكك في ذكائه ..
وفي أقرب فرصة عاد للعجوز متسائلا عن مغزى الكلام ..
ففوجئ بالعجوز يطلب مبلغا كبيرا فأعطاه الوزير ألف درهم..
ليقول عندها مبتسما ..
فأما الإثنين فهما الرجلين و أصبحوا ثلاثة مع العصا .. وسكت ..
وليفهم الجواب الثاني طلب العجوز ضعفي المبلغ الأول ..
ثم قال ..فأما القوي فهو السمع و قد أصبح ضعيفاً..
وللإجابة الثالثة ..طلب ضعفي المبلغ الذي قبله فأعطاه الوزير..
فقال.. فأما البعيد فهو النظر و قد صرت لا أرى الا القريب ..
و عندما سأله الوزير عن السؤال الأخير إمتنع العجوز عن الإجابة ..
وبعد إلحاح .. أعطاه الوزير مائة ألف درهم ..
فأجاب.. إن الملك كان يعلم منك أنك ستأتي لتستفسرني ..
و بأني سأشرح لك.. و أوصاني بأن لا أجيبك قبل أخذ ما أريد ..
و ها قد حصلت على ما طلبت