غصّت صحف التاريخ بكثير من الميثولوجيا...
والتي نأخذها ونستأنس بسردها ، ثم نبني عليها الحكم والأمثال... والأشعار ....
خذوا حذركم يا قوم ينفعكم
فليس ما قد أرى من أمر يحتقر
إني أرى شجراً من خلفها بشـرٌ
لأمرٍ اجتمع الأقوام والشّـجـر
فلما دهمهم حسان قال لها: ماذا رأيت ? قالت: الشجر خلفها بشر ! فأمر بقلع عينيها وصلبها على باب جو، وكانت المدينة قبل هذا تسمى جواً، فسماها تبع اليمامة وقال:
وسمّيت جوّاً باليمـامة بـعـدمـا
تركت عيوناً بالـيمـامة هـمّـلا»
وقد قالوا ايضا : قد كانت امرأة زرقاء العينين واسم موطنها يمامة فسميت زرقاء اليمامة
وهي امرأة ترى البشر والأشياء على مسيرة ثلاثة ايام.....
ولم تظهر صحف التاريخ لنا ، توضيحا لمسيرة الثلاثة أيام!!
هل هي بالجمال ، أم البغال ، ام على ظهور الفيلة ، أو على حمار ؟؟
وربما مشيا على الأقدام ، أو هرولة ، أو ركضا ،
وقد يكون طيرانا ، أو سباحة ....
أنا على ثقة تامة ، بأن مؤرخي وصانعي التاريخ سيهاجمونني الآن ،، ويعتبرون احتمالاتي بعيدة عن المنطق !! في افتراض آخر وسيلتين ،
إذ ان العقل يقول : ان التنقل جوا ، وبحرا ( بالميل البحري ) لم يكن معروفا آنذاك.
أما على الجانب الآخر فيُفترض بنا ( تصديق ) أن كائنا بشريا ، يرى على بعد ثلاثة أيام ، وكذلك ما خلف الأشياء ،
وان نعتبر هذا من ( المنطق ) !
نحن هنا لا نتحدث عن صقر او نسر أو جرادة أو غيرها من المخلوقات ذوات العيون المركبة,, التي وان كانت تتمتع بالرؤية الواضحة واتساع وبعد المدى إلا انه ( مؤكد ) أنها لا تستطيع ان تخترق ببصرها الأشياء .
إنما هي زرقاء اليمامة،،، التي لم يعرف التاريخ البشري من هو احدّ ولا اثقب منها بصرا .
والمشكلة أننا لا زلنا نصدق ما حشاه التاريخ من أساطير ، رغم التقدم العلمي الذي وضح ورسم شبكية العين البشرية ..ووضح مجال الرؤية الممكنة للعين البشرية ، ان كانت من يُقال عنها ضمن البشر !
ولكن يبدو أن ( يمامة ) كانت بعيون تحتوي على امواج كهرومغناطيسية و فوق باذنجانية و تحت بنفسجية هيأت لها ( الاختراق البصري ) لكي ترى .. ما وراء الشجر،
وربما كانت هذه الاسطورة ( على غرار أفلام الخيال العلمي ) في ذاك الوقت ، وكانت مقدمة لإختراع المنظار والتلسكوب
وليس بعيد أيضا ، أن تكون السبب في الخلفية الأساسية لاكتشاف ( صور الأشعة ) التي يتم بواسطتها الكشف والاختراق .
والغريب ان احدا لم يفترض ابدا ان ما كانت تراه هذه المرأة ( او يخيل لهم انها تراه ) هو من إخبار الجن لها ... رغم ان هذا المنطق هو الأقرب الى التصديق ! والدليل أن الجن كان موجودا في تلك الأوقات !!!!
لا فائدة اذن من زيادة الحشو في مثل هذه القصص والبحث عما خلّده التاريخ الأبله ،
فلم يسبق لنا تصديق ان كائنا بشريا ولد بفم ضفدع او بعين صقر او بأرجل دجاجة !!
والرد الوحيد على ادّعاءات التاريخ الذي ( يستغل ) عدم وجودنا في تلك الفترات
( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )
فلا مناسبة بعد الآن لما تضرب به الأمثال :
أبصر من زرقاء اليمامة !!!!!!
وعذرا ايها التاريخ...دمت بخير
ودامت عقولنا بخير .......