لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
إحصائية العضو
آخـر
مواضيعي
( && أذكار الكرب والبلاء && ) !!!
( && أذكار الكرب والبلاء && ) !!!
1- عن سعد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله علايه وسلم : ( ألا أخبركم بشئ إذا نزل برجل منكم كرب ، أو بلاء ، من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه ؟ دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ( السلسلة الصحيحة 1744 ) 0
قال المناوي : ( " ألا أخبركم بشيء " يعني بدعاء بديع نافع للكرب والبلاء " إذا نزل برجل " يعني بإنسان وذكر الرجل وصف طردي ، وإنما ذكره لأن غالب البلايا والمحن إنما تقع للرجال قال :
كتب القتل والقتال علينا "ـ"ـ"ـ" وعلى الغانيات جر الذيول
" كرب " أي مشقة وجهد ، والكرب الغم الذي يأخذ بالنفس كما في ( الصحاح ) وغيره " أو بلاء " بالفتح والمد محنة " من أمر الدنيا دعـا به " الله تعالى " فيفرج عنه " أي يكشف غمه قال الأزهري : فرج الله الغم بالتشديد كشفه 0 قالوا بلى أخبرنا " دعاء ذي النون " أي صاحب الحوت وهو يونس بن متى – عليه السلام – حين التقمه الحوت فنادى في الظلمات " لا إله إلا أنت " أي مهما صنعت من شيء فلن أعبد غيرك " سبحانك " تنزيه عن كل النقائض ومنها العجز ، وإنما قاله لأن تقديره سبحانك مأجورا أو شهوة للانتقـام أو عجزا عن تخليصي ممـا أنا فيه ؛ بل فعلته بحكم إلهية وبمقتضى الحكمة " إني كنت من الظالمين " يعني ظلمت نفسي 0 كأنه قال إني كنت من الظالمين وأنا الآن من التائبين لضعف البشرية والقصور في أداء حق العبودية ، وهذا القدر كاف في السؤال 0 وإنما كان هذا الدعاء منجيا من الكرب والبلاء لإقرار الإنسان فيه على نفسه بالظلم 0 قال الحسن : ما نجى يونس والله إلا لإقراره على نفسه بالظلم ) ( فيض القدير - باختصار - 3 / 104 ) 0
2- عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند الكرب : ( لا إله إلا الله الحليم الحكيم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم ) ( متفق عليه ) 0
قال المباركفوري : ( قوله " كان يدعو عند الكرب " أي عند حلول الكرب وهو بفتح الكاف وسكون الراء بعدها موحدة ، أي الغم الذي يأخذ النفس 0 كذا في " الصحاح " 0 وقيل : الكرب أشد الغم 0 وقال الحافظ : هو ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه فيغمه ويحزنه " لا إله إلا الله الحليم " هو الذي يؤخر العقوبة مع القدرة " الحكيم " أي ذو الحكمة وهي كمال العلم وإتقان العمل ، أو فعيل بمعنى الفاعل فهو مبالغة الحاكم ، فإنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه ، أو بمعنى المفعل أي الذي يحكم الأشياء ويتقنها " لا إله إلا الله رب العرش العظيم " بالجر على أنه نعت للعرش عند الجمهور ، ونقل ابن التين عن الداوودي أنه رواه برفع العظيم على أنه نعت للرب وكذا الكريم في قوله " رب العرش الكريم " ووصف العرش بالكريم أي الحسن من جهة الكيفية فهو ممدوح ذاتا وصفة ، وفي قوله رب العرش العظيم وصفه بالعظمة من جهة الكمية 0 فإن قيل هذا ذكر وليس فيه دعاء 0 فجوابه من وجهين مشهورين أحدهما : أن هذا الذكر يستفتح به الدعاء ثم يدعو بما شاء 0 والثاني : جواب سفيان بن عيينة ، فقال : أما علمت قوله تعالى ( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) ( قال الألباني حديث ضعيف ، انظر ضعيف الجامع 6435 ، ضعيف الترمذي 562- المشكاة 2136- السلسلة الضعيفة 1335، وقد ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " - برقم (165) ، والسيوطي في " اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة "– برقم ( 342 ) ، وفي " التعقبات على الموضوعـات " – برقم ( 43 ) ، والذهبي في " ترتيب الموضوعات " – برقم ( 988 ) ، والفتني في " تذكرة الموضوعات " – برقم ( 54 ) ، والكناني في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " – برقم 323 ) وقال الشاعر :
إذا أثنى عليك المرء يوما "ـ"ـ"ـ" كفاه عن تعرضه الثناء
انتهى 0 قلت : ويؤيد الأول رواية أبي عوانة فإنه زاد في مسنده الصحيح : ثم يدعو بعد ذلك ) ( تحفة الأحوذي - باختصار - 9 / 277 - 278 ) 0
قال النووي - رحمه الله - : ( قوله " حزبه أمر " أي : نزل به أمر مهم ، أو أصابه غم ) ( الأذكار - ص 164 ) 0
وقال أيضا : ( هو حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة 0 قال الطبري : كان السلف يدعون به ، ويسمونه دعاء الكرب ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 16 ، 17 ، 18 / 208 ) 0
3- عن عبدالله بن جعفر عن علي - رضي الله عنه - قال : لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات ، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولها : ( لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحانه تبارك الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 1 / 94 ، والنسائي في اليوم والليلة - برقم ( 627 - 633 ) بألفظ متقاربة ، وابن حبان في " الموارد " برقم ( 2371 ) ، والحاكم في المستدرك - 1 / 508 ، على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي 0 وقال ابن حجر : حديث صحيح - الفتوحات الربانية - 4 / 7 - وصححه الضياء المقدسي حيث أخرجه فـي المختارة - برقم ( 558 - 561 ) - 3 / 179 - 181 ) 0
4 - عن أنس - رضي الله عنه - قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) ( صحيح الجامع 4777 ) 0
5 - عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه قال : ( ما أصاب عبدا هم ولا حزن ، فقال : اللهم إني عبدك ، ابن عبدك ، ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمتـه أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ! إلا أذهب الله حزنه وهمه ، وأبدله مكانه فرحا ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 1 / 391 - 452 ، وابن حبان في صحيحه - برقم ( 2372 ) " موارد " في الأذكار ، والحاكم في المستدرك- 1 / 509 ، وابن الجوزي في " زاد المسير " - 9 / 191 ، والذهبي في " الطب النبوي " ( 25 ) ، والزبيدي في " إتحاف السادة المتقين - 5 / 106 ، والهندي في " كنز العمال " - برقم ( 3434 ) ، وأبو يعلى في مسنده - 9 / 198 ، والطبراني - 10 / 210 - برقم ( 10352 ) ، والبزار - وقال الحافظ في " تخريج الأذكار " : حديث حسن ، وقد صححه بعض الأئمة - الكلم الطيب 122 ) 0
قال ابن القيم – رحمه الله – في كتابه القيم " بدائع الفوائد " في شرحه لهذا الحديث :
( إن الداعي به صدر سؤاله بقوله : "إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك" ، وهذا يتناول من فوقه من آبائه وأمهاته إلى أبويه آدم وحواء ، وفي ذلك تملق له واستخذاء بين يديه ، واعتراف بأنه مملوك وآباؤه مماليكه ، وإن العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه ، وأنه سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ، ولن يأويه أحد ولم يعطف عليه ، بل يضيع أعظم ضيعة 0 فتحت هذا الاعتراف : إني لا غنى بي عنك طرفة عين ، وليس لي من أعوذ به وألوذ به غير سيدي الذي أنا عبده ، وفي ضمن ذلك الاعتراف بأنه مربوب مدبر مأمور منهي ، إنما يتصرف بحكم العبودية ، لا بحكم الاختيار لنفسه 0 فليس هذا شأن العبد بل شأن الملوك والأحرار 0 وأما العبيد فتصرفهم على محض العبودية ، فهؤلاء عبيد الطاعة المضافون إليه سبحانه في قوله : ( إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ) ( سورة الحجر - الآية 42 ) ، وقوله : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا ) ( سورة الفرقان – الآية 63 ) 0 ومن عداهم عبيد القهر والربوبية ، فإضافتهم إليه كإضافة سائر البيوت إلى ملكه ، وإضافة أولئك كإضافة البيت الحرام إليه ، وإضافة ناقته إليه ، وداره التي هي الجنة إليه ، وإضافة عبودية رسوله إليه بقوله : ( وَإِنْ كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا ) ( سورة البقرة - الآية 23 ) ، ( سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ ) ( سورة البقرة - الآية 23 ) ، ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ) ( سورة الإسراء - الآية 1 ) وفي التحقيق بمعنى قوله " إني عبدك " التزام عبوديته : من الذل والخضوع والإنابة ، وامتثـال أمر سيده ، واجتناب نهيه ، ودوام الافتقار إليه ، واللجوء إليه ، والاستعانة به ، والتوكل عليه ، وعياذ العبد به ، ولياذه به ، وأن لا يتعلق قلبه بغيره : محبة وخوفا ورجاء 0
وفيه أيضا : أني عبد من جميع الوجوه : صغيرا وكبيرا ، حيا وميتا ومطيعا وعاصيا ، معافى ومبتلى ، بالروح والقلب واللسان والجوارح 0
وفيه أيضا : أن مالي ونفسي ملك لك ، فإن العبد وما يملك لسيده 0
وفيه أيضا أنك أنت الذي مننت علي بكل ما أنا فيه من نعمة ، فذلك كله من أنعامك على عبدك 0
وفيه أيضا : أني لا أتصرف فيما خولتني من مالي ونفسي إلا بأمرك كما لا يتصرف العبد إلا بإذن سيده ، وإني لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا 0 فإن صح له شهود ذلك فقد قال إني عبدك حقيقة 0
ثم قال : " ناصيتي بيـدك " ، أي أنت المتصرف في ، تصرفني كيف تشاء ، لست أنا المتصرف في نفسي 0 وكيف يكون له في نفسه تصرف من نفسه بيد ربه وسيده وناصيته بيده وقلبه بين اصبعين من أصابعه ، وموته وحياته وسعادته وشقاوته وعافيته وبلاؤه كله إليه سبحانه ، ليس إلى العبـد منه شيء ، بل هو في قبضة سيده أضعف من مملوك ضعيف حقير ، ناصيته بيد سلطان قاهر مالك له تحت تصرفه وقهره ، بل الأمر فوق ذلك 0
ومتى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء لم يخفهم بعد ذلك ، ولم يرجهم ، ولم ينزلهم منزلة المالكين ، بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين ، المتصرف فيهم سواهم ، والمدبر لهم غيرهم ، فمن شهد نفسه بهذا المشهد ، صار فقره وضرورته إلى ربه
وصفا لازما له ، ومتى شهد الناس كذلك لم يفتقر إليهم ، ولم يعلق أمله ورجاءه بهم ، فاستقام توحيده وتوكله وعبوديته 0 لهذا قـال هود لقومه : ( إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّى وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَآبَّةٍ إِلا هُوَ ءاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّى عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ( سورة هود - الآية 56 ) 0
والثاني : يتضمن حمده وعدله ، وهو سبحانه له الملك وله الحمد ، وهذا معنى قول نبيه هود : ( مَا مِنْ دَآبَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ) (سورة هود - الآية 56 ) ، ثم قال : ( إِنَّ رَبِّى عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) أي مع كونه مالكا قاهرا متصرفا في عباده ، نواصيهم بيده فهو على صراط مستقيم 0 وهو العدل الذي يتصرف به فيهم ، فهو على صراط مستقيم ، في قوله وفعله وقضائه وقدره وأمره ونهيه وثوابه وعقابه 0 فخبره كله صدق ، وقضاؤه كله عدل ، وأمره كله مصلحة ، والذي نهى عنه كله مفسدة ، وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله ، ورحمته وعقابه لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته 0
وفرق بين الحكم والقضاء ، وجعل المضاء للحكم ، والعدل للقضاء ، فإن حكمه سبحانه يتناول حكمه الديني الشرعي ، وحكمه الكوني القدري 0 والنوعان نافذان في العبد ماضيان فيه ، وهو مقهور تحت الحكمين ، قد مضيا فيه ، ونفذا فيه ، شاء أم أبى ، لكن الحكم الكوني لا يمكنه مخالفته ، وأما الديني الشرعي فقد يخالفه 0
ولما كان القضاء هو الإتمام والإكمال ، وذلك إنما يكون بعد مضيه ونفوذه ، قال :" عدل فيّ قضاؤك " أي بالحكم الذي أكملته وأتممته ونفذته في عبدك عدل منك فيه 0 وأما الحكم فهو ما يحكم به سبحانه ، وقد يشاء تنفيذه وقد لا ينفذه ، فإن كان حكما دينيا فهو ماض في العبد ، وإن كان كونيا فإن نفذه سبحانه مضى فيه ، وإن لم ينفذه اندفع عنه ، فهو سبحانه يقضي ما يقضي به 0 وغيره قد يقضي بقضاء ويقدر أمرا ولا يستطيع تنفيذه 0 وهو سبحانه يقضي ويمضي ، فله القضاء والإمضاء 0
وقوله : " عدل فيّ قضاؤك " يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه ، من صحة وسقم ، وغنى وفقر ، ولذة وألم ، وحياة وموت ، وعقوبة وتجاوز وغيره 0 قال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) ( سورة الشورى – الآية 30 ) ، وقال : ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُورٌ ) ( سورة الشورى - الآية 48 ) 0 فكل ما يقضي على العبد فهو عدل فيه ) ( بدائع الفوائد - ص 44 - 48 ) 0
6- عن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا 0 إلا عوفي من ذلك البلاء كائنا مـا كان ما عاش ) ( قال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 555 ، الترمذي 2728 ، صحيح ابن ماجة 3140 ) 0
7- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ، لم يصبه ذلك البلاء ) ( قال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمذي 2729 ) 0
قال المناوي : ( قال الطيبي : فيه إشعار بأن الكلام ليس في مبتلى بنحو مرض أو نقص خلقة بل لكونه عاصيا متخلفا خلع العذار ولذلك خاطبه بقوله : مما ابتلاك به ولو كان المراد المريض لم يحسن الخطاب بقوله : " وفضلني عليك " أي صيرني أفضل منك أي أكثر خيرا أو أحسن حالا ) ( فيض القدير- 1 / 351 ) 0
قال المباركفوري : ( " من رأى صاحب بلاء " أي مبتلى في أمر بدني وقصر فاحش أو طول مفرط أو عمى أو عرج أو اعوجاج يد ونحوها ، أو ديني بنحو فسق وظلم وبدعة وكفر وغيرها ) ( تحفة الأحوذي - 9 / 275 ) 0
وقال أيضا قال القاري : الصواب أنه يأتي به لورود الحديث بذلك ، وإنما يعدل عن رفع الصوت إلى إخفائه في غير الفاسق بل في حقه أيضا إذا كان يترتب عليه مفسدة ويسمع صاحب البلاء الديني إذا أراد زجره ويرجو انزجاره ) ( تحفة الأحوذي - 9 / 276 ) 0
قال الترمذي : ( وقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال : إذا رأى صاحب بلاء يتعـوذ ، يقول ذلك في نفسه ، ولا يسمع صاحب البلاء ) ( صحيح سنن الترمذي - 153 ) 0
قلت : والظاهر من أقوال أهل العلم أن الذكر المتعلق بالابتلاء المذكور بالأحاديث الآنفة يتعلق بالحالين ، أي مبتلى المرض ومبتلى الكفر والشرك والبدعة والمعصية ، فكل من رأى مبتلى في بدنه أو دينه جاز له أن يقول هذا الذكر والله تعالى أعلم 0
8- عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت ) ( أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد - ( 258 ) باب الدعاء عند الكرب - برقم 701 ) 0
قال المناوي : ( " دعوات المكروب " أي المغموم المحزون أي الدعوات النافعة له المزيلة لكربه والكرب بفتح فسكون ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه ويغمه ويحزنه " اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت " ختمه بهذه الكلمة الحضورية الشهودية إشارة إلى أن الدعاء إنما ينفع المكروب ويزيل كربه ؛ إذا كان مع حضور وشهود ، ومن شهد لله بالتوحيد والجلال مع جمع الهمة وحضور البال فهو حري بزوال الكرب في الدنيا والرحمة ورفع الدرجات في العقبى ) ( فيض القدير- 3 / 526 ) 0
قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " اللهم رحمتك أرجو " أي لا أرجو إلا رحمتك " فلا تكلني " أي لا تتركني " إلى نفسي طرفة عين " أي لحظة ولمحة " وأصلح لي شأني" أي أمري" كله " تأكيد لإفادة العموم ) ( عون المعبود - 14 / 294 ) 0
هذا ما تيسر لي اخوتي الأفاضل ، بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
التعديل الأخير تم بواسطة أسامي عابرة ; 26-06-2009 الساعة 04:52 AM.